رواية “أهداب الصبح”.. المجتمعات الخربة تجهض أحلام الشباب

رواية “أهداب الصبح”.. المجتمعات الخربة تجهض أحلام الشباب

 

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “أهداب الصبح” للكاتبة الجزائرية “وفاء خالد” تحكي عن المجتمع الجزائري الذي يجهض أحلام أجيال متعاقبة من الشباب، وربما يتشابه في ذلك مع المجتمعات الشرقية أو ما يطلق عليها دول العالم الثالث.

الشخصيات..

الشخصيات الرئيسية هما “نسرين ويوسف” وباقي الشخصيات ثانوية، حيث تدور الرواية حول قصة حب بينهما، قد رسمت الكاتبة هاتين الشخصيتين بعمق.

الراوي..

الراوي عليم يحكي عن “نسرين ويوسف” ويتنقل في الحكي بينهما بضمير الغائب، ويحكي ما يدور داخلهم من أفكار ومشاعر وصراعات نفسية، ثم تحكي في نهاية الروية “نسرين” بصوتها لتعرف القراء بختام الرواية وما آلت إليه الأحداث.

السرد..

تدور الرواية حول قصة حب بين طرفين، وملابسات هذه القصة وتأثيرات المجتمع عليها والظروف الاقتصادية والاجتماعية للبلد الذي تدور فيه هذه القصة. تحدث أزمات كثيرة لتلك القصة لكن في النهاية تنتهي الرواية نهاية سعيدة.

مجتمع ضاغط..

تتأثر قصة الحب ما بين “نسرين ويوسف” بظروف المجتمع الجزائري، الذي تجهض أحلام الشباب، فقد استمرا مخطوبان لمدة عشر سنوات ولم يستطيعا إتمام الزواج، وظلت المشاكل تلاحقهما، بسبب أن المجتمع الجزائري لا يوفر الأمان لهؤلاء الشباب، يتركهم دون أمان اجتماعي. وهذه هي حال مجتمعات كثيرة في منطقتنا فقد تخلت منذ التسعينات عن توفير الأمان الاجتماعي للأجيال التي تتعلم وتتخرج، بالإضافة إلى أن الجزائر عانت في فترة التسعينات مما عرف ب”العشرية السوداء”، فقد عانى جيل “يوسف ونسرين” من حوادث العنف والموت والقتل التي طالت عدد كبير من الجزائريين بسبب جماعات التشدد الديني.

لكن تبقى الظروف الاقتصادية هي الحاكمة وهي التي تؤثر على حياة أجيال متعاقبة من الشباب الجزائري، لأنهم يتعلمون ويتحصلون على شهادات عليا لكن يخرجوا ليجدوا سوق العمل وقد ضاق بهم، يتحكم فيه أباطرة الفساد، ومن لم يوافق على الانضمام لدائرة الفساد يلق مصيرا بائسا، مثلما حدث مع يوسف المهندس الذي تحصل على أعلى الدرجات وتفوق في عمله، لكن واجهته بشاعة الفساد الذي رفض الانصياع لها فحرم من العمل في مجال تخصصه واضطر إلى أن يعمل سائق لعربة أجرة.

ليس “يوسف” وحده من عاني بل أعداد كبيرة من الشباب لدرجة أنهم لجأوا لوسائل خطرة للتخلص من تلك المعاناة، في وطن أصبح لا يحميهم أو يرعاهم، فإما يحاولون الهجرة بطرق خطرة فيغرقون في سفن الموت، أو ينتحرون لينهون حياتهم البائسة أو يستسلمون لحياة الشقاء ويعملون أعمال شاقة لا تجلب إلا القليل من الأموال.

الحب رهين المجتمع.

كما ترصد الرواية بعمق كيف تتأثر علاقة الحب بظروف المجتمع، وكيف تقتل المجتمعات الخربة علاقات الحب الجميلة مثلما حدث مع علاقة “يوسف ونسرين”، التي امتدت أكثر من عشر سنوات دون زواج، وكان الحبيببان يصبران على الظروف، لكن توالت الكوارث وتعذبا بها واضطرا إلى الفراق، لكن انتصر الحب في النهاية على الظروف وظل باقيا.

الكاتبة..

“وفاء خالد” كاتبة جزائرية من مواليد مدينة قسنطينة، الجزائر، سنة 1982، متحصلة على شهادة ليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة قسنطينة سنة 2003، اشتغلت بسلك التعليم كأستاذة لغة إنجليزية مجازة. ورواية ” أهداب الصبح” أول رواية تصدر لها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة