5 نوفمبر، 2024 1:30 م
Search
Close this search box.

روبرت دي نيرو.. يتعمق في أدائه للشخصيات مع تنوع في الأدوار

روبرت دي نيرو.. يتعمق في أدائه للشخصيات مع تنوع في الأدوار

خاص: إعداد- سماح عادل
“روبرت ماريو دي نيرو” ممثل، ومنتج، ومخرج أمريكي من أصول إيطالية، يُعتبر أحد أهم الممثلين في السينما الأمريكية، حصل على جائزة الأوسكار مرتين.
حياته..
ولد في مدينة نيويورك في 17 أغسطس 1943. وهو ابن “روبرت دي نيرو” الأب، وهو رسام ونحات وشاعر وناقد من أصل إيطالي–أيرلندى. والدته تُدعى “فرجينيا أدميرال”، وقد كانت تعمل كرسامة أيضًا، وقد أثرت هذه النشأة الفنية في تكوين “روبرت دي نيرو”. قدم “ماريو دي نيرو” وزوجته “صوفيا” من إيطاليا، وهما جدا والدا “روبرت”، في بداية القرن العشرين إلى أمريكا.
كان والده من أصل أيرلندي وإيطالي، بينما كانت والدته من أصول هولندية وإنجليزية وفرنسية وألمانية. بعد موالده بسنوات قليلة انفصل والديه، اللذان التقيا في دروس الرسم لدى “هانز هوفمان” في بروفينستاون، ماساتشوستس، كان يبلغ من العمر عامين بعد أن أعلن والده أنه مثلي الجنس. ترعرعت من قبل والدته في قرية غرينتش وأحياء إيطاليا الصغيرة في مانهاتن. عاش والده في مكان قريب، وظل قريبًا من “دي نيرو” خلال طفولته.


أقام “دي نيرو” صداقة مع عدد من أطفال الشوارع في ليتل إيتالي، الأمر الذي أدى إلى رفض والده ومع ذلك، ظل البعض أصدقاءه مدى الحياة. كانت والدته تابعة للديانة المسيحية بالكنيسة المشيخية ولكنها أصبحت ملحدة كشخص بالغ، بينما كان والده كاثوليكيًا منذ أن كان عمره 12 عامًا. ضد رغبة والديه، قام أجداده بتعميد “ي نيرو” سرًا في الكنيسة الكاثوليكية أثناء إقامته معهم أثناء طلاق والديه.

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “ليتل ريد”، وكان رفاقه يلقبونه بـ”Bobby milk” بسبب جسمه النحيف وملامحه الناعمة. ثم أدخلته والدته مدرسة الموسيقى والفنون الثانوية بولاية نيويورك. طُرد منها وهو في عمر الثلاثة عشرة. خرج من المدرسة الثانوية للانضمام إلى عصابة. ويقول إن قدرته على تصوير رجل عصابات في نيويورك يرجع إلى تجاربه في الطفولة.
سافر إلى باريس حينما بلغ من العمر 18. بالرغم من حبه للفن والثقافة، كان “روبرت دي نيرو” في سن المراهقة خجولاً جدًا وانطوائيًا، لكنه بعد ممارسة التمثيل استطاع أن يكسر الخجل والانطوائية بداخله.
السينما..
حينما كان يبلغ من العمر 20 سنة في عام 1963، قام “دي نيرو” بأول دور سينمائي له مع “براين دي بالما” في فيلم “عقد القران”، الفيلم الذي صدر عام 1969. في الستينات كانت معظم أعماله في المسرح. حصل على دور ثانوي في فيلم فرنسي اسمه “ثلاث غرف في مانهاتن” عام 1965. وظهر بعد ذلك في أول فيلم بعد التعاون مع “دي بالما” عام 1968 بعنوان “التحيات” ومرة أخرى في فيلم “مرحباً والدتي!” عام 1970.
حصل على شعبية كبيرة بعد تأديته لدور لاعب بيسبول في دوري البيسبول الأمريكي في فيلم “اضرب الطبل ببطء” عام 1973. في نفس العام، بدأ بعمل ناجح آخر بالتعاون مع المخرج “مارتن سكورسيزي” حينما أدى دور “جوني بوي” و”تشارلي” في فيلم الشوارع الوضيعة. تلى ذلك العديد من الأعمال الناجحة مثل: سائق التاكسي (1976)، ونيويورك (1977)، والثور الهائج (1980)، وملك الكوميديا (1983)، وغودفيلاز (1990)، ورأس الخوف (1991)، وكازينو (1995).
في عام 1974 لعب “دي نيرو” دور شخصية “الدون فيتو كورليوني” في مرحلة الشباب في فيلم “العراب”: الجزء الثاني ل”فرانسيس فورد كوبولا”. حصل لهذا الدور على جائزته الأكاديمية الأولى لأفضل ممثل مساعد. في عام 1976، ظهر “دي نيرو” مع “جيرارد ديبارديو” في فيلم 1900 الذي يسمى أيضًا “نوفيتشينتو”.
في عام 1978، لعب الممثل دور “مايكل فرونسكي” في فيلم”صائد الغزلان” حول حرب فيتنام. كما ظهر في دور ملحوظ بفيلم “سرجيو ليون” “حدث ذات مرة في أمريكا”، حيث مثل دور مجرم يهودي يدعى “ديفيد آرونسون” عام 1984. بعد ذلك قام بالعديد من الأفلام الأخرى الناجحة أبرزها: “اعترافات حقيقية” (1981)، “والوقوع في الغرام” (1984)، “والبرازيل” (1985)، “والمهمة” (1986)، “والمنبوذون” (1987)، “والحرارة” (1995)، “ورونن” (1998)، “وحلل هذا” (1999)، “والتق بالوالدين” (2000).
أسلوبه..
درس “دي نيرو” مع “ستيلا آدلر” التي علمته تقنيات نظام “ستانيسلافسكي”. شجعته هذه التقنيات على اكتشاف المزيد من النواحي الداخلية والخارجية ليستطيع استيعاب الشخصية التي يمثل دورها بشكل كامل. يُثنى عليه لالتزامه بأدواره؛ فقد زاد وزنه 27 كغ وتعلم كيفية الملاكمة لدوره “كجيك لامولتا” في فيلم “الثور الهائج”، ونحت أسنانه لدوره في “رأس الخوف”، وعاش في صقلية لدوره في العراب – الجزء الثاني، وعمل كسائق سيارة أجرة لبضعة أسابيع من أجل دوره في سائق التاكسي، وتعلم العزف على الساكسوفون لدوره في نيويورك، نيويورك. وقد زاد وزنه من جديد ليمثل دور “آل كابوني” في فيلم “الممنوع لمسهم”.
تشمل طريقة دي نيرو المميزة في التمثيل توظيف أي تكتيك متطرف يشعر أنه ضروري لاستجرار أفضل أداء من الأشخاص العاملين معه، فأثناء تصوير “ملك الكوميديا”، عمد إلى إطلاق كيل من الشتائم المعادية للسامية على زميله “جيري لويس” لزيادة غضب الشخصية التي يمثلها وجعله أكثر واقعية. وفقًا لمجلة بيبول، فقد أدت هذه التقنية غرضها، إذ يقول “لويس” متذكرًا «نسيت وجود الكاميرات… كنت أريد خنق بوبي».
الزواج..
تزوج “دي نيرو” زوجته الأولى “دايان أبوت” عام 1976. لديهما ابن، “رافائيل”، وهو ممثل سابق يعمل في عقارات نيويورك. تبنى “دي نيرو” أيضًا ابنة زوجته من علاقتها السابقة “درينا دي نيرو”. تطلقا عام 1988. لدي “نيرو” ابنان توأمان هما “جوليان وآرون”، أتيا عن طريق الإخصاب في المختبر وولدتهما أم مضيفة عام 1995، وهما من علاقة طويلة مع العارضة السابقة “توكي سميث”.
في عام 1997، تزوج “دي نيرو” زوجته الثانية الممثلة “غريس هايتاور”. ولد ابنهما “إليوت” عام 1998 وافترق الزوجان عام 1999. لم ينهيًا أوراق الطلاق أبدًا، وفي عام 2004، جددًا عهود الزواج. ولدت ابنتهما عام 2011 من خلال أم مضيفة. بالإضافة لأولاده الستة، لدي “نيرو” أربعة أحفاد؛ لابنته “درينا” ابن وحيد، ولابنه “رافائيل” ثلاثة أولاد. قيل في نوفمبر 2018 أن “دي نيرو وهايتاور” انفصلا بعد 20 سنة من الزواج.
في أكتوبر 2003، أعلن المتحدث باسم دي نيرو أنه شُخص كمريض بسرطان البروستات. خضع للجراحة في مركز سلون كيتيرينغ التذكاري للسرطان في ديسمبر 2003. أعلن دي نيرو في الخامس والعشرين من مارس عام 2016 أن ابنه إليوت لديه توحد، ووضح اهتمامه بأسباب هذا المرض وطرق علاجه.
الجوائز..
يُعد “دي نيرو ومارلون براندو” الممثلين الوحيدين الذين حصلاً على جوائز أكاديمية لتأدية نفس الشخصية في الأفلام، حيث قام “براندو” بتأدية دور شخصية الدون “فيتو كورليوني” الأكبر سناً في “العراب”، بينما قام “دي نيرو” بتأدية نفس الشخصية الأصغر سناً في الجزء الثاني من الفيلم. وقد ترشح لجائزة الأوسكار 8 مرات.
حيث حصل على جائزة الأوسكار مرتين، الأولى كأفضل ممثل ثانوي عام 1975 عن دور “فيتو كورليوني” الشاب في الجزء الثاني من فيلم “العراب”، والثانية كأفضل ممثل رئيسي عن فيلم “الثور الهائج” عام 1981. وحصل أيضًا عن الفيلم الثاني علي جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في فيلم دراما عام 1981. كما حصل علي جائزة غولدن غلوب سيسيل بي دوميل في 2011، وجائزة كينيدي الثقافية في 2009، ووسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في 2016. تعاون روبرت دي نيرو مع مارتن سكورسيزي في 9 أفلام هي: شوارع متوسطة (1973)، وسائق التاكسي (1976) الذي ترشح عنه لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، ونيويورك، نيويورك (1977) الذي ترشح عنه لجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي، والثور الهائج (1980)، وملك الكوميديا (1983)، والأصدقاء الطيبون (1990)، وخليج الخوف (1991)، وكازينو (1995)، وعاد مرة أخرى في 2019 في فيلم الرجل الأيرلندي الذي ترشح عنه لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وقتلة زهرة القمر، الذي لم يُصدر بعد والمُقتبس من كتاب يحمل نفس الاسم من تأليف ديفيد غران.
أبرز الأعمال السينمائية..
The Untouchables
يحكم زعيم الجريمة الأسطوري آل كابوني (روبرت دي نيرو) شيكاغو بقبضة حديدية، رغم أن عميل حظر الخمور إليوت نيس (كيفين كوستنر) يحاول إسقاط كابوني، وذلك بعد بناء إمبراطورية من خلال تهريب الكحول.
Casino
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي في لاس فيجاس، يتم اختيار رجل العصابات سام روثشتاين (روبرت دي نيرو) من قبل رؤسائه لإدارة كازينو طنجة، وعلى مر السنين، يواجه مشاكل مع منفذ مهامه الخارج عن السيطرة نيكي سانتورو (جو بيشي).
Once Upon a Time in America
يعرض الفيلم على طريقة الفلاش باك حيث يسلط الضوء على حياة نودلز “روبرت دى نيرو” من فتى قاس في حي يهودي في الجانب الشرقي الأدنى في نيويورك، ثم ارتقائه إلى مهرب ثم زعيم المافيا، مسيرة تتسم بالعنف والخيانة والندم.
Taxi Driver
روبرت “دي نيرو” شاب مضطرب ومنعزل يعاني الأرق، ويعيش على وظيفة كسائق لسيارة الأجرة في مدينة نيويورك، ويجوب الشوارع ليلاً، كما ينفصل بشكل متزايد عن الواقع حيث إنه يحلم بتنظيف المدينة القذرة.
عندما يلتقي ترافيس مع المتطوعة في حملة انتخابية الجميلة بيتسي (سيبيل شيبيرد)، يصبح مهووسًا بفكرة إنقاذ العالم، حيث يخطط أولاً لاغتيال مرشح للرئاسة، ثم يوجه انتباهه نحو إنقاذ عاهرة تبلغ من العمر 12 عامًا (جودي فوستر).


The Godfather
يعرض حياة فيتو كورليوني (روبرت دي نيرو) عندما يتطور من فتى في صقلية إلى واحد من أشهر زعماء المافيا في نيويورك، ويعرض أيضا محاولة ابنه مايكل كورليوني (آل باتشينو) توسيع إمبراطورية أعماله إلى لاس فيجاس وفلوريدا وكوبا ما قبل الثورة بينما يواجه مشاكله الشخصية في محاولة للحفاظ على سلامة زواجه المنهار والعلاقة مع شقيقه.
وقد أصبح عدد من أفلام “دي نيرو” كلاسيكيات السينما الأمريكية، حيث تم إدخال ستة من أفلامه في سجل الأفلام الوطنية في الولايات المتحدة اعتبارًا من عام 2020. خمسة من أفلامه ظهرت على قائمة معهد السينما الأمريكية من 100 اعظم الأفلام الأمريكية في كل العصور. يتقاسم دي نيرو وجيمس ستيوارت لقب معظم الأفلام الممثلة في قائمة AFI. وشملت قائمة مجلة Timeout من 100 أفضل الأفلام سبعة من أفلام دي نيرو،
كما اختارها الممثلون في هذه الصناعة. في عام 2006، تبرع دي نيرو بمجموعته من المواد المتعلقة بالأفلام، مثل النصوص وقطع خزانة الملابس والدعائم، إلى مركز هاري رانسوم في جامعة تكساس في أوستن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة