7 أبريل، 2024 6:18 م
Search
Close this search box.

“ذاتك” .. متحف رقمي يوثق قضايا المهمشات بالأفلام والصور

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – سماح عادل :

المتحف الرقمي للنساء، “ذاتِك”، هو مؤسسة تعتمد نظام معلوماتي ثابت متجدد ومتاح على الانترنت وفي ميدان الواقع وذلك لتوثيق وحفظ القضايا الحالية والتاريخية للنساء واهتماماتهن مصحوباً بمنتدى تفاعلي لإلقاء الضوء ومناقشة دور النساء ومشاركتهن في جميع مناحي الحياة (الاقتصادية، السياسة، الثقافية،…) وكذا مد النساء في مصر والدول العربية بالأدوات والمعرفة اللازمة لتمكينهن باستخدام التكنولوجيا الرقمي، مقر “ذاتك” في “مصر القديمة” وهي منطقة قديمة، تمتلئ بالآثار مثل جامع عمرو بن العاص، ومنطقة مجمع الأديان، منطقة ذات جذب سياحي مما انعكس على مهن القاطنين بها من النساء.

مديرة المتحف الرقمي للنساء، مؤسسة “ذاتكِ”، “ياسمين إبراهيم”.. حرصت (كتابات) على الإلتقاء بها ومعرفة جميع تفاصيل هذه التجربة الرائدة..

(كتابات): كيف كانت البداية؟

  • بدأت الفكرة في عام 2008، عندما طلبت الجامعة السويدية “أوما” إجراء أوراق بحثية لمناقشة مشاركة النساء في الحركة السياسية من 1500 إلى 1900، فراسلتهم للمشاركة عن مصر، لتبدأ رحلة البحث في المكتبات والإنترنت، لكني وجدت أن أبرز مشاركات المرأة مع بداية ثورة 1919، ما جعل العبء أكبر بكثير، عاودت البحث مرة أخرى من خلال مذكرات معاصرة لهذه الفترة، فوجدت سيدة أنشأت صالون أدبي ثقافي سياسي، وهي “ناظلي فاضل”، وهي من العائلة المالكة، ما جعلها تفكر في إنشاء مكان لتجميع السير الخاصة بالنساء والأشياء المتعلقة بهن وعرضها بشكل فني ويصبح مزارًا لجميع الباحثين.

    ياسمين إبراهيم

ثم فكرت في إنشاء موقع على الإنترنت.. لكن المادة العلمية التي جمعتها حول الأشياء القديمة والحديثة والأشكال الفنية والصور والفيديو، جعلتني أفكر في إنشاء متحف يضم كل تلك الأشياء، ومن هنا جاء إنشاء المتحف الرقمي للنساء 2013.

(كتابات): ما هو الهدف من الموقع على الانترنت؟

  • أنشئ موقع الأون لاين الخاص بـ”المتحف الرقمي للنساء”، ليجذب زوارًا من مختلف أنحاء العالم، ويعرض كافة الصور الخاصة بنشاطات المتحف مثل الفعاليات، التي يقيمها ويتبناها، وكذا مشاركات النساء السياسية، وعرض صور للمشغولات اليدوية للنساء وتسويقها إلكترونياً، وبعدها إقامة المكان المخصص ليجتذب أكبر عدد من المهتمين بتاريخ النساء في مصر.

(كتابات): ما هو عمل مؤسسة “ذاتك” مع النساء في مصر؟

  • نحن نعمل على محورين هما: الأول.. توثيق قضايا النساء مع التركيز على الصور الايجابية باستخدام التكنولوجيا الرقمية، والمحور الثاني.. هو تمكين النساء باستخدام الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية.

لدينا حالياً 3 مشاريع أساسية: 1- مشروع “تصميم”.. لتوثيق مشاركة النساء في الصناعات التراثية وتمكين النساء العاملات في الصناعات اليدوية التراثية.

2- ومشروع “علي صوتك”.. هو برنامج تستضيفه المؤسسة مع “فرانشيسكا” مدربة المشروع الألمانية، والمتخصصة في التدريب علي التصوير والمونتاج والإخراج، يمزج بين التعليم ونشر التوعية لإتاحة مجال أكبر لوجهة نظر النساء في الإعلام، فيتم تدريب النساء من خلاله ليصبحن صانعات أفلام، مع تزويدهن بالمهارات اللازمة ليتمكن من التعبير الفني عما يرونه في مجتمعاتهن، ففي العام الماضي تم تخريج 14 فتاة، والعام الحالي تم تخريج 30 فتاة، ومدة الدراسة خلال الكورس تصل إلى خمسة أشهر للمبتدئين، وتكلفة المشروع تدعمها بصفة أساسية الخارجية الألمانية، ولا تتحمل الخريجات سوى الرسوم المالية للكورس، التي تصل لحد التدريبات العادية.

و من المقرر استهداف مزيد من النساء خلال العام المقبل، والتطرق إلى المحافظات، ونتج عن المشروع مهرجان “علي صوتك” للأفلام القصيرة التي تناقش قضايا المرأة، حيث قامت المتخرجات بعمل أفلام وثائقية هي “تسلم إيدك” و”الحلم للجدعات” و”مِش للبنات”.. وناقشت هذه الأفلام قضايا المرأة المختلفة مثل الختان والأعمال الشاقة للمرأة والأعمال التي يخجل منها البعض كالكوافير وعاملة النظافة، وتحديات المرأة متحدية الإعاقة، وغيرها من القضايا الشائكة في المجتمع المصري.

3- مشروع “ست١٠٠”.. هو عبارة عن مجموعة لقاءات مصورة فيديو مع نساء من أماكن وقطاعات مختلفة يعملون أشياء يحبونها ويحققن فيها ذواتهن.

(كتابات): هل مبادرتك في توثيق قضايا النساء تلقى قبولاً؟

  • الحمد لله.. اعتقد أنها تحوز قبولاً أراه في عيون الناس الذين أعرض عليهم العمل، لكن لازال الطريق طويلاً.

(كتابات): ما هي العقبات التي تواجهك في عملك؟

  • أنا أعمل وحدي وأتحمل مسؤولية المؤسسة وحدي.. وهذا مرهق أحياناً، بالإضافة إلى مشكلة انعدام الدعم المادي، وأحياناً اضطر إلى أن أعمل لكي أنفق على المتحف.

(كتابات): هل يؤثر عليكِ المناخ العام والتضييق على المجتمع المدني؟

  • بالتأكيد.. فأنا أعمل حالياً في مناخ غير مريح ومهدد باستمرار، أنا أستطيع التعامل مع تحديات كثيرة مثل قلة خبرتي وقلة الموارد وبعض السخافات، لكن التضييق على المجتمع المدني بالفعل أكبر مني ولا أستطيع أن أتعامل معه.

(كتابات): هل الأوضاع الاقتصادية الحالية أثرت على تناول قضايا النساء؟

  • الأوضاع الاقتصادية للأسف تؤثر على النساء بشكل واضح.. تزيد من استفحال ظاهرة “تأنيث الفقر” وخاصة أن أغلبهن يعملن في صناعات خدمية أو هامشية، خاصة النساء اللاتي أعمل معهن واللاتي يعملن في الصناعات التراثية التي تأثرت بتهور حال السياحة.

(كتابات): هل مشروعاتك أثرت على النساء واستطعن أن يكتسبن ثقة في أنفسهن أو غيرت في وعيهن؟

  • هذا هو هدفي بالأساس.. وأتمنى أن يكون ذلك ما قد حدث، كما أتمنى أن أؤسس متحف كبير وله فروع داخل دول عربية مختلفة، وأعرض المقتنيات التي لدي.

جدير بالذكر أنه تم تكريم “ياسمين إبراهيم”، لمتحفها الذي انتخب كأحسن مشروع عن قضايا وحقوق النساء سنة 2012 في “واشنطن دي سي”، وكأحسن مشروع عن قضايا وحقوق النساء سنة 2012 في “واشنطن دي سي”.

وفى عام 2012 شارك المتحف في منحة دولية أميركية للمشاريع التنموية، وانتخب كأحسن مشروع خاص بحقوق النساء، وفي 2014 اختير ضمن أكثر 8 مشروعات واعدة في المنطقة العربية.

لمشاهدة أحد أفلام المؤسسة، من هذا الرابط:

https://www.youtube.com/watch?v=f-kSm7plgWY

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب