17 نوفمبر، 2024 11:16 ص
Search
Close this search box.

رواية “جلسة قهوة”.. الخيانة قد تؤدي إلى القتل

رواية “جلسة قهوة”.. الخيانة قد تؤدي إلى القتل

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “جلسة قهوة” للكاتب الياباني “كيغو هيغاشينو” رواية بوليسية تكشف لغز مقتل أحد الأغنياء، وتعتمد على لغز غامض يستغرق كشفه وقتا طويلا وسعي دؤوب من قبل محققي الشرطة.

الشخصيات..

يوشيتاكا: الضحية، رجل أعمال، لا يهتم سوى بنفسه، أناني يسعى للزواج فقط لإنجاب الأطفال لأنه كان ابنا وحيدا، وفي سعيه هذا يشترط على النساء اللاتي يرتبط بهن أن يستمر معهن لعام ثم يتركهن إذا لم يحدث الإنجاب. وجد مقتولا بالسم وحير لغز موته المحققين التابعين للشرطة.

أياني: زوجة الضحية، فنانة شهيرة متخصصة في نوع من الحياكة النسيجية وتحصل لوحاتها على شهرة واسعة وتباع بمبالغ كبيرة.

هيرومي: عشيقة الضحية، وهي تلميذة تعمل لدى اياني حيث علمتها نوع الفن الذي تعمل به، وتفوقت هيرومي وأصبحت تلميذة مقربة لاياني. وهيرومي فتاة عشرينية لا خبرة لها في الحياة، تنهار عند موت عشيقها ولا تعرف ماذا تفعل بينما تتصرف اياني برباطة جأش وتماسك نفسي كبير.

محقق الشرطة: رغم حرفيته العالية إلا أنه ينجذب لاياني ويتعاطف معها طوال الوقت مكذبا الشكوك التي تدور حولها.

محققة الشرطة: تعتمد محققة الشرطة على حدس الأنثى لديها في محاولة حل لغز جريمة القتل تلك، لكنها تواجه بالرفض من قبل زميلها المحقق الذي يتولى القضية معها، وتظل تكافح لتثبت وجهة نظرها وتنتصر في النهاية.

الراوي..

الراوي عليم يحكي عن الشخصيات بضمير الغائب، وعن الحادثة ولا يهتم بتقديم صورة عميقة عن الشخصيات، وإنما يكتفي بتقديم ما هو متاح لخدمة القصة البوليسية.

السرد..

الرواية تعتمد على التشويق الكبير لكنها رغم ذلك تقع في فخ التطويل الشديد، فقد وقفت عند نقطة واحدة طويلا، وهي كيف تم خلط السم بالماء الذي حضرت منه القهوة، وكانت الإطالة مملة للقارئ، ثم أتت بحل بعيد منطقيا نادرا ما يحدث من قبل مجرم، وجاءت النهاية كاشفة للغز لكن الرواية في المجمل اهتمت بشكل كبير بحل لغز مقتل الضحية، ولم تهتم بتقديم حكايات أو قصص عن الشخصيات وتجاهلت ذلك.

لغز غامض..

اعتمدت الرواية على لغز غامض استغرق حله معظم الرواية، وهو كيف تم تسميم الضحية الذي تناول فنجان قهوة مختلط بسم الزرنيخ، وظل هذا اللغز يحير المحققين، مالت المحققة إلى إدانة زوجة الضحية رغم أنها كانت مسافرة وقت وقوع الجريمة، حيث ذهبت إلى والديها في مكان بعيد عن منزلها، في حين أن العشيقة تقابلت مع الضحية قبل وفاته ودارت الشكوك حولها، لكن اكتشفت الشرطة أن لا مصلحة لديها لقتله كما أنها امتلكت الوقت والفرصة لإخفاء معالم الجريمة.

وسعت المحققة لإثبات إدانة الزوجة التي كانت تشك بها طوال الوقت وبإصرار عجيب، وذلك بمساعدة عالم فيزياء صديق للمحقق، في حين سعى المحقق إلى البحث عن ماضي الضحية وجمع معلومات عنه وعن تاريخه، ليعرف هل لديه أعداء أو أحد يرغب في قتله. اكتشف المحقق وجود امرأة أخرى سبقت زواجه من اياني وشك أن هذه المرأة ربما تكون قد سعت لقتله، في حين استمرت المحققة مع الفيزيائي في محاولة حل لغز اختلاط السم بالماء.

وبتتبع الخيوط  اكتشف المحقق وجود علاقة بين تلك المرأة السابقة، التي تبين أنها ماتت منتحرة، وبين اياني التي أنكرت معرفتها بها.

وعند هذا الحد فقد المحقق وهمه تجاه اياني الذي انجذب إليها وتعاطف معها، وأصبح يبحث أكثر دون تحيز نحوها. كما اكتشف الفيزيائي أمر خطير وهو أن المصفاة التي يتم من خلالها تنقية مياه الصنوبر قد وضع بها السم الذي قتل الضحية، والأدهي من ذلك أن المصفاة لم تغير منذ سنة.

ورغم أن ذلك كان مشتتا له إلا أنه توصل إلى افتراض لم يبح به لأحد. ومع تكشف الخيوط اكتشف المحققان أن الزرنيخ الذي انتحرت به حبيبة الضحية السابقة هو نفسه الزرنيخ الذي قتل به، وأن اياني كانت صديقة لتلك المرأة السابقة حيث تعرفت عليها في باريس. ثم بتضييق الخناق على اياني اعترفت أنها وضعت السم منذ عاما، أي منذ بداية دخولها في المنزل وزواجها من الضحية، لأنها اكتشفت أنه كان أنانيا وهجر صديقتها، وقام بعمل علاقتين في وقت واحد، حين تقرب إليها وهو مازال على علاقة بصديقتها التي لم تصرح لها هي أيضا بعلاقتها به.

لكنها رغم ذلك لم تتخذ موقفا تجاهه، إنما سعت لإتمام إجراءات الزواج، لكن حين أخبرها بشرطه الأساسي وهو أن ينهي الزواج بعد عام إذا لم يحدث الإنجاب، جعلها ذلك تبيت نية قتله وتضع السم في المصفاة وتظل لمدة عام كامل تحمي تلك المصفاة من أن يقترب منها أحد، أو بالأحرى تحمي زوجها من الموت بالسم. حتى حان الوقت وطلب منها الرحيل،  وعرفت بخيانته لها مع مساعدتها. بل وعرفت أن المساعدة قد حملت بالفعل مما جعلها تنفذ قرار قتله، ولكي تغطي على كونها الفاعل سافرت إلى والديها بعيدا.

اليابان..

لم تكشف الرواية أية تفاصيل خاصة باليابان وخصوصية المجتمع الياباني سوى في بعض التفاصيل البسيطة، مثل مقاهي الشاي التي تقدم أنواعا مختلفة من الشاي. غير ذلك تعد قصة بوليسية عادية تنحاز لفكرة التشويق والغموض والإثارة. كما أنها اختارت حلا صعب التحقيق في الواقع أن تبقى الزوجة عاما كاملا متخوفة أن يموت زوجها بسبب السم، وتظل تحرث المصفاة دون أن تتحرك طالما هو موجود في المنزل. رغم أنها فنانة شهيرة تباع لوحاتها بمبالغ طائلة فلا مبرر منطقي يجعلها تتمسك بزوجها الذي اكتشفت أنانيته قبل الزواج.

 الكاتب..

“كيغو هيغاشينو”، من مواليد أوساكا عام 1958. يتمتّع بشعبية عارمة في اليابان حيث يتربّع على عرش الكتابة التّشويقية. رواية “جلسة قهوة” هي ثاني عمل له يُترجم إلى اللّغة العربية.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة