زوزو شكيب.. انحصرت في أدوار الشر ودور الأم القوية

خاص: إعداد- سماح عادل

“زوزو شكيب” ممثلة مصرية من أصل شركسي، أختها “ميمي شكيب”، اشتهرت بالقيام بأدوار الشر.

حياتها..

هي “زينب شكيب”، ولدت في 12 أبريل عام 1909، لأسرة ثرية أصولها شركسية، عمل والدها ضابطا في الشرطة، أما جدها فكان ضابطا في الجيش في عهد الخديوي إسماعيل. كان والدها يعاملها وشقيقتها “أمينة” أو ميمي بشدة، ويمنعهما من الخروج من البيت إلا للذهاب للمدرسة فقط. كانت والدتها سيدة أرستقراطية تجيد أكثر من لغة، منها: التركية، الألمانية، الإيطالية. توفي والدها مبكرا، وهو ما أثر على وضع الأسرة المالي، حيث دخلت والدتها في صراع مع أسرة والدها، بعد أن قاموا بحرمانهن من الميراث، بعدما رفضت التنازل عن حقها في الاحتفاظ بابنتيها.

بدأت حياتها الفنية على المسرح في دور صغير بمسرحية “الدكتور” 1929. شاركت في العديد من المسرحيات بداية مع فرقة “الريحاني”، التي التحقت بها حينما كان عمرها 16 عاما، ولاحقا مع فرقة “فؤاد المهندس” وقدمت عددا من المسرحيات وكانت قد اشتركت في بروفات مسرحية “إنها حقاً عائلة محترمة” ولكنها توفيت قبل أن تعرض وقامت بالدور بدلا منها “أمينة رزق”.

السينما..

دخلت مجال التمثيل السينمائي عام 1937 بدور صغير في فيلم “مبروك” ثم بدأت السينما تفتح أبوابها لها عام 1937 بدور ثانوي في فيلم «مبروك» مع “إحسان الجزايرلي” و”فوزي الجزايرلي”، تلتها بفيلم آخر هو «أنا طبعي كده» مع “فؤاد شفيق” عام 1938، حتى وصلت أعمالها السينمائية إلى ما يقرب من الستين عملاً، كان آخرهم دوراً ثانوياً كعانس تبحث عن زوج، مع عادل إمام في «رجب فوق صفيح ساخن» عام 1978. ودخلت ومجال الإنتاج السينمائي مع شقيقتها “ميمي شكيب” وزوج شقيقتها “سراج منير” في 1945 بفيلم “قلوب دامية” من إخراج “حسن عبد الوهاب”.

أدوار “زوزو شكيب” غالباً ما اتسمت بالشر والغواية، مثل دور الفتاة اللعوب في فيلم «فاطمة» مع “أم كلثوم” و”أنور وجدي” عام 1948، زوجة الأب الشريرة في “ساعة لقلبك” مع “شادية” و”كمال الشناوي” عام 1950، ولكنها قدمت أيضاً أدوراً كوميدية في “قلبي دليلي” مع “ليلى مراد” و”أنور وجدي” عام 1947، و”شنبو في المصيدة” و”العتبة جزاز” مع “شويكار” و”فؤاد المهندس” عامي 1968 و1969، وأدواراً جادة في “المراية” مع “نجلاء فتحي” و”نور الشريف” عام 1970 فهي المرأة الطموح المؤثرة على ابنتها الجميلة للزواج من شاب ثري، وفي “ابنتي العزيزة” مع “نجاة الصغيرة” و”رشدي أباظة” عام 1971، وبالرغم من أنها أجادت كل تلك الأدوار، إلا أنها لم تحظ بنفس شهرة أختها “ميمي” سواء من قبل الجمهور أو النقاد.

بالرغم من أنها عاشت طوال حياتها دون أبناء فإنها برعت فى تقديم دور الأم ولكن بطريقة بعيدة تمامًا عن الشكل المعروف فهي الأم الارستقراطية التي كانت تهتم بنفسها أولا وبمصلحة أبنائها حتى وإن كان هذا على حساب المحيطين مما وضعها في منطقة الشر، تخرجت في المدارس الفرنسية وظهر ذلك في أدائها ومن أبرز أعمالها فيلم «سى عمر» و«مجانين بالوراثة» و«البحث عن المتاعب» «ابنتي العزيزة» وغيرها الكثير من الأعمال.

أعمالها:

في المسرح: (الدكتور 1929- حكم قراقوش- قسمتي).

وفي السينما: (1937 مبروك- 1938 أنا طبعي كده-  1940 تحت السلاح- الباشمقاول- 1941 سي عمر- 1943 جوهرة – نداء القلب- 1945 أحب البلدي- الحب الأول- أول الشهر- قلوب دامية- 1946 أحمر شفايف- هدمت بيتي- الأحدب- ملاك الرحمة- الطائشة- الخطيئة – 1947 أبو حلموس- أسير الظلام- ثمرة الجريمة- ملائكة في جهنم- قلبي دليلي- فاطمة- 1948 فوق السحاب- خيال امرأة- الحب لا يموت- 1949 ذو الوجهين- القاتلة- 1950 أيا شبابي- ساعة لقلبك- 1951أولادي- خضرة والسندباد القبلي- 1952 أموال اليتامى- بشر خير-1953 حكم قراقوش- حكم الزمان- ابن ذوات- مليون جنيه- ابن للإيجار- لحن حبي- 1954 قلوب الناس- 1966 إجازة بالعافية- 1967 قصر الشوق- إضراب الشحاتين- 1968مطاردة غرامية- المساجين الثلاثة- المتمردون- شنبو في المصيدة- 1969 العتبة جزاز- الرجل المناسب- 1970 لا لا يا حبيبي- عريس بنت الوزير- المراية- أنت اللي قتلت بابايا- نهاية الشياطين- 1971 موعد مع الحبيبة- رحلة لذيذة- الحب المحرم- ابنتي العزيزة- القتلة- 1972 أزمة سكن- 1973    البحث عن فضيحة- 1975 مجانين بالوراثة- احترس من الرجال يا ماما- البحث عن المتاعب- 1976 لقاء هناك- المزيكا في خطر- 1979 رجب فوق صفيح ساخن).

تزوجت من أحد قادة الجيش المصري في الستينيات والسبعينيات ولم تنجب منه وبعد وفاته ظلت بمفردها وكان منزلها مفتوحًا للجميع حيث لم يخلو بيتها يوما من الفنانين الذين كانت تربطها بهم علاقة صداقة قوية، وكان يسهر عندها الكثير من الفنانين منهم “فؤاد المهندس” و”شويكار” و”محمد عوض” وغيرهم الكثير من نجوم هذا الجيل.

وبرغم أدوار الإغراء التي قدمتها إلا أنه لم يعرف عنها العلاقات الغرامية وقالت عن زواجها: “أنا أسعد زوجة في العالم منذ 22 عاما هي عمر زواجنا, لم تقع بيننا أنا وزوجي حتى الخلافات البسيطة لأننا اتفقنا منذ البداية على أن تقوم حياتنا على الثقة المتبادلة والهدوء والنظام, وكلانا يحرص على توفير أسباب السعادة للآخر وأهمها الحرص على الهدوء وتجنب المشكلات”.

سئلت “زوزو” مرة في أحد حواراتها بمجلة الكواكب هل هي تشتاق للأمومة؟ فقالت: أنها لا تستطيع أن تكون أم لأنها عكس مظهرها تماماً فقلبها لا يحتمل أن يمرض ” كلبها” وأنها بتلف به على العيادات والأطباء و تنهار فكيف لها أن تتحمل أن يكون لها طفل يمرض و يتألم وقالت سوف أموت وقتها.

في نهاية حياتها تعرضت للعديد من المواقف الصعبة حيث كانت تعانى من عدة أمراض ولم تعد قادرة على السهر فكانت تقضى أغلب الأوقات بجانب شقيقتها الفنانة الراحلة “ميمي شكيب” أو بمفردها حتى تدهورت حالتها الصحية وجاء أحد أقارب زوجها ليقيم معها حتى رحلت قبل أن تشاهد عملها الأخير «رجب فوق صفيح ساخن».

تقول عنها الفنانة “ميمى جمال” أنه بالرغم من عدم خبرتها بالأمومة إلا أنها كانت أمًا بمعنى الكلمة، فكانت تعامل الفنانين مثل أبنائها وكانت حنونة وطيبة بشكل لا مثيل له فقد أكدت للجميع أن الأم ليست من تنجب فقط.. مؤكدة أن “شكيب” فنانة متمكنة لم تتكرر ولم تتمكن أي فنانة حتى الآن أن تتميز في أدوار الأم الشريرة والقوية مثلها. خاصة أنها كانت شريرة على الشاشة فقط.

ويقول الناقد “محمود قاسم” إن عائلة الفنانة الراحلة “زوزو شكيب” كانت سببًا كبيرًا في حصرها في أدوار الهوانم والشخصيات الارستقراطية والحازمة، وذلك لأن والدها كان مأمور قسم عابدين وكان خالها إسماعيل صدقي باشا وساعدها أيضا تعليمها الراقي وملامحها الغربية في هذه الأدوار.. وعن دور الأم الارستقراطية التى كانت تقدمه يقول “قاسم” إن عددًا قليلاً من الفنانات قادرات على تجسيد هذا الدور فبعد وفاة الفنانة الراحلة “زوزو شكيب” لم نجد سوى الفنانة “رجاء الجداوى” التي أبدعت في تجسيد هذا الدور وذلك لأنها فنانة ملامحها ارستقراطية وتربيتها ساعدتها في ذلك”.

وفاتها..

توفيت “زوزو شكيب” في 14 سبتمبر 1978 عن عمر يناهز 69 عام، قبل أن يعرض آخر أفلامها على شاشة السينما “رجب فوق صفيح ساخن” مع النجم “عادل إمام”.

https://www.youtube.com/watch?v=KMwJntQcq4Q

https://www.youtube.com/watch?v=j5k6wHhxfgs