13 أبريل، 2024 9:16 ص
Search
Close this search box.

رواية الشبح.. تجارة المخدرات في النرويج بموافقة السياسيين والشرطة

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية (الشبح)  للكاتب النرويجي “جو نيسبو” هي رواية بوليسية تصور عالم الاتجار في المخدرات في العاصمة النرويجية “أوسلو”.

الشخصيات..

هاري هول: البطل الرئيسي، وهو شرطي مفصول، انخرط في العمل في شركة خاصة لكنه عاد إلى “اوسلو” بسبب اتهام ابن صديقته بتهمة قتل، ثم يبدأ في التحري عن هذه الجريمة بقدرات أقرب إلى القدرات الخارقة لينتهي الأمر بحل اللغز.

راكيل: حبيبة “هاري” الذي تركها لأسباب قهرية بعد فصله من الشرطة، تعمل محامية وتحاول مساعدة ابنها.

اوليغ فوك: ابن “راكيل”، يرتبط نفسيا ب”هاري” ويعتبره أباه، ويكره انفصال أمه عنه، يتورط في بيع المخدرات رغم أنه كان طالبا متفوقا ثم يتورط في قتل صديقه.

تورد شالتز: طيار في الخطوط الجوية النرويجية، يتورط في تهريب المخدرات من خلال عمله، وحين ينكشف يتم التخلص منه بقتله بطريقة وحشية.

غاستو هانسن: فتى مراهق، كان ابن لمجرم ولمدمنة مخدرات، سجن أبوه وأخذته الحكومة لأسرة لتراعه، لكنه يصبح لصا ثم مدمنا وبائعا للمخدرات وينتهي الأمر بموته على يد صديقه المقرب، بسبب دناءته في التعامل مع من حوله.

ايرين: أخت “غاستو” بالرعاية، فهي ابنة العائلة التي ربته، وقد تعامل معها بدناءة شديدة، حيث سلمها لأحد الرجال مقابل بعض المخدرات.

إيزابيل سكوين: سكرتيرة في أحد الأحزاب الاشتراكية، تحاول الوصول إلى مناصب أعلي عن طريق التعاون مع عصابة كبيرة تتاجر في نوع جديد من المخدرات، وتتعاون مع أحد ضباط الشرطة الكبار في ذلك، وهي امرأة تكره نفسها وتجري وراء رغباتها الجسدية فقط.

مايكل بيلمان: ضابط الشرطة المتعاون مع “إيزابيل”، وهو متزوج لكنه يخون زوجته معها، ويتعاون معها مع عصابة المخدرات حتى يرتقي في أعلى المناصب هو أيضا.

ترولس بيرنستن:   ضابط شرطة وهو صديق مقرب ل”بيلمان”، لكن “بيلمان” يستغله ويستخدمه في أغراضه دون علمه، بسبب استعداد “ترولس” لأن يكون مرتشيا وكونه نهما للمال.

رودولف اساييف: رأس عصابة تجارة المخدرات التي استحوذت على السوق في “أوسلو”، بسبب ذكاء هذا الرجل وتعاونه مع السياسيين وأفراد الشرطة، وقتله كل من يشك في انه سيشي به حتى ممن يعلمون معه، سيكشتف في النهاية أنه والد “غاستو” وسيقتله “هاري”.

سيرغييه: رجل عصابات فكر “اساييف” في أن يخلفه في زعامة عصابته، بعد أن يأس من أن يكون “غاستو” خليفته، يأمره بقتل “هاري” لكنه يفشل ويقتله “هاري” بدلا من ذلك.

هانز كريستيان: محامي، صديق “راكيل” يساعدها ويساعد “هاري” في تحريه عن الجريمة.

ستيغ نيباك: اخترع الفيولين وهو نوع من المخدر يختلف عن الهيروين، يعاني من عرج خفيف مما أصابه بعقدة طوال حياته، جعلته يبحث عن التميز من خلال جمع المال، فحين اخترع الفيولين سعى إلى بيعه من خلال عصابة “اساييف”، وقد قام بخطف “ايرين” لكي يتزوجها ويسافر بها بعيدا لكن “هاري” حررها.

الراوي..

الراوي هو “غاستو” الذي يحكي لأباه الذي لا يعرفه، فيحكي بصوته من خلال ضمير المتكلم أثناء احتضاره، ويمتد هذا الحكي على طول الرواية لتتكشف من خلال هذا الحكي الخيوط الكثيرة والأحداث المخفية، وهناك راوي آخر عليم يحكي عن باقي الشخصيات بالتوازي مع حكي “غاستو”، يحكي على “هاري” لكنه يحكي عن الشخصيات الأخرى، عن ما تشعر به وعن دواخلها وعن تحركاتها ويحكي جزء كبير من أحداث الرواية.

السرد..

الرواية تعتمد بشكل أساسي على التشويق، ذلك التشويق الذي تتصف به الروايات البوليسية، كما تعتمد على بطل خارق يجوب الشوارع بحثا عن الأدلة، رغم أنه مجروح ومنهك، يواصل الليل بالنهار، ويستطيع كشف كل شيء بقدرته على الاستدلال وبقوته العضلية، ويقتل من يحاول قتله وينتصر في النهاية، لكن يقتله ابن صديقته في نهاية الرواية، الرواية تقع في حوالي 433 صفحة من القطع المتوسط، وتحافظ على التشويق إلى النهاية حيث تكشف دوما عن مفاجآت جديدة .

تجارة المخدرات بموافقة السياسيين والشرطة..

رغم أن الرواية بوليسية بحتة، تحكي عن جريمة قتل “غاستو” ومحاولة “هاري” كشف ملابسات تلك الجريمة، وهي جيدة بالنسبة للقراء الشغوفين بالروايات البوليسية المحكمة، إلا أن الرواية ترصد أمورا أخرى يمكن من خلالها رصد حال المجتمع الذي كتبت فيه، فهي تحكي عن العاصمة النرويجية “أوسلو”، وعن انتشار تجارة المخدرات بها بشكل كبير، وكيف أن هناك عصابات كثير تجول في الشوارع لتبيع المخدرات هناك، جاذبة بذلك كثير من الناس خاصة الشباب إلى عالم الإدمان والضياع، وترصد الرواية عالم تجارة المخدرات في “أوسلو” الذي يتركز في أيدي المهاجرين من تجار المخدرات الفيتناميين، و الألبان والمهاجرين من شمال إفريقيا ولتوانيا، والصوماليين وأيضا نرويجيين، وكيف أن هذه التجارة قد خرجت عن السيطرة، وقد فشل الحزب اليمني في معالجة الأمر و فشل الحزب اليساري كذلك.

ورغم أن الحكاية قد تكون مختلقة كليا من خيال الكاتب، إلا أنها ترتبط بالواقع بروابط وثيقة، فالسياسية التي تتعاون مع عصابة إتجار المخدرات حتى تصعد في حزبها، ويزودونها بأسماء تجار المخدرات والعصابات الأخرى لكي تشي بهم إلى الشرطة، وتبدو في أعين المواطنين مصلحة كبرى تقضي على الجريمة المنظمة، في حين أنها في السر تغوي الرجال وتصاحبهم على زوجاتهم، وتسعى للانتفاع المادي والوظيفي فقط، والشرطي الفاسد ذو الأجر الضئيل، الذي يتعاون معها ويترقى في السلم الوظيفي حتى يصل إلى أن يكون رئيس شرطة العاصمة “أوسلو” لكونه ظهر أمام العامة المسئول عن مكافحة الجريمة، والذي خلص الشارع من تجار المخدرات، في حين أنه في الواقع أخلى الطريق أمام عصابة واحدة لكي تبيع وتحتكر السوق، وقام بالقبض على المنافسين لتلك العصابة.

كل هذا يكشف أن المجتمعات الرأسمالية الغربية خاصة في أوروبا ليست متقدمة كما يظن البعض، أو على الأقل ليست مثالية، فهي أيضا ينخرها الفساد والشرطة المرتشية والسياسيين النفعيين، ويحركها رأس المال، وإن كان من مصادر غير قانونية، هذه الدول الأوروبية تديرها لعبة المصالح كأي مجتمع طبقي آخر، ويتحكم بها سياسيون ومسئولي دولة فاسدون يسكتون على جريمة كبرى ومنظمة مثل الاتجار بالمخدرات، وما تخلفه من عنف وحشي وما تسببه للناس من موت، فقد ذكر في الرواية أكثر من مرة أن الناس كانوا يموتون في “أوسلو” من الهيروين كالذباب، حيث أن الهيروين يسبب الاختناق نتيجة تعاطيه بجرعة زائدة، وهو يسبب ضيقا في التنفس مهما كانت الجرعة التي يتعاطاها المدمن، ورغم أن الرواية أشارت إلى نوع جديد من المخدرات يتجنب عيب الهيروين، ولا نعلم أهو من خيال القارئ أم أنه موجود بالفعل، إلا أن هذا النوع يسبب إدمانا شديدا ويجعل صاحبه ذليلا ضائعا، لا يقوى على فعل شيء، فالمخدرات تخرب المجتمعات ومصائر الناس.

كما تناولت الرواية معاني إنسانية أخرى، مثل الأبوة، واهتمام الرجل بابنه حتى لو كان مجرما عنيفا مثل “اساييف”، وحتى لو لم يكن ابنه بيولوجيا مثل “هاري”، فقد اهتم الاثنان بأبنائهما وحمياهما ورعاهما لكن ذلك لم يقف أمام حفاظهما على قيمهما ومبادئهما، فقد رفض “اساييف” الإفصاح عن أبوته ل”غاستو” وتركه يتخبط، ولم يسلمه أمور العصابة بعد أن كشف له أنه ليس قويا كفاية، فتغلبت قيمه الإجرامية على أبوته، ورفض “هاري” أن يترك “اوليغ” يرحل بعد أن تأكد أنه هو من قتل “غاستو” بتعمد وإصرار لأن واجبه كشرطي تسليم المجرم للعدالة،  كما أشارت الرواية لبعض الشخصيات التي تعاني من رفض المجتمع لها والتي يؤثر هذا الرفض على حياتها ومصيرها فيما بعد، “غاستو” الذي أحس بتخلي أبويه عنه وجعله هذا يكره نفسه وحاول تدميرها، و”ايزابيل” التي لا تكن لنفسها تقديرا وبالتالي تتعامل بقسوة مع الآخرين، و”ترولس” الذي يشعر بالدونية أمام باقي الناس، ولا يستطيع جذب أية امرأة، وكيف أنه يحب زوجة صديقه “بيلمان” ويتلصص عليها ويتعامل بوحشية في عمله كشرطي.

الكاتب..

“جو نيسبو”، روائي وصحفي وموسيقار وخبير اقتصادي نيرويجي، ولد في 29 مارس عام 1960. اشتهر “جو نيسبو” بكتابة الأدب البوليسي. في مارس عام 2014، حققت كتب “جو نيسبو” مبيعات بلغت أكثر من 3 مليون نسخة في النرويج وحدها، كما بلغت كتبه المترجمة، والتي ترجمت إلى أكثر من 40 لغة، 23 مليون نسخة. كتب “جو نيسبو” أيضًا تحت اسم مستعار هو: “توم جوهانسون”، وتحولت بعض رواياته إلى أفلام سينمائية ضخمة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب