14 نوفمبر، 2024 9:29 م
Search
Close this search box.

رواية “عزلة”.. الانتصار للإنسانية دون التقيد بانتماءات فردية

رواية “عزلة”.. الانتصار للإنسانية دون التقيد بانتماءات فردية

خاص: قراءة – سماح عادل

رواية “عزلة” الكاتب المصري “علاء أحمد” تحكي عن التسلط الذي يتسم به البعض وتأثير ذلك التسلط علي الناس.

الشخصيات..

مازن: البطل، شاب علي وشك التخرج، يتم تكليفه للعمل في أحد الأديرة القديمة ليكتشف وجود ظلم كبير بحق نزلاء الدير.

ميرة الدير: امرأة سلطوية تقوم بإدارة الدير بتجبر وأنانية حتي أنها تخرب حياة الناس.

مارسيل: موظفة داخل الدير، تقع في الانجذاب نحو البطل لكن الأمر لا يتم.

وهناك شخصيات النزلاء الذين يعانون بقسوة.

الراوي..

الراوي هو البطل الذي يحكي بضمير المتكلم، ويحكي عن شعوره تجاه ذلك العالم الجديد الذي دخل فيه، وتجاه الناس الذين تعامل معهم ويحكي عن باقي الشخصيات من خلال تعامله معهم ومن خلال ما حكوه عن أنفسهم ومن خلال مشاهداته للأحداث.

السرد..

الرواية قصيرة، تتناول حكاية “مازن” مع الدير وكشفه لذلك العالم الذي يبدو من الخارج غامضا بينما من الداخل يبدو أكثر قسوة وموحش، وتبدو مصائر الناس مأساوية، كما جاءت النهاية مفتوحة لكن بشكل إيجابي.

تحت رحمة التسلط..

بغض النظر عن كون المكان ديرا ودار مسنين فإن البطل يرصد فكرة التسلط وكون المسؤولة عن مؤسسة ما لا تتمتع بالرحمة وطيبة القلب، وإنما تتمتع بالقسوة والعجرفة التي تجعلها تتحكم في مجموعة من البشر تحت رحمتها وتتلذذ بأن تعذبهم بسلطتها وصارمتها غير المبررة. وقد فاقت قسوة السيدة مديرة الدير الحدود حتي أنها كانت تقوم بضرب أحد المرضي النفسيين بعنف شديد، مما أدي في النهاية إلي انتقامه منها، وترصد الرواية كيف تتحول نفس الإنسان إلي هذا القدر من القسوة وعدم الرحمة كما حدث مع المديرة، حتي أنها كانت تتعمد تقديم طعام سيء للنزلاء، ومعاقبتهم عقوبات صارمة لا تتناسب مع أعمارهم، وتحرمهم من أي ترفيه أو متعة.

حب..

كما تحكي الرواية عن الحب بين نزيلين في الدير، حب امتد سنوات طويلة، أحبه أحد العاملين بالدير لإحدى العاملات فيه، لكنه ظل طوال سنوات حياته لا يعترف بذلك الحب ولا يتخذ خطوات جادة نحو تحقيق هذا الحب، وبعد مرور كل تلك السنوات من الحرمان وعندما تصاب حبيبيته بمرض صعب وقتها يقرر الاعتراف بهذا الحب العميق وغير المتحقق.

كما تصور الرواية علاقة حب ناشئة بين البطل “مازن” والبطلة “مارسيل” لكنه حب محكوم بالفشل قبل أن يبدأ لأن المجتمع لن يرض عنه ولن يقبله.

قسوة الابن.

كما صورت البطلة قسوة الابن علي أمه، وذلك في حكاية السيدة “أمينة” التي أودعها ابنها لدي الدير في قسم استقبال المسنين، ورغم أنها لا تنتمي للدير بأي حال من الأحوال، إلا أن ابنها أودعها فيه ليتخلص من عبء خدمتها، وتجنبا لعمل مشاكل مع زوجته، وكان يغدق الأموال لمديرة الدير لكي تعتني بأمه، لكنه لم يرق قلبه للهفة أمه عليه وخوفها وتوترها الشديد، وهي تعيش في مكان غريب بدونه حتي أنه كان ينتظر حتي تنام ليهرب منها بعد أن تتشبث فيه كالطفل.

الرواية أيضا تتطرق لبعض الأفكار والأمور حول الإعلاء من شأن الإنسانية دون التقيد بإطار الانتماء الديني الضيق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة