13 أبريل، 2024 6:50 ص
Search
Close this search box.

رواية سقطت سهوا في هواك.. فقدان الأب يفقد الأبناء التوازن

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة – سماح عادل

رواية (سقطت سهوا في هواك ) للكاتبة المصرية “شيرين شحاته” تحكي عن هجر الأب وكيف يؤثر على توازن الأطفال والأم، كما تحكي عن الحب وكيف يتحول إلى لعنة في بعض الأحيان.

الشخصيات..

مي: البطلة، هجرهم والدها لأجل الزواج من امرأة أخرى، هي من تسببت في دخولها إلى حياتهم.

رنا:أخت مي، طالبة في المدرسة، وقد أثر عليها هجر والدها كثيرا.

نرمين: أم مي ورنا، كان وقع هروب زوجها مؤلما وسبب لها فقدانا للتوازن جعلها لا تنتبه لابنتيها فترة من الوقت.

نورا: مدرسة شابة، تغوي محمود والد مي ونرمين وتجعله يترك أسرته ويهرب معها، لكنه في النهاية يتركها  ويصبح تائها في الشوارع بعد أن تحدث له كارثة.

مراد: شاب في الجامعة، أحبته مي، وهو من تسبب في مقتلها، وظل طويلا حبيسا لإحساسه بالذنب تجاهها.

ممدوح: أخو مراد، ترك ابنه بسبب أنه يعاني من مرض ما، ويشعر بالخواء ثم يعود إليه.

ريم: زوجة ممدوح، تعاني من هجر زوجها، وخذلانه لها، لكنها تفرح بعودته بعد سنوات.

الراوي..

الرواية تعتمد على تعدد الأصوات، فالشخصيات كلها تحكي بصوتها، وبضمير المتكلم، وهذا يعطي ثراء وتنوعا لوجهات النظر وزوايا الرؤيا في الرواية، كما يسهل كشف مشاعر وانفعالات الشخصيات بعمق.

السرد..

الرواية تقع في حوالي 200 صفحة من القطع المتوسط، محكمة البناء، يتم الحكي بالتناوب بين الشخصيات، وكل شخصية تحكي عن مشاعرها ومخاوفها وأحلامها، تحتفي الرواية باللغة فتزيد من رص الكلمات التي قد تكون على حساب مسار الأحداث، كما تمتلئ الرواية بالمبالغة في تصوير المواقف الدرامية والمحزنة، والنهاية عجائبية.

فقدان الأب..

الرواية تحكي في البداية عن ألم مي التي هجر والدها أسرته التي كانت تعيش في سعادة وأمان، بدخول نورا المدرسة التي تعرفت عليها مي وجلبتها لتدرس لأختها تحولت الأمور حيث أغوت نورا محمود الوالد وجعلته يهجر زوجته التي كان يحبها كثيرا ويهجر ابنتيه اللتان تحسان بالضياع، كما يعانيان من تقولات الجيران والناس المحيطين بهما وتتسرب الفوضى إلى حياتيهما، كما تشعر الأم بفقدان التوازن وتظل في حالة دوار فترة من الزمن مما يجعلها تبتعد عن ابنتيها وتهملهما.

ثم فجأة تموت مي التي تعرفت على مراد زميلها في الجامعة  على الانترنت فتذهب لمقابلته، لكنه يدوسها بالسيارة وتموت ويكتشف فيما بعد أنها تلك الفتاة التي كان يحادثها على الانترنت ولا يعرف اسمها، ويشعر بالذنب الشديد ولا أجد كقارئة مبررا منطقيا لموت مي سوى أنه إشعال لمزيد من المبالغة في الدراما.

تنهار حياة أم مي وتنهار حياة والدها أيضا الذي يقرر هجر زوجته الثانية بعد أن رفضت والدة مي العودة له، وبعد أن فقد ابنته، ويظل تائها في الشوارع يبحث عن زوجته وابنته الأخرى، وتخسر نورا أيضا، بعد هجر محمود لها وبعد أن ينبذها الناس لأفعالها مع أسرة محمود، ولا تجد رجلا آخر يرضى بها بسبب تاريخها الشرير.

ثم تنتقل الرواية للتركيز على مراد وحياته بعد مرور بضع سنوات، فقد تزوج من امرأة أخرى وأنجب فتاة، لكنه يظل يشعر بالذنب مما يفقده التواصل مع زوجته، لكنه في النهاية يفيق إلى نفسه ويقرر أن يكون زوجا صالحا ومحبا ومهتما وأبا حنونا، بل ويساهم أيضا في إصلاح الخلل في حياة أخيه ممدوح الذي هجر ابنه المريض، بسبب مرضه، فيحاول إرجاع ممدوح لأسرته وينجح في ذلك، وتوشك الرواية على نهاية سعيدة لمراد وممدوح لكن تفضل الكاتبة أن تنهي الرواية نهاية عجائبية، حيث يظل شبح مي يطارد ممدوح، ويقتل ممدوح برصاصة ليعود إلى أحضان مي التي لم تستمتع بالحب في أثناء حياتها وتفرح بمجيئه.

الرواية تركز بشكل كبير على الألم الفادح الناتج عن هجران الأب، وكيف أن الأب له دور هام جدا في حياة أبناءه ولذا حين يهجر أبناءه يفقدهم التوازن النفسي ويشيع الخراب في أرجاء حياتهم، فالأب هو السند والأمان والحامي ومصدر الحنان.

الكاتبة..

“شيرين شحاتة عابدين”، كاتبة مصرية، تعمل مدرسة لغة انجليزية، صدر لها أول أعمالها رواية “لا تغربي” 2017 عن دار فصلة، وثاني عمل رواية “سقطت سهوا في هواك” عن دار أكتب 2018، وفازت قصتها القصيرة “حديث الصمت” في مسابقة لدار أطلس 2018.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب