28 مارس، 2024 4:05 م
Search
Close this search box.

سراج منير.. عرف بأدوار ابن الذوات وتفوق في الكوميديا

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“سراج منير” ممثل مصري، لعب الكثير من الأدوار في أفلام الأبيض والأسود، اغلبها دور ابن الذوات، والباشا الغني، وأبو البطل القاسي.

حياته..

ولد “سراج منير عبد الوهاب” عام 1904 في القاهرة، في باب الخلق، ووالده هو “عبد الوهاب بيك حسن” وكان مديرا للتعليم في وزارة المعارف، ومن أخوته المخرجان السينمائيين “حسن وفطين عبد الوهاب”.

درس “سراج منير” في المدرسة الخديوية، وكان عضواً في فريق التمثيل في المدرسة، وقد بدأت عنده هواية التمثيل بعد حادثة طريفة حدثت لهُ عام 1922، فقد دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحد الزملاء، وحينما وصل إلى المنزل المقصود، فوجئ “سراج منير” بأن السهرة عبارة عن مسرح نصب في حوش المنزل والحاضرون يشتركون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان “سراج منير” هو المتفرج الوحيد. وقد تركت هذه الحادثة أثراً في نفسهِ حيث ولدت في داخلهِ هواية التمثيل، وبالتالي أصبح عضواً في فريق التمثيل بالمدرسة، واستمر كذلك حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.

وفي ألمانيا حدثت تطورات غيرت مسار حياة “سراج منير”، فقد كان المبلغ الذي ترسله لهُ أسرته قليلاً، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة. عندها تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل لهُ العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت. وبدلاً من الاهتمام بالدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضاً مواهبهُ حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي صرفهُ الاهتمام بالسينما عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما. وفي ألمانيا التقى “سراج منير” بالفنان “محمد كريم”، حيث درسا الإخراج السينمائي معاً، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان “فتوح نشاطي”.

وقبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، تلقى “سراج منير” برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيهِ للعمل معها، فترك ألمانيا عائداً إلى وطنهِ، وكانت هذه البرقية بمثابة المنقذ بالنسبة ل”سراج منير”، حيث بدأت ألمانيا الحرب بدخول النمسا وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن أي مواطن مصري من الخروج وقتها من ألمانيا إلا بعد ست سنوات، أما هو فقد أفلت من الأسر ببرقية.

بعد عودته إلى مصر، عمل مترجماً في مصلحة التجارة، إلا أن حنينه للتمثيل جعلهُ ينضم لفرقة “يوسف وهبي” (فرقة رمسيس)، ثم للفرقة الحكومية، بعدها اختاروه للعمل ممثلا في الأفلام، فقد اختاره صديقه “محمد كريم” لبطولة فيلمهِ الأول “زينب” وهو فيلم صامت أنتج عام 1930 ومثل فيه أمام الفنانة “بهيجة حافظ”، وكان هذا الدور من أول أدواره في السينما المصرية.

المسرح..

وقد حرص “سراج منير” في بداية حياته المسرحية على أن يقوم بأدوار معينة تتميز بالجد والرزانة ويتمسك بأدائها، وذلك حرصاً على مظهره الاجتماعي. إلا أن الفنان “زكي طليمات” أثناء إعداده لإخراج أوبريت “شهرزاد”، قد رشحه للقيام بدور “مخمخ” فثار “سراج منير” وغضب واتهم “زكي طليمات” بأنه يريد تحطيم مكانته الفنية، لكن “طليمات”، الذي كان عنيداً جداً في عمله، أصر على إسناد الدور ل”سراج منير”، والذي بدوره انصاع لذلك، وعرضت المسرحية وارتفع اسم “سراج منير” إلى قمة المجد كممثل مسرحي، واكتشف في نفسهِ موهبة جديدة كممثل كوميدي، كما أسند إليه أيضاً دور البطولة في مسرحية “سلك مقطوع” الهزلية، وذلك بسبب مرض بطلها “فؤاد شفيق”، فنجح “سراج منير” نجاحاً ملحوظاً.

السينما..

خاض “سراج منير” الحياة السينمائية ممثلا ومنتجا، وقدم حوالي المائة فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منها، أما فيلمه “عنتر ولبلب” عام 1945 فقد كان نجاحه الجماهيري أكبر تعويض له عن شعوره بالنقص، حيث أن شهرته في هذا الفيلم قد جعلت لشخصيته في الحياة توازناً اجتماعيا يتناسب مع وسطه الاجتماعي.

وفي أثناء عمله في السينما، لم ينس المسرح، فقد انضم لفرقة “الريحاني”، وأصبح منذ اليوم الأول من نجومها، وكان نداً للكوميدي الكبير “نجيب الريحاني”، وعندما مات “الريحاني” استطاع “سراج منير” أن يسد بعض الفراغ الذي تركه هذا الكوميدي العظيم في فرقته، وأن يسير بهذه الفرقة إلى طريق النجاح بعدما تعرضت لانصراف الناس عنها. وكان “سراج منير” محباً للجميع يمد يد العون والمساعدة لكل من يلجأ إليه طلباً لمعونته، لدرجة إلى أنه في السنوات الأخيرة من حياته أراد أن يجعل من فرقة “الريحاني” مدرسة تخرج جيلاً جديداً من فناني المسرح الكوميدي، وبالفعل ضم عدداً كبيراً من الشبان وأراد أن يكون صاحب هذه المدرسة، إلا أن غالبية هؤلاء الشبان قد انصرفوا عن الفرقة ولم يبق منهم إلا قلة.

وفي الوقت الذي تدهورت فيه صناعة السينما وفقدت سمعتها وهبطت فيها مواضيع الأفلام، بعد أن اقتحم السينما أغنياء الحرب، نزل “سراج منير” إلى ميدان الإنتاج، وكان هدفه أن يكون منتجاً مثالياً يرقى بصناعة السينما. فقد اختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم “حكم قراقوش” عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطر سراج منير من أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة “ميمي شكيب”، التي عاش معها حياة زوجية استمرت 15 عاماً)، وقد كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة أصابته بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته.

زواجه..

تم زفافهما هو و”ميمي شكيب” عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان “سراج منير” عن الحياة عام 1957. اعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة، وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين، ولم ترد أية أخبار عن زواج الفنانة “ميمى شكيب” بعد “سراج منير” طوال حياتها وحتى وفاتها بعده بحوالي عشرين سنة عام 1982. ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، نذكر “الحل الأخير” عام 1937 و”بيومي أفندي” عام 1949 و”نشالة هانم” عام 1953 و”ابن ذوات” و”كلمة الحق” عام 1953.

وقد عرف عن “سراج منير” ثقافته العالية وإدمانه على القراءة، وكان من أكثر الفنانين إلماماً بقواعد اللغة وأصول النحو والصرف، وكان واحداً من اثنين أو ثلاثة من الممثلين ممن لا يخطئون لفظ أدوارهم، خصوصاً في المسرحيات المكتوبة بالعربية الفصحى، وكان الممثلون والممثلات يلجئون إليه لضبط أواخر الكلمات في أدوارهم.

وفاته..

توفي ” سراج منير” في عام 1957 عن عمر ناهز 53 عاما، أكثر من ثلاثين عاماً، أعطى فيها سراج منير للسينما والمسرح الكثير من إبداعه، وكان حضوره فيهما مميزاً وبارزاً مليء بالمودة والتعاون لكل من شاركوه رحلته الفنية الطويلة، وذلك بعد عودته من الإسكندرية في رحلة فنية مع فرقة “الريحاني”، حيث كانت تقدم إحدى مسرحياتها هناك.

https://www.youtube.com/watch?v=bh949Ye4eQI

https://www.youtube.com/watch?v=Trf66AHjlA8

https://www.dailymotion.com/video/x4zzkte

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب