8 أبريل، 2024 12:01 م
Search
Close this search box.

رواية “حب كالأفلام”.. الحب يساعد الإنسان على التصالح مع ذاته

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “حب كالأفلام” للكاتبة الأمريكية “فكتوريا فان تيم” رواية رومانسية تحكي عن فتاة مهووسة بالأفلام الرومانسية، حتى أنها تحفظ الحوارات التي تدور بين الأبطال وتحفظ المشاهد، تتعرض للهجر لكنها في النهاية تجد حب حياتها.

الشخصيات..

كينزي: البطلة، فتاة أوشكت على إتمام الثلاثين، تعاني مشاكل مع عائلتها، حيث تتجاهلها العائلة، وتحتفي بأخيها وزوجته، لأن الأب والابن وزوجة الابن يعملون في مجال واحد وهو الطب، بينما البطلة اختارت مجالا آخر وهو الرسم والذي تعتبره عائلتها عملا تافها. مما جعلها تقبل بخطبة رجل يوافق مواصفات عائلتها لكي ترضيهم وتحصل على اهتمامهم.

ايلي: صديقة البطلة وتعمل معها في نفس الشركة، تهتم بها وتساندها طوال الرواية.

برادلي: خطيب البطلة، أشقر وسيم رياضي، ناجح في عمله في مجال التسويق والمبيعات، يعتبر نموذجا مرضيا لأي عائلة لأنه يستطيع توفير الاستقرار والأموال لزوجته، وتراه البطلة مراعي لمشاعرها ومهتم بها، لكنها في الواقع تتمسك به لأنه يرضي عائلتها، لتكتشف في النهاية أنه خائن.

شاين: حبيب البطلة، أحبته أيام الدراسة في الجامعة، حيث درست الفن، وكانت علاقتهما مثالية، لكنه هجرها لأنه اضطر إلى العودة إلى بريطانيا موطنه والعمل مع والده، وهي ظنت أنه خانها وهو لم يهتم بتبرير تلك الخيانة، لأنه أحس بصعوبة اصطحابها معه إلى بريطانيا وترك أهلها في أمريكا.

تونيا: صديقة البطلة، لكنها شريرة وغيورة، تسعى إلى إغواء الرجال ويتعاملون معها باستخفاف، هي من خربت علاقة “كينزي” ب”شاين “في الماضي ثم سعت لإغواء “برادلي” أيضا.

كلايف: مدير الشركة التي تعمل فيها البطلة و”برادلي” و”ايلي” و”تونيا”، يهتم بالأرباح والأموال ويقيم علاقة مع “تونيا” التي تغويه رغم أنه متزوج.

الأم: تحب الأم المظاهر وإرضاء الناس والحفاظ على شكلها الاجتماعي، وهي تعامل ابنتها بإهمال في حين أنها تعطي كل اهتمامها لابنها وزوجته.

رين: زوجة أخو البطلة، تشعر البطلة دوما أنها تحاول التغلب عليها ومنافستها داخل العائلة، وأنها تعاملها بشكل سيء وتخطف الاهتمام، لكن تكتشف أنها أيضا تعاني، وأن لديها مشاكلها مع زوجها ومع العائلة أيضا، وأنها تخاف من التصرف بطبيعتها حتى لا تفقد رضا العائلة.

الشخصيات ثرية تصور الكاتبة بعضها بعمق وتهتم بالحكي عن انفعالاتها وصراعاتها الداخلية، وهناك شخصيات أخرى تتناولها بشكل سطحي.

الراوي..

الراوي هو البطلة، تحكي عن نفسها بضمير المتكلم، وتحكي عن باقي الشخصيات من خلال تعاملها وتفاعلها معهم، تحكي عن ما يدور داخلها من أحاسيس وانفعالات ومشاعر، وتترك الفرصة لبعض الشخصيات في التعبير عن نفسها من خلال الحوار.

السرد..

الرواية تقع في حوالي 424 صفحة من القطع المتوسط، مكتوبة بأسلوب طريف حيث تنقسم إلى أقسام يبدأ كل قسم بعنوان طريف، تبدأ من الحاضر ثم تتوالي الأحداث والاكتشافات التي تدور في جو من التشويق والمفاجآت للبطلة، وتنتهي بنهاية سعيدة.

 

حب رومانسي كالأفلام..

الرواية تدور حول فكرة واحدة وهي أن البطلة تريد علاقة حب رومانسية كما تحدث في الأفلام السينمائية التي تحبها كثيرا لحد الهوس، علاقة مليئة بالشغف والمفاجآت والانجذاب والتعامل اللطيف والناعم والرقيق، لكنها ومع مرور السنوات أصبحت متحفظة مهتمة بمعايير المجتمع وعائلتها في تصور العلاقة العاطفية المناسبة والزواج المناسب. لذا تحولت من رسامة ترسم لوحات مليئة بالألوان وتعبر عن المشاعر إلى موظفة في شركة تجارية، ومخطوبة لرجل مناسب اجتماعيا، تفكر في بناء أسرة وإنجاب الأطفال والاستقرار وفق تصور أمها وباقي العائلة.

لكنها رغم انصياعها لمعايير العائلة والمجتمع إلا أنها لم تحظ بالاهتمام المطلوب من عائلتها، حيث تبدأ الرواية بزيارة البطلة لعائلتها بصحبة “برادلي” لتريهم خاتم الخطوبة الضخم، وتفكر معهما في تخطيطات حفل الخطوبة، لكنها تفاجئ بإعلان “رين” خبر حملها والذي خطف الأضواء والاهتمام منها، وانقلبت الزيارة إلى يوم للاحتفاء بخبر الحمل. ثم تقرر والدتها عمل حفلة مشتركة للاحتفال بحمل “رين” وبخطوبة “كينزي” مما يغضبها ويحزنها، لكنها لا تجد الدعم من “برادلي” والذي يقنعها دوما بأن عائلتها تعاملها بشكل مرضي، حيث يقف دوما في صف عائلتها ويقنعها أن ترضيهم.

ظهور حبيب قديم..

ثم يظهر حبيبها القديم الذي هجرها منذ سبع سنوات، والذي أخذت وقت كبير للتخلص من تأثيره عليها ومن آثار صدمة هجره. يبدأ ظهوره بطلب صداقة على فيسبوك، ويحادثها على الشات، ثم وبشكل مفاجئ يظهر في الشركة لتكتشف أنه العميل الجديد الذي يقدم مشروعا هاما يضمن بقاءها في الشركة، حيث تكتشف أنها مهددة بالطرد بسبب أن الشركة تعاني من أزمة مالية.

وتجد البطلة نفسها أمام مفاجآت متوالية في أيام قصيرة، رغم أنها كانت مهيأة نفسيا لعمل خطوبة وإتمام إجراءات الزواج والاستعداد لعمل أسرة، حيث يظهر حبيبها القديم الذي جرحها وهجرها دون أن يقدم أي تفسير منطقي لهجره لها، ثم سفره خارج أمريكا واستقراره في بريطانيا. وتجد نفسها مجبرة على التواصل معه لأنها مهددة في عملها وهو عميل بالنسبة لها. يحاول “شاين” التقرب منها لكنها تتجاهل ذلك وتركز على عملها معه، يطلب منها محاكاة عشرة مشاهد من عشرة أفلام رومانسية مختلفة لأن مشروعه يتمثل في عمل دار عرض سينمائية ومطعم لاستقبال الأحباء والأزواج.

اقتراب بطيء..

توافق البطلة مرغمة، ويبدأ اقتراب البطل يؤثر فيها في نفس الوقت الذي تشعر فيه بأن “برادلي” ليس موجودا، وتكتشف أن “شاين” لم يهجرها بإرادته وإنما أجبر على ذلك تحت ضغط من والده الذي أصر على أن يعمل معه، وضغط من والدتها التي كان رأيها أن علاقتهما غير مناسبة، وأن فكرة سفر “كينزي” معه إلى بريطانيا فكرة سيئة مما جعله يتركها دون تفسير.

ثم يواصل اقترابه بكل الطرق من خلال ترتيبه لمشاهد من أفلام رومانسية لكي تشترك معه في محاكاتها، ويعجبها ذلك كثيرا لأنه يعني أن “شاين” يعرف مدى هوسها بتلك الأفلام ويشاركها في هوسها ذلك، بل وتكتشف أن فكرة مشروعه مستوحاة منها، حتى أنه استعان بلوحاتها القديمة لتكون واجهة إعلانية لمشروعه، مما يعني أنه يقدر موهبتها في الرسم وهوسها بالأفلام ويشاركها فيما تحب.

ضغوط..

على الجانب الآخر يبدو “برادلي” غير مهتم  بما تحبه ولا يحاول مشاركتها فيه، لكنه مع ذلك متمسك بها وبفكرة الزواج منها ويحاول الإسراع في الزواج، نتيجة لظهور “شاين” وغيرته منه. تجد البطلة نفسها تحت ضغوط عدة، لكن وهي تشعر بالضغط تكتشف أن “رين” ليست شريرة وأنها متشابهة معها في أشياء كثيرة، وتكتشف أن والدها ساعد “شاين” في محاولة التقرب منها، وتكتشف أنها لا تحب “برادلي” وأنها فقط وافقت على الزواج منه لإرضاء عائلتها، لتقرر إنهاء الخطوبة لكن تكتشف بعدها خيانته وأنه وغد وكان يخدعها ويخونها مع “تونيا”.

ويحزنها ذلك ويوترها أكثر، ويحاول “شاين” التقرب منها أكثر ودعمها هو وصديقتها “ايلي”، وفي ظل كل تلك الضغوط والتوترات تقرر “كينزي” أن تعود إلى ذاتها، وحلمها القديم وأن تترك تغيرها الذي حدث بفعل رغبتها في إرضاء من حولها، فتقرر أن تعود للرسم وأن تفتح مرسمها الخاص، وتصر على إنهاء علاقتها ب”برادلي” الذي يتعامل بعنجهية طوال الوقت ويحاول إجبارها على إتمام الزواج من خلال التواصل مع الأم.

العودة إلى الذات..

تعود لنفسها ولأحلامها القديمة وتعرف أن “شاين” يريدها ويحبها ويريد إكمال حياته معها، لكنها مع ذلك تترك لنفسها وقت حتى تستعيد ذاتها وتلتقط أنفاسها بعد كل الضغوط التي تعرضت لها.  ثم بعد أن تحقق بعض النجاح في حياتها الجديدة التي اختارتها بإرادتها هذه المرة، مع مساعدة من والدها الذي يستعين بها في عمل  لوحات الدعاية لعمله في مجال عمليات التجميل، وبيعها لبعض اللوحات.

يتفق معها “شاين” على التقابل في برج شهير في عيد الحب، أي بعد ثلاثة أشهر من اعترافه بحبه لها، وتذهب لتفاجئ بوجود عائلتها التي تخيلت أنهم لا يدعمونها، ووجود صديقتها “ايلي” ويطلب منها “شاين” الزواج بطريقة رومانسية ساحرة.

تغيرت شخصية “كينزي” من البطلة الطيبة الخجولة التي تترك الآخرين يحركونها كيفما يشاءون، والتي تنصاع لآراء من حولها وتخجل من فرض إرادتها، وهذا ما أعجب “برادلي” فيها وأشعره أنها الزوجة المثالية بالنسبة له، لأنها ستكون مطيعة وسهلة في الانقياد، لكنها مع ظهور حبيبها القديم تتغير وتسعى إلى أن تفرض إرادتها ورغباتها وأحلامها، واختيار حياتها بنفسها ودون الانصياع لأحد، وتنجح في ذلك ويتحقق حلمها أيضا في بناء أسرة وإنجاب أطفال، لكن هذه المرة مع رجل يدعمها ويحبها ويرضيها ويهتم بها وبمواهبها، ويسعى لمشاركتها كل شيء.

محاكاة الأفلام..

الرواية اعتمدت على محاكاة مشاهد كثيرة من الأفلام الرومانسية الشهيرة، وعلى استخدام جمل كثيرة من الحوارات في تلك المشاهد والتي كان لها تأثير كبير على البطلين “كينزي” و”شاين”. الرواية رومانسية لطيفة وممتعة تعتمد على التشويق وعلى تصوير المشاعر الإنسانية في تناقضها واختلافها وتنوعها.

كما ترصد بعض ملامح المجتمع الأمريكي حيث يوجد  تنمر ومنافسة بين الأشقاء وأفراد العائلة الواحدة، وحيث اهتمام بعض العائلات بالمظاهر الاجتماعية ومظاهر الغنى والرفاهية مما يتناسب مع مجتمع استهلاكي، وفكرة الشركات التي يملكها فرد واحد ويستغل باقي العاملين لصالحه ليحصد هو الأرباح الكثيرة ويعطي العاملين أموال قليلة وقد يسعى إلى طردهم وفق رغباته الفردية.

كما تجسد حلم الفتاة في الزواج وتكوين أسرة بعد أن يداهمها خطر الثلاثين، حيث أن المجتمع الأمريكي له عاداته المعروفة حيث النجاح في العمل ثم النجاح في الزواج، ودوما ما تخاف المرأة من بلوغ الثلاثين دون الفوز بزواج وبناء أسرة، لأن ذلك سيعني أنها ستعيش وحيدة ما تبقى لها من حياتها.

الكاتبة..

فيكتوريا فان تيم كاتبة، وفنانة، ومالكة لمعرض فني، وخبيرة في التسويق والتطوير المهني. من مؤلفاتها “حب كالأفلام”، و”البحث عن بطل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب