خاص: إعداد- سماح عادل
“رجاء عبده” ممثلة ومغنية مصرية. اسمها ” اعتدال جورجي عبده آتون” من مواليد شبرا في 3 نوفمبر 1919، دخلت عالم التمثيل عبر الغناء، حيث بدأت تغني وهي لم تتم سن العاشرة من عمرها في المحطات الأهلية والحكومية، عملت مطربة في الإذاعة الأهلية.
كانت مرشحة لبطولة فيلم “الوردة البيضا” لكن لقائها ب”محمد عبد الوهاب” تأخر لفيلم “ممنوع الحب”، ومن أشهر أغنياتها “البوسطجيه اشتكوا”، عملت في العديد من الأوبريتات الغنائية مثل “شهرزاد”. عملت في مسرحية “زوبا الكلوباتيه”، وفي التلفزيون عملت في مسلسل “مع حبي وتقديري”.
اتسمت “رجاء عبده” بتلقائية ملحوظة في أدائها، خاصة أمام “عبد الوهاب”، ثم أمام “كمال الشناوي” في فيلم “حبايبى كتير”. أول أعمالها السينمائية و”وراء الستار” 1937. قامت بدور “شهر زاد” على المسرح في أوبريت “شهر زاد” ل”سيد درويش”، اعتزلت التمثيل لفترة، ثم عادت إليه. وعدد أفلامها 13 فيلما. و”رجاء عبده” اشتهرت بأغنيتها الشهيرة (البوسطجية اشتكوا.. من كتر مراسيلى) التي كتبها “أبو السعود الأبيارى” ولحنها “محمد عبد الوهاب” الذي قدم لها البطولة السينمائية في فيلمه “ممنوع الحب” فكانت بداية انطلاقتها الفنية.
نزاع قضائي..
نشرت مجلة الجيل عام 1954 خبرا حول نزاع قضائي بين مطربة معروفة وطبيب شهير بسبب لعب القمار قالت فيه: تنظر محكمة مصر الجديدة نزاعا قائما بين الطبيب المعروف وزوجته المطربة المغمورة “رجاء عبده”، بعد زواج دام بينهما ست سنوات انتهى إلى ساحات المحاكم. وكانت “رجاء عبده” أنجبت طفلين هما “عصام” و”عمر الخيام” من الطبيب المعروف، الذي يقيم معها في مسكن فخم أعده لها باسمها بعد زواج سرى في البداية، لكنه أدمن لعب القمار وأصبح يقضي فيه لياليه.
وقالت “رجاء عبده” لمندوب المجلة: “هجرني ثلاث سنوات وفتشت عن السبب فوجدته أنه القمار وورق الكوتشينة، وحاولت كثيرا علاج المشكلات بيننا لكن بلا جدوى، بالرغم من أننا تزوجنا على أساس من الحب والتجاوب العاطفي والروحي ولنا ذكريات لا تنسى.. كرست حياتي كلها من أجله ومن أجل أبنائنا لكن الأقدار شاءت أن نقف معا أمام القضاء ليفصل نزاعنا الذي مر عليه سنوات، رغم أنني ما زلت أقيم في بيته، وما علمته أن زوجي مغرم بلعبة اسمها “كاريه دام” وهى نوع من أنواع الميسر وكثيرا ما خيرته بيني وبين الورق لكنه ما زال حائرا بين زوجته أم ولديه وبين الكوتشينة، أتمنى الآن رغم كل ما حدث أن يصل زورق حياتنا الزوجية شاطئ الأمان من أجل هناءة الصغيرين الذين لا يعلم عنهما شيئا منذ ثلاث سنوات حتى أن عيادته أغلقت من أجل الديون”.
الوردة البيضا..
في مقالة بعنوان “رجاء عبده والحب الأول” يقول “وجيـه ندى”: “صوت المطربة رجاء عبده التي تعد واحدة من أشهر مطربات الغناء في مصر في عصر أم كلثوم وأسمهان، ما تزال أغنيات رجاء عبده حاضرة بقوة في أذهان وقلوب مستمعيها الذين عاصروا أو كادوا. بدأت مسيرة رجاء عبده كمطربة هاوية عام 1923، وهي طالبة، وتعلمت العزف على البيانو، وكانت تغني مع زميلاتها في المدرسة الأغنيات التي كانت لا تزال حديثة في ذلك الوقت لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وقدمت صوتها للإذاعات الأهلية وغنت بها من خلال عزف الفنان إسماعيل كامل ابن حسين باشا كامل وفرقته، وغنت في إذاعات سابو الملكية والتي كان يملكها ادوارد خياط، محطة مصر الملكية وصاحبها الدكتور فريد رفاعي، ومحطة فاروق وصاحبها إلياس إلياس، وذات يوم قرأت إعلاناً في إحدى الصحف عن حاجة شركة أفلام عبد الوهاب إلى فتاة تمثل دور البطولة في فيلم “الوردة البيضاء”، فطلبت من والدتها أن تصطحبها إلى المخرج “محمد كريم” للاشتراك في مسابقة الوجوه الجديدة، فلم تمانع الأم. وذهبت ووالدتها واستقبلهما محمد كريم ومحمد عبد الوهاب، عندما جاء دورها، وغنت وسمعها الموسيقار بإعجاب، وقال لها: فعلاً صوتك حلو وبتغني من غير نشاز، وصرح لها المخرج محمد كريم بأنها لا تزال صغيرة، ودور حبيبة محمد عبد الوهاب في الفيلم لابد أن تمثله بنت أكبر منك بعشر سنوات، وبكت يومها بشدة على ضياع ما اعتبرته فرصة العمر، على الرغم من وعد المخرج محمد كريم بإعطائها الفرصة في الوقت المناسب. ووقع الاختيار على سميرة خلوصي، وكان اسمها في الفيلم رجاء والذي اختارته اعتدال جورجي عبده آتون اسماً فنياً لها رجاء عبده، هي واحدة من صاحبات الأصوات المميزة التي بزرت سينمائيًا في فترة الخمسينيات، وطالما أشاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بالموهبة التي تميزت بها الفنانة المصرية رجاء عبده، خاصة حينما تقدمت لمسابقة اختيار بطلة فيلم «الوردة البيضاء»، ولكنه رفض إعطائها البطولة لصغر سنها، ووعدها بأنه سيسند لها أدوارًا أخرى بعد ذلك”.
ويضيف: “رفض محمد عبد الوهاب ان اعتدال جورجى عبده اتون، أو رجاء عبده كما أطلقت هي على نفسها تيمنًا باسم بطلة «الوردة البيضاء»، و بدأت مع الإذاعات الأهلية في محافظة الإسكندرية قبل ذلك بعدة سنوات، وقدمت أشهر الأغنيات وقتها، ولكنها لم تستسلم ولجأت إلى يوسف وهبي، وكان الدور الكبير في فيلم « وراء الستار» مع الفنان الشهير عبد الغنى السيد وتحية كاريوكا وعبد السلام النابلسي وزينات صدقي و مختار عثمان، وغنت من ألحان زكريا أحمد وداود حسنى، وكان الفيلم من إنتاج الأخوين اليهوديان ليتو وجوزيف باروخ، ومن إخراج كمال سليم وكان العرض 30 ديسمبر عام 1937وبدار سينما كوزمو بالإسكندرية، لتنطلق بعد ذلك بعدة أعمال ومنهم البطولة في فيلم “صرخة في الليل” والبطولة مع بدر لاما وسميحة سميح وبشارة واكيم ومنسي فهمي وفاخر فاخر، وغنت من نظم سامي نعمان وموسيقى فريد غصن، ويوسف صالح وكان العمل من إخراج إبراهيم لاما وكان العرض 31 أكتوبر 1940 بدار سينما رويال بالإسكندرية.. ولكن الأشهر لها ذلك الذي قدمته مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب «ممنوع الحب»، وكان العمل الثالث ومن إخراج محمد كريم و شاركها التمثيل عبد الوارث عسر زينات صدقي وحسن كامل وعزيزة بدر وأمين وهبي وسامية جمال وعبد العزيز خليل وليلى فوزي وثريا فخري، و غنى في أحداث الفيلم المطرب محمد أمين وغنت رجاء عبده من نظم حسين السيد “حبايبى كتير” و”اشهدوا يا ناس” وكان العرض1 فبراير 1942 بدار سينما الهمبرا بالإسكندرية”.
ويواصل عن السينما: “وكان فيلمها الرابع على الساحة هو الأبرياء من إخراج أحمد بدرخان، والفيلم الخامس “المظاهر” ومن إخراج كمال سليم، والفيلم السادس هو “ليلة حظ” من إخراج عبد الفتاح حسن، والفيلم السابع هو “رجاء” ومن إخراج عمر جميعى، والفيلم الثامن “الحب الأول” ومن إخراج جمال مدكور، والفيلم التاسع “أصحاب السعادة” من إخراج محمد كريم، والفيلم العاشر “بياعة اليانصيب”، والفيلم الحادي عشر “ورد شاه” من إخراج عبد الفتاح حسن، والفيلم الثاني عشر هو “ليت الشباب” من إخراج حسن عبد الوهاب، والفيلم رقم 13 هو “حبايبى كتير” من إخراج كمال عطيه، والفيلم الأخير للفنانة رجاء عبده هو “كباريه الحياة” من إخراج محمود فريد وكان العرض 16 مايو 1977.. ووقفت الفنانة رجاء عبده على المسرح في روايات (الدنيا بتجري- يوم القيامة- شهر زاد) وغنت مع النجوم إبراهيم حموده وعقيلة راتب، وللمسرح أيضا شاركت في مسرحية “زوبه الكلوباتيه” وللتليفزيون أيضا شاركت في مسلسل ” مع حبي وتقديري” مع عبد المنعم مدبولي”.
وعن زواجها يقول: “وعندما فكرت في الزواج كان 1947من الطبيب يوسف عطية والتي أنجبت منه ولدين، ولم تستمر تلك الزيجة وانفصلت عنه 1953 بواسطة الكنيسة لاختلاف الملة، واقترنت بعد ذلك مرتين ولم تسعد ورغم ذلك وأثناء مرضها الأخير وقف بجانبها زوجها السابق ووالد أولادها وهم عصام و يعمل طبيبا في الولايات المتحدة، وعمر الخيام مديرا لأحد فنادق القاهرة، وعاشت في الإسكندرية بضاحية سيدى بشر”.
منافسة شريفة..
في برنامج “نجوم من جوه القلب” تقديم “آمال العمدة” التي استضافت في الحلقة السادسة “رجاء عبده” حيث تقول عن منافستها مع “ليلى مراد” في عالم الطرب: “إن المنافسة كانت شريفة، هي بدأت مشوارها قبلي، وتلك الروح غير الشريفة من المنافسة لم تكن بيننا، أو بين أبناء جيلنا كله، ولم تكن فكرة المنافسة في تفكيرنا نهائيا، لكن الفنانين أصبح بينهم روح عدائية وكل منهم متحفز للآخر، ليلى مراد كانت بدأت الغناء على المسارح من قبلي ولهذا فهي كانت أشهر مني في ذلك الوقت، ولا أتحرج من قول هذا، مثل ما يحدث في ذلك العصر من عدم قبول أي أحد قرن اسمه بفنان آخر”.
وتقول إنها قدمت مع “عبد الوهاب” فيلم “ممنوع الحب” ثم أنتج لها فيلم “الحب الأول”، وتلك كانت سابقة لأنه لم يقدم فيلمين لفنانة واحدة من قبل، مضيفة “لكن يمكن كان مؤمن بي وبموهبتي ففعل هذا”، مشيرة إلى أن “السينما أضافت لي في حياتي إلى جانب الغناء وهو الموهبة الأولى والأساسية، والغناء على المسرح كان هو الذي يسعدني وسماع أصوات الجمهور”.
وفاتها..
توفت” رجاء عبده” فى12 يناير 1999.