رواية الطلاق على الطريقة التركية.. ترصد الفساد والتلوث واضطهاد الأقليات

رواية الطلاق على الطريقة التركية.. ترصد الفساد والتلوث واضطهاد الأقليات

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “الطلاق على الطريقة التركية” للكاتبة التركية “أسمهان أيكول” رواية بوليسية بصبغة إنسانية، تحكي عن جريمة قتل محتملة والبحث عن ملابساتها وألغازها.

الشخصيات..

كاتي: البطلة، ألمانية تعيش في تركيا منذ طفولتها، تدير مكتبة تبيع الروايات البوليسية والتي تكتب عن الجريمة وتعاني من مشاكل مادية لكنها تقرر البحث عن غموض إحدى الجرائم.

فوفو: مساعد البطلة، وهو مثلي الجنس إسباني يعيش في تركيا.

ساني: امرأة ماتت في ظروف غامضة، وجاء تقرير الشرطة أنها ماتت نتيجة لحادث.

ناز : أخت “ساني” تعمل طبيبة قلب، وتساعد “كاتي” في البحث عن الجريمة.

وهناك شخصيات أخرى داخل الرواية.

الراوي..

تحكي الرواية البطلة “كاتي”، وهي تحكي بضمير المتكلم، عن نفسها وعن تطور الكشف عن سر الجريمة وأثناء ذلك تحكي عن تفاصيل كثيرة داخل تركيا.

السرد..

تقع الرواية في حوالي 339 صفحة من القطع المتوسط، ورغم أنها رواية بوليسية خفيفة إلا أنها ترصد بعض التفاصيل في المجتمع التركي، وتنتهي نهاية مرضية بعد القبض على المجرم.

تلوث وفساد..

تكشف الرواية عن الازدحام الشديد التي تعانيه العاصمة التركية وشوارعها الرئيسية، كما ترصد بعض التفاصيل الصغيرة رغم أنها تحكي عن جريمة حدثت لزوجة رجل أعمال شهير، كما تشير إلى التلوث الشديد الذي يحدث لأحد الأنهار في تركيا نتيجة لجشع أصحاب المصانع الذين يرمون مخلفات مصانعهم في ذلك النهر، لأن تكلفة تنقية المخلفات كبيرة وهم لا يريدون تحملها، وإنما يريدون أن يقوموا بعمل صناعات بأقل تكلفة ممكنة.

كما تكشف عن ضعف القوانين وضعف الحكومة التركية التي تتهاون في التعامل مع أصحاب المصانع المخربين، والذين يقدمون الرشوة إلى المحافظ، ويخربون الأراضي الزراعية ويعاملون العمال معاملة قاسية ويعطونهم أجورا ضئيلة.

أقليات مضطهدة..

كما كشفت عن وجود جنسيات أخرى داخل تركيا يلجئون إليها حين تسوء الظروف في بلدانهم نتيجة للحروب المتفشية، وأنهم يشكلون أقليات تعاني أيضا داخل تركيا وتتم معاملتهم بشكل سيء، لكنهم يتحدون ويكونون تجمعات عرقية حتى أنه تخرج من بينهم تنظيمات تدافع عنهم.

وكشفت الرواية عن جشع بعض رجال الأعمال وتعاملهم السيئ مع من ينتمون لطبقات أقل منهم، مثلما فعلت حماة “ساني” التي زوجتها من ابنها لكي تداري أمر مثليته الجنسية التي تعتبرها وصمة عار، وكذلك يعتبرها المجتمع التركي. وحين ملت “ساني” وفكرت في طلب الطلاق تركتها تموت ولم تسعفها حين فقدت الوعي.

وتكشف أيضا حساسية وضع الأجانب داخل تركيا حيث يفضلون ألا يتدخلوا في أية شؤون تخص العادات والتقاليد أو أي شيء يخص المجتمع التركي.

بخلاف ذلك اعتمدت الرواية على التشويق في كشف ملابسات الجريمة، حيث تدرجت في كشف الأحداث وكشفها من خلال شخصيات متعددة لنفاجيء كقراء أن “ساني” ماتت نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم، نتيجة لتعرضها لفترات طويلة من الحرمان من الطعام، لكي تتناسب مع مواصفات المرأة الغنية التي تهتم بنفسها وبجسدها ومظهرها العام. وكانت أم زوجها معها ولم تطلب لها النجدة وتركتها تموت.

الكاتبة..

“أسمهان أيكول” كاتبة تركية ولدت في أدرنة بتركيا عام 1973. قامت بتأليف أربع روايات جريمة، وتمت ترجمتهما إلى ثماني لغات ومنها العربية، ومن مؤلفاتها “جريمة في إسطنبول (رواية).جريمة في البوسفور (رواية)”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة