رواية لعنة الأمريكان.. فوضى مفتوحة على احتمالات الخراب

خاص: قراءة – سماح عادل

رواية “لعنة الأمريكان” للكاتب العراقي “نعيم آل مسافر” تحكي عن ما فعله الأمريكان بالعراق بعد إسقاط الطاغية، وغزو أمريكا للعراق وكيف سعى الأمريكان إلى تقسيم الشعب إلى طوائف وتصنيفهم وفقا لقوائم عدة، وكيف كانوا يخططون إلى تفتيت وحدة هذا الشعب لتصبح كل مقدراته في أيديهم.

الشخصيات..

حسن: البطل، تربي يتيما بعد أن فقد أبوه وأخوه وتربى مع عمه الذي فقد هو أيضا وبعض من أبناءه.

سرور: زوجة البطل وابنه عمه، وهي شريكته في كل الأحداث التي تدور في الرواية.

سعيد: أخو سرور، كان ميالا للتحزب ولجني مكاسب ما بعد الغزو.

الراوي..

تعتمد الرواية على صوتان صوت “حسن” وصوت “سرور” في الحكي .

السرد..

الرواية على قصرها فهي تقع في حوالي 82 صفحة من القطع المتوسط، إلا أنها ترصد تغييرات هامة أحدثها دخول الأمريكان إلى العراق.

لعنة الأمريكان والفوضى كثيرة الاحتمالات..

ركزت الرواية على تناول ما فعله الأمريكان بالعراق، وكيف أنهم حين ادعوا أنهم آتون لمصلحة الشعب العراقي ولإزالة الطاغية كانوا يدعون ذلك، وأنهم لم يأتوا إلا لخدمة مصالحهم ولنهب النفط، وقد سعى الأمريكان إلى تفريق العراقيين منذ أول لحظة وجودهم داخل العراق، تقريب البعض وإبعاد الآخرون، وقد استعانوا بالحرس القديم أي ببعض الانتهازيين ممن كانوا يتعاونون مع السلطة القديمة، كما غذوا الطائفية وانقسم الناس إلى طوائف وأعراق واتجاهات دينية.

كما رصدت الرواية كيف كشف الأمريكان عن مقابر جماعية كان النظام السابق يدفن فيها العراقيين أحياء، سواء أكانوا نساء أم أطفالا أم رجالا وأن هذه المقابر كانت كثيرة وضمت جثثا كثيرة لضحايا عراقيين، لكنهم حتى حين كانوا ينقبون عن الجثث كانوا يتعاملون معها بإهمال .

كما أشارت إلى مجرزة سبايكر، وكيف أن الشباب خدعوا فيها وأنها كانت مجهزة لتصدير صورة معينة للإعلام وللعالم.

فقد تعرض العراق على يد الأمريكان للنهب المنظم وإلى إحداث فوضى خلاقة مفتوحة على كل الاحتمالات الممكنة للخراب وللإبادة.

كما تناولت الرواية تظاهرات قام بها العراقيون اعتراضا على قلة الخدمات، وكيف تعاملت معها السلطة حيث واجهتها بعنف وعملت على خطف المتظاهرين أو اغتيالهم، كما دعت الأحزاب إلى حشد أعضائها لينزلوا في مواجهة المتظاهرين، وللأسف مازال تعامل السلطة مع التظاهرات يتسم بالعنف المفرط والتلاعب والمراوغة.