خاص: إعداد- سماح عادل
“محمد السيد إسماعيل” شاعر وناقد مصري.
حياته..
ولد سنة 1962 في قرية طحانوب مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، تخرج من كلية دار العلوم جامعة القاهرة سنة 1985، وحصل على درجة الماجستير في الدراسات الأدبية والدكتوراه.
عمل مدرساً للغة العربية بالمدارس الثانوية بعد تخرجه. بدأ في كتابة الشعر سنة 1977، ونشر العديد من قصائده ودراساته النقدية في المجلات المصرية والعربية.
مؤلفاته..
شعر:
«كائنان في انتظار البعث»، عن الهيئة العامة للكتاب المصرية.
«الكلام الذي يقترب».
«استشراف إقامة ماضية».
«تدريبات يومية».
«قيامة الماء».
أعماله المسرحية..
السفينة.
زيارة ابن حزم الأخيرة.
وجوه التوحيدي.
رقصة الحياة.
نقد:
رؤية التشكيل قراءات تطبيقية في القصيدة الحديثة.
الحداثة الشعرية في مصر.
بناء فضاء المكان في القصة العربية القصيرة.
غواية السرد.
جوائز..
كرم كأفضل ناقد أدبي في مؤتمر أدباء مصر.
اختير أمينا عاما لمؤتمر القاهرة الكبرى وشمال الصعيد.
اختير شاعرا ضمن معجم البابطين.
جائزة النقد الأدبي من هيئة قصور الثقافة.
جائزة الشعر من صندوق التنمية الثقافية.
جائزة النقد الأدبي من مجمع اللغة العربية بالقاهرة
جائزة الشارقة للإبداع العربي من دائرة الشارقة بالإمارات.
جائزة التميز في النقد الأدبي.
جيل الثمانينات ..
في حوار معه نشر في صحيفة “الخليج” يقول “د . محمد السيد إسماعيل” عن هل ظلم جيل الثمانينات الذي ينتمي إليه: “جيل الثمانينات لم يظلم فقط من استحواذ جيل السبعينات على منابر النشر، بل من الجيل التالي الذي عرف بجيل التسعينات، فقد خطف الأضواء بمقولات كانت خارجة عما هو مستقر من جماليات شعرية، مثل معاداة المجاز، والتركيز على تداولية اللغة، واليومي والهامشي والشخصاني وكسر التابوهات، وقد وجد هذا الجيل من النقاد من يقف وراءه، وأنا بالمناسبة لست ضده، وكتبت عن بعض شعرائه، لكنني أرصد هذا المأزق الذي وقع فيه جيل الثمانينات، وهو حصاره بين جيلين صاخبين، لكن الوقت أثبت أن جيل الثمانينات من أهم الأجيال التي حققت كثيراً مما كان يفتقده الشعر في جيل السبعينات، من دون أن ينزلق إلى المقولات التي راجت، في جيل السبعينات” .
وعن ما بين ديوانه الأول “كائنات في انتظار البعث” وديوانه الأخير “تدريبات يومية” وتقييمه لتلك المسافة الزمنية والروحية يقول: “ديواني الأول كتب في سياق يختلف كثيرا عن سياق الدواوين اللاحقة له، فقد كتبته متأثرًا بمقولات التغيير والالتزام، ربما بأثر من بعض القناعات اليسارية التي اعتقدت في صحتها، فتجد الهم العام مسيطراً على هذا الديوان، وكنت كثيراً ما أحاول الإجابة عن أسئلة محددة، منها كيف أكتب قصيدة تتواصل مع قارئها من دون أن تسقط في المباشرة، ودون أن تتخلى عن جمالياتها .
في الديوان الثاني “الكلام الذي يقترب” انحياز على كثافة المجاز واللغة الشعرية المكتنزة بالمعنى والرؤية الحسية للوجود، من دون أن تبتعد عن هواجس الديوان الأول، وإن كان بصورة أكثر نضجاً، حيث بدأ ظهور النزعة الصوفية، وبدا الحضور الفردي للقصيدة التي جنحت نحو القصر والكثافة .
وفي ديواني “تدريبات يومية” جرى تطوير ما عرف لدى جيل الستينات بقصيدة القناع، وأصبحت هذه القصيدة متخففة من ثقل المجاز، في محاولة للتأثير في القارئ بالمشهد الكلي واللغة البسيطة” .
المسرح..
وعن كتابة المسرح يقول: “ظلت رغبتي في كتابة المسرح مستمرة منذ فترة طويلة، لأنني لاحظت عزوف أغلب الشعراء عن كتابة المسرح، وكانت أولى نصوصي المسرحية “رقصة الحياة” وهي أقرب إلى الحالة الشعرية، من دون أن تفتقد الحس الدرامي، ثم كتبت نصاً عن “أبو حيان التوحيدي” الذي كانت حياته نفسها نصا دراميا بامتياز، واستخدمت فيها تقنيات جديدة في كتابة المسرح، ثم كتبت نصا عن “ابن حزم” وعالجت فيه علاقته بالسلطة” .
مثقف عضوي..
في مقالة بعنوان (محمد السيد إسماعيل… ثقل إبداعي خفيف الوقع) كتب “عبد الكريم الحجراوي”: “تميز مشروع إسماعيل بتنوع لافت بين النقد الأدبي والإبداع الشعري والمسرحي، فضلاً عن اهتمامه بالقضايا الفكرية والاجتماعية المعاصرة. وخلال مسيرته ترك إسماعيل إرثا ثريا يقارب الـ30 كتابا منشورا يتصدرها مشروعه النقدي المتعدد الأبعاد، الذي انشغل فيه بتحليل وتفكيك بنى السرد الروائي والقصصي، إلى جانب اهتمامه بنقد الشعر واتجاهاته.
شهد العام الأخير من حياة الشاعر والناقد المصري محمد السيد إسماعيل (1962-2025)، الذي رحل عنا، حرصا استثنائيا على دفع جملة من مؤلفاته إلى آلة النشر، مدفوعا بإحساس داخلي بقرب الرحيل، بعد معاناة طويلة مع المرض الذي أرهق جسده وأثقل روحه. وانعكس هذا الحرص في سعيه لاستكمال مشروعه الفكري والإبداعي الذي بدأه منذ عام 1982، شاعرا ينتمي إلى جيل الثمانينيات”.
ويضيف: “تميز مشروع إسماعيل وهو أحد كتاب اندبندنت عربية في قسم الثقافة، بتنوع لافت بين النقد الأدبي والإبداع الشعري والمسرحي، فضلاً عن اهتمامه بالقضايا الفكرية والاجتماعية المعاصرة. وخلال مسيرته ترك إسماعيل إرثا ثريا يقارب الـ30 كتابا منشورا، يتصدرها مشروعه النقدي المتعدد الأبعاد، الذي انشغل فيه بتحليل وتفكيك بنى السرد الروائي والقصصي، إلى جانب اهتمامه بنقد الشعر واتجاهاته.
أما في مجاله الإبداعي، فقد تجلت موهبته في سبعة دواوين شعرية تميزت بالارتباط الوثيق بقضايا المجتمع، إضافة إلى أربع مسرحيات عبر فيها عن رؤيته تجاه الحياة وعلاقة المثقف بالسلطة. ويضاف إلى هذا الرصيد ثلاثة كتب فكرية تناول ضمنها قضايا معاصرة تشغل الرأي العام، وعكست موقفه التنويري الداعي إلى عقلنة الخطاب الثقافي والديني وتحريره من أسر التقليد والرجعية.
وبهذه الغزارة وهذا التنوع أسس إسماعيل مشروعه المتكامل إلى حد بعيد، جاعلاً الشأن العام في القلب من مشاريعه الثلاثة النقدية والفكرية والإبداعية، مقدماً نموذجاً استثنائياً للمثقف العضوي، إذ ظل وفياً لقلمه حتى آخر لحظات حياته، لا يتخلف عن دعوة داعٍ لمناقشة أعماله سواء كانت شعراً أم رواية أم قصة أو كتابا نقديا”.
صوت فريد..
في مقالة بعنوان (وداعا الدكتور محمد السيد إسماعيل.. صوت شعري ونقدي فريد في الثقافة المصرية) كتب “محمد دراز”: “فجع الوسط الثقافي المصري اليوم برحيل الناقد والشاعر الكبير الدكتور محمد السيد إسماعيل، أحد أبرز الأصوات الأدبية والنقدية في العقود الأخيرة، عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد مسيرة طويلة من العطاء الشعري والنقدي والمسرحي.
أما في مجال النقد الأدبي، فقد رسّخ الدكتور إسماعيل اسمه كواحد من النقاد الجادين الذين درسوا الشعر العربي الحديث والسرد العربي المعاصر بعمق وتميز، ومن كتبه النقدية: رؤية التشكيل: قراءات تطبيقية في القصيدة الحديثة ـ الحداثة الشعرية في مصرـ بناء فضاء المكان في القصة العربية القصيرة ـ غواية السرد.
عرفه المقربون منه بنبل الخلق، والتواضع، والصدق في الفن والحياة. كما كان مخلصًا لقضية الشعر والثقافة، مؤمنًا بدور الكلمة في الارتقاء بالإنسان والمجتمع.
برحيل الدكتور محمد السيد إسماعيل، يفقد المشهد الثقافي المصري والعربي أحد أعمدته الهادئة والمؤثرة، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا غنيًا، سيبقى حيًا في ذاكرة محبيه وقرّائه وتلاميذه”.
جائزة التميز..
عبر “الدكتور محمد السيد إسماعيل” عن سعادته بالحصول على جائزة التميز في النقد الأدبي من اتحاد كتاب مصر قائلا أن «الجائزة ذات قيمة أدبية ورمزية عالية، وأثق في اختيارات لجان التحكيم لهذه الجوائز، فهي تتمتع بمصداقية كبيرة على الساحة الثقافية».
وأوضح «سعيد وفخور بجائزة التميز في مجال النقد الأدبي من اتحاد الكتاب، الجائزة عن مجمل أعمالي في مجال النقد الأدبي»، مشيرا إلى أن إصداره 8 كتب متنوعة في النقد الأدبي، فضلا عن عدد من المسرحيات والدواوين الشعرية”.
وأشار إلى أن من بين هذه الكتب: «الخروج من الظل، يتناول نقد الأدب النسوي، وكتاب المكان في القصة القصيرة، ويتناول القرية والمدينة والصحراء، والمدن الغربية، قمت بتحليل ونقد نماذج من أعمال كتاب مصريين وعرب، من بينهم محمد البساطي ومحمد جبريل وإبراهيم أصلان، من مصر، وإبراهيم الكوني من ليبيا، والطيب صالح من السودان، والبعد القومي كان مهما بالنسبة لي في دراسة الموضوع»