27 نوفمبر، 2024 1:33 ص
Search
Close this search box.

“رمادي مفعم بالحب”.. الأرواح تتلاقى خارج حدود الزمان والمكان

“رمادي مفعم بالحب”.. الأرواح تتلاقى خارج حدود الزمان والمكان

خاص: قراءة- سماح عادل

المجموعة القصصية “رمادي مفعم بالحب” للكاتبة العراقية “شهد المرسومي” إصدار كتب خانة للطباعة والنشر 2019. تحكي عن التصوف، وعن الأرواح التي تتلاقى، بغض النظر عن الحقب الزمنية أو حدود المكان.

حضرة مولانا..

قصة “يا حضرة مولانا” تحكي عن شاب يصادفه أحد الغرباء، وحينما يذهب معه في رحلة يكتشف أنه متصوف، والمدهش بالنسبة له أنه ينساق إلى أفكاره ورؤاه الصوفية، ويجد بعض الأحداث غير المألوفة والتي تحدث له، لينضم بروحه إلى التصوف. والقصة مليئة بالأفكار والتجليات الصوفية.

وفي قصة “عالم رمادي” يرسم خيال الكاتبة عالم خيالي تلتقي فيه روحين، شاب وفتاة يتعرضان لحادث ويقعان في غيبوبة، لكنهما يتلقيان في عالم آخر خيالي، أشبه بجنة، في حين أن جسداهما سكانين ولا يتحركان. ويحاول أحد الأطباء إفاقتهما إلا أنهما يسبحان في عالم آخر ساحر. يحاول الطبيب بكل جهده أن يساعد مرضاه، حتى أنه يجعلهم يسمعون الموسيقى، ليقينه أن المرضى الذين يقعون في غيبوبة يكونون واعيين بشكل آخر، وتصرفه هذا رغم أنه يفيد مرضاه إلا أنه كان مدعاة للسخرية من الناس، الذين لا يفهمون اهتمامه بمرضاه.

“أنس” و”تاليا” هما المريضان، تحكي القصة عنهما وعن استمتاعهما بعالمهم الآخر الموازي، لكن أنس يستجيب لنداءات أمه الحزينة ويعود من غيبوبته، أما تاليا فلا ترضى أن تعود، لأن علاقتها بأهلها سيئة، فتختار البقاء للأبد في عالمها الموازي الشبيه بالجنة، والذي تتآلف فيه مع عناصر الطبيعة، وتعيش معها في وئام،عرف ذلك الطبيب حين حاول التخاطر معها.

القصة مغرقة في الخيال، لكنها تحاول إقناع القارئ أن هناك عالم آخر مواز يتواجد فيه الناس حين لا يكونون في عالمنا الواقعي.

 

مخطوطة..

وفي قصة “مخطوطة” حكاية تحوي كثير من التشويق، عن مخطوطات وجدها شاب عراقي يعيش في كندا، هي مخطوطات لشاعر يهودي اسمه دوناش بن لبراط، ذهب إلى بغداد وتعلم هناك الشعر العربي وأوزانه ثم أدخل أوزان الشعر العربي إلى العبرية، كما تأثر بشعر الصوفي الشهير الحلاج، وكتبت عنه في مذكراته.

وتحكي القصة أن الشاب الذي وجد مخطوطات الشاعر اليهودي وجدها نتيجة لمصادفات متعددة وكأن المخطوطات هي من تبحث عنه، وعندما بحث عن الشاعر اليهودي وعرف الكثير عنه شعر الشاب أن روحه التقت بروح الشاعر من قبل، كما تؤكد القصة على التسامح والسلام بين الأديان، حتى الديانة اليهودية، فالإله واحد للجميع، وكون الرموز الإسرائيلية مستمدة من رموز قديمة استخدمتها الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية والحضارة الهندية، هذا دليل على أن الإله واحد.

واختلف مع الكاتبة في ذلك، فهي في سعيها إلى التأكيد على فكرة التسامح بين الأديان خلطت ما بين سرقة الصهاينة لرموز حضارات قديمة ونسبها لهم، وادعائهم أنهم هم أصحاب تلك الرموز، وما بين التأكيد على التسامح ما بين اليهودية والمسحية والإسلام. فالديانات لا علاقة لها بالكيان الصهيوني الذي يتمسح في الدين لفرض وجوده.

المجموعة مكونة من ثلاث قصص، وتتسم القصص القصيرة بالطول النسبي، كما تعتمد القصص على فكرة القدر الذي ينادي صاحبه، وأن الأحداث التي تمر للإنسان ليست اعتباطية وإنما هي مرتبطة ببعضها البعض وهي بمثابة رسائل أو إشارات، كما تعتمد القصص على فكرة التواصل بين الأرواح بغض النظر عن الزمان والمكان، كما تحتفي المجموعة بالتصوف ومنظومة أفكاره.

واهتمت الكاتبة بتفاصيل دقيقة دعمت قصصها وأعطتها عمقا، كما ترسم الشخصيات ببراعة، وكأنها في رواية حيث تعطي لها مساحة، وتتحدث عن مشاعرها.

الكاتبة..

“شهد المرسومي” طبيبة أسنان، وكاتبة عراقية، 29 عاما، من بغداد، صدر لها مجموعتان قصصيتان (رمادي مفعم بالحب) و (كوبري وقصص أخرى).

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة