20 سبتمبر، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

رواية “خضرا”.. تبني المرأة لنفسها مكانا رغم القسوة

رواية “خضرا”.. تبني المرأة لنفسها مكانا رغم القسوة

خاص: قراءة – سماح عادل

رواية “خضرا” للكاتبة اليمنية “حورية الإرياني” تحكي عن المآسي التي تواجه أطفال الشوارع في بلدها اليمن، وكيف إن طفلة تركت للشارع كانت حياتها سلسلة من الصعوبات وعقبات الكبيرة.

الشخصيات..

نور: البطلة، بدأ الحكي منذ كانت طفلة صغيرة في عمر الخامسة، ثم توالت السنين، لتتغير حياتها تغييرات كبيرة.

خضرا: سيدة عانت من الظلم منذ طفولتها، حيث منحها والدها بعد وفاة أمها لسيدة تريد تزويج زوجها لينجب لذكور، فبيعت كأي سلعة، وانتقاما لانتهاك طفولتها وبراءتها وللتعامل معها بشكل سيء من قبل الزوجة اختطفت ابنتها وهربت، ثم عانت من اضطرابات نفسية جعلتها تتوهم أشياء كثيرة.

ناجي المسايري: رجل صالح تولي رعاية “نور” وحماها من البشر القساة في الخارج وأخذها ليربيها في منزله وظل يحميها طوال حياته.

وهناك شخصيات أخري داخل الرواية كانت لها أدوار هامة في حياة البطلة.

الراوي..

الرواية تحكي بصوت “نور” التي تبدأ كطفلة في عمر الخامسة لا تعي شيئا مما يدور حولها، وتحكي برؤية الطفلة الصغيرة ثم يتطور الحكي بتطور عقل ووعي وتجارب “نور” ليصل إلي النهاية.

السرد ..

بدأت الرواية بغموض طفلة صغيرة لا تفهم ما يدور حولها وتحاول فهمه، تحكي عن ما يحدث لها بحياد تام، ثم تحكي حوادث وقصص حزينة تحدث لها وتحاول استيعابها بعقل الطفلة الصغيرة، ومعاملة سيئة من الناس من حولها. ثم تبدأ تعي وتفهم ما يحدث وتحاول التعامل معه لكنها لا تملك القدرة علي ذلك، لكن تمد لها يد المساعدة وتصبح أقوي بالتدريج مع كل مساعدة تحصل عليها. وتكمل تعليمها وتصبح طبيبة بعد أن تتحول المعاملة السيئة إلي ود ودعم، لكن مع ذلك تنتهي الرواية رواية حزينة بموت البطلة.

النساء في مجتمع محافظ..

ترصد الرواية وضع النساء في مجتمع محافظ لكن النساء الفقيرات، كيف يتم التعامل معهن بقسوة شديدة، ف”خضرا” بفقدانها لأمها وفقر والدها أصبح مصيرها البيع لرجل أكثر غني ليتم التعامل معها كأنها سلعة وآله للإنجاب. وترفض هي لك وتعتمد علي عنادها وقوة شخصيتها وتقرر الهرب من ذلك الظلم التي تعرضت له، بل وتختار مهنة موصومة اجتماعيا لكنها مع ذلك كانت تعتبرها مهنة أكثر حرية من الزواج ومن أسر المرأة داخل مؤسسة الزواج الظالمة.

لتكتشف “نور” فيما بعد أنها لم تكن تبيع جسدها بشكل حقيقي وإنما كانت تحتال علي الرجال لتأخذ أموالهم، كما أنها عانت من اضطرابات نفسية كثيرة وكانت تتحايل علي قسوة الحياة لتظل تعيش وتتنفس.

أما بالنسبة ل”نور” فقد طالها نفس الظلم والقسوة في التعامل لأنها لا أهل لها، طفلة شارع غير معروف من أمها ومن أبيها ومشكوك في كونها ابنة غير شرعية لعلاقة غير شرعية، مما جعل الناس يعاملونها بقسوة وعنصرية طوال حياتها خاصة الأسرة التي تربت في كنفها، زوجة “العم ناجي” التي كانت تتفنن في التعامل معها بقسوة وكذلك أبناءها وحماة ابنتها “سماح” بشكل خاص.

مما يعكس مدي عنصرية ذلك المجتمع المغلق الذي يتعامل بقسوة وإجحاف مع طفلة لا حول لها ولا قوة، لكن لم يكن الأمر سلبيا طوال الوقت، فقد وجدت “نور” من يعاملها بحنان وود وبإنسانية، وهي أسرة “العم جمال” وزوجته “زهرة” وابنتهما “نبيلة” فقد ساعدوها ودعموها كثيرا.

وحثي ولدي “العم ناجي” انقلبت معاملتهما لها بعد وقت وأصبحا يدعمانها. لكن هذا لم يمنع “نور” من إن تعاني لكونها امرأة في مجتمع مغلق محافظ، حتى أنها حتى يحين أصبحت متعلمة وتذهب للدراسة كانت تعاني من مضايقات بسبب كشفها لوجهها.

الأقسي من ذلك حينما اكتشفت إن لها عائلة وأنها تنتمي لأناس أغنياء في احدي القرى وتنتمي لأحد القبائل لم يكن الأمر جيدا، لأن أهلها بدلا من إن يعوضوها تلك السنوات التي عاشت فيها في فقر وعوز وعنصرية وقسوة قرروا قتلها للتخلص مما قد تكون قد فعلته في غيابهم، أي أن معيار الشرف الذكوري الزائف كان أهم وأكبر لديهم من صلة القرابة .

التطور الإيجابي..

امتازت الرواية بأنها لم تكتف بتقديم مأساة طفلة شارع وجدت نفسها فجأة بلا حماية أو دعم او سقف تحتمي به، لكنها انتقلت إلي التغيير وأن أي محنة أو مشكلة بإمكانها إن تتغير بمساعدة ودعم الطيبين من البشر، وهذا ما حدث ل”نور” حيث تحولت حياتها بفعل هذا الدعم واستطاعت أن تجد لنفسها مكانا وأن تواصل حياتها وتتعلم. بغض النظر عن إن القصة مبالغة في كمية الإيجابية حيث تعلمت “نور” لتصبح طبيبة وهي التي لم تتعلم حتى سن كبيرة. لكن النظرة الايجابية والتغييرات أمر هام.

الحرب..

تناولت الرواية أيضا الحرب التي حدثت، لكن في آخر الرواية وبشكل عرضي، وقد خصصت للحرب مساحة صغيرة من الرواية دون تعمق،  لكنها كشفت عن أمور غير إنسانية حدثت في وقت الحرب مثل قتل المرض في المستشفيات بقسوة ووحشية وبلا رحمة.

الكاتبة..

حورية عبد السلام عبد الرحمن الإرياني، كاتبة يمنية، حاصلة على شهادة البكالوريوس في المختبرات الطبية كلية الطب جامعة صنعاء.

أصدرت رواية (خضرا) عام  2021.  كتَبت العديد من  القصص للأطفال ضمن فئات عمرية مختلفة. حاصلة على جائزة (حزاوي لأدب الطفل) عن قصة لليافعين بعنوان (سوار القدر) 2022.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة