26 نوفمبر، 2024 4:41 م
Search
Close this search box.

رواية افتراق الأقدار.. القوة حين تستدعى من أقصى لحظات الضعف..

رواية افتراق الأقدار.. القوة حين تستدعى من أقصى لحظات الضعف..

 

خاص: قراءة – سماح عادل

رواية “افتراق الأقدار” هي الجزء الثاني لرواية “احفر العلامة” للكاتبة الأمريكية “فيرونيكا روث”، ترجمة “هيلدا عباس”، والأولى تحكي في إطار من الخيال العلمي عن حرب وحشية بين شعبين على كوكب واحد، أحد تلك الشعبين تقوده عائلة من السفاحين. أما الجزء الثاني يكمل الحكي عن هذه الحرب، محملا بمفاجآت عديدة.

الشخصيات..

أكوس كيرسيث: يعيش في “هيسا” وهي منطقة هادئة من كوكب “ثوفيه”، حيث الجليد يعم المكان، أبوه مزارع يقوم بزرع الزهور الجليدية، وأمه كاهنة، ترى احتمالات المستقبل، لكنها رغم ذلك لم تحذر عائلتها حين رأت أنهم معرضين لوحشية شعب “شوتيت”، وتعرض “أكوس” وأخوه إلى الاختطاف بعد أن قتل والدهما أمامهما بطريقة وحشية. وفي الجزء الثاني سيكتشف اكتشافا سيقلب حياته.

سايرا نوفاك: ابنة تلك العائلة التي تحكم شعب ال”شوتيت”، جدتها قتلت أخواتها لتحتفظ بالحكم وأبوها كان سفاحا ثم سعى ليجعل ابنه كذلك. وفي الجزء الثاني ستتبادل الأمكنة بينها وبين “أكوس” لتكتشف أنها تنتمي لعائلة “كيرسيث” وليس لعائلة “نوفاك”.

رايزك نوفاك: أخو “سايرا”، ورث الحكم بعد موت أبيه، وكان يعامل أخته بوحشية وباقي شعبه. وقد مات في نهاية الجزء الأول، وأصبح موجودا في جسد “ايجيه”.

ايجيه كيرسيث: أخو “أكوس”، أصبح كاهنا مثل أمه، وخطفه “رايزك” ليغير قدره، واستولى على ذكرياته ليصبح خادما مطيعا له. وبعد موت ” رايزك” يكون “ايجيه” جسدا يحوي شخصيتين. ويصبح مشتتا.

الراوي..

في الجزء الأول كانت الرواية تعتمد على راو عليم، يحكي عن “أكوس” البطل وما تجري له من أحداث، وما يشعر به، ثم راو آخر هو “سايرا” التي تحكي عن نفسها بضمير المتكلم، عن الأحداث التي تمر لها وعن انفعالاتها وأحاسيسها، وكل الرواية عبارة عن حكي الراو العليم و”سايرا”. أما في الجزء الثاني، فقد أصبحت الرواية متعددة الأصوات، حيث يحكي الراو العليم عن “أكوس” وتحكي “سيسي” بصوتها وتحكي “سايرا” بصوتها ويحكي “إيجيه” بصوته وكل منهم يحكي عن نفسه وأحاسيسه جراء الأحداث المتصاعدة والمفاجئة.

السرد..

في الجزء الأول كانت تقع الرواية في 464 صفحة من القطع المتوسط، وفي الجزء الثاني تقع الرواية في حوالي 440 صفحة من القطع المتوسط، وتستكمل الحكاية التي يمكن تصنيفها ضمن الخيال العلمي، حيث تدور الرواية في أجواء خيالية تماما، حيث تسعة من الكواكب تتحد معا مكونة مجلس يحكمهم، وكل كوكب له نشاط اقتصادي وخصائص مناخية مميزة. ويحدث تكامل بين تلك الكواكب لكن ما يؤرق ذلك هم شعب “الشوتيت” الذين كانوا رحالة ثم استقروا على كوكب “ثوفيه” وأصبحوا يحاربون الشعب “الثوفي”. تستمر الرواية في تشويق القراء وكشف حقائق جديدة، كما تستمر الأحداث في وتيرتها المتصاعدة، محافظة على قصة الحب بين “أكوس” و”سايرا” والنهاية كانت سعيدة.

القوة حين تستدعى من أقصى لحظات الضعف..

في الجزء الثاني من الرواية تستكمل الحرب، حيث تضرب مستشارة “ثوفيه” السفينة التي يستخدمها ال”شوتيت” في التنقل الدوري والذهاب في رحلات إلى الكواكب الأخرى، للقيام برحلاتهم المقدسة للتفتيش في مخلفات الكواكب الأخرى، وحين تتدمر السفينة يموت عدد من المدنيين،. كما تحاول “سايرا” وقف العنف لكن مستشارة ثوفيه لا تستجيب لذلك انتقاما لقتل أختها التوأم. تحاول “سيسي” أخت “أكوس” تهدئة المستشارة لكنها تفشل في بعض الحالات وتسعى المستشارة إلى تدمير مقر إقامة ال”شوتيت” لكن “سايرا” تقف بهبتها التيارية وتستطيع مقاومة التدمير وتنقذ شعبها.

لكنها قبل ذلك تكتشف أنها لا تنتمي لعائلة “نوفاك” وإنما هي من عائلة “كيرسيث”، وأن أمها الكاهنة “سيفا” بدلتها مع “أكوس” لأن قدرها لم يكن معلوما، لتكتشف بذلك أن أمها هي “سيفا” وأنها كانت تعيش في عائلة غريبة طوال حياتها، لكنها مع ذلك ظلت تعتبر “شوتيت” شعبها وأنقذتهم من الدمار ثم أصبحت ملكة عليهم.

بينما “أكوس” عندما اكتشف أنه هو الذي ينتمي إلى عائلة “نوفاك” السفاحة قرر قتل والده “لازمت نوفاك”، والذي اكتشف في نهاية الجزء الأول أنه لم يمت، وإنما كان محبوسا حيث حبسه ابنه “رايزك” ليستولى على حكم ال”شوتيت”، لكن “أكوس” يتعرض للتجويع والضرب ولمحاولة “لازمت” السيطرة عليه وفي النهاية يقايضه بأن يهرب مقابل أن يساعده في احتلال “هيسا”، موطن “أكوس” الأول.

وبالفعل يحتل “لازمت” “هيسا” ويقتل عدد من المدنيين لكن يقتل في النهاية بيد “أكوس”، ويتحرر “أكوس” من قدره البائس، ورغم أنه يشعر بالتشتت نتيجة اكتشافه أنه ينتمي إلى عائلة من السفاحين، إلا انه يستعيد توازنه ويعود إلى “سايرا” بعد أن فارقها ويعيشان سويا في النهاية.

تركز الرواية على استعادة القوة في أقصى لحظات الضعف، ف”سايرا” رغم ما يمر بها من أحداث قاسية تفقدها قوتها الجسدية والنفسية، إلا أنها حين تصل إلى أقصى مراحل الانهيار تستطيع استعادة قوتها مرة أخرى، كذلك “أكوس” عندما يصل إلى الانهيار نتيجة للتجويع والتعذيب الذي تعرض له من “لازمت” إلا أنه استطاع في النهاية التغلب عليه وقتله. “سيسي” أيضا استطاعت أن تقاوم نزعة العنف لدى مستشارة “ثوفيه” والشر المحيط بها والمتمثل في صديق مقرب لها كان يحرضها على مواصلة العنف ضد “شوتيت”. ورغم أنها تعرضت لمحاولة قتل منه وقد ضربها بالسكين في بطنها وجعلها مريضة وعرضة للموت إلا أنها ظلت بصحبة المستشارة لتحد من العنف.

كما تحكي الرواية عن إمكانية التصالح مع قدرك مهما كان قاسيا ومهما كان يؤرقك، وحتى تغييره، فالإرادة الداخلية للأفراد هي ما تحول الأقدار القاسية كما أنها تهزم الشر والعنف، وقد انتصر الخير في النهاية ليس من خلال قوة الأفراد فقط وإنما بالتعاون. فقد انتصرت “سايرا” بناء على إرادتها وقوتها وهبتها التيارية، لكن بمساعدة المنفيين من شعب “شوتيت”.

كما أشارت الرواية إلى تسلط مجلس الحكم والذي يرمز إلى السلطة، والذي لا يسعى إلا لتحقيق مصالحه، فقد وقف صامتا أمام جرائم ال”شوتيت” ضد شعب “ثوفيه” لكنه حين أحس بخطر ال”شوتيت” يزداد ليطاله ويطال أماكن أخرى قرر مساعدة مستشارة “ثوفيه” للقضاء على ال”شوتيت”.

لكن المجلس أيضا كان يسعى لتحقيق مصلحة أخرى تخصه وهي إضعاف قوة الكهنة، وحاولوا الاستفادة من مستشارة “ثوفيه” في تحقيق ذلك، وفي النهاية ما حدث هو إقصاء “لازمت نوفاك “وحكم ال”شوتيت” أناس يريدون الخير لشعبهم وتحقيق المساواة والعدالة. وانقسم المجلس نتيجة لتصرفه بشكل غير عادل.

الكاتبة..

“فيرونيكا روث”  هي روائية و كاتبة قصص قصيرة أمريكية، عرفت بثلاثية المتباينة المكونة من “الجامحة” , “المتمردة”, و”الوفية”.

ولدت “فيرونيكا روث” في 19 أغسطس 1988, في مدينة نيويورك, من أصل ألماني وبولندي, ونشأت أولا في بارينغتون. أمها “باربارا روس”, رسامة مقيمة ببارينغتون. هي الصغرى من ثلاثة أبناء. انفصل والداها عندما كان عمرها خمس سنوات, وقد تزوجت أمها منذ ذلك الحين ب”فرانك روس”, مستشار مالي لشركات مناظر طبيعية.

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة