24 ديسمبر، 2024 5:33 ص

سباعية العابر .. “رجل محترم وروح عاصية”

سباعية العابر .. “رجل محترم وروح عاصية”

خاص : بقلم – نبهان رمضان :

كاتب مصري

روائي وقاص وناقد أدبي

ذكر الكاتب “حسام المقدم” في متن رواية (سباعية العابر), الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب من خلال سلسلة كتابات جديدة، (رجل محترم وروح عاصية) صـ 35, واصفاً “فهمي عبد البر” بطل الرواية.

جاءت رواية (سباعية العابر) محاولة لفك إشتباك تلك المعضلة الصعبة التي يعيش فيها “ابن عبد البر”, جسد يعيش في عالم الدنيوي (لم يكترث ابداً في وجه أحد كان ينام ويصحو ويذاكر ويمارس العادة السرية مثل أي شاب) صـ 34، بينما الروح سجينة هذا الجسد (صنع قنبلة إرهاب محترف ليرميها في مكتب المدير إلى أن ينقلب لسانه في وجوه لا يطيقها، كلكم أولاد قحبة لن ينسى النساء اللاتي مررن في حياته ولو بشكل عابر سيبادر بطعنهن في المكان المقدس الذي يعين من أجله) صـ 35.

لحظة مراجعة بين الروح وذاتها, هل خلقت من أجل أن تعيش الحياة كما تعيشها حقاً (ستفرح روحه جداً لرؤيته في هذا الوضع فالجسد الخطأ لابد أن يتعذب طويلاً ويتطهر ثمناً لسنوات في الطريق العكس) صـ 34.

لعبة التبديل والبحث عن الشبيه في دفاتر التاريخ (فهمي مقتنع أنه مدين بالإعتذار لروحه بالتحديد منذ أن غادر لعبة التبديل وصورة الصبي الحلو وصور أخرى قالت أمه عن أصحابها أنهم سيخرجون من الورق) صـ 34.

جاءت مهلة أسبوع فرصة لفك الإشتباك بين الروح والجسد عندما غابت الزوجة والأولاد عن المنزل لمدة اسبوع (جاء الحل الوسط على كل حال سيدعها على راحتها طوال اسبوع كامل) صـ 35.

رحلة التطهر في (سباعية العابر), التي استغرقت سبعة أيام, جلسة الإعتراف بخطايا التاريخ وقراءة أحداثه من زاوية أخرى وبنظرة كاتب متفحصة من بداية إتفاقية السلام (فقد أوقف التاريخ عند إتفاقية (أيلول) سبتمبر ومعاهدة (آذار) مارس في بيته الأبيض وهو بهذا رحمه من لعبة التواريخ إلى الأبد) صـ 29.

ماذا لو استوعب البشر أخطاء السابقين وحاولوا إجتنابها, لكن التاريخ يعيد نفسه مرة بعد مرة.

أكد الكاتب على حالة مصر الخاصة, وكيف تعيش الأديان فى سلام على أرض واحدة وتحت سماء واحدة داخل حدود مربعة ثابته (بالتأكيد أنت نسيت خوص الأحد وأربعاء الغبيرة وعدس الخميس وكحل السبت وشم النسيم يوم الاثنين) صـ 116.

في اليوم السابع يتذكر فهمي المستقبل (ينظر خلفه فيجد الأيام الستة بكل بزخها وعنفوانها. يتحول بالنظر للأمام، للغد على الأقل فيرى عفاف والولدين والمدرسة والزملاء وأبيه وأمه) صـ 121. كأنك يا أبوزيد ما غزيت لسان حال القارئ تعليقاً على فهمي عبد البر بعد سبعة أيام من الخلوة والإعتراف الذاتي عاد إلى الحياة الروتنية مرة أخرى ودخلت روحه إلى محبسها الأبدي في ذلك الجسد البالي.

اختتم الكاتب روايته بثلاثون دقيقة تلخص فلسفته التي خطها بين دفتين تحت عنوان (سباعية العابر).

جاءت اللغة عالية وراقية تتخللها بعض الألفاظ, خصوصاً في النصف الأول للرواية لو حذفت لتمتعت الرواية بالرشاقة وزادت متعة القارئ مثل: (صاحب الوجه الناشف، حلوف، فيهرب أكلاً السلم بوجه في لون الطماطم).

في النهاية نحن أمام كاتب يتمتع بثقافة عالية أمتعنا بها, وصاحب رؤية وفلسفة يحاول أن يطرحها على المتلقي بسلاسة, لكن عليه أن يبسط في لغته حتى تتسع شريحة المتلقين..

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة