24 نوفمبر، 2024 2:27 م
Search
Close this search box.

رواية سين النسوة.. تحكي عن عالم الليل واستغلال النساء

رواية سين النسوة.. تحكي عن عالم الليل واستغلال النساء

 

خاص: قراءة – سماح عادل

رواية “سين النسوة” للروائي الكردي “آريان صابر الداودي” تحكي عن استغلال النساء، وكيف أنهن يعاملن كسلعة للبيع، حين تضطرهن الظروف ويفقدن الحماية في المجتمع.

الشخصيات..

سمر: البطلة، وهي فتاة عراقية، يموت والدها وهي صغيرة، وتعيش مع أمها وأخيها، وتفقد أسرتها بيتهم بسبب عجرفة عمها الذي أصر على تزويجها من ابنه، وتذهب مع أسرتها إلى السليمانية وتعيش في حماية أخيها ورعايته حتى بعد موت أمها، لكن يختفي أخيها وتتعرف على العالم بدون حماية أو سند. فتضطر إلى العمل في حانة، لكنها تصر على عدم بيع جسدها رغم إنها عاشت مع فتيات يفعلن ذلك.

بختيار: شاب طيب يساعد سمر، بعد أن يشعر إنها تختلف عن تلك الفتيات اللاتي يعملن في الحانة، وبمساعده ابن خالته يجد لها عملا.

هناك شخصيات أخرى داخل الرواية لكن التركيز كان على سمر وبختيار .

الراوي..

الرواية تحكيها سمر بضمير المتكلم، ثم يترك الكاتب لبختيار الفرصة ليحكي بصوته هو أيضا وبضمير المتكلم، لتعود سمر وتنهي الرواية بصوتها.

السرد..

الرواية قصيرة تقع في حوالي 150 صفحة من القطع المتوسط، تحكي عن باقي الفتيات من خلال صوت سمر ورؤيتها للحياة، ورؤية بختيار أيضا، لكنها لا تعطي الفرصة لهؤلاء الفتيات ليقدموا تبريراتهن حول ما يفعلنه، فقط حين تحكي سمر عن سيدة تعرفت عليها في الفندق تحكي عن ما قالته لها عن عملها، تنتهي الرواية نهاية سعيدة حيث تجد سمر عملا وتعثر على أخيها المفقود أيضا.

عالم الليل واستغلال النساء..

تحكي الرواية عن عالم الحانات في مدينة السليمانية وكيف تستغل الفتيات لجلب الزبائن، فالليل ممتلئ بالفتيات اللاتي تبعن جسدها لأجل المال، بعد أن فقدن حمايتهن في المجتمع، فتيات يعملن في الحانات لجلب الشراب، وإقناع الزبائن بشراء مزيد من الشراب، يرفهن عن الزبائن ويحددن مواعيدا للمقابلات لعمل علاقات جنسية مدفوعة.

الرواية تدين هؤلاء الفتيات وترسم شخصياتهن كشخصيات شريرة، وحين اختارت البطلة اختارت بطلة لم تقبل ببيع جسدها وتمسكت بالشرف والفضيلة، كان سيكون من المثير لو تكلمت إحدى هؤلاء الفتيات عن أسباب قبولها لبيع جسدها وانخراطها في مهنة موصومة اجتماعيا ومحرمة دينيا.

لكن الرواية رغم إنها أدانت بشكل ضمني هؤلاء الفتيات وصورتهن فتيات سيئات يتعاملن بقسوة مع سمر، لأنها لم تقبل أن تكون مثلهن إلا إنها نصفت السيدة التي تعرفت عليها سمر في البداية، فهي رغم إنها تخدع الزبائن وترفه عنهن إلا إنها أعالت سمر بعض الوقت وقامت بحمايتها، وكانت تبريراتها للقيام بذلك العمل أنها لا عمل آخر لها وأنها لا تترك أحدا يداعبها وإنما هي من تقوم بمداعبة الزبائن. أي إنها فعليا لا تقوم ببيع جسدها وإنما تقدم خدمة الترفيه.

تتميز الرواية في إنها رصدت عالم استغلال النساء، وكيف تدار فيه الأمور وتفاصيل العلاقات، فسمر عملت في حانة فترة بعد اختفاء أخيها، وسفر السيدة التي كانت ترعاها، اضطرت إلى الانتقال العيش مع فتاة تدعى سالي، واضطرت إلى العمل في الحانة لكي تدفع الإيجار في الشقة المشتركة التي تعيش فيها مع سالي وفتيات أخريات.

في الشقة لابد من وجود قائدة، هي التي تدير عمل الفتيات، وتأخذ نسبة من الأجر الذي تتحصل عليه الفتاة من الزبون، وهي التي تتفق مع الزبون وحين تسعى إحدى الفتيات للاتفاق مع أحد الزبائن من وراءها تغضب لذلك وتدور المشاجرات بينها وبين تلك الفتاة.

وفي الحانة يقوم صاحب الحانة بحث الفتيات على مصاحبة الزبائن لكي يضمن أن يتوافدوا على الحانة بشكل يومي، وهو الرابح لأن الزبائن يشربن ويدفعن فواتير كبيرة.

كما تحكي الرواية عن فئة أخرى من الفتيات، لا يعملن في الحانات، وإنما يقفن في الشارع أمام الحانات يبعن المناديل الورقية أو أية بضائع أخرى، ويتم الاتفاق مع الزبائن خاصة الذين يركبون السيارات، وأحيانا تتم المهمة داخل السيارة، وعمل هؤلاء الفتيات يديره رجل، يجمع منهم الأموال في نهاية اليوم.

الصمود أمام الإغراءات..

تميزت سمر بأنها صمدت أمام كل الإغراءات في ذلك العالم، فقد دفعت إلى التعرف على هذا العالم نتيجة لظروفها القاسية، موت أمها واختفاء أخيها الذي يعولها ووجودها في مدينة لا تعرفها بعد انتقالها من بغداد التي تربت وعاشت فيها، لكنها وحين أتيحت لها الفرصة بمقابلة بختيار، ذلك الفتى الذي يعيش في الخارج ويأتي لزيارة خالته كل بضع سنوات، وحين شعرت سمر أنه غير باقي الزبائن الذين يلتهمون الفتيات بعيونهم ويلمسون أجسادهن توسمت فيه خيرا، بل أحبته وطلبت منه المساعدة وهو ساعدها.

فالرواية تبين أن الفتاة التي ترفض السير في ذلك الطريق ممكن أن تجد المساعدة وتستطيع أن تنجو، كما أن الخير يوجد كما يوجد الشر، فقد لابد من التمسك بجانب الخير.

الكاتب..

“آريان صابر الداودي” كاتب كردي، مواليد ١٩٨٩. ولد في طوز خورماتو ومقيم حاليا في السليمانية، وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. حاصل على  بكالوريوس اللغة التركية جامعة كركوك كلية التربية. ويعمل معلم جامعي.

المؤلفات..

– امرأة تحكي قصة شعب، دار أمل الجديدة سوريا. ترجم هذا الكتاب للغة الكردية من قبل المترجم هلكوت رمضان.

– تومليلت، ثلاث أيقونات قصصية، دار أمل الجديدة سوريا.

– رواية رزبست، دار أمل الجديدة سوريا.

– رواية طرق مبهمة، دار ضفاف للنشر والتوزيع، الإمارات العربية المتحدة.

– رواية سين النسوة، دار الورشة الثقافية، بغداد.

شارك بقصص في كتاب يجمع ٩٩ قاص عراقي وعربي. فازت قصته القصيرة جدا (السلام)، بالمرتبة الأولى في مسابقة غالديري الأدب التي أقيمت في المغرب العربي.

فازت قصته القصيرة (الخلطة العجيبة) في مسابقة دار السكري للطباعة والنشر في دولة مصر العربية بين أكثر من (٣٩٠٠) قصص مشاركة.

حاز على عدة جوائز وشهادات تقديري من قبل اتحاد أدباء وكتاب كركوك. حاز على أكثر من شهادة تقديرية من قبل قائممقامية قضاء طوز خورماتو.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة