13 أبريل، 2024 8:03 ص
Search
Close this search box.

ساحة التحرير.. عدنان البرزنجي: الشعب العراقي ينهض من رماده كالعنقاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“عدنان البرزنجي” من مواليد العراق 1957، درس الهندسة في تركيا، درست الفنون في استراليا وقسم التصميم. عمل ل23 عاما كمصمم في أكبر الشركات الاسترالية، أقام أول معرض في تركيا عام 94، وأقام معارض في استراليا وسيدني. وهو الآن متقاعد، جاء من استراليا إلى ساحة التحرير ليشارك الثوار وقفتهم الصامدة، ورسم هو أيضا على جدران ساحة التحرير، وعاد مرة أخرى إلى استراليا لكنه ظل محملا بكل الأمل والتفاؤل الذي امتلأ به من الأيام التي عايش فيها ثورة بلده عن قرب.
إلى الحوار:

 

(كتابات) هل اشتركت في تظاهرات سابقة؟

  • نعم أنا اعتقلت في انتفاضة آذار 1991 وقد أمضيت وقتا لا بأس به في سجون صدام حسين وزمرته الطاغية.. أما بعد هروبي من العراق عام 1994 لم اشترك في مظاهرات فعلية غير التظاهرات الشكلية التي تقام في المهجر، لتقديم الدعم المعنوي لشعبنا في العراق أما عن تظاهرات تشرين فهذه أول مره أشارك فيها.

(كتابات) كيف كان إحساسك في الأيام الأولى للثورة؟ ومتى قررت النزول إلى ساحة التحرير والمجيء من استراليا لتشارك العراقيين ثورتهم؟

  • كنت منذهلا وأنا في سيدني وأنا أراقب قنوات التلفاز.. وفي كل مرة أقول في نفسي لماذا أنا هنا.. وبدأ الهاجس والصوت يرتفع في ذهني ويتصاعد… لن أخسر شيئا لو ذهبت واشتركت لن أخسر شيئا إلا نفسي لو لم أذهب لذا قررت أن أذهب.

(كتابات) صف لنا إحساسك أول مرة نزلت ساحة التحرير؟

  • ماذا أقول؟؟ عندما وطأت قدماي وعكازتي أرض التحرير وإذا بي كأني أحج في مدينة أفلاطون الفاضلة، شباب وعصافير وفراشات وشابات.. لن أبالغ إن قلت بأني لم أر العراق هكذا منذ ولادتي.. سلام.. حضارة.. تعاون.. وعيون.. وعقول نيره ومفتوحة، إنه العراق الذي كنت أتمناه منذ أن وعيت.

(كتابات) هل جيل الشباب الذي هو قوام الثورة يختلف عن الأجيال التي تسبقه.. وما هي الاختلافات؟

  • سيدتي أنا في الواحدة والستون.. أعني من جيل تعذب وانهزم وتشرد.. جيل عاصر الحروب والخنادق وعاصر التعذيب الدكتاتوري، وعاصر التغيرات والإحباط والايديولوجية المضللة، عاصرت أكثر من ثلاثة حروب وحصار وجوع.. لحين نجوت بنفسي وعائلتي إلي بر يمنحني الحياة الكريمة.. عشت 25 عاما في المنفى واسميه المنفى لأن الهواء هنا لا يشبه هواء بلادي، ولأن الأمان هنا لا يشبه حضن أمي..

ولكن، وأخط ثلاثة خطوط تحت لكن،ما رأيته في ساحة التحرير لا يشبه جيلي المتهالك، إنه جيل لا يهزه إلا الاستشهاد، نحن انهزمنا من الموت ولكن هؤلاء لا يهابون الموت لأنهم يشعرون بأنهم موتى ولا يهمهم إلا الحياة بعزة وكرامة وحرية، أنا انحني لهم.

(كتابات) في البداية كان هناك لوم من البعض لعدم مشاركة المرأة في الثورة ثم ومن يوم ٢٥ وجدنا تواجد كثيف للنساء من كل الأعمار وأعمال جليلة قامت بها النساء من طبخ لإسعاف لتوفير أدوات طبية وأدوات للإعاشة.. حدثنا عن ذلك؟

  • نعم لقد رأيت أفروديت تمشي وعلى كتفها العلم العراقي، رأيتها بخطى ثابتة، جميلة رقيقة كأجنحة الفراشات، رأيتها تكنس نفق التحرير، رأيتها بكمامات ترسم الجداريات، رأيتها تهتف وتنشد، رأيتها تطبخ وتداوي وتطير وتحلق كأسراب العصافير.

(كتابات) رسمت جدارية في ساحة التحرير احكي لنا عن ذلك؟

  • نعم.. الهاجس الذي دفعني إلى ساحة التحرير هو أن أرسم هناك، وبالأخص في نفق التحرير، ولكن الأمكنة كانت والمساحات الفارغة كانت مملؤءة، لذا اخترت المطعم التركي كي أرسم فيه، علما بأني على يقين أن أثري سوف يمسح يوما ما، ولكنني أردت أن أحقق ما كنت أرغب به، وأن أضع بصمة على هذا الجدار الخالد، الذي أعطي الكثير من الشهداء واعتبر هذه الجدارية أهم فعل فني وإنساني في حياتي.

(كتابات)  ظهرت تعاملات إنسانية راقية في ساحات التظاهر.. هل الثورة خلقت وعيا إنسانيا جديدا بين المشاركين في رأيك؟

  • نعم هنالك تنسيقيات لشباب متطوعين، وهنالك إسناد من أهالي بغداد والمحافظات في الدعم اللوجستي، وقد رأيت أمهات ونساء يطبخن ويجهزن اللوازم من الفرش والأغطية والبطانيات للمعتصمين، ورأيت من يمد يد العون والمساعدة لسواق التكتك، ورأيت من يحتضن زوجته أو حبيبته في أرض التحرير، نعم رأيت المدينة الفاضلة هناك بلا مبالغة سيدتي”.
  • باختصار ما رأيته هناك ثورة لن تزحزحها قوة ولن تزحزحها لأن الجمهور هناك صامد ومستميت.

 

 (كتابات)  في رأيك العنف المفرط التي تعاملت به السلطة ساعد على انضمام مزيد من العراقيين للثورة أم لا؟

  • سيدتي الشعب العراقي ليس بشعب سهل وماضيه يقول ويفصح، شعب يولد من جديد كالعنقاء، ينهض من رماده بعد الاحتراق، لا يموت مهما مورست عليه الظلم والقسوة، صدام فعل ما فعل بهذا الشعب لكنه نهض من جديد، الأمريكان فعلوا ما فعلوا ولكنه ينهض من جديد، العراقي حر لا يقبل من يتدخل في شؤونه، العراقي يحل شؤونه بنفسه، لا للتدخل الخارجي، لا للعملاء، لا للمأجورين، لا للطائفية، لا للعرقية، لا للكراهية، نعم للسلام، نعم لعراق ديمقراطي فيدرالي وحر.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب