28 نوفمبر، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

ساحة التحرير.. سنان حسين: الثورة باقية ببسالة الثوار واحتجاجهم السلمي

ساحة التحرير.. سنان حسين: الثورة باقية ببسالة الثوار واحتجاجهم السلمي

 

خاص: حاورته- سماح عادل

رغم العنف المفرط الذي مازالت السلطة تعامل به المتظاهرين إلا أن ثورة العراق مستمرة بنفس قوتها وحماسها، وإصرارها على تحقيق المطالب واسترداد الوطن.

تواصلت (كتابات) مع الرسام “سنان حسين” من أحد المتظاهرين في ساحة التحرير. إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالرسم وكيف طورته؟

  • منذ الطفولة كان شغفي بالرسم وتطور بمرور الزمن، بسبب الممارسة والبحث الدائم خلال ٣٠ سنه مرت. ولكن هناك اختلاف ما بين الرسم والبحث، مابين الرسم والفن. عندما ينتهي الرسام من إدراك موضوعية الاستلهام داخل اللوحة، يأتي رؤية أخرى هي أن يكون فنانا مؤثرا داخل الساحة الفنية وهذا شيء ليس له علاقة كيف يرسم الرسام. إن الفن أصبح عملية بحث فكري معاصر، أي أن العمل ليس فقط عمل واقعي، أو ليس البعد البصري فقط هو المسيطر على الرسام، بل الفكر الفلسفي والبحث داخل سيطرة الكتلة الغنية التي تعكس مدى خاصية استنتاج الرؤية العصرية للمادة والشكل والمساحة، وهذا الشيء لم يدركه الكثير من الفنانين إلى هذه اللحظة.

(كتابات) هل درست الرسم دراسة أكاديمية؟

  • لقد درست الرسم دراسة أكاديمية نعم، وتخرجت سنة ،٢٠٠٤ ، لكن أكرر كلامي الذي هو نفسه في السؤال الأول الرسم يختلف عن الفن، الرسم هو بداية إدراك الوعي الشكلي للمادة، أما الفن مختلف، واعتبر أن كليه الفنون الجميلة لم تضيف لي أي شيء، بل هي أخذت مني الوقت، وفقط أعطتني شهادة معترف بها داخل الدولة، غير ذلك هي مضيعه للوقت.

(كتابات) هل سبق لك الاشتراك في تظاهرات احتجاجية؟

  • نعم بالتاكيد، اعتبر نفسي ثائراً داخل العمل الفني وخارجه، أي تظاهرات في أي مكان كنت الأول بتقديم الفن كرسالة أو مادة تتفاعل مع الحدث بقوة، وعندي الكثير من الأعمال ألفنيه مبنية هذا الأساس. وليس فقط في العراق بل بكل دول العالم، باعتبار أن الثورة الشعبية خرجت من صلب التوعية الجمعية لحالة الظلم الجائرة من أي حكومة قمعية أو غير ذالك. وأنا اعتبر نفسي انتمي للبلوروتاريا، ولن أتوقف عن المساندة الفعلية لأي ثورة خرجت للإصلاح.

(كتابات) هل اشتركت في ثورة العراق منذ بدايتها وما هي أسبابك للاشتراك فيها؟

  • نعم كنت من أوائل المشاركين منذ الشرارة الأولى لاندلاع الثورة، كنت خارج العراق وشاهدت الثورة في التلفاز في يوم واحد أكتوبر، فوراً حجزت وسافرت للعراق وكان يوم الثالث من أكتوبر وكنت في ذلك الحين متظاهرا متخلياً عن ألواني وفرشاتي وحاضراً كثائر ومحتج ضد القمع والفساد، وتدهور البنية التحتية للعراق، وبعد أن أعطت الحوزه الدينية في العراق مهلة للدولة لإصلاح الحالة المزرية  إلى يوم ٢٥ أكتوبر. رجعت وغادرت العراق واعتقدت أن الثورة تسيست ولن تقوم لها قائمة مرة أخرى.

وقدت حذفت كل المشاركات داخل السوشيال ميديا وأيضا وجودي في فيديوهات وأنا في ساحة الطيران والتحرير. ولكن تفاجئت مرة أخرى أن يوم الخامس والعشرين كانت ثورة حقيقية ونزول عدد كبير من المتظاهرين لساحة التحرير. وأنتج هذه الاحتجاج  العديد من الشهداء، وعاودت حجز تذكرة للرجوع لبغداد والمشاركة بالتظاهرات ولكن مشاركتي أصبحت من نوع آخر، هنا شاركت كفنان، حيث أصبح الاحتجاج فنيا وثورة لونية ضد القمع. ولأجل الشهداء الذين سقطوا ويسقطون إلى هذه اللحظة.

(كتابات) كيف بدأت فكرة رسم المتظاهرين على جدران ساحة التحرير وهل لاقت قبولا من باقي الجمهور؟

  • الفكرة بدأت وأنا كنت قادم من خارج العراق فكرت أن أرسم على جدار نفق التحرير كي أكون ضمن هذا الحشد والجمهور، كي يتضامن اللون والفكر مع الثورة لأنهم متشابهون من الناحية الفعلية، وكي تصل رسالة معينة إلى الحكومة أولا والى الأمم المتحدة ثانيا. إن الشعب الثائر يلون ويبدع ويجمل ولا يخرب، وبالطرف الآخر هم قوات مكافحة الشغب من تقتل وتقمع. كان القبول الجماهيري وتضامن الجماهير وتفاعله بشكل ايجابي جدا وهذا كان مشجعا بشكل كبيرلكل الذين قاموا بالرسم داخل نفق التحرير.

(كتابات) متى بدأت ترسم أنت في ساحة التحرير وما هي موضوعات رسوماتك؟

  • عند قدومي من خارج العراق توجهت مباشرة إلى ساحة التحرير كان السابع والعشرين من أكتوبر، أهم المواضوعات التي شغلت بالي هي الشهيد، الذي ضحى بروحه من أجل تفعيل الثورة وإدامتها، فكانت اللوحات (الشهيد) و(جورنيكا التحرير) و(يقتلون الحب) و(الجوكر الثائر).

(كتابات) في رأيك هل أنتجت الثورة العراقية مظاهر إيجابية ومنها الرسم على الجدران والتعاون الإنساني وتنظيف الشوارع وأماكن التظاهر.. وكيف حدث ذلك؟

  • طبعا بالتأكيد، وكل ثورة لها منحى واتجاه، ولكن الثورة العراقية هي نوع آخر ومختلف. كانت ثوره سلمية جدا، ليس لها مؤسسا أو قائدا. ثورة تعبوية فكرية شعبية بامتياز. ونتاجها كان فكر الشعب المثقف أي أن العراقي هو باحث بثورته عن الجمال والتنظيم والفكر، حتى لو كان أميا.

حيث كانت ساحة التحرير والنفق والمطعم التركي الذي أسموه المحتجين الآن “جبل أحد” كانت هذه الأماكن بعهدة الدولة الجائرة مزابل مكسدة وأمكنة للمتسكعين، ولا تستطيع أي عائلة أو امرأة الوصول لها لأنها خطرة، ولكن بعهد الثائرين ومن ضمن التظاهرة كان هناك عوائل كاملة تأتي للتحرير وتحتج بكل سلمية بدون أي مشاكل. وأصبح المكان نظيفا جدا ومنيرا وملونا. هكذا أوصلنا صوتنا للحكومة التي حكمت العراق ١٦ سنة ولم تستطع طلاء جدار واحد بوسط بغداد، والثائرون خلال شهر واحد فقط جملوا المكان وأصبح مكانا مختلفا جدا عن ما سبق.

(كتابات) لما اخترت الجوكر ليكون موضوع أحد رسوماتك؟

  • الجوكر هو الشخص الذي يكون مبتسما دائما ومجبورا على ذلك حتى لو كان داخله أسى وحزن كبير، الجوكر هو من تلقى العديد من خيبات الأمل ويجب عليه أن يبتسم ويرقص كي يسعد الآخرين. هكذا هو الشعب العراقي عانى ما عاناه وصبر مع أنه كان يرقص من شدة الذبح، إلى أن وصل إلى نهاية المطاف، هو إلى متى هذا الظلم والفساد، وغير ذلك الجوكر كان حاضرا في الثورة وشارك بها وقادها لأنه المهمش، وهذا التشبيه الذي أعطيته للثائر “الجوكر الثائر” .

(كتابات) ما هي أحلامك بخصوص ثورة العراق؟

  • احلامي كأي فرد من أفراد العراق، أن ينزاح الظلم عن الفقراء وأن يعم السلام ويكون العراق خال من الأحزاب الفاسدة، ومن المحاصصة الطائفية التي دمرت العراق وأنتجت شعبا غير طموح وصامتا ضد هذا الظلم. وأن يصبح شعبا قويا موحدا بكل طوائفه، وليست هناك طبقية بين أفراد الشعب. ويحكم العراق شخص جدير وغيور على وطنه، وغير مسيس أو تابع لأي دولة، أي يكون للعراق سيادة ولا يحق لأي دولة التدخل به والتلاعب بثرواته، وتكون ثروة الشعب للشعب وتوزع بشكل صحيح، ويعطى لكل فرد استحقاقه المادي والمعنوي والتربوي.

(كتابات) ما هي التغييرات التي تتوقع حدوثها مع صمود الثوار وبسالتهم؟

  • الثورة قائمة وباقية ببسالة الثوار ومواقفهم واحتجاجهم السلمي، وعندي ثقة كبيرة بذلك لأني حاضر هذا الحدث وشاهد عيان له. ولن يحنينا أي شيء دون الوصول إلى ما عزمنا عليه، أما كتغييرات لا اعتقد سوف يحدث شيء أكثر من الذي حصل من قمع وسفك دماء.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة