20 سبتمبر، 2024 2:07 ص
Search
Close this search box.

“شكر حاجم الصالحي”.. صاحب نظرة شاملة إلى الحياة بما فيها الإنسان والوجود

“شكر حاجم الصالحي”.. صاحب نظرة شاملة إلى الحياة بما فيها الإنسان والوجود

خاص: إعداد- سماح عادل

“شكر حاجم الصالحي” شاعر عراقي..

حياته..

من مواليد المدحتية، بمحافظة بابل ودرس الابتدائية في الحلة والثانوية الأدبي عام 64- 1965 في ثانوية المسيب والتحق بكلية الحقوق في جامعة البصرة لكن لم يواصل الدراسة فيها لظروف معيشية. حاز على إجازة في اللغة العربية من كلية الآداب في جامعة بغداد. عمل في معمل الحرير الصناعي في السدة ومعمل نسيج الحلة. عمل كاتباً في مصلحة مشروع المسيب الكبير، ورئيس ملاحظين في الدار الوطنية للتوزيع والإعلان. انشغل فترة بنشر الدراسات الفولكورية في المجلات المختصة وانصرف إلى تأسيس مكتبة الأدباء بالاشتراك مع ناجح المعموري في الحلة. عمل مدرسا. وهو عضو اتحاد الأدباء في العراق.

أعماله..

  1. خطوط أمامية.. خطوط خلفية، ديوان شعر، 1983.
  2. غزل عراقي، بالاشتراك، ديوان شعر، 1984.
  3. الشهداء يطرقون الأبواب، ديوان شعر، 1988.
  4. سرّ الليل، ديوان شعر، 1989.
  5. معلّقة الفاو، ديوان شعر، 1989.
  6. فلاح عسكر: الشاعر الشهيد، 1992.
  7. ذاكرة القراءة، 2000.
  8. أصابع الكلام، ديوان شعر، 2001.
  9. قطار الوقت، 2009.
  10. مصادر الأصفهاني في كتاب الأغاني، 2013.
  11. ما قرأت لكم، 2015.

المشكلة..

في مقال بعنوان (وجهة نظر. هل المشـكلة فينا؟) كتب “شكر حاجم الصالحي”: “أعجب من شاعر لا يقرأ رواية ولا يشاهد عرضا مسرحيا ولا يحضر حفلا موسيقيا ولا يزور معرضا تشكيليا، لكنه يملأ جرائد هذا الزمان بقصائده الباردة، وله في كل فعالية ثقافية صولات وجولات، يناقش هذا ويعترض على ذاك، ويلغي الاثنين معا، وما سواه من مبدع في هذا العصر، وأعجب من قاص لا يحضر أمسية شعرية، وأعجب من فنان تشكيلي لا يشاهد مسرحية ولا… ولا … وأعجب من مسرحي لا يقرأ الشعر ولا يقرأ القصة ولا تعجبه الموسيقى برغم أن من بديهيات الأمور أن الفنون جميعها حلقات متصلة من المعرفة ليس بالإمكان الاستغناء عنها والفصل بين روافدها.

واذكر- كنا- نحن ثلة من المهمومين بالشأن الثقافي في سبعينات القرن المنصرم نستأجر حافلة للذهاب بها إلى العاصمة لمشاهدة عرض مسرحي في مسرح بغداد للفن الحديث ولا نكف عن الحوار في طريق عودتنا الى مدينتنا، فهذا الشاعر يرى أن العرض المسرحي كان يفتقد الى عدم الوضوح وضعف الأداء، وذاك القاص يعتقد أن الفنان (س) تألق في أداء دوره مما أضفى على العرض حميمية وزاد من قدراته في إيصال ما يهدف اليه من معان نبيلة، وآخر من الغاوين يصرح أن فرقة 14 تموز تهتم بالموضوعات الشعبية وعلينا في السفرة القادمة أن نحضر أحد عروضها وما أن تطأ أقدامنا أرض الحلة حتى يصار إلى اتفاق على موعد جديد لزيارة بغداد ومشاهدة مسارحها ومعارضها التشكيلية”.

ويواصل: “ومما لا أنساه ذلك الحماس الذي ملأنا عندما بدأ عرض فيلم العصفور في سينما النصر في أوائل السبعينات وذهبنا لمشاهدته في حافلتين ممتلئتين بمحبي السينما المصرية، هكذا كانت أيامنا الجميلة في تلك السنوات المحتشدة بالسينما والمسرح والغناء والتشكيل والشعر والنقد والرواية، فما بالنا بعد أربعة عقود من الزمن لا نجد شاعرا يقرأ، ولا روائيا يشاهد عرضا مسرحيا ولا تشكيليا يملأ وقته بالتذوق الموسيقي ولا قاصا يشاهد لوحات فنان كبير عرضها في إحدى قاعات العرض النادرة”.

ويضيف: “هل المشكلة فينا أم في الزمن أم هناك عوامل أخرى جعلتنا بهذه الصورة؟ صحيح أن دور السينما أغلقت وأن حفلات الغناء والموسيقى تناقصت وأن ……وأن ….

ولكن مع كل تفاصيل الواقع الثقافي الذي نعيشه ما زالت الفعاليات الثقافية متواصلة، ومع زال المبدعون العراقيون يحققون نجاحات باهرة في المحافل العربية والدولية. من وجهة نظري أجد أن المشكلة ذاتية بحتة فقد تخلينا عن القراءة وحماسة الشباب وأجد أن الحل يمكن في أن يحضر الشاعر عروض المسرح والسينما والتشكيل، وأن يقوم القاص والروائي بالاندماج في عمق الحياة الثقافية، وهذا ما يصح عن المسرحي والموسيقي والناقد. فلنعد إلى القراءة المنتجة ولنعيد إلى حياتنا حيوية شبابها وألق حضورها وازدهار مفرداتها الجميلة”.

قصائد خافرة..

وفي مقالة بعنوان (سيمياء النص وكيمياء المادة في (قصائد خافرة) للشاعر شكر حاجم الصالحي) كتب “طالب عمران المعموري”: “وهج شعري ومعرفي ينفرد حاذقاً خالقاً لنا نصوصاً وصوراً إبهاريه متماسكة منح للشعر وجعه وإخلاصه يعيد للشعر هيبته الجمالية بعد أن صار مطيه لكل من هب ودب. الشاعر شكر حاجم الصالحي في أحد قصائده (قصائد خافرة) فمن خلالها يكشف لنا عن وعيه العميق ومرجعياته الثقافية التي تنطوي على القيم الإنسانية من خلال نصوصه، فهو صاحب نظرة شاملة الى الحياة بما فيها الإنسان والوجود، بحثه المستمر عن الصورة الدلالية التي تعمق البناء النصي، بصوت محترف عارفا بغايات ما يكتب. أخذ على عاتقه مهمة الشعر والسعي إلى تجسيد قضايا الإنسان الأزلية ومعاناته بكل أبعادها، والنفاذ إلى الواقع للكشف عن صورته السلبية وما يرافقها من تعرض الإنسان للاغتراب”.

ويضيف: “الشاعر الخفر حارسا حريصا في عملية خلق (قصائده الخافرة) التي تمر في أثناؤها مراحل متعددة كما يوعزها الشاعر (يوسف الخال) إنها تمر بمرحلتين: مرحلة ما قبل المادة في عقل الشاعر ونفسيته كهاجس وهي بمثابة مرحلة إعداد وتحضير تتشكل فيها العناصر الأولية الخام: الألفاظ، الصور، العواطف استعدادا للتشكل النهائي. المرحلة الثانية: فهي مرحلة ما بعد المادة ويتم فيها التعبير المادي عما يدور في ذهن الشاعر، حيث تتحول هذه العناصر الى كيان، منسجم ومتماسك ومتبلور في صورته النهائية”.

ويؤكد: “عوالم الشاعر زاخرة على الدوام بإبداع فذّ ومقدرة عالية على تطويع اللغة وصياغتها بطريقة إبداعية وانصهارها عبر تشكيلات فنيّة تجعلنا نقف بخشوع وبـتأمّل عميق لما جاء به الشاعر. أستطاع الشاعر أن يسخّر كلّ طاقات خياله معبّراً عن مواقفه وعن الذات الشاعرة وبثّ الروح في نسيجه الشعري من خلال البوح الذي بلغ أقصى حالاته عن طريق تعابير لفظية وإبراز مكنوناته النفسية. اللغة مادته التي يصوغ بها منتجه الإبداعي.. فلابد لهذه اللغة أن تكون قادرة على احتواء فلسفة الشاعر فهي لصيقة بالشاعر ومعبرة عن هوية كتابته وملكته الشعرية هذه الملكة الغريزية بأنها تسدد خطى الشاعر خلال عملية الخلق في اختيار اللفاظ والصيغ التعبيرية الملائمة، تعكس لنا هذه المفردات المكتظة الأزمة الحادة التي تعصف بذات الشاعر بمفردات تشع من داخلها لوازم إيحائية معينة تثرى المعنى بالدلالات والإيحاءات وفي الوقت نفسه تتضافر مع الصورة الشعرية التي تحيط بها كما في المفردات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة