4 مارس، 2024 4:20 م
Search
Close this search box.

رواية حروب وأحمر شفاه”.. حين يتمسك النص بالأمل

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “حروب وأحمر شفاه” للكاتبة الفلسطينية “كاملة الصيداوي” تحكي عن الحب في وقت الحروب والصراعات، وكيف أن المرأة تعد شريكة قوية في تلك الأوقات.

الشخصيات..

الرواية ممتلئة بشخصيات كثيرة تناولتها الكاتبة ورسمتها بعمق وحكت عن علاقاتها الإنسانية المتداخلة، ولكل شخصية حكاية مؤثرة تحرص الكاتبة على سردها على القاريء. فجاءت الشخصيات حية ومتفاعلة لدرجة أن القاريء يشعر أنها تتحرك أمامه. والعلاقات ما بين الشخصيات إنسانية عميقة وقوية وفيها ود وتراحم وتعاون، وقد تنوعت الشخصيات على مستوى الانتماء الديني والعرق لكن جمعهم جميعا حبهم للمكان الذي يعيشون فيه وينتمون له.

الراوي..

الراوي عليم، يحكي عن الشخصيات، ويتنقل في الزمن بحرية، يعود للماضي ثم يرجع للحاضر وهكذا، ويعرف ما تشعر به الشخصيات، ما تمر به من صراعات نفسية ويعرف مصائر الشخصيات وماضيها أيضا.

السرد..

الرواية ثرية، تقع في حوالي 217 صفجة من القطع المتوسط، يتنقل الحكي بين الحاضر والماضي، وكان التركيز على الشخصيات والعلاقات الإنسانية بينهم، وكان التركيز الأكبر على المكان الذي جمع الجميع وهو مدينة يافا، حيث احتفت الكاتبة بها، وكان الجو في الرواية يبعث على الأمل والتفاؤل وكان بشكل عام إيجابيا وانتهت نهاية سعيدة.

مدينة يافا..

احتفت الكاتبة بمدينة يافا، وقدمت تاريخها منذ عهد قديم أثناء الحكي، وحكت عن جمالها جمال المكان جغرافيا، وتاريخيا أيضا حيث سكنها أناس أصحاب حضارة ولهم تاريخ عريق. ثم حكت عن النكبة والاحتلال وكل تلك الصراعات التي دارت بين العدو الصهيوني الذي كان يحاول نهب أموال الناس وممتلكاتهم، ومقاومة الناس لهذا الاحتلال البغيض وتكاتفهم وتعاونهم لكي يحافظوا، ليس فقط على ممتلكاتهم المادية وإنما على تاريخ مدينتهم وعلى هويتهم. كما يتم توريث حب المدينة للأجيال التالية ويظل الجميع يدافع عن وجوده وكيانه.

الحب..

تجاور الحب مع الحرب، بل كان وسيلة هامة لتقوية الناس في صراعهم مع العدو، فكيف يعيش الناس في أجواء صراعات وحروب دون أن يدعمهم الحب ويقويهم ويشد من أزرهم. ولم يكن فقط حب بين امرأة ورجل وإنما كان حب الجار لجاره والصديق لصديقه، والأم لأولادها وأولاد أحبائها. فنجد شخصيات تقدم الحب دون حساب وتساعد دون انتظار المقابل، والحب داخل الرواية يتميز بأنه قوي ودائم فالعلاقات تمتد لسنوات طويلة ويظل العاشقان يحبان بعضهما البعض بنفس القوة والحماس، حتى إن حدث وافترق الطرفان يبقى الحب قويا وطازجا.

تعدد الأعراق والديانات..

تتميز الشخصيات في الرواية بالتنوع على مستوى الدين فنجد المسلم والمسيحي واليهودي، وكذلك من أتى من مصر ومن أتى من العراق ومن أتوا من بلدان أخرى لكنهم جميعا يكنون الولاء والمحبة لمدينتهم يافا. ومنهم من رفض الرحيل وترك مدينته رغم الظروف القاسية واشتداد قوة العدو مثل “جورج” الذي خدم الجميع.

قوة المرأة..

كما تفننت الرواية في إظهار قوة المرأة وإيجابياتها فهي شريكة قوية متعلمة ذكية متحضرة، تقوم بمساعدة جماعتها ومدينتها، وتقوم بمساعدة عائلتها وأهلها، وتقوم بسماعدة جيرانها كل هذا بمحبة وود وإيثار.

حتى المآسي تناولتها الكاتبة بشكل إيجابي، فموت “مراد” رغم أنه كان محزنا ومفاجئا إلا أن الجميع تعامل معه بتفهم وإيجابية، “مراد” نفسه تعامل معه بهذا الشكل وترك رسالة لزوجته وحبيبته بعد موته ليرحب بها في منزله الذي انتقلت إليه ويهيء له كل ما تحبه.

وهنا يمكن القول أن الروايات التي تبث الأمل حتى حين تتناول المآسي والكوارث والحروب هي روايات هامة تعطي للقاريء دفعة أمل وتشعره بالإيجابية، وتشير له إلى المنافذ والمخارج التي لابد وأن تتواجد، بخلاف الروايات التي تنقل المآسي والحروب بحس سلبي يوهم القاريء أن لا مخرج منها.

اعتمدت الرواية على لغة عذبة كانت شاعرية في بعض المقاطع، وكان الوصف جميلا وساحرا خاصة حين تناول النساء القويات أو علاقات الحب.

الكاتبة..

“كاملة محمود الصيداوي”، كاتبة وروائية فلسطينية من قضاء حيفا، حاصلة على لقب أول في العلوم الإجتماعية ولقب ثاني في التربية الخاصة من جامعة حيفا. عملت في التدريس لمدة سبع سنوات في القرى غير المعترف بها شمال البلاد ضمن خطة تمكين وتطوير.

صدر لها ثلاث روايات:

– عندما أزهرت بندقية.

– سبع فاطمات وعلي.

– حروب وأحمر شفاه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب