خاص: قراءة- سماح عادل
رواية “وسادة لحبك” للكاتبة السعودية “زينب حفني” رواية جريئة ومميزة، تحكي عن مساويء داخل المجتمع السعودي بجرأة من خلال رؤية امرأة.
الشخصيات..
فاطمة: البطلة، امرأة أربعينية، عاشت حياة طويلة من الوحدة بعد موت زوجها في شبابها، ثم بعد زواج ابنتها التي ربتها طوال فترة شبابها، تبدأ التعرف علي الحياة في الخارج، تتواصل مع الصديقات القدامى ثم تقع في قصه حب شائكة.
جعفر: البطل الذي أحبته “فاطمة”، واعي وله رؤيته تجاه الأحداث في مجتمعه، كما أنه حبيب مخلص ووفي وشجاع.
هناك شخصيات أخري ازدحمت بها الرواية لكنها شخصيات كانت تحكي عنها الراوية من خلال تعاملها معهم، وهي بمثابة حكايات أكثر من كونها شخصيات.
الراوي..
الرواية تحكي من خلال صوتين، صوت “فاطمة” و”صوت جعفر”، وإن كان صوت “فاطمة” هو الأغلب داخل الرواية.
السرد..
الرواية بدأت بشكل تصاعدي، واعتمدت علي حكايات كثيرة، ورغم أنها رواية قصيرة وصلت ١٥٢ صفحة من القطع المتوسط إلا أنها تناولت عدة قضايا هامة، وانتهت نهاية سعيدة بتغيير كبير يحدث للبطلة.
وحدة..
رصدت الرواية ببراعة مشاعر المرأة التي تشعر بالوحدة نتيجة فقدان الزوج لسنوات طويلة، وكيف تشعر المرأة حين تعيش دون رجل وتجد نفسها وحيدة تربي ابنتها، وتتناول الكاتبة هذا الأمر بجرأة قد نندهش كونها صادرة من امرأة تنتمي لمجتمع مغلق محافظ، بل ويمتد الأمر إلي تناولها لحكايات الصديقات بنفس الجرأة.
فترصد خيانات الأزواج وتأثيرها علي الزوجات اللاتي يشعرن بوطأة السن ومرور السنوات وشعور الأزواج بالملل من زواج طويل، ومن معاشرة امرأة واحدة لسنوات، كما كشفت عن وجود خيانات للنساء داخل إطار الزواج وتبريرات تلك الخيانات من النساء اللاتي وجدن الجفاء من أزواجهن والحرمان العاطفي والجسدي.
كل ذلك يتم تناوله بجرأة كاشفة، ولا تدين فيها الرواية هؤلاء السيدات اللاتي يرتكبن فعل الخيانة في حق الزواج المقدس بالعكس توضح الرواية مشاعر المرأة وحاجاتها النفسية والجسدية، مما يعطي انطباع بأن الرواية تنظر للمرأة بشكل مغاير عن المألوف.
قصة حب شائكة..
تناولت الرواية علاقة حب شائكة ليس فقط لكون الرجل فيها يصغر المرأة في السن، وإنما بسبب اختلاف المذاهب الدينية بينهما، ف”جعفر” شيعي و”فاطمة” سنية، ينتميان لنفس المجتمع المغلق والمحافظ، والعلاقة بينهما شبه مستحيلة لأن التزاوج ما بين الشيعة والسنة في المجتمع السعودي أمر بالغ الصعوبة، فتجد “فاطمة” نفسها في مأزق أولا لكون “جعفر” يصغرها ولكونه من مذهب ديني آخر، وتخاف أن تتزوج منه لكي لا تثير غضب ابنتها وأخيها، رغم أنها حرة. فتدخل معه في علاقة خارج إطار الزواج ولم توضح الرواية هل تزوجا في السر أم أقاما علاقة حرة، وهذه جرأة غير معهودة علي المجتمع السعودي والمجتمعات الشرقية بشكل عام. ثم تكتمل هذه الجرأة بتغيير في شخصية “فاطمة” التي تتحدي مخاوفها، وتتزوج جعفر أمام أهلها وفي العلن لنجد أن تغيير أو تطورا حدث لشخصيتها وسلوكها.
الفساد والإهمال..
كما امتدت جرأة الرواية إلي مستوي آخر، حيث انتقدت الرواية إهمال الحكومة والمسؤولين، منتقدة الكارثة التي حدثت في جدة حيث أغرقت السيول الأحياء وأماتت عدد كبير من الناس، وأرجعت الرواية فداحة تلك الكارثة بسبب إهمال المسؤولين عن الاهتمام بالبنية التحتية للمدن في المملكة العربية السعودية، مما يعني أن الرواية تناولت قضايا هامة تخص المجتمع السعودي.
الكاتبة..
“زينب أحمد حفني” كاتبة وقاصة وروائية سعودية من مواليد مدينة جدة عام 1961م.
تخرجت من كلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1993، بدأت العمل في الصحافة عام 1987، تنقلت في عدد من الصحف السعودية المحلية مثل: جريدة البلاد، ثم جريدة المدينة المنورة، ثم الرياض، ثم عكاظ، ثم انتقلت إلى جريدة الشرق الأوسط. كتبت في عدة مجلات عربية من ضمنها مجلة «صباح الخير» المصرية، مجلة «الرجل» اللندنية.
كتبت مقالا أسبوعيا بصفحات الرأي في صحيفة الشرق الأوسط الدولية على مدى خمس سنوات. ثم باشرت طرح مقال أسبوعيّ بصفحات وجهات نظر بجريدة الاتحاد الإماراتية.
تأخذ مقالاتها منحى اجتماعي وإنساني، تُلقي الضوء من خلالها على أهم القضايا المطروحة على الساحة العربية والدولية.
أعمالها..
- رسالة إلى رجل، وجدانيات، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة. 1992م.
- قيدك أم حريتي، مجموعة قصصية، المؤسسة اللبنانية العربية للتوزيع والطباعة والنشر، بيروت-لبنان، 1994م.
- امرأة خارج الزمن. 1995.
- الرقص على الدفوف، رواية، سجل العرب، القاهرة، 1998م.
- هناك أشياء تغيب، مجموعة قصصية، دار الريس، بيروت-لبنان، 2000م.
- كتاب «مرايا الشرق الأوسط» يضم قسم كبير من مقالاتها التي نشرت في صحيفة الشرق الأوسط، دار طلاس للدراسات والنشر، عام 2001م.
- لم أعد أبكي، دار الساقي للطباعة والنشر، 2004م.
- إيقاعات أنثوية، قصائد نثرية، دار مختارات، بيروت-لبنان، عام 2004م.
- ملامح، دار الساقي للطباعة والنشر، عام 2006م.
- سيقان ملتوية، رواية، المؤسسة العامة للدراسات والنشر، بيروت-لبنان، 2008م.
- وسادة لحبك. رواية. دار الساقي، 2010.
- هل أتاك حديثي. رواية. المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2012.
- عقل سيء السمعة. رواية. دار نوفل، 2015.
- الشيطان يحب أحيانًا. رواية. دار نوفل 2017.
- بالأمس كنت هنا. رواية. دار نوفل 2020.