بقلم محمد مختار ( كاتب وباحث )
على الرغم من الطابع الأسطوري للقصص التي جاءت على لسان شهرزاد في ألف ليلة وليلة إلا أن تحليل محتوى الليالي يكشف عن أن شهرزاد، سواء كانت شخصية حقيقية أو شخصية خيالية يتخفى وراءها رواي حقيقي هي شخصية نسائية عاشت في العراق وتحديدا في بغداد ومدن وأخرى، وهو ما يظهر من خلال السرد في الروايات التي جاءت على لسانها . فالليالي تدور في أحضان حضارة بغداد العباسية لم تكن فقط تمثل وتعبر عن العراقيين وحدهم بل تعبرعن واحدة من اعظم واكبر امبراطوريات التاريخ التي جمعت شتى الشعوب واللغات والثقافات.
لكن مع ذلك ووفقًا للدراسات الحديثة ، فإن اسم شهرزاد مشتق من الشكل العربي للاسم الفارسي الأوسط شهرازاد ، والذي يتكون من الكلمتين ehr (“النسب”) وآزاد (“نبيل ، تعالى”). أقدم أشكال اسم شهرزاد في المصادر العربية تشمل شيرازاد (شيرازاد ، آرازاد) في المسعودي ، وشهرزاد في ابن النديم. تقول القصة أن الملك شهريار ، عندما اكتشف أن زوجته الأولى كانت غير مخلصة له ، قرر الزواج من عذراء جديدة كل يوم وقطع رأسها في صباح اليوم التالي قبل أن تتمكن من إهانة شرفه. في النهاية ، لم يتمكن الوزير من العثور على عذارى من الدم النبيل وقدم ابنته شهرزاد لتكون العروس التالية للملك.
كانت شهرزاد قد اطلعت على كتب وسجلات وأساطير الملوك السابقين ، وقصص وأمثلة وأمثلة لرجال وأشياء فاتتهم. لقد قيل بالفعل إنها جمعت ألف كتاب من الكتب التاريخية المتعلقة بالأجناس القديمة والحكام المتوفين. اطلعت على أعمال الشعراء وعرفتها عن ظهر قلب. درست الفلسفة والعلوم والفنون والإنجازات. وكانت لطيفة ومهذبة ، حكيمة وذكية ، جيدة القراءة ومرباة.
ضد رغبة والدها ، تطوعت شهرزاد للزواج من الملك. بمجرد وصولها إلى غرف الملك ، سألت شهرزاد عما إذا كانت ستودع أختها الصغرى المحبوبة ، دنيازاد ، في وداع أخير ، والتي كانت مستعدة سراً لتطلب من شهرزاد أن تحكي قصة خلال الليل الطويل. استيقظ الملك واستمع برهبة كما روت شهرزاد قصتها الأولى. مر الليل وتوقفت شهرزاد في المنتصف. طلب منها الملك أن تنتهي ، لكن شهرزاد قالت إنه لم يكن هناك وقت ، مع طلوع الفجر. لذلك أنقذ الملك حياتها ليوم واحد حتى تتمكن من إنهاء القصة في الليلة التالية. في الليلة التالية أنهت شهرزاد القصة ثم بدأت قصة ثانية أكثر إثارة ، توقفت مرة أخرى في منتصف الطريق عند الفجر. مرة أخرى ، أنقذ الملك حياتها ليوم آخر حتى تتمكن من إنهاء القصة الثانية. وهكذا أبقى الملك شهرزاد على قيد الحياة يومًا بعد يوم ، حيث كان ينتظر بفارغ الصبر نهاية قصة كل ليلة سابقة. في نهاية 1001 ليلة ، و 1000 قصة ، أخبرت شهرزاد الملك أخيرًا أنه ليس لديها المزيد من الحكايات لتخبره به. لكن خلال الـ 1001 ليلة الماضية ، وقع الملك في حب شهرزاد. لقد أنقذ حياتها بحكمة وجعلها ملكته.