26 ديسمبر، 2024 4:54 م

شاكرا.. طاقة منبثقة من الروح تتحول بالتدريج إلى شيء ملموس

شاكرا.. طاقة منبثقة من الروح تتحول بالتدريج إلى شيء ملموس

خاص: إعداد- سماح عادل

هل الطاقة في الجسم لها اماكن محددة تنبع منها وتسري فيها.
شاكرا
هي خلية عصبية ومركز الطاقة وهو تجمع للخلايا العصبية. هو مفهوم مأخوذ من النصوص الهندوسية ويستخدم في طقوس وممارسات هندوسية، والكلمة أصلها من اللغة السنسكريتية وتعني “العجلة أو الدوران” ويوافقها بالعربية كلمة المقامات.
يعود مفهوم الشاكرا بحسب الطب الهندي التقليدي إلى الدوامات التي تشبه شكل العجلة، وهي موجودة على سطح مزدوج أثيري. ويطلق على الشاكرات «مراكز القوة» أو جدلات الطاقة تتخلل من نقطة على الجسم المادي، فتتشكل بازدياد طبقات من الأجسام الرقيقة على شكل مروحة. وتعتبر دوامات الدوارة للمادة الرقيقة بؤر لاستقبال ونقل الطاقات. فالأنظمة المختلفة تطرح عددا من الشاكرات، لكن النظام الأشهر في الغرب هو سبعة شاكرات.
الصورة الملائمة للشاكرات تكون علي شكل زهرة أو عجلة. في السابق كانت ترسم عل شكل «بتلات» تظهر حول محيط الدائرة، ولكن بعد ذلك قسم العاملون عليها الدائرة إلى فصوص تجعل الشاكرا تشبه العجلة. كل شاكرا لديها عدد معين من الفصوص أو البتلات.
ماهية الشاكرات..
تتعدد التفسيرات لماهية الشاكرات ورغم ذلك لها مميزات مشتركة في جميع النظم: ههذ المميزات أنها تشكل جزءا من مكنون طاقة رقيقة إلى جانب قنوات أو أنهر الطاقة المسماة نادي وأيضا تيارات رقيقة تسمى برانات. أنها موجودة في النادي (النهر) الرئيسي والمسمى سوشومنا، والذي يسير إما داخل العمود الفقري أو بجانبه.
وهناك ناديان آخران وهما إيدا وبنغالا يجريان خلال الشاكرات وبجوار السوشومنا، وأحيانا يقطعونها في مكان الشاكرات
لدى الشاكرات عدد معين من ‘الفصوص’ أو ‘البتلات’. وفي بعض التقاليد مثل التبتية فإن تلك الفصوص تتفرع إلى الآلاف من الأنهر أو النوادي وتنتشر خلال الجسم البشري.
ترتبط الشاكرا عادة مع مقطع صوتي لكلمة الطاقة منترا، وغالبا مايكون معها تشكيلة ألوان.
وقد وصف أحد البراهما الشاكرا:
أشبه بمحطة طاقة في طريقة إنتاجها وتخزين الطاقة، وقد تصبح تلك النقاط أكثر قوة عند سحبها طاقة الكون. فالنوادي – الأنهار- الرئيسية: إيدا وبنغالا وسوشومنا (الأجهزة العصبية الودي واللاودي والمركزي) تسير داخل العمود الفقري في مسار منحني ويتقاطعون مع بعضهم البعض عدة مرات، وتشكل تلك نقاط التقاطع مراكز طاقة قوية تعرف باسم الشاكرات. وهناك ثلاثة أنواع من مراكز الطاقة في جسم الإنسان، شاكرات سفلى أو حيوانية في المنطقة الواقعة بين أصابع القدمين والحوض وتشير إلى نشأة أصولنا في المملكة الحيوانية، والشاكرات البشرية وتقع على طول العمود الفقري، وأخيرا الشاكرات العليا الموجودة بين الجزء العلوي من العمود الفقري وتاج الرأس.
قوة طاقة الحياة..
وفسرت “أنوديا جوديث” الشاكرات:
“يعتقد أن الشاكرا هي مركز لنشاط يستقبل ويستوعب ويعبر عن قوة طاقة الحياة. فترجمة كلمة شاكرا الحرفية هي عجلة أو قرص وترمز إلى المحيط الدوار لنشاط طاقة بيولوجية منبثقة عن العقد العصبية الرئيسية المتفرعة أمام العمود الفقري. وهناك ستة من هذه العجلات مكدسة في عامود للطاقة يمتد من قاعدة العمود الفقري إلى وسط الجبهة، أما العجلة السابعة فتكمن فيما وراء النطاق المادي. وتلك الشاكرات الست الرئيسية التي ترتبط مع حالات أساسية لسمو الوعي.

وكانت فكرة “سوزان شومسكي” عنها:
“يعتقد بأن كل شاكرا في العمود الفقري لها تأثير أو حتى تنظم وظائف الأعضاء القريبة من منطقتها في العمود الفقري. وبما أن التشريح لا يمكنه أن يكشف عن الشاكرات، لذا فإن معظم الناس يعتقدون أنها نوع من الخيال الخصب. مع ذلك فوجودها قد وثق جيدا في تقاليد الشرق الأقصى..
إذن فالشاكرات كما وصفت سابقا هي مراكز طاقة على العمود الفقري وتقع على التفرعات الرئيسية للجهاز العصبي البشري، حيث تبدأ من قاعدة العمود الفقري متجهة صعودا إلى أعلى الجمجمة وتمر خلال 3 قنوات طاقة رئيسية، وهي سوشومنا وإيدا وبنغالا. تعتبر الشاكرات نقطة التقاء أو رابطة طاقة الفيزياء الحيوية أو البرانا لجسم الإنسان. وحددت أن «البرانا هو المكون الأساسي للجسم الخفي وهو حقل طاقة ونظام شاكرا متكامل. مفتاح الحياة ومصدر طاقة الكون».
الشاكرات السبع..
مولادارا وهي الشاكرا الجذر أو القاعدة (المبايض/ بروستاتا).
سفاديستانا شاكرا العجز (عظم العجز في العمود الفقري).
مانيبورا شاكرا الضفيرة الشمسية (منطقة السرة).
اناهاتا شاكرا القلب (منطقة القلب).
فيشودا شاكرا الحنجرة (منطقة الحنجرة والرقبة).
اجنا شاكرا الحاجب أو العين الثالثة (الغدة الصنوبرية أو العين الثالثة).
ساهاسرارا شاكرا التاج (قمة الرأس: نقطة لينة لحديثي الولادة).
منير سان شاكرا الموت (مجموع الشكر السبع: عندما تفتح).
وبوصف تفصيلي أكثر:
ساهاسرارا: شاكرا التاج “ألف بتلة” متعدد الألوان أو البنفسجي تقع فوق تاج الرأس، ويمثلها اللون البنفسجي، وترتبط بالحكمة الداخلية والروحانيات.
أجنا: العين الثالثة الحكمة، الوعي، الهيمنة، بين الحاجبين لونها نيلي تقع وسط الجبهة، ويمثلها اللون الأزرق، وترتبط بعملية التفكير والحدس.
فیشودا: شاكرا الحلق، النقاء، التطهير، اللون أزرق تقع بالقرب من الحلق والرقبة، ويمثلها اللوز الأزرق الشاحب «اللبنى» وترتبط بالتعبيرات.
أناهاتا: شاكرا القلب، الصوت غير المضطرب، لاتضر ولاتهزم، لونها أخضر، تقع وسط الصدر، ويمثلها اللون الأخضر أو الوردي وترتبط بالمودة والرحمة.
مانيبورا، مدينة الجواهر، فم المعدة، السرة، اللون أصفر، تقع بالقرب من فم المعدة، ويمثلها اللون الأصفر وترتبط بالجهاز الهضمي والتنفس.
سفادیستانا، حيث يتم تأسيس الذات، جذر الأعضاء الجنسية، أسفل البطن، اللون برتقالي، تقع أسفل البطن ويمثلها اللون البرتقالي، وترتبط باللوم والشعور بالذنب.
مولادارا، الجذر، قاعدة العمود الفقري، اللون أحمر تقع بالقرب من قاعدة العمود الفقري، ويمثلها اللون الأحمر وترتبط باحترام الذات، والبقاء على قيد الحياة.
شاكرات أخري..
بالإضافة إلى تلك الشاكرات، ظهرت افتراضات بوجود شاكرات أخرى، ذكر “بي كي أس اينجار” أن هناك شاكرتي ماناس (العقل) وصوريا (الشمس) وهما بين السرة والقلب، وأن في قمة الجبهة توجد شاكرا لالاتا. وفي تقليد التانترا التبتية يوجد دولاب ناري بين القلب والحنجرة ودولاب الريح على الجبهة وتحت السرة، وتوجد لديهم ثلاث شاكرات بدلا من سفاديستانا ومولادارا، ومقر العجلة السري يبعد أربع أصابع تحت السرة، أما عجلة جوهرة فتوجد على الجهاز الجنسي، وأصغر نقطة من الجهاز الجنسي هي الشاكرا الأخيرة حيث تنتهي القناة الوسطى.
وفي المدارس الأخرى مثل مدرسة بيهار لليوغا فقد أضافوا شاكرا بندو التي هي خلف الرأس وحيث يتم تخزين الرحيق الإلهي المسمى عمريت، ومكان شاكرا لالاتا في سطح الفم، ومكان شاكرا هريت أسفل القلب.
المستويات العميقة للإدراك..
ونظرية الشاكرات في الأعراف الشرقية هو جزء أساسي من التانترا الهندوسية والبوذية، تلعب دورا هاما في تحقيق المستويات العميقة للإدراك. فكلا من اليوغا وبراناياما والوخز بالابر وشايتسو وتاي تشي وتشي كونغ تركز على تحقيق التوازن بين حيوية نهر النادي وخطوط الطول الطاقة التي تشكل جزءا لا يتجزأ من نظام الشاكرا.
أما في الغرب فقد اكتشفت طاقة الشاكرات الخفية خلال ممارسات كطب الروائح والتردد بكلمات الطاقة منترا والريكي وتدريب وضع اليد والعلاج بخلاصات الزهور والراديونكس وعلاج بالموسيقى والعلاج بالأضواء الملونة والعلاج بالكريستال.
التشريح الروحاني..
يعتبر مفهوم الشاكرات في الهندوسية جزءا من أفكار معقدة مرتبطة بالتشريح الروحاني. ويوجد أغلب تلك الأفكار في نصوص تسمى أجاما أو ممارسات تنترا. فالشاكرات في تلك النصوص وصفت بأنها طاقة منبثقة من الروحانية تتحول بالتدريج إلى شيء ملموس ومكونة مستويات مختلفة للشاكرات، وتلك الطاقة ترقد في الشاكرا مولادارا. وتشكل جزءا من نظرية الانبثاق. وتسمى تلك الطاقة التي تحررت عند إنشائها باسم الكونداليني، حيث تكون ملتفة حول نفسها ونائمة عند قاعدة العمود الفقري. لذا فالغرض من يوغا التنترا أو يوغا الكونداليني هو إثارة تلك الطاقة، مما يسبب بصعودها رأسيا خلال الشاكرات الخفية حتى تصل إلى شاكرا التاج أو ساهاسرارا التي هي مسئولة عن الجسم الروحي واتصالنا مع السماء.
في هذا النموذج فإن دور الشاكرات المحوري هو رفع الكونداليني فيخترق مختلف المراكز، مكونا مستويات مختلفة من الإدراك فينتج عنه الحصول على أشكال متعددة من السدي أو قوى غامضة حتى تصل إلى تاج الرأس وهي مرحلة الروحانية. أساليب رفع الكونداليني هي عموما سرية، ولكن هناك عدة أساليب قد نشرت في الزمن الحالي. فمثلا: مدرسة يوغا بيهار تبدأ بعدد من ممارسات تمهيدية مثل الأسانات والبراناياما لتنقية النوادي والقنوات، ثم بعض الممارسات والتأملات المحددة لكل شاكرا، وأخيرا ترتفع الكونداليني خلال طريق خاص بها والتي تنتهي برؤية النفس السببية.
عدم الارتياح..
عند اختلال التوازن الحيوي بين الشاكرات تصبح نتيجته هو شعور شبه دائم من عدم الارتياح. فعندما تستفز شاكرا القلب، فإن الناس تفقد الاتصال بالمشاعر والأحاسيس مما يولد شعورا بعدم الارتياح، وهذا يؤدي إلى البحث خارجا عن الكمال.
عندما يعتمد الناس على عقولهم فإن المشاعر تصبح ثانوية، بل تكون ترجمة للصور الذهنية التي يتم تغذيتها مرة أخرى إلى الفرد. ولكن عندما يركز الوعي على ذكريات التجارب الماضية وينطق الذهن فإن دفق الطاقة المتجهة إلى شاكرا الرأس يزداد ويقل دفق الطاقة إلى شاكرا القلب. وعندما تستقر شاكرا الحلق وتتوزع الطاقة بالتساوي بين شاكرات الرأس والقلب فإن الشخص يصبح قادرا على أن يمس الحواس فعليا وأن يلامس المشاعر الحقيقية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة