9 أبريل، 2024 2:59 ص
Search
Close this search box.

زهير بهنام بردي.. استحوذت الشمس على عالم الرموز في شعره

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“زهير بهنام بردى” شاعر عراقي. نشر أول نص له في جريدة “الرسالة” التي كانت تصدر في الموصل عام 1973.

حياته..

ولد عام 1951 في بلدة بخديدا التابعة لمحافظة نينوى، وشغل عدداً من الوظائف في حياتِه، منها عضوية “اتحاد الكتاب والأدباء السّريان”، و”اتحاد الأدباء والكتاب العرب”، وفاز بردى بجائزة الشعر في مسابقة مجلة الفكر المسيحي عام 1975، كما فاز بجائزة شمشا لمسابقة موقع عنكاوة في الشعر 2009، وحاز على جائزة ناجي نعمان اللبنانية عام 2019.

صدر له:

1/غداً يكون الوقت قد فات 1996/ إصدارات مجلة نون.

2/مصحات للحب والخرافات/2000/ نينوى.

3/ظل أنيق لشكلي 2000/ وزارة الثقافة.

4/عشر أصابع من دمع الشمس/ المركز الثقافي الأشوري.

5/الجسد أمامي وأحفادي فانوس/ منشورات موقع عنكاوة/2009.

6/نصوص تشبه عينيك السلسة الأدبية لتربية نينوى/2010.

7/المكان الى الأبد/ المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية/2010.

8/الليل الى الان/دار الرند/ سوريا2011

9/عيون تحت مظلة باص/ الرند سوريا 2011

10/قداس المرايا/ الرند سوريا/ 2012

11\نشيد الجسد في اليوم الثالث عشر

12\جسد في مقهى شرقي

كتب للأطفال ومخطوطات:

1- الطريق إلى الشمس/ رواية للفتيان.

2- كرتي المدورة/مجموعة شعرية.

3- الشمس/ اوبريت.

عن الشمس..

في مقالة بعنوان “زهير بهنام بردى.. شاعر حدثنا عن الشمس ورحل” يقول الكاتب: “تصادَت سيرة الأسطورة في أعمال الشاعر الرّاحل. إنّه التقليد الأثير الذي ظلّ يشدّ إليه الشعراء جيلاً بعد جيل، وكأنّ الصلابة التي شهدها العالم مع أفكار النصف الثاني من القرن العشرين، علاوة على أحداثه التاريخيّة والسياسيّة، هي الدافع وراء تلك النزوعات السحريّة أو الخلاصيّة، وهذا ما تبدّى في مجموعته الشعرية “غداً يكون الوقت قد فات” (1996).

من ناحية ثانية، فإنّ تمَام التمثيل الحداثيّ في شعره برز عبر الملامح الإيروسيّة التي انبعثت في مثول الجَسد بوصفه سؤالاً محفّزاً. يقول في مجموعته “نشيد الجسد في اليوم الثالث عشر”: “يانعاً كنتُ أخرج من حِكمة البَحر/ وذاكرتي تفيضُ بالأناشيد/ شيءٌ من ارتعاشِ كاهن/ ينحني تمجيداً لجسدي”. أمّا السّمة الثانية التي أكّدت انتماءَه إلى الحداثة العراقية فهي مخاطبة المرأة التي لا تحضرُ إلّا ليلتبس الواقع بالأسطورة”.

ويؤكد: “استحوذت الشمس على عالم الرموز عند بردى. وإن كان قد استدعاها إلى شعره مراراً- إذ عنونَ إحدى مجموعاته بـ”عشر أصابع من دمع الشمس”- فإنّ الاستحضار الأوسع لها كان في أعماله الموجّهة للأطفال؛ مثل: “الطريق إلى الشمس” و”كرتي المدوّرة” و”الشمس”، وهو في ذلك يستند إلى ما تشكّله الشمس من أهميّة في الموروث الثقافيّ لحضارات العراق القديمة”.

غبطة حضرتي..

في مقالة بعنوان “غبطة حضرتي.. مجموعة شعرية تنبأ فيها بردى بموته الصادم” كتب “سامر الياس سعيد”:”كانت آخر مشاركاته المتميزة بمهرجان اكيتو التينظم بالتعاون مع المكتب السرياني في اتحاد الأدباء إضافة لإتحاد الأدباء والكتاب السريان، حيث أقيم منتصف الشهر الحالي في كلا من مدينتي دهوك وناحية القوش.. في هذه المشاركة التي ظهر فيها الشاعر الراحل عبر اطلالته الثقافية الأخيرة حيث بدا عليه الوهن والانكسار نتيجة فقدانه لكريمته قبل نحو عام،  لكنه بذات الوقت لم يفقد ابتسامته التي تبادلها مع أدباء وكتاب، وكانت مع تلك البسمات أحاديث سريعة أبرز فيها بردى علاقاته الواسعة مع الوسط الأدبي والثقافي .. وحقيقة جمعتني من تلك اللقاءات الكثير الذي بقي راسخا في ذاكرتي لا يبارحها، لاسيما في لقائنا الأخير على هامش مهرجان اكيتو الذي جرت وقائعه في مدينة دهوك، وبالتحديد في المركز الثقافي الاشوري.

حيث اتصل بي قبل افتتاح المهرجان بيوم يدعوني للمشاركة بجلسات المهرجان الشعرية. وكانت أغلب تلك اللقاءات تحوي طقسا تقليديا يتمثل بإهداء الشاعر الراحل أحد أعماله الشعرية لي، ومن تلك المجموعات المهداة حيث سأتوقف عندها، هي المجموعة الشعرية التيصدرت للشاعر زهير بردى وذلك في عام2017 حيث حملت عنوان (غبطة حضرتي)”.

ويواصل عن المجموعة الشعرية: “وقد توشحت صورة للشاعر على الغلاف الأول بينما حمل العنوان لونا أخضر مميز، وصدرت المجموعة عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع، وقد حوت نصوص تلك المجموعة عددا من القصائد التي قسمها الشاعر بكون قسم منها، جرى كتابته في أوقات متفاوتة زمنيا، أيام بين التسعينيات وحتى عام 2008 بينما كانت نصوص أخرى أهداها الشاعر لبلدته التي كانت تزرح في فترة كتابة القصائد تحت وطأة احتلال عناصر تنظيم داعش.

حيث أبرز الشاعر كتابة نصوصه الشعرية تلك ما بين عامي 2014 و2015 إضافة لإبرازه بأن أغلب نصوص المجموعة جرى نشرها في صحف عراقية متنوعة، منها صحيفة طريق الشعب وملحقها وصحف المدى والزمان، كما أبرز الشاعر بأنه غالبا ما قام بتأجيل نشر تلك القصائد لكونها من ضمن مساره الشعري، وعثوره على تلك القصائد بوقت متأخر، فسارع لتدوينها كونها من ضمن تاريخه الكتابي”.

ويؤكد: “وتقسم مدونات المجموعة بين مدونات أولى تستظل في افيائها عدد من القصائد التي حملت عنوانا موحدا هو “ضوء آخر والحب أبجدية الألهة”، أما في المدونات التالية فقد ضمنها الشاعر سيرته متخذا عنوان مفصلا تجاهها، هو “منحنيات السيرة وطيات جدي القصخون”. أما في القصيدة التي تحمل عنوان “كرملش” فكأنه يفصح من خلالها عن ومضات من سيرة حياته، فيما ضمن مدونات السيرة الثالثة نصوصا بعث فيها سلامه لبلدته التيكانت محتلة في زمن كتابة تلك القصائد، وكأنه يناشد من استلب بلدته واقتحم منزله الكائن في تلك البلدة ليقول له قف:

قبل أن تحطم مكتبتي أيها الجاهل

دع الحمامات في قصائدي تطير

والشمس دعها في شروق كما كانت

والورد دعه هكذا فيسرور

يمنح عطره لفضاءالعراق الواحد الجميل

دع أيها العاطل عن الحب دع

فيما حمل نص آخر من تلك النصوص نبؤته عن الموت، حيث يقول فيسياقها:

ماكنت هكذا يوما

وما رأيت يوما مثل هذا

أليفا باردا مثل الموت

أحس أن قلبي قد فرغ من النبض

أردت أن أحمل كل شيء

ذكرياتي وكتبي والضحكات الموزعة كأزهار ملونة

حبي وأحاديثي الخفية ووشوشاتي كلها

أجمعها من زوايا البيت. “.

وفاته..

توفى”زهير بهنام بردى”، في بغداد، عن عمر يناهز 71 عاماً.

نصوص (6)..

 زهير بهنام بردى

كما ترغبين أمضي أقل انخفاضا من تلميحاتكِ الأربعين،تسريحاتُ التراب في كلّ مكان تتسلّقُ يدي بعددِ بجعِ البحرِ وباساليب لا يفهمها الا متحف الجمال ، اعترف انّها ليست المرّةُ الأولى أن أصيرَ أكبرَ سنّا، كما أقرّ وأعترف أنّي لا أتذكّر يوماً مررتُ اليك كطفلٍ كنته ذات َمرّة٠ ولم أكنْ مذهلاً بتاتا تفيضُ منّي البراءةُ لأكوّنَ وقتها معي صداقة ً متواصلة كي لا أضحكَ عليه، وأحشرهُ في ذاكرتي ورغم أنّي سافرتُ كثيرا ً٠كنتُ أستمتعُ حين أشعر أنّي لم أكنْ أكبرَ سنًا ،بحكمةٍ اتكّرم بها في نهايةِ دهليزٍ يلبّي رغبةَ لمسي لفردوسِها ونقوشها وأبجديّتها وتفضّلي مبكّراً بمصادقتها بأكملها للاعجابِ بنشرها٠ بعد سهرٍ ٍطويلٍ في عبّ الليل، الى أنْ تشمّ رحيقَ الفجرِ الحالك البياض الذي يسقطُ كحصى صغيرة ٍتتهاوى بلذّة على كتفِ الأرض وايقونة ِالحياة، المنفى الذي في عذوبة الاسرّة في جميعِ الأمكنةِ ليس باردا لرماد ٍفوقه ثلج ٌعلى جانبي بورتريت شخصيّ في الفانوسِ الذي استسلمَ لاناشيدِالحب٠ في فن موتى المقبرة الذين انتهوا توّا بمثابةِ وهم يتخيّلون مصيرهم قبالةَ نبيذ ِعتمةٍ أسود، ويكتبونَ افتتاحيّة شخيرِالليل، يسهر الأحياء تحت شمس في منفى حياة ٍ بتكفيرٍ ساذج ٍوهم يردّدون للمرّة الأولى بعدَ فواتِ الأوان٠ أمام مرايا تحتها كرسي أخطاءٍ اغتسلوا بها ببراءة

معابد مهجورة..

٠٠٠٠٠٠

في البردِ ألعبُ بالنردِ وفي الشمسِ ألعبُ بورقٍ أعمى وشيوخ بلا نساءٍ ومنفى بلا بيت لا يبقى وحده في معابد مهجورة، مساء كهنةٍ يكتبونَ التعاويذ في الغرفِ السريّة وعرّافاتٍ يفتحنَ الشرفاتِ بتميمةِ برجِ الاسد٠ أمطارٌ نحيلةٌ بالحبّ بحاجةٍ إلى أصابعي ٠لا شيءلديّ لامضي هرِما بالضوءِ، وأتنصّت الى نساءٍ يلبسنَ نبيذاً ومدحنَ اسطورةَ حليبي الليلي المدلق فوق رصيفِ حاناتِ نهر ٍ،يجري في الموسيقى الى معبدِ أسفارِ مرثيّةٍ خضراء بلونِ امرأة ٍعانس، تستحمّ بزيتّ يتنقّط من لوحاتٍ داخلَ كاتدرائيّة ٍرطبة كرمادٍ جاف في صحراءٍ متحوّلة ، صراخُ آلهةٍ سودٍ مصحوب بأصابع صفراءَ، تمتدّ من منفى يكتبُ غرائبه دونَ رأسِ سطرٍ. ويخلعُ أسمالهُ في الضوءِ، يلائمه أنْ يرقصَ أمامَ حافلةِ موتى، يتسلّقون حبلاً أزرقَ من مدّ وجزرٍثرثار٠ يطمسُ أصابعه الطريّةَ في صلصالِ خرائب باهرة، تتعلّمُ فنّ التحميلِ لتطردَ ظلّا لا ينفع في الليلِ، ورمادا يقلقُ منفاي الانيق في مقبرةّ لا تستوعبُ أكثر من نصّ يرثي موتَ قلبي الأعور،وأمس حين جلستُ قبالةَ حارسٍ كان َيحتسي ذكرياتي بقميصٍ شفّافٍ وفمٍ من أصصِ نوافذ معبدٍ خفيض، يسكبُ نبيذا ،يعشقُ الحفرَ في التراب

حليب تحت فانوس..

٠٠٠٠٠

ابتكرُ وقتاً فخما ً٠لتذكارٍرقيقٍ يتابعُ طريقه إلى خجلٍ ماكرٍ ،للاسف يحملُ فكرة ًأكبر سنّا من حياته المبكّرة باطنانِ ورد ٍفي دنّ شهوته البذيئة، في مدح جنيّةٍ تعبثُ بطينٍ مبعثرٍ في بيتِ عجوزِ يحلبُ في الليلِ الحليبَ من ظلّ قصصٍ تحتَ فانوسِ ليلٍ، يتنقّطُ عطراً يثيرها ٠فترتعشُ وتهمدُ في اهتزاز لذيذٍ٠كصوتِ كرسيّها المكسورالذي تسلّقتّ فوقه كثيراً بفتنةِ عري باذخ ٍ،نكاية بالوردِ في وقتِ استراحة الضوءِ يكرّرُسيرته الذاتيّة ببشاشة ِضبابٍ، يتبخترُ كغانيةٍ تشتاق الى مخدع ٍضروريّ لشمّ رائحةِ بخور من نافورةِ تجاعيد ضوءٍ، يسيلُ حليباً طازجا ًفي ثقوبِ صلصالٍ يدسّه عجوزٌفي تنّورِ الفجرِ قبلَ صياح الديكِ للاحتفاءِ بحكمةٍ ناضجةٍ، بوسعها أن تسخرَ من إغواءِ ليلٍ أسود، يدبّ أسفل عواءِ مجنونٍ لا يسمح للزيتِِ الذي يعبثُ بالضوء أنْ يسيلَ بحجّة تفكير ِغيمٍ، لتدبيرِمكيدة ٍتزعجه وتعطّلُ سيرَهُ جالى امرأة ٍتستغلّ أصابعَ يديه بثمالةِ جنونه الطازجِ وغير الطامح والمالحِ وغير الصالح، الهواءُ يكرّره في صعودِه بجسارةٍ للاحتفاءِ بنقوشِ طينٍ، يستوحي أسطورةً عذبةً في الهزيعِ الأوّل من الكسلِ الرتيب٠ بملامح سوداءَ وازعاجٍ أبيضَ بعد الواحدةِ حبّاً.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب