خاص: إعداد. سماح عادل
رواية “قلب حاف” للكاتبة اليمنية “فكرية شحرة” تحكي عن قصة حب لم تكتمل، لكن كانت لها تأثيرها القوي علي نضوج الفتاة التي وقعت في تلك العلاقة.
الشخصيات..
عفاف: فتاة يمنية، تنتمي للطبقة المتوسطة، استطاعت أن تكون مختلفة رغم تنشئتها في مجتمع مغلق محافظ، كان لها شخصيتها المستقلة وقدرتها علي التميز، رغم أنها أحبت حبا لم يتحقق إلا أنها حولت طاقة الحب التي لم تتحقق لطاقة قوة دفعتها إلي مزيد من التطور والنضج وبناء شخصية مستقلة معتمدة علي نفسها بل ومساعدة وداعمة لكثير من النساء.
حازم: البطل، لم تتضح ملامحه تماما، لكننا رأيناه من خلال عيون “عفاف” التي كانت دوما ما تحكي عنه من زاوية شعورها به كرجل وحبيب، لكن نفهم أنه يتصف بكثير من صفات الرجال في مجتمع شرقي ، الغرور، الأنانية، لشعور بالفخر لكونه موضوعا للحب والتعلق، ولكونه يجذب الشابات الأصغر منه، والي لا يتورع أن يتلاعب بمشاعر فتاة بريئة.
باقي الشخصيات في الرواية ثانوية.
الراوي..
الراوي يحكي من خلال وجهة نظر “عفاف”، ومن خلال رؤيتها للحياة وللمجتمع وللشخصيات من حولها، ويحكي عنها بضمير الغائب. فنجد أن باقي الشخصيات المحيطة تتفاعل معها وتتقاثع مع “عفاف” سواء بشكل ايجابي مثل الجمعية التي أنشأتها، أو بشكل سلبي مثل البيت الذي كانت تعيش فيه.
السرد..
الرواية تقع في حوالي 116صفحة من القطع المتوسط، تتناول نشأة “عفاف” ثم وقوعها في الحب، ثم محاولتها تطوير نفسها وتقدمها في العمر، وفي تجربة النضج وتنتهي نهاية ايجابية حيث تشعر “عفاف” بالقوة حينما تقابل “حازم” بعد مرور الزمن.
الحب في مجتمع محافظ..
صورت الرواية حال الفتاة التي تنتمي لطبقة وسطي في مجتمع مغلق ومحافظ، وكيف أنها تعاني منذ طفولتها، وتشعر بالقيود تحيطها من كل جانب، إما تستسلم لها أو تحاول التحرر منها. وقد كانت “عفاف” من النوع الثاني حيث تحايلت علي القيود لكي تتعلم ويصبح لديها شهادة جامعية. ثم رغم معارضه أخيها المتسلط استطاعت أن تلتحق بمجال العمل وليس أي عمل، وإنما العمل الأهلي معتمدة علي تسامح الأخ الأكبر والأم، وعلي قوتها الداخلية التي صمدت أمام التحديات من المجتمع حولها ومن محاولات المحيطين رجالا ونساء في اضطهادها وإشعارها باختلافها عنهم بشكل سلبي.
كما صورت كيف يكون الحب في ذلك المجتمع المحافظ، حينما يكون الرجل غير متورط في ذلك الحب بل يستغله ليشعر بذاته أكثر وبكونه رجل جذاب، هنا تصبح المرأة فريسة لذلك الرجل المستغل، وفريسة للمجتمع الذي لا يسمح بالحب من الأساس وإنما يدير أمر الزواج وفق قواعد أخري، وهنا كانت الفتاة صامدة متحدية ومتمردة لم تقف عند حد الإخفاق في الحب والشعور بعدم التحقق والفشل، وإنما واصلت طريقها وحدها لتبني ذاتها وعقلها وحياتها دون حاجة لرجل أو زواج أو علاقة اجتماعية مقبولة.
فقررت أن تواجه النظرة المجتمعية للمرأة التي تختار ألا تتزوج وألا تعيش تحت ظل رجل بل وأن تعمل وتكون فاعلة في مجتمعها .
دعم النساء..
قدمت الرواية رؤية إيجابية أخري بخلاف استمرار المرأة في حياتها بعد علاقة حب فاشلة، وهي سعيها لدعم غيرها من النساء حين قررت “عفاف” أن تنشئ جمعية بأموالها الخاصة لكي تدعم فيها الفتيات والنساء اللاتي وضعتهن ظروفهم الاجتماعية في موضع سيء. فعالجت وقدمت الدعم النفسي وساهمت في تعليم الفتيات وتأهيلهن حتي أنها ساعدت السيدات الكبار اللاتي جار عليهن الزمن . وقدمت الرواية بعض الحكايات عن تلك النساء، وهذا موقف ايجابي يحتسب للرواية التي سعت إلي وضع أمل وأفق تخرج منه “عفاف” للنور وتكون يد تساعد الأخريات.
التحرر..
وفي النهاية قدمت الرواية التحرر ل”عفاف” حين جعلتها تتقابل مع “حازم” لتعرف أين وصل به الحال، لتكتشف أنه أحب أخرى، وضحي بأسرته لأجلها لكنه كان ضحية هذه المرة، ضحية علاقة حب غير محبوب فيها، وأن حبه لتلك المرأة لم يمنعه من التضحية بالأسرة وبالأطفال، في حين أنهم كانوا العائق في علاقته ب”عفاف” وتحجج بهم لكي يتهرب منها.
حينها فقط عرفت “عفاف” أن “حازم” لم يكن يبادلها نفس الشعور، وأنه كان يستغل حبها له، وفهمت أنها قضت عمرا في علاقة حب زائفة، والأهم أنها استطاعت أن تتحرر منه ومن وهم حبها له وتضعه في حجمه الصحيح، وتراه علي حقيقته.
الكاتبة..
“فكرية شحرة”، كاتبة ومؤلفة يمنية. ولدت عام 1978 في اليمن. تخرجت من جامعة إب عام 2001 تخصص دراسات عربية، وبدأت في كتابة القصص من عمر مبكر. انتقلت عائلتها في عمر الرابعة من العمر إلى حاضرة المدينة وهناك التحقت بالتعليم النظامي، وفي عمر الخامسة عشرة في المرحلة المتوسطة تزوجت وأكملت تعليمها الثانوي والجامعي وهي زوجة وأم. تخرجت من جامعة إب عام 2001 تخصص دراسات عربية. أثرت البيئة المحافظة على ميولها فكانت القراءة رفيقتها، وبدأت في كتابة القصص من عمر مبكر إلا أن الكتابة الصحفية غلبت على أعمالها لفترة حتى أصدرت أول مجموعة قصصية بعنوان “غيبوبة” عام 2014 ثم تلتها رواية “عبير أنثى” عام 2015.
أعمالها..
- عبير أنثى، 2015.
- قلب حاف، 2016.
- صاحب الابتسامة، 2017.
- غيبوبة (مجموعة قصصية)، 2014.