خاص: إعداد- سماح عادل
“رباب الكاظمي” طبيبة وشاعرة عراقية، ووالدها من شعراء بغداد المشهورين الشاعر “عبد المحسن الكاظمي”، سافر إلى مصر وعاش فيها حتى وفاته، هربا من تهديد الاحتلال العثماني له لمواقفه الوطنيّة والقوميّة.
حياتها..
ولدت “رباب الكاظمي” في القاهرة 1918، والدتها “عائشة” بنت المناضل التونسي “محمود أحمد الحسين” الذي سافر إلى مصر هربا من بطش الاستعمار الفرنسي في تونس. تعلمت على نفقة وزارة المعارف العراقية في مدرسة الأميرة فوزية في مصر. وشجعها والدها “الكاظمي” على كتابة الشعر العربي الفصيح فنظمته في سن مبكرة.
توفيت والدتها وهي في العاشرة من عمرها، وتوفي والدها وهي في عمر السابعة عشر. درست في كلية طب الأسنان في جامعة القاهرة، وأكملت دراستها في جامعة الإسكندرية. سافرت إلى باريس لتكمل دراستها في مجال طب الأسنان ونالت شهادة عليا من أمريكا. تزوجت من “حكمت الجادرجي” وكان في السلك الدبلوماسي العراقي بمصر، وأنجبت ولد أسمته باسم والدها “عبد المحسن”، وقد رزقت عام 1947 ببنت اسمتها لبنى. وسافرت مع زوجها بحكم عمله في السلك الدبلوماسي إلى أمريكا وعملت طبيبة في مستشفى جامعة “جورج تاون” في مدينة واشنطن. نالت شهادة اختصاص في أمراض أسنان الأطفال عام 1953.
عادت “رباب الكاظمي” في 1955 إلى العراق مع زوجها الذي عمل مديرا عاما للدائرة العربية في ديوان وزارة الخارجية العراقية، وعملت طبيبة في إحدى مستشفيات بغداد، ثم رئيسة قسم طبابة شعبة الأسنان في عام 1956. ثم سافرت إلى تونس بلد والدتها، وعاشت فيه بعض الوقت ثم رجعت للعراق وبعدها سافرت إلى لندن وعاشت فيها حتى وفاتها.
الشعر..
وكان شعرها يتسم بقوته وجزالة ألفاظه وكانت أغلب قصائدها قصائد وطنيّة وقومية متأثرة بوالدها الذي كان مثلها الأعلى إنسانا وشاعرا. وكانت مقلّة بنشر ما تنظمه من الشعر وما تكتبه من النثر.
تعرفت “رباب الكاظمي” على مشاهير الكتاب في مصر، حيث كان والدها الشاعر “عبد المحسن الكاظمي” على صلة كبيرة بالشعراء (البارودي، وعلي يوسف، والرفاعي، وأحمد شوقي) وأيضا (الإمام محمد عبده) و (سعد زغلول) وغيرهم كثير، وقد تواصلت الشاعرة مع هؤلاء مما جعلها تحتل مكانة علمية وأدبية في مصر. ونشرت كتابتها في الصحافة المصرية كصحف (الأهرام، كوكب الشرق، والمساء).
يقول عنها الكاتب “صالح جودت”: “تأثرت رباب الكاظمي بروح أبيها لولا تلك الروح الرقيقة التي تبدو في شعرها، لكن ديباجتها العربية هي من النماذج العالية للشعراء لا للشاعرات”.
جمعت “رباب الكاظمي” دواوين والدها الأربعة بمجلد أنيق باللغات التي تتقنها (الإنجليزية – الفرنسية – الروسية) والعربية.
أعمالها:
لها كتاب “ديوان عبد المحسن الكاظمي”، جمعت فيه قصائد شعر متنوعة لوالدها. جمع “عبد الرحيم محمد” شعرها وبعض كتاباتها النثرية “رسائل أو لقاءات” ونشرها في كتابه: (رباب الكاظمي) المطبوع في النجف 1969، وشعرها يمتد في نحو سبعين صفحة من الكتاب، ويعود تاريخ القصائد إلى ما قبل وفاة والدها. وقد التقى الكاتب “عبد الرحيم محمد” عدة مرات بها.
وفاتها..
توفيت “رباب الكاظمي” في لندن عام 1998، عن عمر 80 عاما.
قصائد ل”رباب الكاظمي”..
أنت الهدى..
عـلـمُ الجهـادِ عـلـــــــــــــــيكَ ممتدُّ
بندٌ يرفُّ بجنـبـــــــــــــــــــــهِ بندُ
وشمـوسُه فـي الكـونِ مشـــــــــــــــرقةٌ
يبـدو سنـاهـا أيـنمـا تبـــــــــــــدو
أنـتَ الهُدى إمّا دنــــــــــــــــا ونأى
أنــــــــــــــــتَ الجلالُ يروحُ أو يغد
فجـمـالُ وجهكَ مـــــــــــــــــا له شَبَهٌ
وجلالُ قـدرِكَ مـــــــــــــــــــا له حدّ
النـاسُ تستبقـي رضـاكَ لهـــــــــــــــا
والأفقُ لا برقٌ ولا رعــــــــــــــــــد
يـومَ الجهـادِ شذاكَ عـاد بــــــــــــــه
بـيـن الريــــــــــــــاضِ الغارُ والرَّنْد
مـا قـابـلـتْكَ الريحُ نــــــــــــــاديةً
إلا وفـاحَ الطــــــــــــــــــيبُ والنَّدّ
فإذا بعـدتَ فـوِردُنـــــــــــــــــا غُصصٌ
وإذا دنـوتَ فعـيشُنـــــــــــــــــا رغد
الـبعـدُ قـربٌ أنـــــــــــــــــتَ تُنشئُهُ
والقـربُ إن لـــــــــــــــــم تُنشِه بُعْد
ودّ الكريـمُ لقـــــــــــــــــاكَ مغتبطًا
وقَلى لقـاكَ الألأم الــــــــــــــــوغْد
فـنـواظرُ الأحـبـابِ شـــــــــــــــائمةٌ
وعـيـونُ أعـداءِ السنـــــــــــــــا رُمْد
ولقـد تقـابـلَ مـن هـوًى وجــــــــــــوًى
فرحُ القـلـوبِ لـديكَ والـوجـــــــــــــد
فـالنـورُ ذا بـيـنَ الــــــــــــورى قبسٌ
والنـارُ ذي بـيـن الـحشــــــــــــا وقْد
هل كـان عـندكَ يـومَ عُدْتَ لنـــــــــــــا
ذكراكَ فـيـهـا الصـــــــــــــابُ والشهد
الصـابُ قـومٌ فـيكَ قـد هـزلــــــــــــوا
والشهدُ قـومٌ فـيكَ قـد جــــــــــــــدُّوا
وجلالُ قـدرِكَ مـــــــــــــــــــا له حدّ
النـاسُ تستبقـي رضـاكَ لهـــــــــــــــا
والأفقُ لا برقٌ ولا رعــــــــــــــــــد
يـومَ الجهـادِ شذاكَ عـاد بــــــــــــــه
بـيـن الريــــــــــــــاضِ الغارُ والرَّنْد
مـا قـابـلـتْكَ الريحُ نــــــــــــــاديةً
إلا وفـاحَ الطــــــــــــــــــيبُ والنَّدّ
فإذا بعـدتَ فـوِردُنـــــــــــــــــا غُصصٌ
وإذا دنـوتَ فعـيشُنـــــــــــــــــا رغد
الـبعـدُ قـربٌ أنـــــــــــــــــتَ تُنشئُهُ
والقـربُ إن لـــــــــــــــــم تُنشِه بُعْد
ودّ الكريـمُ لقـــــــــــــــــاكَ مغتبطًا
وقَلى لقـاكَ الألأم الــــــــــــــــوغْد
فـنـواظرُ الأحـبـابِ شـــــــــــــــائمةٌ
وعـيـونُ أعـداءِ السنـــــــــــــــا رُمْد
ولقـد تقـابـلَ مـن هـوًى وجــــــــــــوًى
فرحُ القـلـوبِ لـديكَ والـوجـــــــــــــد
فـالنـورُ ذا بـيـنَ الــــــــــــورى قبسٌ
والنـارُ ذي بـيـن الـحشــــــــــــا وقْد
هل كـان عـندكَ يـومَ عُدْتَ لنـــــــــــــا
ذكراكَ فـيـهـا الصـــــــــــــابُ والشهد
الصـابُ قـومٌ فـيكَ قـد هـزلــــــــــــوا
والشهدُ قـومٌ فـيكَ قـد جــــــــــــــدُّوا
_________________
قصيدة إلى الفردوس قائدها يؤول
في رثاء سعد زغلول
أبـي سعـدٌ، ومـثلُ أبـي قـلــــــــــــيلُ
وأمّي مـصرُ، فهـي بـه ثكـــــــــــــــولُ
أبـي سعـدٌ وأمـي أمُّ سعـــــــــــــــــدٍ
بنـاءٌ تستخـفُّ بـه الـحـمــــــــــــــول
يـمـيلُ هـوايَ بـي لأبـــــــــــــي وأمّي
وكلُّ هـوًى بصـاحـبـه يـمـــــــــــــــيل
ومـا فـي النـاسِ مـثلُ أبـي وأمـــــــــي
أمتُّ إلى ذراهُ وأستطـــــــــــــــــــيل
دنـا الأبـوان لـي فأبٌ تُنـــــــــــــابُ
بـه أيّامُهُ وأَبٌ عـلــــــــــــــــــــيل
مقـيـمٌ ذا عـلى ألـمٍ مضـــــــــــــــيضٍ
وذاك نجـا وقـد حـلَّ الرحــــــــــــــيل
ولـي أُمّانِ أمٌّ لـيس تفـــــــــــــــــنى
وأمٌّ غالَهـا مـن قبـــــــــــــــــلُ غُول
فـواحدةٌ تعـيش مع اللـيـالـــــــــــــي
مــــــــــــــــــــــوطّدةً وواحدةٌ تز
أعـائشُ لـو بقـيـتِ لـمــــــــــــا تبقّى
عـلى سعـدٍ لعـيشكِ مـا يُطــــــــــــــيل
أيـا أمَّ الربـابِ ثقـــــــــــــــي وقَرّي
فإن أبـا ربـابكِ بـي كفـــــــــــــــيل
وإنّ اللهَ حسبـي يـوم تَنْتـــــــــــــــا
بُنـي الجلّى ولـي نِعْمَ الـوكــــــــــــيل
فلا واللهِ لاتـنسـاكَ عـيـنـــــــــــــي
ولا يـنسـاكِ قـلـبـي والغلــــــــــــيل
لأنـتِ كلاهـمـا عـيـنـي وقـلـبـــــــــي
وللـحـالـيـن مـن لهـبـي محـــــــــــيل
يـدوم لنـا عـلى الـدنـيـا هـنــــــــاءٌ
ثكـــــــــــــــــــــــــــــــــــول
نصدّقُ والأمـانـي كـاذبــــــــــــــــاتٌ
ونلهـو والـحتـوفُ بنــــــــــــــا نزول
ألـم تـرَ كـيف نـوّحتِ الرزايــــــــــــا
وقُلّصَ ذلك الظلُّ الظلـــــــــــــــــــيل
فـمـن ذا يـوقـظُ الشــــــــــرقَ اعتزامًا
إذا مـا مضّ بـالشـرق الخمـــــــــــــول.