17 نوفمبر، 2024 7:48 ص
Search
Close this search box.

“د. يحيى الرخاوي” تميز في الأدب والنقد كما في مجال علم النفس

“د. يحيى الرخاوي” تميز في الأدب والنقد كما في مجال علم النفس

 

خاص: إعداد- سماح عادل

د. “يحيى الرخاوي” طبيب مصري شهير متخصص في مجال علم النفس.

حياته..

هو الدكتور” يحيى توفيق الرخاوي”، ولد بالقاهرة في نوفمبر 1933، والتحق بمدرسة مصر الجديدة الثانوية، ثم التحق بعدها بكلية طب القصر العيني وتخرج فيها عام 1957، وكانت بدايته متخصصا في علاج أمراض الباطنة، لكنه فضل التحول إلى الأمراض النفسية، وحصل على دبلوم التخصص بها عام 1961، وواصل ليحصل على الدكتوراه في الطب النفسي عام 1963، وأصبح كبير أستاذة للطب النفسي بجامعة القاهرة، وتولى منصب كبير مستشاري دار المقطم للصحة النفسية منذ عام 1973.

كما أنه عضو مؤسس للكلية الملكية للأطباء النفسيين، ورئيس مجلس إدارة جمعية الطب النفسي التطوري والعمل الجماعي، عضو الهيئة العليا للأدوية، كما كان رئيس التحرير المشارك في المجلة المصرية للطب النفسي، كذلك تحرير مجلة “الإنسان والتطور” في عام 1980.

أصدر” د. يحيى الرخاوي” العديد من المؤلفات بلغت أكثر من 40 مؤلفا، أشهرها:

  • حكمة المجانين.
  • عندما يتعرى الإنسان.
  • علم النفس تحت المجهر.
  • مبادئ الأمراض النفسية.

كما وأشرف الدكتور يحيى الرخاوي على 34 دراسة علمية للماجستير والدكتوراه، كما أنه عضو مؤسس للكلية الملكية للأطباء النفسيين، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عن روايته “المشى على الصراط”، عام 1979، وأجرى العديد من الحوارات الصحفية عن تحليل شخصية بعض رؤساء الجمهورية والشخصيات السياسية.

نال الدكتور يحيى الرخاوي، عضوية اللجنة العليا للرقابة على المصنفات الفنية، كما اختير مستشارا للنشر بالهيئة العامة للكتاب، وارتبط الرخاوي بالأديب الكبير نجيب محفوظ وأعماله الأدبية، ليقدم عن ذلك تجربة عمل نقدي، جاء بعنوان: “أصداء الأصداء: تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية”، وصدر عن “المجلس الأعلى للثقافة”.

المشهد المضطرب سلوكياً..

في حوار صادم معه أجراه “مفيد فوزي” يقول “د. يحيى الرخاوى” عن الإنسان “الصحيح نفسياً”: تعريف الصحيح نفسياً أصعب من تعريف المريض نفسياً.. الصحيح نفسياً ليس هو الخالي من الأمراض، وبمنطق فرويد فإن الصحة النفسية عنده هي «أن تفعل وأن تحب». والمريض نفسياً هو الإنسان الذي عاقه اضطرابه عن مواصلة الحياة.

ويواصل “د. الرخاوى” عن كلمة «مختل عقلياً»: كلمة أو عبارة غير علمية بالمرة، اصطلح على إلصاقها بأي متهم في جريمة تمس الرأي العام. والكلام ده بصراحة ماعادش ينفع في سنة 2014، وتفكيرنا يرتقى ونحترم المجانين ونحترم قلة العقل، لأن الإنسان معندوش عقل واحد، ثم إنه يجب أن نراجع أنفسنا ونحن نكرر مصطلحات قديمة مزوّرة”.

نظرية في التفسير..

وعن انتماءه لنظرية ما في التفسير النفسي لاضطرابات السلوك في المشهد المصري يقول: أنا انتمى إلى نظريات وليس نظرية واحدة. تعدد الكيانات في الفرد البشرى. ففي داخل كل منا «طفل وكهل ويافع وصبى وفتاة وامرأة وقاتل وأبله.. إلخ. وأيضاً تعدد الأمخاخ. لك مخ حديث ومخ بدائي ومخ انفعالي ومخ يمين ومخ يسار وفى الوعي لك مستويات. وعى ظاهر ووعى تحتي ووعى نقى ووعى ملوث، وأخيراً لك عقول. عقل منطقي وعقل وجداني وعقل رياضي وعقل واقعي وعقل حالم وعقل ناقد وعقل مبدع. هذه العقول والأمخاخ ومستويات الوعي يعيش بها الأمي وأستاذ الجامعة وسائق التوك توك .

وعن التكنولوجيا هل تقرب الناس ببعضها أم تباعد الناس يقول: هي تقرب عقول الناس، أما اللقاء بين جسد وجسد وبين نظرة ونظرة وبين نبض ونبض وبين درجة حرارة ودرجة إنسانية يستحيل تقوم به التكنولوجيا”.

وعن هل هناك مجرم عاقل؟ يجيب: “كل المجرمين عقلاء حتى يثبت العكس. كل المجرمين عقلاء ومسئولون مائة في المائة حتى يثبت العكس. المجنون نفسه مسئول عن جنونه، أنا انتمى لهذه المدرسة، وده احترام للجنون الذي نسميه علمياً «الفصام». عقول من يلقون القنابل ويفجرون مديريات الأمن عقول رزينة، جرائم قبيحة لكن منظمة والمهم تحقق هدفها”.

وعن الفوضى يقول: هناك علم اسمه «الفوضى» بندرس الفوضى علمياً. هناك فوضى تخريبية تدهورية وفوضى تمهيد للإبداع؟ الفوضى اللي أقصدها هي إعادة التشكيل، تكسر القديم وتمر بمرحلة فوضى ودي حالة يعيشها المبدع.

المصحات العقلية..

عن المصحة العقلية يقول: “لها دور إيجابي في حماية المريض من نفسه وحمايته من المجتمع. وحماية المجتمع من شطحات المرضى. وعندما يخرج بعد العلاج نضمن عدم عودته. في العالم المتقدم لا يمكن أن يغادر المريض المصحة دون موافقة من الأخصائي الاجتماعي. مهمة الطبيب تنتهي بزوال الأعراض وعودة المريض للمجتمع، ويستمر وإن لم يعمل ويعيش متناغماً مع الآخرين يبقى معملناش حاجة”.

الحرمان الجنسي..

وعن الحرمان الجنسي وهل هو مؤثر في الاختلال النفسي يقول: أي غريزة في الدنيا لا تروى بالطريقة الطبيعية لازم تؤثر على النمو النفسي والتكيف، وبالتالي عنصر في العدوان.

تطور المجتمع المصري..

في حوار ثان نشر في موقع “بصراحة” الإخباري يقول “د. يحيى الرخاوي” عن المجتمع المصري: ” أتمنى في المستقبل تطور المجتمع المصري بشكل أكبر لكي نعي أهمية حقوق واحترام الغير لتكن جزء من تربيتنا الأخلاقية”.

وعن مصطلح الخطاب الديني يقول أنه: “مصطلح يحتاج لتعريفه قبل الحديث عن تجديده،  الدين موقف كياني ووجودي والأعمق منه هو الإيمان فهناك مستويات للتدين والإيمان والعلاقة بين الفرد وربه هي علاقة راقية جدا. إن أفكار الإلحاد ومحاولة إنكار وجود الله هو أمر غير مقبول لكنه مطروح في إطار السعي وخطوة نحو الإيمان وليس استسهال وهرب.

الإلحاد من الناحية البيولوجية والوجودية مستحيل ولكنه زعم بإنكار حقيقية وبعض المعدين بالإلحاد لا يدرك فكرة الوجود وإنكار الوجود، وضرورة عدم اختزال الدين والإيمان إلى شكل من الأشكال حتى ولو الصلاة نفسها. أن الدين الذي يكتفي بالترهيب والترغيب والقشور دون الجوهر والسطح دون القلب يحتاج لتنظيم مشددا على أن الدين هو علاقة بين العبد وربه لها درجات من الإيمان، أنت بتسعى في الإيمان سواء بالإيمان بالغيب والوصول لوجه الله تعالى الذي ليس كمثله نشئ فمهما تسعى وتلاقي حاجة شبه حاجة تعرفها يبقى أنت لسة موصلتش”.

الأسرة المصرية..

وعن الأسرة المصرية يقول: “إن تكوين الأسرة المصرية مرت بأكثر من مرحلة شديدة الخطورة خاصة الوضع الحالي في ظل تطور وسائل التكنولوجيا والتواصل مما أحدث حالة من الحاجز بين أفراد الأسرة وبعضها في ظل تبلد المشاعر، الأسرة الأكبر في المجتمع هي المدرسة التي حل مكانها التعليم الأون لاين والدروس الخصوصية، فحضور الطالب للمدرسة هي أمر هام جدا في تكوين المجتمع وفكرة التواصل بين البشر.

أعودة التعليم في المدارس أمر هام للمجتمع المصري وهي مسؤولية كبيرة على وزارة التربية والتعليم في تشكيل وتكوين وعي مستقبل مصر في صورة أطفالنا، عدم وجود المدرسة أثر بشكل كبير في فكرة التواصل والتربية الثقافية لدى أبناء الشعب المصري في الوقت الحالي”.

وعن حقوق المرأة يقول: “المرأة هي اللي تاخد حقها  بوجودها بعلاقتها ببيتها بفخرها إنها أنثى وإنها أم، احنا يا مجتمع فيه حقوق يا مفيهوش اللي بيطالب بحقوق المرأة لازم يتكلم كمان عن حقوق الرجل، المرأة المصرية أقل تشوها من الرجل الذي يعاني من أزمات كثيرة تحتاج لحلول جذرية.

إن الرجل المصري مغرور ومهزوز وليس عادلا ما يسري عليه لا يسري على زوجته، مؤكدا أن حقوق المرأة تأتي في الأصل من العدل في المجتمع مع ضرورة احترام الأنوثة واحترام وجودها، الاحترام أرقى من الحب ويعني العدل والاعتراف الأهمية والحقوق.

حب النفس يتبلور بداخله الاحترام للنفس وللغير بيبتدي يبقى طبع اللي مقبلوش على نفسي مش هقدر أقبله على زوجتي أو أختي أو أي شخص آخر لما تحترم نفسك وتحبها هتعرف تحترم غيرك وتديله حقه وتعترف بيه من غير غضاضة.

الأسرة المصرية كانت أوضاعها أفضل في زمن ماضي زمان كان فيه احترام كتير عن دلوقتي وكان فيه فهم لفكرة الاحترام والعدل بين أفراد الأسرة دلوقتي فيه تطنيش، الراجل لما يحترم مراته يبقى هو أكتسب شرف”.

وفاته..

توفى “د. يحيى الرخاوي” عن عمر يناهر 89 عاما، 18 ديسمبر 2022.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة