خاص: إعداد- سماح عادل
“رقية زيدان” شاعرة وكاتبة فلسطينية.
حياتها..
ولدت عام 1958 في قرية يمه في زيمر، حصلت على الشهادة الثانوية من مدرسة يمة الثانوية الزراعية زيمر، تخرجت من معهد إعداد المعلمين 1980 وعملت معلمة في اللغة العربية في قريتها، وأكملت تعليمها وحصلت على اللقب الأول في معهد بيت بيرل. وتخرجت من الجامعة وحصلت على شهادة البكالوريوس 1998، وشهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها 2001 من جامعة النجاح في نابلس. والدكتوراه في معهد بحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في مصر.
الجوائز..
جائزة توفيق زياد عام 2002.
جائزة وزارة العلوم والثقافة والرياضة عام 2005 – 2006.
أعمالها..
عندما ترخي السدول – شعر.
دخلت حدائق آمتي – شعر.
قراءة في سفر العدالة – شعر.
حفيف فوق الأديم – شعر.
دعيني كعباد الشمس – شعر.
تفاحة آدم واحدة – شعر.
وفي مجال الدراسة لها..
“وجع القصيدة ونبضها ” عن الشاعر الفلسطيني راشد حسين.
“أثر الأدب الشعبي في الشعر الفلسطيني” وتتركز حول الشعراء محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد.
الكتابة..
أحبت “رقية زيدان” اللغة العربية منذ الصغر، واهتمت بالكتابة ولقيت تشجيعًا من والدتها لمواصلة كتابة الشعر وقراءة الأدب، وكانت تعرض تجاربها الشعرية على معلمي اللغة العربية، فلقيت التشجيع والدعم منهم. انكبت على القراءة وطورت أساليبها اللغوية والبلاغية، ودرست القرآن الكريم، وتعمقت بالنحو الكلاسيكي والإعراب. كتبت رقية النثر والشعر والمقالة ونشرت نتاجها وكتاباتها في عدد من الصحف والمجلات الأدبية والثقافية في البلاد.
تؤمن رقية بالأدب التقدمي، أن كان نثرًا أم شعرًا على حد سواء، ذلك الأدب الملتزم بقضايا الوطن وهمومه من أجل تقدمه ونهوضه ورقيه إلى مدارج الحضارة، والتقدم.
واتبعت في بحثها عن الراحل راشد حسين المنهجية العلمية، واعتمدت على المنهج البنيوي والاستقراء، ابتداءً من الملاحظة، فالتجريد، فالتصنيف، فالتقعيد والتحقق من الصحّة، وحاولت قدر الإمكان الالتحام مع المعيارية والالتزام بالموضوعية، والشمول، والتماسك، من حتمية، وتجربد الثوابت، وعدم التناقض.
تنوعت موضوعات “رقية زيدان” ومضامينها، وتراوحت بين الرومانسية والواقعية، فحاكت الطبيعة والحب والوجدان، وكتبت عن آلام وعذابات شعبها، وهموم الناس، وعن الوجع والجرح الفلسطيني النازف المتواصل.
وقصائدها كأنها نجوم زاهرة تشع بالروح الفلسطينية والإنسانية، والأمل والتفاؤل، والحنين لكل جماليات الأشياء، وتشرق عليها شمس الحب والسلام، والتوحد مع الوطن والإنسان.
ما يميز نصوصها عفوية الطرح والأسلوب، الصور الشعرية المبتكرة، توظيف الرمز والأسطورة، اللغة الماتعة الجذابة الحسية والحية، الإيقاع الذي يسري في مفاصل القصيدة، والجمال الفني.
قصيدة “سنابل القمح”..
-1-
أنا لستُ بالماس،
أنا تمثال جبس
يُزينني إحساسي.
-2-
الطائر الغريد يشدو
والنبع يتدفق
والنهر يفيض
والزهرة تفوح
كل منهم لا ينتظر التصفيق،
كل منهم لا ينتظر المديح .
-3-
أحبُّ خلوتي
لأن فيها صفاء نفسي
-4-
العاصفة لا ترحم
لا ترحم الشجرة العاليّة الضخمة
ولا ترحم الشجرة الصغيرة
فكيف بورقة خريف صفراء
تتطاير ، فتسقط أرضًا
ثم تندثر.
-5-
البرعم لن يتوقف عن تجدده
ينتظر موسمه القادم
فيبرعم ، فيورق ورقة ربيعيّة، خضراء، غضّة.
-6-
ثبّت قدميكَ على صخرة صلدة
انظر إلى السماء مسبحًا
ارفع يديكَ شاكرًا الله
واحمده،
فمع العزيمة تتلاشى الهزيمة.
-7-
الكوكب السيّار لامعٌ
له مداره،
له مساره،
له سراجه،
يراه، يقف
يبتهج، يلتحف مسرته
يمشي
قف، انظر، تأمل
سبحان من أبدعه
هو الخالق البديع، المصوّر،
اسجدْ قليلًا
“اسجد واقترب” .
-8-
الطائر الغريد
يطير، يجنّح
يحلّق، يغرّد
يبتهج، يطير
في الحدائق، في الفضاء
يحلّق مجنحًا، مبتهجًا بصوته العذب النمير
لا يسأل الغراب
هل ابتهج من صوتهِ العذب
وفي سرّه يعرف شتان ما بين الشدو والنعيق.
-9-
لا تبتئس من اللون الأصفر
فاللون الأصفر هو كالأخضر
سنابل القمح الصفراء
تتراقص تحت المنجل عند حصدها.
شعاع الشمس الأصفر ينتشي
عند شروقه
الذهب الأصفر يلمع، ليجمّل رسغ حسناء
وفي القرآن قال الله تعالى:
” إنّها بقرة صفراء فاقع لونها
تَسُرُّ الناظرين “.
-10-
لا تمش ِ متثاقلًا،
لا ترجع القهقرى
سارع الخطى
أقف مع العدل
مع المظلومين
في وجه الظلم
لا تقف
فبعد فوات الأوان
تصبح الشاة بيد الجزّار.
-11-
كل العيون محدّقة
في الغروب
أعشق الغروب
كعشقي للشروق.
-12-
في الغابة الحيوانيّة،
غزالة تُرضع طفلًا بشريًّا
في الغابة الحيوانيّة ،
قردة تُرضع طفلًا بشريًّا
هذه غابة حيوانية، تتجلّى فيها إنسانية
الإنسان.
في الغابة الإنسانية،
طفل جائع،
طفل مشرّد،
أخ يقتل أخاه
وجار يقتل جاره
هذه الغابة الإنسانية،
فيها حيوانية الإنسان.
أليس الله بقائل: “مَنْ قتلَ نفسًا بغير نفس ٍ
أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها
فكأنما أحيا الناس جميعًا “.
-13-
وأنا في حضرة الله
في قُبّة الأقصى
لحظة التجلّي تشرق
هنا معراجه
هناك إسراؤه
عليكَ السلام يا نبيي، يا محمد، يا رسول الله
في لحظة التجلي
يعانق ركوعي سجودي
في حضرة الله
-14-
تصوغ من حروف الوهج
سبيكة ماسيّة
تنغمس أناملك المبدعة بالتراب
تنحت تمثالًا ناطقًا الحياة
من نبض قلبكَ، ترسم لوحة زيتيّة
هي طقس الحياة
يعزف قلبكَ ترنيمة، موسيقى، كمقامات
زرياب
وتجنّح في أبديتكَ الخالدة
وإن كنتَ ستموت،
ستحيا بالفنون.
-15-
في العرين
يقف الملك
ينتظر فريسة جديدة
تتثاءب اللبؤة
يسترخي الشبل
يشم الملك رائحة فريسته
ينقض عليها، يهشمها إربًا أربًا
تستسلم، ما أجملها من غزالة تُزيّن الغابة !.
لن يغفو، جفناه مفتوحان،
متيقظان لانفراج الظلام
ليلاقي فريسة أخرى.
-16-
ابتعد عن الضبابيّة
إن قوّة الريح في لحظة مرورها
وإن قوّة النار في اشتعالها
فأنت بين قوة الريح حين تمشي
وبين خمود الرماد حين لا تسير.
-17-
شكرًا للفجر
لأنه يهديني
ابتسامة شعاع
وزقزقة عصفور.
-18-
إنه الانتماء
لا يسكن الأسد الاصطبل
ولا يسكن الحصان العرين
ولا تسكن البومة برج الحمام.
-19-
توصلني إلى السعادة
بإشعاعاتك
أتمسك بالحكمة
من هذا المداد.
أتمسك بحبري، بقلمي، بورقتي
حبري صديقي
ماذا تحصد أصابعي؟
تحصد سنابل الحكمة
وما سوى ذلك فراغ وعطب
حتى لو امتلكت ماسة برّاقة في يدي.
-20-
الشفق كلون دمي
الغروب يعصر ألمي
أحب أن أرى في الصباح
الأقحوان
وفي المساء نعناع الوطن.