16 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

سكان جوف الأرض (3).. هناك شمس في الداخل قطرها يبلغ حوالي 600 ميل

سكان جوف الأرض (3).. هناك شمس في الداخل قطرها يبلغ حوالي 600 ميل

خاص: إعداد- سماح عادل

نكمل الحديث عن سكان جوف الأرض، متلمسين كشف الغموض عن هذا الموضوع الذي يعتقد البعض أنه ضرب من الخيال.

الأرض المجوفة..

هناك فرضية الأرض المجوفة، التي تقول بأن كوكب الأرض إما مجوف كليا أو جزئيا بشكل ملحوظ من الداخل. وقد ألفت كتب وبحوث عديدة حول نظرية الأرض المجوفة منها كتاب “خيال الأقطاب” الذي ألفه “وليم ريد” وكتاب “رحلة إلى جوف الأرض”، وكتاب آخر لمؤلفه “مارشال بي”.

في عام 1906 نشر الكاتب “ويليام ريد” William Reed كتاب “شبح القطبين”. وأول من تكلم عن الأرض المجوفة الفلكي البريطاني “إدموند هالي” مكتشف مذنب هالي، حيث تكلم عن ثلاث طبقات لكوكب الأرض وكان كثير من علماء الفلك قديما يؤمنون بهذه النظرية ومنهم نيوتن، ثم تلاشت هذه النظرية في العصر الحديث وخصوصا بعد الاكتشافات العلمية في القرن العشرين وخصوصا في مجال جيولوجيا الأرض وأشيع إنها مجرد نظرية زائفة من خيال علمي خصب.

قديما..

في العصور القديمة، ظهر مفهوم وجود أرض تحت الأرض أو داخل سطح الأرض ضمن القصص الشائعة للديانات الشرقية. وذُكِرَت فكرة وجود عالم تحت الأرض في الاعتقاد البوذي التبتي وعن وجود مدينة قديمة تسمى شامبالا تقع داخل الأرض. ووفقاً لليونانيين القدماء، كانت هناك كهوف تحت سطح الأرض كمداخل تؤدي إلى العالم السفلي، منها الكهوف في لاكونيا.

أما في الأساطير القديمة، هناك أسطورة كهف يسمى «كروتشان»، المعروف أيضا باسم «بوابة أيرلندا إلى الجحيم»، وهو كهف أسطوري وقديم. وفي العصور الوسطى، بينت أسطورة ألمانية قديمة أن بعض الجبال الواقعة بالقرب من أيسناخ الألمانية تحمل بوابة إلى الأرض الداخلية. وتقول أسطورة روسية أن قبيلة سامويدس، وهي قبيلة سيبيرية قديمة، سافرت إلى مدينة في كهف تحت الأرض للعيش داخل الأرض. بينما ذكرت الأساطير الأمريكية الأصلية، أن أسلاف شعب ماندان في العصور القديمة نشأت من أرض تحت الأرض من خلال كهف في الجانب الشمالي من نهر ميزوري. وهناك أيضا حكاية حول نفق في محمية “سان كارلوس” في ولاية “أريزونا” بالقرب من “سيدار كريك” الذي يقال أنه يؤدي إلى جوف الأرض إلى حيث أرض تسكنها قبيلة غامضة.

وطرح العالم الفلكي “إدموند هالي” في عام 1692 فكرة الأرض المجوفة التي تتكون من هيكل أجوف على بعد حوالي 800 كم من الطبقات المركزية ونواة متمركزة. ولقد أيّدَ العديد من العلماء في أمريكا في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر فكرة الأرض المجوفة ووجود شمس أو نواة داخلية، ومنهم العالم “دي كامب” والعالم “ويلي لي”و”جون كليف سيمز” والكاتب “جيرميا رينولدز”. وفي عام 1913 كتب “مارشال غاردنر” كتابا بعنوان “رحلة إلى جوف الأرض”. حيث ذكر بأنه يوجد في القطبين الشمالي والجنوبي مداخل كبيرة إلى جوف الكرة الأرضية، واعتقد بأن القشرة الأرضية تبلغ سماكتها 800 ميل، وكلا الفتحتين (الشمالية والجنوبية) يبلغ قطرهما 1400 ميل. واتبع “غاردنر” فكرة “أويلر” أن هناك شمس صغيرة توجد داخل الأرض والتي يعتقد بأن قطرها يبلغ حوالي 600 ميل.

الأرض المقعرة..

هناك فرضية أخرى تدعى “الأرض المقعرة” تعود للعام 1932، تقول بأن باطن كوكب الأرض هو القشرة الخارجية وسطح الأرض هو الباطن، والمجموعة الشمسية وباقي الكون في هذا الباطن أيضا. فبدلا من القول بأن البشر يعيشون على السطح الخارجي لكوكب مجوف أصبح هنالك فرضية «الأرض المقعرة»، فقد ادعى البعض أن البشر يعيشون على السطح الداخلي لعالم كروي مجوف، حتى أن الكون نفسه يقع في داخل هذا العالم، حيث يصبح داخل الأرض «خارجيا» والخارج «داخليا». وكتب عالم الرياضيات المصري “مصطفى عبد القادر” العديد من الأبحاث العلمية التي وضعت خريطة مفصلة لنموذج الأرض المقعرة.

قصص الخيال العلمي..

فكرة الأرض الجوفاء شائعة في قصص الخيال العلمي، حيث ألّفَ “لودفيغ هولبرغ” في 1741 رواية نيكولاي كليملي إيتر تحت الأرض “نيلز كليم، سفر تحت الأرض”، وألّفَ “جاكومو كازانوفا” في 1788 “إيكوساميرون”، وهي قصة مكونة من 5 مجلدات من 1800 صفحة، تروي قصة أخ وأخت يقعان في حفرة تصل بهم إلى باطن الأرض ويكتشفان عالم تحت الأرض. وفي عام 1864، نشر “جول فيرن” رواية رحلة إلى مركز الأرض، التي وَصَفَت عالَم ما قبل التاريخ. وكذلك رواية “جورج ساند “عام 1864 بعنوان “لورا”، وهي رحلة لشخصية تدعى “دان لو كريستال” حيث يمكن العثور على بلورات غير مرئية وعملاقة في المناطق الداخلية من الأرض.

ومن الروايات الرومانسية لـ”وليام هنري هدسون” 1887،”كريستال العصر”، إذ أن بطل الرواية يقع أسفل تلة تؤدي به إلى عالم تحت الأرض، وَتصنف الرواية ضمن قصص الخيال العلمي. على الرغم من أن البطل نفسه، يعتقد أنه قد سافر عبر الزمن إلى ما بعد آلاف السنين.

إن فكرة الأرض المجوفة استخدمت أيضا من قبل “إدغار رايس بوروس”، مبتكر شخصية “طرزان”، في سلسلة “بيلوسيدار” من سبعة أجزاء، منها “جوهر الأرض” أو (Earth’s Core) عام 1914، وباستخدام الحفر الميكانيكي، يكتشف أبطاله عالم ما قبل التاريخ “بيلوسيدار” على بعد 500 ميل تحت سطح الأرض، والعالم الداخلي أرضه مضاءة بأشعة الشمس الداخلية. وفي عام 1915 أصدر”فلاديمير أوبروشيف” رواية “بلوتونيا” تحكي عن مفهوم الأرض المجوفة لتأخذ القارئ إلى مختلف العصور الجيولوجية.

أما في العقود الأخيرة، فقد أصبحت الفكرة عنصراً أساسياً من قصص الخيال العلمي والمغامرات التي تعرض في الأفلام أو في ألعاب الفيديو مثل “غيرز أوف وور”، وكذلك في العديد من الأعمال المتحركة.

فتحات ومنافذ..

يقول علماء نظرية الأرض المجوفة، أن الكرة الأرضية يوجد بها ست فتحات ومنافذ رئيسية على سطح القشرة الأرضية تؤدى إلى عالم جوف الأرض الداخلي وتربط بين عالم سطح الأرض الخارجي وعالم جوف الأرض الداخلي. أول هذه الفتحات وأكبرها، فتحة منفذ القطب الشمالي، ثانيها فتحة منفذ القطب الجنوبي، ثالثها فتحة منفذ منطقة مثلث برمودا بالمحيط الأطلنطي، رابعها فتحة منفذ منطقة مثلث فرموزا بالمحيط الهادي، خامسها فتحة منفذ تقع أسفل الهرم الأكبر في مصر، سادسها فتحة منفذ أنفاق دولسي السرية العملاقة التي توجد في المنطقة 51  بصحراء ولاية نيفادا الأمريكية.

النظرية..

أول من تكلم عن نظرية الأرض المجوفة هو الفلكي الانجليزي “إدموند هالي” مكتشف مذنب هالي، حيث توصل من دراسته للمجال المغناطيسي الأرضي، إلى أن هناك ثلاث طبقات من الأرض تحت أرضنا، ولكل طبقة مجالها الجوي الخاص! وذكر أن هذه الطبقات الأرضية عامرة بالسكان وبالحياة، وأن مصدر الضوء فيها هو غلافها الجوي اللامع والمتلألئ!

بعد ذلك، في القرن الثامن عشر ظهر العالم الرياضي السويسري “ليونارد يولر” الذي طوّر نظرية الطبقات الارضية المتعددة وجعلها طبقة واحدة مجوفة، تصور “ليونارد يولر” لطبقات الأرض يتلخص في أننا نعيش على ظهرها وتعيش حضارات أخرى في باطنها الذي يستمد حرارته وضوئه بواسطة شمس يبلغ قطرها 600 ميل توجد في وسطه.

كوكب “ثيا”..

شكل الكونغرس لجنة لدراسة الظواهر الغريبة التي تشير إلى وجود كائنات خارج كوكب الأرض. ولم يكن الهدف هو البحث فيما فوق الأرض، وإنما في باطن الأرض، لأن هناك نظرية تتحدث عن كوكب آخر في جوف الأرض يسمى كوكب “ثيا”، ووجوده يرجع لاصطدامه بكوكب الأرض قبل مليارات السنين، وبسبب كثافته سقط في قاع كوكبنا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة