رحلة إلى عرب أهوار العراق كتاب يبحث في عرب أهوار العراق، وهم قوم يسكنون منطقة تقع في القسم الجنوبي من العراق، ومؤلف الكتاب هو ويلفرد فيسيجر، البريطاني الجنسية، بعد أن عاش فيها سنوات عديدة فرداً من أفرادها بحيث لم يسبقه في معالجته أحد من الرواد. ولد ويلفرد فيسيجر في أديس أبابا في سنة 1910 وتلقى علومه في كليتي إيتون وأكسفورد. أصيب هناك بكدمة في عينه من الملاكمة. في سنة 1935 التحق بالخدمة السياسية في السودان. وعند اندلاع الحرب التحق بقوة الدفاع السودانية، ثم خدم فيما بعد في الحبشة وسوريا. اشتغل مع القوة الجوية الخاصة في الصحراء الغربية وحصل على قلادة الخدمة الممتازة. وكان يتنقل منذ زمن الحرب بين جنوب الجزيرة العربية وكردستان وأهوار العراق وهندوكوش وقرة قروم ومراكش والحبشة وكينيا وتنجانيقا، دائماً سيراً على الأقدام أو بواسطة الحيوانات. حصل على الميدالية الذهبية من المؤسستين للجمعية الجغرافية، وميدالية لورنس العربية من الجمعية الملكية الآسيوية المركزية، وميدالية ليفنكستون الذهبية من الجمية الجغرافية الملكية الأسكوتلاندية.
ألّف كتابه الأول عنوانه رمال الجزيرة العربية ونشر في سنة 1959. تحمّل المشاق الصعبة، عاش عيشة بدائية بسيطة للغاية، حرم نفسه من ملذات الحياة العصرية ومباهجها الفاتنة والمغرية وحياتها الاجتماعية الراقية، قاسى من شظف العيش ما لم يقاسه أحد من قبله، تجرع مرارة الغربة ولوعة الفراق حتى أخذ يشعر بما يشعر به أبناء الأهوار ويحسّ كما يحسون، فتكون كتاباته عنهم نابعة من صميم الواقع والوجدان.
سيجد القارئ في ثنايا هذا الكتاب أسلوب الحياة الاجتماعية بين سكان الأهوار، وعاداتهم وتقاليدهم التي يتوارثونها جيلاً بعد جيل، وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض وغيرهم. كل ذلك أمور يجهلها كثير من الناس، لأن عالم الأهوار عالم قائم بذاته، منقطع عن العالم المحيط به.
كما يطلع القارئ أيضاً على طبوغرافية المنطقة وعلى أمور كثيرة أخرى، لا يحصل عليها المرء إلا بعد جهد جهيد، واستقصاء دقيق، وصبر طويل، وقدرة على تمييز ما يهم معرفته.. ليعود بعد اطلاعه على هذا الكتاب وقد كوّن فكرة عن جزء هام من الأهوار في العراق الذي يخض على الكثيرين أسلوب حياتهم ومعيشتهم في عهد مضى عليه أكثر من نصف قرن تقريباً منذ صدور الكتاب بطبعته الأصلية.
تأليف ويلفرد فيسجير (تأليف) خالد حسن إلياس (ترجمة)