15 نوفمبر، 2024 4:12 ص
Search
Close this search box.

رضوى عاشور.. حوى مشروعها التحرر الوطني والإنساني وتنوعت في إبداعها.

رضوى عاشور.. حوى مشروعها التحرر الوطني والإنساني وتنوعت في إبداعها.

خاص: إعداد- سماح عادل

“رضوى عاشور” قاصة، وروائية، وناقدة أدبية، وأستاذة جامعية مصرية، ولدت 26 مايو 1946، في القاهرة، درست اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وبعد حصولها على شهادة الماجستير في الأدب المقارن، من نفس الجامعة، انتقلت إلى الولايات المتحدة حيث نالت شهادة الدكتوراه من جامعة “ماساتشوستس”، بأطروحة حول الأدب الإفريقي الأمريكي.

النقد والأدب..

نشرت “رضوى عاشور” أول أعمالها النقدية في 1977، كتاب”الطريق إلى الخيمة الأخرى”، حول التجربة الأدبية لغسان كنفاني. وفي 1978، صدر لها بالإنجليزية كتاب “جبران وبليك”، وهي الدراسة نقدية، التي شكلت أطروحتها لنيل شهادة الماجستير سنة 1972.في 1980، صدر لها آخر عمل نقدي، قبل أن تدخل مجالي الرواية والقصة، بعنوان”التابع ينهض”، حول التجارب الأدبية لغرب إفريقيا.

تميزت تجربتها الأدبية من قصص وروايات، وأول عمل أدبي لها “أيام طالبة مصرية في أمريكا” (1983)، ثم إصدار ثلاث روايات (حجر دافئ، خديجة وسوسن وسراج) والمجموعة القصصية “رأيت النخل”، سنة 1989. توجت هذه المرحلة بإصدارها لروايتها التاريخية “ثلاثية غرناطة”، سنة 1994، والتي حازت، بفضلها، جائزة أفضل كتاب لسنة 1994 على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب.

اشتغلت “رضوى عاشور” بين 1990 و1993 كرئيسة لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، و زاولت وظيفة التدريس الجامعي والإشراف على الأبحاث والأطروحات المرتبطة بدرجتي الدكتوراه والماجستير.. مع بداية الألفية الثالثة، عادت لمجال النقد الأدبي، حيث أصدرت مجموعة من الأعمال تتناول مجال النقد التطبيقي، وساهمت في موسوعة الكاتبة العربية (2004)، وأشرفت على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كامبريدج في النقد الأدبي (2005).

نشرت بين 1999 و2012 أربع روايات ومجموعة قصصية واحدة، من أهمها رواية “الطنطورية” (2011) و”مجموعة تقارير السيدة راء القصصية”.

في 2007، توجت بجائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، وأصدرت سنة 2008، ترجمة إلى الإنجليزية لمختارات شعرية لمريد البرغوتي بعنوان “منتصف الليل وقصائد أخرى”. تميز مشروعها الأدبي، بتناوله قضايا التحرر الوطني والإنساني، إضافة للرواية التاريخية. تراوحت أعمالها النقدية، المنشورة بالعربية والإنجليزية، بين الإنتاج النظري والأعمال المرتبطة بتجارب أدبية معينة. تمت ترجمة بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية.

مريد البرغوثي..

تروى “رضوى عاشور”، قصة أول لقاء لها بالشاعر الفلسطينى مريد البرغوثى، تقول: “كان أول لقاء لنا على سلم جامعة القاهرة، حيث كان يلقى على أصدقائه إحدى قصائده، فانتبهت له وشعرت بكلماته تخترنى، وكنت أكتب الشعر أيامها، ولكن بعد أن سمعت قصائد مريد، تركت الشعر لأن الشعر أحق بأهله وذويه”. وقد كتب “مريد البرغوثى” قصيدة في أوائل السبعينيات بعنوان “رضوى”، نشرت على 3 أجزاء في مجلة الكاتب، وكتبت “لطيفة الزيات” المقدمة للقصيدة حيث انبهرت بمحتواها فقالت: “إننا قرأنا في الشعر القديم قصائد غزل لكننا لم نقرأ قصائد حب”.

الطنطورية..

تقول الناقدة “د .فاتن مرسي” عن  روايتها “الطنطورية”:” إن أي كتاب إبداعي خاص برضوى عاشور يحتم على المتابع أن يقرأه في سياق إبداعها، الذي يعتمد على المزج بين الجانب التاريخي والخيال الإبداعي، موضحة أن هذا المزج يتجلى بقوة في الطنطورية، التي تبدأ أحداثها منذ سقوط فلسطين عام 1948 في أيدي العصابات الصهيونية، وقيام القوات الإسرائيلية بمذبحة كبيرة، راح ضحيتها عدد كبير من شباب قرية الطنطورية، ثم قيام الجنود الإسرائيليين بترحيل النساء والأطفال والشيوخ، وتنتهي أحداث الرواية عام 2000 بانتصار للحياة رغم المآسي والمعاناة والرغبة الشديدة في العودة، هذا هو الجانب التاريخي في الرواية”

في حوار مع “رضوى عاشور” أجرته صحيفة “مسارات” تقول عن روايتها “الطنطورية”: ” رواية”الطنطورية” نسبة إلى قرية الطنطورة التي تقع على الساحل الفلسطيني، وتبعد نحو 20 كم عن مدينة حيفا. وقد واجه أهلها في مايو عام 1948 هجوما عنيفا من العصابات الصهيونية، ودافعوا عن قريتهم وقاوموا ذلك الهجوم الشرس ببسالة، لكن القوة الصهيونية الغازية كانت مسلحة تسليحاً مختلفا، فانتهت المعركة بهزيمة المقاومين وحدثت مجزرة كبيرة في هذه القرية وتم ترحيل أهلها، مجزرة تكاد تضاهي بحجمها وشراستها ومأساويتها، مجزرة دير ياسين. الرواية تحكي عن امرأة من قرية الطنطورة، وتتبع حياتها منذ صباها..وقد خرجت من القرية بعد مشاهدتها لتلك المجزرة، وأنا أتتبعها في مختلف بلدان الشتات إلى جنوب لبنان وإقامتها في صيدا ثم بيروت وبعدها إلى الخليج، وثم إلى الإسكندرية، والعودة إلى صيدا، وهي رواية أجيال تتوالد من الأجداد إلى الأولاد إلى الأحفاد إلى أولاد الأحفاد”.

وتواصل: “رواية تمزج المتخيل بالوثاثق، والأحداث المفصلية في الرواية كلها حقيقية، فعندما أتحدث عن تاريخ هذه المرأة، فإني أتحدث عن الطنطورة. أتحدث عن قرية معينة ومعروفة في تاريخ فلسطين وجغرافيتها، حين أتحدث عن امرأة شاتيلا أدخل بعض الشخصيات الحقيقية، حيث يظهر أنيس الصايغ في النص، والدكتورة بيان نويهض الحوت مؤلفة كتاب “صبرا وشاتيلا””.

القضية الفلسطينية..

وعن تناولها للموضوع الفلسطيني تجيب” رضوى عاشور”: “تناولت الموضوع الفلسطيني بأشكال مختلفة، لكن هذا النص يأتي بقانون، فأنت تقرر أن تكتب بحثا أو كتابا في موضوع ما، لكنك لا تستطيع أن تقرر أن تكتب رواية في موضوع ما في لحظة معينة، فالروايات كالعفاريت تظهر في أي وقت، على توقع أو على غير توقع.. توقعت يوما ما أني سأكتب ما أسميه روايتي عن فلسطين، وكنت أرغب بذلك وانتظرت.. عندما جاءتني الجمل الأولى من الرواية، عرفت بأنني سأبدأ هذه الرواية، وعموما إذا جاءت الجملة الأولى بإيقاع معين، جرت وراءها الرواية كلها. عندما بدأت أكتب، تصورت أن الأمر سيتطلب مني أربع أو خمس سنوات، ثم حدثت مفاجأة، وكأن هذا التأخير كان لأن الرواية كانت تكتب بداخلي، طوال عمري.. حيث راحت تتشكل حصيلتي المعرفية والمخزون من المشاعر تجاه الموضوع كانا جاهزين بداخلي، وبالتالي حين كتبت، كتبت بسلاسة غير عادية، رغم أنني لم أنقطع عن العمل في الجامعة مع أني اختصرت ساعات التدريب، إلا أنها كتبت بعشرة أشهر وكان ذلك غريبا، فلقد أنجزت الرواية بوقت غير متوقع” .

المرأة العربية..

وعن وضع المرأة العربية والاتحادات النسائية تؤكد ” رضوى عاشور” : “أنا بعيدة عن موضوع التنظيمات النسائية، ولا أعتبر نفسي ناشطة فيما يخص حقوق المرأة، أنا مواطنة ناشطة سياسيا، وبالتالي منشغلة بحقوق المواطن العربي، رجلا كان أم امرأة، هذا من ناحية، ولكن من ناحية أخرى، أعتقد بأنني والآلاف بل الملايين من النساء العرب، نقوم بمهمات حقيقية في حياتنا اليومية. أنظر إلى الموجة الأولى من الثورة المصرية في الفترة من 25 يناير إلى 11 فبراير، أنظر إلى مشاركة النساء، التي كانت مشاركة مدهشة جدا.. وعدد النساء فيها مذهل، ويتفاوت ما بين الصبايا صغيرات السن والنساء المكتهلات، أو حتى من تجاوزن الكهولة إلى الشيخوخة، وحتى النساء المنقبات والنساء المحجبات، والشابات السافرات اللواتي يلبسن الجينز. كانت المرأة بمختلف مواقفها ومواقعها حاضرة، لأنها صاحبة مصلحة في التغيير، إن لم تكن جزءا من مافيا ما تستغل وتنهب، لكن عموم النساء في أرض العرب لهن مصلحة في التغيير”.

وعن التوفيق بين العمل الأكاديمي والعمل الأدبي تستطرد “رضوى عاشور”: “أنا موزعة بشكل حقيقي ومزعج وضاغط، لأن التدريس والبحث والإشراف العلمي، مجالات وتخصصات، من طبيعة ومساق الأعمال الذهنية؟ وهنا الجانب الايجابي، هو أن عملك في التدريس أو في مجال البحث، رصيد معرفي يفيدك في مزيد من المعارف. وطبعا، يمنحك فرصة الاحتكاك بالطلاب. أعتقد بأن الكتابة تحتاج قدرا من التفرغ لا يتيحه العمل الأكاديمي.. ولذلك كنت أحيانا أجد في الإجازة الصيفية فرصة للكتابة الإبداعية. وكنت أحيانا أكتب على حساب الوقت المتاح لي، وكنت أحلم كثيرا بأن أتخلص من عملي في الجامعة، لكن المشكلة أنني أحب عملي، وبالتالي هذا التوزع مؤذ، من جهة ولكن الأديب المتفرغ غير موجود في عالمنا العربي، وإن حدث وتفرغ أديب ما، فإن فترة التفرغ تكون قصيرة عادة”.

أزمة النقد..

وبخصوص النقد ترى: “يوجد لدينا مشكلة في النقد، فعدد النقاد محدود، لكن أفضل نقد يأتي ممن تدربوا على الإطار القديم، وأفضل النقاد العرب هم أساتذة جامعة أكاديميون، وتدربوا في هذا المجال وقدموا اجتهاداتهم، ولم نصل حتى الآن إلى أن نملي نظريات.. حيث يوجد لدينا ضعف في الإنتاج النظري، وبالتالي نحن نستفيد في الغالب الأعم من الإضافات النظرية التي قدمها النقاد الغربيون، وتحديدا من نتاج النقاد الأوروبيين. والنظرية النقدية أحدثت نقلات كبيرة بعد أن شاع في الغرب، لمدة أربعة عقود، نقد شكلاني منشغل في العمل في ذاته، بعيدا عن سياقه الاجتماعي والنفسي.. وهذا النقد جاء بعد فترة من النقد الاجتماعي المباشر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وحصل إنتاج نظري هائل في آخر السبعينات من القرن ذاته، وبرز في هذه المرحلة، نقاد كبار، منهم ادوارد سعيد. لكن من المهم جدا ألا ينقل الناقد رطانة غيره لأنه في النهاية أنت أمام نصوص أدبية، وتتحاور معها في سياق معين”.

التحرر الوطني..

وعم مشروعها الحياتي تقول “رضوى عاشور”: “هذا يقومه غيري، لكن أعتقد أن نفس الكتابات الإبداعية والنقدية والبحثية لها خيط ناظم بدرجة. هناك رغبة حقيقية في التحرر الوطني موجود والتحرر الإنساني وتحرر الرجل وتحرر المرأة، لأن الكتابة الروائية أو الإبداعية عموما، هي بناء على أرضية اللغة وبناء باللغة، وأنت ابن موروث أدبي عام شديد الثراء، وأنا لدي هاجس في أن أعرف هذا الموروث ويكون لي قيمة.. على المستوى الخاص لا أكتب شيئاً، بقيت فترة من الزمن مكتئبة وأبكي بعد اجتياح العراق. وبقيت مضطربة لفترة من الزمن، ولكن بعد فترة، رجعت إلى الكتابة والنشر، ونشرت ثلاثة كتب خلال ثلاث سنوات، وبعدها أصدرت رواية اسمها “فرج” تتحدث عن تجربة السجن. والحمد لله، لاقت قبولا عند القراء، ومن ثم كتبت كتابا نقديا عام 2009″.

الأسرة..

وعن أسرتها تقول: “هي علاقة جميلة وصعبة، جميلة كوني زوجة الأديب مريد البرغوثي، وهذا يشرفني لأنه شاعر كبير وناثر كبير وإنسان عظيم، وهو بالنسبة لي، كان ويظل، سندا كبيرا، وهو لم يحل بيني وبين أن أتقدم أو أن أتعلم. وأنا أيضا والدة للشاعر تميم البرغوثي، الشاعر الجميل. وهو متخصص أكاديميا، في مجال العلوم السياسية، وعشرته متعة فالذكاء شيء جميل، وهو متصف بذلك، حيث يكون بيننا، دائما، تفاعل وحوار، ونستمع إلى بعضنا البعض. ونتفاهم بشكل منسجم وانسيابي. وهذا جميل جدا”.

الكتابة..

وفي حوار آخر مع “رضوي عاشور” أجرته “حنان حجاج” تجيب عن سؤال لماذا أكتب؟: ” لكنني لم أتوقف أمامه طويلا, كانت الكتابة تأتيني فجأة فلا استطيع التفكير في السبب, ورغم ذلك لم أغامر بالتورط في أي مشروع إبداعي إلا في وقت متأخر نسبيا. تجرأت علي الكتابة النقدية قبل الكتابة الإبداعية. أنا متخصصة في الأدب, وعندما كنت أنظر إلي النصوص التي درستها أخاف وأتراجع, ولذلك فقد نشرت روايتي الأولي وأنا علي مشارف الأربعين, وكنت حصلت علي الدكتوراه, وحصلت علي درجة الأستاذية. ورغم ذلك كنت خائفة أتساءل إن كان لدي ما يكفي من الموهبة ومن القدرة التي تبرر نشر ما أكتب. في عام 80 مررت بأزمة صحية, سألت نفسي ماذا أفعل لو مت الآن وأنا لم أكتب شيئا؟ بدأت بكتاب الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا, ومنه اكتسبت قدرا من الثقة في النفس وفي قدرتي علي الكتابة. نشر كتاب الرحلة عام83″.

وحول  التوثيق والرغبة في تحفيز التاريخ في ذاكرة من يقرأ كما في روايتها تقول: “لا أكتب بنية مبيتة; أكتب فقط عندما تأتيني الرواية: مشهدها الأول, أو شخصية ما أتتبعها بعد ذلك, أو درجة صوت ما أنصت له بعناية, فاكتشف عالم الرواية. ولا يأتي هذا العالم من فراغ, فهو حصيلة المتراكم من المعارف والخبرات والعلاقة بالوجود والخيال. التاريخ حاضر في نصوصي لأسباب عدة, أولها أن لدي قناعة أن أي واقع نعيشه هو تاريخ من نوع ما, وثانيها أن وشائج الصلة, في تقديري, بين الرواية والتاريخ وشائج قوية, فالعناصر المشتركة بينهما متعددة. أوثق أحيانا أو أضمن وقائع في رواياتي بشخصياتها المتخيلة, لأن ذلك المزج بين الوثائقي والمتخيل أقرب لنقل تجربتي وقناعاتي. نعم تربطني علاقة خاصة بالتاريخ لا بوصفه ماضيا فحسب بل أيضا بوصفه عناصر فاعلة ومتفاعلة تشكل واقعنا اليومي. ورغم ذلك, أكرر, لا أتعمد هذا ولا اخطط له مسبقا, اللهم إن أردت أن أجمع مادة تعمق مسار دفعتني إليه الحكاية التي أحكيها. بمعني آخر ليس الأمر فكرة تتخذين قرارا بتنفيذها, بل يتعلق بطريقة استقبالك للوجود من حولك وتنظيمك غير الملحوظ لتجربتك, فلا ترين الزمان والحدث المتخيل إلا في مكان بذاته, ولا تتعاملين مع مكان إلا في إطار تشكله في واقع تاريخي بعينه وهكذا. حالة الكتابة عندي سابقة للتوثيق التاريخي, ولكنها عندما تدخل في سياقه فلابد هنا أن تظهر الأحداث بوثائقها وأماكنها الحقيقية بل وحتي ببعض شخوصها”

وعن عشقها  لشخصية “مريمة” في “ثلاثية غرناطة” تؤكد ” رضوى عاشور”: “لا أدري إن كنت قصدت هذا أم لا, ولكن هكذا رأيتها امرأة مدهشة في تكوينها. رافقتها وارتبطت بها منذ أن كانت طفلة في الثانية عشرة حتي موتها وقد تجاوزت السبعين. ماتت وحفيدها يحملها علي ظهره في الترحيل الإجباري الجماعي لأهالي غرناطة. لم تنته حكاية مريمة بموتها, كانت الرواية تعود لها المرة بعد المرة فتكتسب حضورا أكبر, أسطوريا, إن شئت, حتى نصل إلي السطور الأخيرة في الجزء الثالث والأخير حيث يرد وصف قبرها الأشبه ببستان, وتنتهي الرواية بعبارة: لا وحشة في قبر مريمة”.

تقارير السيدة راء..

وعن مجموعتها “تقارير السيدة راء” والتي يرى البعض أنها أقرب للكتابة التجريبية تقول: “هي ليست من القصص القصيرة بقدر ما هي محاولة لتوظيف التقرير فنيا. فلا هي رواية ولا هي قصص قصيرة, بل نصوص ساخرة في أغلبها, تشترك في التعبير عن السيدة راء. والسيدة راء قد تكون أما لعشرة أطفال أو امرأة وحيدة أو باحثة أو موظفة بسيطة, ولكن الراءات جميعا يشتركن في تكوينهن الوجداني وفي نظرتهن للواقع المحيط. في التقرير الأخير أشرت إلي اسم ابني تحديدا لأنني أردت أن أربط نفسي براء, وأقول ضمنا أنني راء أخري من الراءات المختلفة في التقارير. أربكني أن الكتاب لم يلق اهتماما عند صدوره اللهم مقال واحد كتبه أحمد الخميسي. وكان لدي مشروع بمواصلة التقارير فلم أفعل, وإن لاحظت في السنوات الأخيرة أن الكتاب الشباب يحبونها”.

الثورة المصرية..

وعن كتابة ثورة يناير تضيف: ” التعجل ضار, وكتابة الثورة قد تكون سابقة لأوانها. لا أعرف إن كنت سأتمكن من إنجاز هذا المشروع, ولكنني أثق أن شبابا ممن عايشوا هذه الثورة وشاركوا فيها سيكتبون تجربتهم, إن عاجلا أو آجلا. وأعرف بينهم شبابا لا شك عندي في موهبتهم. للأسف لم أكن في الميدان في الأيام الثمانية عشرة (من25 يناير إلي11 فبراير). كنت مريضة في المستشفي, وخارج البلد. يحزنني ذلك فعلا, لأني لم أتمكن من المشاركة في اللحظة التي عشت أحلم بها, لم أتمكن حتى من متابعتها عن قرب. ما زالت تربكني فكرة أنني استقبلت خبر سقوط مبارك حين أخبروني به, بهدوء لأنني كنت في العناية المركزة بعد جراحتين دامت كل منهما تسع ساعات. علي أي حال لعل تضحيات الثوار حملت لي رسالة ضمنية بالمقاومة. تعافيت بسرعة نسبية. وعندما عدت إلي القاهرة, كنت بعد ساعات في ميدان التحرير. قد أكتب عن ذلك كله ذات يوم, وقد لا أكتب, لا أدري!”.

وفي حوار ثالث مع صحيفة «الراي» تقول عن الثورة المصرية: “الثورة، في تقديري، عملية معقدة وطويلة ولا تتم بين يوم وليلة، الشعب أسقط مبارك ورموز نظامه في ثمانية عشر يوما، ونجح في استعادة الثقة في نفسه وفي قدرته على مواجهة سلطة القمع والاستبداد. ولكن النظام نفسه لم يسقط بعد، فهو متشعِّب ومتغلغل في مراكز السلطة وفي العديد من المؤسسات في القرى والمدن، فضلا عن أن هناك قوى خارجية متعددة تسانده وتعمل على استمراره.. وعاد الناس من الميادين بعد سقوط مبارك، ولكنهم انتبهوا إلى أن الثورة لم تنجز، فنزلوا مرة أخرى للتظاهر والاعتصام في مناسبات عديدة، أحمد حرارة طبيب الأسنان الشاب ذو الروح العذبة والابتسامة الآسرة فقد عينه الأولى يوم 28 يناير «يوم ملحمة كوبري قصر النيل»، وفقد عينه الثانية في مواجهات شارع محمد محمود في نوفمبر، واستشهد مينا دانيال الذي كان قد أصيب في يناير بأحداث ماسبيرو في شهر أكتوبر، باختصار تتواصل التحركات والإضرابات والاعتصامات والمواجهات في مختلف المواقع بطول البلاد وعرضها، ويقدم شبابنا أثمن ما لديهم، حياتهم وعيونهم وسلامة أبدانهم إذ يتعرضون للضرب والسحل والاختناق أو الاحتجاز ظلما، وما يقوم به الشباب ما هو إلا مواصلة للمسعى الذي بُذل منذ بداية الثورة”.

أعمالها الأدبية..

  • حَجَر دافئ (رواية)، دار المستقبل، القاهرة، 1985
  • خديجة وسوسن (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1987
  • رأيت النخل (مجموعة قصصية)، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987
  • سراج (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1992
  • غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية غرناطة) دار الهلال، 1994
  • مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) دار الهلال، 1995. نشرت الطبعة الثانية بعنوان ثلاثية غرناطة، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1998.
  • أطياف (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1999
  • تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، دار الشروق، القاهرة، 2001
  • قطعة من أوروبا (رواية)، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء ودار الشروق، القاهرة، 2003
  • فرج (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2008
  • الطنطورية (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2010

وفاتها..

توفيت “رضوى عاشور”2014 عن عمر 68 عاما بعد أن عانت من مرض السرطان.

https://www.youtube.com/watch?v=nWKIQvBF5p4

 

 

 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة