8 أبريل، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

رواية شوبان الصدرية.. الجمال في مواجهة قبح التشدد والخراب..

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “شوبان الصدرية” للكاتب العراقي “حسن فالح”، تحكي عن موسيقي يواجه أزمات مجتمعه بالانغماس فيما يحب وهو الموسيقى.

الشخصيات..

البطل: عاشور، أو آشور كما نوه الكاتب أكثر من مرة، درس الموسيقى بسبب شغفه بها، لكنه كان يواجه العقبات في ممارسة عزف الموسيقى، بسبب جماعات المسلحة التي احتلت منطقته وأصبحت تضايقه، وتفرض عليه حصارا.

الحالم: رجل أصيب باليأس بعد وفاة أسرته، وقرر أن يعيش في الشارع، وقد ساعد عاشور كثيرا.

وهناك شخصيات أخرى داخل الرواية.

الراوي..

راوي عليم يحكي عن عاشور بشكل أساسي، وعن مشاعره وأحاسيسه وأفكاره، ويتتبعه في تحركاته. ويحكي عن باقي الشخصيات من خلال رؤية عاشور لهم، وتقاطعه معهم.

السرد..

الرواية قصيرة تقع في حوالي ١٦١ صفحة من القطع المتوسط، محكمة البناء، تحكي عن البطل وعن المكان الذي ينتمي إليه، ويبدأ الحكي تصاعديا إلى أن تصل الرواية إلى نهاية إيجابية مفتوحة، يتمتع فيها عاشور بعزفه للموسيقى التي ألفها.

الجمال في مواجهة قبح التشدد والخراب..

تحكي الرواية عن عاشور الذي عشق الموسيقى وتعلمها وتفوق فيها، لكن التغييرات التي حدثت في مجتمعه وفي منطقته أصبحت تؤثر عليه، حيث انتشر أفراد الجماعات المسلحة وكانوا يضايقونه عندما يخرج بآلته الموسيقية فقرر تغييرها وأصبح يعزف على البيانو بدلا من العود، لكنه مع ذلك لم يسلم من المضايقات فقد اشترى بيانو لكنه لم يستطع إدخاله إلى منزله بسبب خوف الناس من المسلحين الذين هددوهم وأمروهم ألا يساعدوا عاشور في إدخال آلته إلى المنزل. وهم مبيتين النية لإحراق ذلك البيانو الذي يعتبرونه مزامير الشيطان.

فاضطر عاشور إلى التنقل بآلته الضخمة في أماكن عدة، وكان يجاهد لكي يتسنى له العزف على البيانو وسط سخط أمه من شغفه بالموسيقى.

تعلق عاشور بحلم أن يؤلف النشيد الوطني بعد ما قال له صديقه أنهم ينون تغييره ومن يؤلفه سيحصل على مبلغ مالي كبير. فكرس نفسه لتأليف ذلك النشيد رغم الصعاب ثم فوجئ في النهاية بأنهم قرروا تأجيل تغيير النشيد الوطني.لكنه لم يترك نفسه فريسة لليأس وإنما بمساعدة صديقه الحالم عزف في الشارع وعلى الملأ مستمتعا بعزفه.

الرواية تنتصر للجمال في مواجهة البشاعة، تحكي عن لذة عزف الموسيقى والاستماع لها في مواجهة العنف والوحشية اللذان تمارسهما الجماعات المسلحة والقوات الأمريكية. تنتصر لمعاني إنسانية في مقابل التوحش والعنف والفوضى.

وتقوم برصد تاريخ منطقة الصدرية، كما تحكي عن الضحايا الذين عذبتهم ظروف المجتمع وفوضاه فأصبحوا يسيرون في الشوارع على غير هدى بعد أن فقدوا أعزاء، أو تعرضوا لمحن بشكل أو بآخر.

الكاتب..

“حسن فالح” كاتب عراقي من مواليد 1981. يعمل أستاذا في معهد الفنون الجميلة ببغداد قسم التصميم الفرع الطباعي. صدرت له رواية بعنوان “تكسي كراون” في عام 2015 ورواية “قارئ الطين” في عام 2016. وتوالت أعماله الروائية، إضافة إلى نصوص مسرحية حاز أحدها على أفضل نص مسرحي في العراق في العام 2015 في مهرجان المسرح لمعاهد الفنون الجميلة بالعراق وكان بعنوان “بير عليوي”. وله العديد من المقالات في الصحف العراقية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب