13 نوفمبر، 2024 12:26 م
Search
Close this search box.

“د. عباس الجراري”.. عالم موسوعي تنوعت مجالات إنتاجه

“د. عباس الجراري”.. عالم موسوعي تنوعت مجالات إنتاجه

خاص: إعداد- سماح عادل

“د. عباس الجراري” عالم مغربي موسوعي تنوعت مجالات إنتاجه من النقد الأدبي، إلى أدب الرحلة، والسيرة الذاتية، والشعر، والتراجم، وتاريخ الفكر والأدب، وقضايا الفكر الإسلامي.

التعريف به..

مواليد الرباط 1937، تلقى تعليمه الأولي في الكتاب القرآني، ثم التحق بالمدارس الحكومية، حصل على البكالوريا، ثم الإجازة في اللغة العربية وآدابها بالقاهرة، ثم درجة الماجستير ثم دكتوراه الدولة في الآداب.

له عدة مؤلفات في: الدراسات المغربية، التراث الشعبي، الأدب العربي والإسلامي، قضايا الفكر والثقافة، ثم في الفكر الإسلامي، ينتمي إلى مجالس علمية مغربية عربية وإسلامية وعالمية، في عدة منظمات غير حكومية وجمعيات، فهو عضو مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالمملكة الأردنية الهاشمية، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية مؤسسة آل البيت سابقا، عضو اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين المغرب، عضو الرابطة العربية لباحثي التراث الشعبي، عضو مركز البحوث الأنطروبولوجية ذات الأولوية في الشرق الأوسط مصر.

خبير متخصص لدا المنظمة الإفريقية، والمنظمة العربية للثقافة الأسكو، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الإيسيسكو، مثل المغرب لسنوات عديدة في لقاء أكتوبر مؤتمر سنوي كانت تنظمه يوغوسلافيا لكتاب عدم الانحياز، رئيس شرفي للجمعية المغربية لأصدقاء الإسكندرية.

جوائز..

أهمها: وسام العرش من درجة قائد المغرب 2000، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تونس2000، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى مصر2004، وسام الإيسيسكو من الدرجة الأولى2006.

شغل العديد من المناصب منها:

– أستاذ بجامعة محمد الخامس منذ 1966 .

– أستاذ بالمدرسة المولوية.

– عميد كلية الآداب، جامعة القاضي عياض بمراكش.

– عضو مكتب أكاديمية المملكة المغربية.

– مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ سنة 2000 .

من أعماله الأدبية والفكرية:

– القصيدة: الزجل في المغرب، 1970.

– من وحي التراث، 1971.

– الثقافة في معركة التغيير، 1972.

– وحدة المغرب المذهبية، 1976.

– الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، 1986- 1982- 1979.

– خطاب المنهج، 1995-1990.

– الثقافة من الهوية إلى الحوار، 1993.

– الذات والآخر، 1998.

– بقايا كلام في الثقافة، 1999.

– هويتنا والعولمة، 2000.

– الحوار من منظور إسلامي، 2000.

– قضايا للتأمل برؤية إسلامية، 2000.

– الإصلاح المنشود، 2005.

الأدب..

في حوار معه أجراه “د. عبد السلام طويل” يقول “د. عباس الجراري” عن تجاوز دائرة الأدب، إلى أفق موسوعي بقضايا التاريخ، والفلسفة، والاجتماع، والسياسة، وقضايا التفاعل الحضاري والثقافي بين الشعوب: “إن الحديث عندي عن “الأدب” في عمومه لا يرتكز على مفهومه التعليمي التقليدي الذي يقصره على الشعر والنثر الفني، ولكنه يتجاوزه إلى كل إبداع، سواء في شكله المدرسي أو الشعبي؛ بل هو يتجاوز هذا الإبداع ليشمل كل المعارف المرتبطة به، سياسية ودينية وتاريخية وفكرية وفنية. وهي معارف تراثية ومعاصرة: أي قديمة وحديثة، بدونها لا يمكن النفاذ إلى عمق هذا الأدب الذي اغتنى بعد الاحتكاك بأوروبا بأنماط إبداعية جديدة.

ومن ثم فتخصصي في الأدب العربي عامة، والأدب المغربي خاصة، ما كان ليكتمل، بل ما كان ليتحقق إلا في هذا النطاق المعرفي الواسع الذي يجمع بين حقول ومجالات تبدو مختلفة أو متباينة، ولكنها في الحقيقة ذات نبع واحد يفضي بها إلى مصب مشترك. وهو ما ينبغي لصاحب هذا الاتجاه أن يكون مدركاً لحقائقه وأبعاده، في غير ادعاء أن يكون ذا إحاطة شمولية بكل دقائقه وجزئياته كما قد يتوهم.

وهو بهذا يدخل في المشروع الفكري أو الثقافي الذي عملت على تأسيسه منذ نحو من نصف قرن: أي منذ اقتنعت بالحاجة الماسة إلى دراسة أدبنا المغربي. وقد تبلور عندي هذا المشروع حين التحقت بالتدريس الجامعي، مما أتاح لي فرصة التعمق فيه، سواء عن طريق الدرس أو البحث أو الإشراف على الطلاب وتوجيههم للاهتمام به. وهو ما أعطى، بعون الله، ثماراً طيبة، على الرغم من كل العوائق التي كانت تعترض الطريق على امتداد هذه المرحلة.

ولا شك أن مثل هذا الاتجاه يتطلب المثابرة على تحصيل أكبر قدر من المعرفة، ولكن يقتضي أولاً وقبل كل شيء رؤية واضحة هي أساس المنهج الملائم لذلك. وهكذا فإني لم أتجاوز دائرة الأدب ولكني وضعت هذه الدائرة في إطار أوسع وأشمل”.

المسار العلمي..

ويضيف: “عن العوامل التي كان لها تأثير في تشكيل مساري العلمي لأسلك فيه هذا النهج، فتتمثل في الطبيعة المتنوعة التي كيفت تعليمي وتكويني على امتداد فترات التحصيل. فهي تبدأ من الكُتاب، المسيد، الذي حظيت فيه وأنا دون السادسة من عمري بقسط وافر من القرآن الكريم والتربية الدينية.

تابعت تعليمي في مدارس إدارة الحماية (الفرنسية) حيث قضيت المرحلة الابتدائية والثانوية. وصادف انتهائي من هذه المرحلة الأخيرة أن استرجع المغرب استقلاله، فبدا لي أنه لابد من إتمام المرحلة الجامعية بتخصص في الدراسات العربية، على اعتبار أن استرجاع الاستقلال يعني استرجاع الهوية. وهو ما لم يتحقق، كما كان الظن، باللغة الأجنبية. وهذا ما جعلني أختار السفر إلى القاهرة حيث تابعت دراستي العربية.

قد تستغرب لهذا التحول، ولكن استغرابك سيزول إذا علمت أن الفضل في ذلك يرجع إلى مدرسةٍ أخرى خاصةٍ، أقصد مدرسة البيت التي كنت أتلقى فيها باستمرار على يد والدي، رحمه الله، من العلوم العربية والمعارف الإسلامية ما جعلني لا أواكب الدراسة في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة القاهرة فحسب، ولكن جعلني أوفق فيها وأتفوق.

وعدت مرة أخرى إلى النهج الفرنسي لإعداد الدكتوراه التي قضيت فترة أهيئها في السوربون بباريز، لولا أن ظروفاً، ليس هذا مجال الحديث عنها، ألزمتني بالعودة إلى القاهرة، لأعمل في السلك الدبلوماسي بسفارة المغرب في مصر. وهناك أكملت تعليمي العالي بنيل درجتي الماجستير والدكتوراه.

ولا أخفي أني استفدت كثيراً من كل الذين درست عليهم في الكُتاب القرآني وما بعده، سواء في المغرب أو مصر أو فرنسا، تغمد الله برحمته من انتقل منهم إلى جواره. إلا أن الفضل الأكبر يرجع إلى والدي، رحمه الله، وجزاه عما قدم لي ولإخوتي ولأجيال عديدة، فقد أفدت من علمه وموسوعيته، ومن مجالسته ومذاكرته، ومن توجيهاته وإرشاداته، ومن مصاحبتي له منذ طفولتي في كثير من أسفاره. كما أفدت من أبوته المثالية التي كان يضفي عليها صداقة حميمية ويغنيها بأستاذيته النافعة”.

الحوار الحضاري..

ويجيب عن تحديده لشروط الحوار الحضاري، على ضرورة الاحترام والاعتراف المتبادل بثقافات وهويات الشعوب. وهذا أمر على درجة بالغة من الأهمية. وعن القوى الدولية الكبرى التي سعت من وراء دعوتها منذ ستينيات القرن الماضي لاحترام الاختلاف الثقافي إلى إضفاء اعتراف شكلي بالهوية الثقافية للشعوب مقابل الالتفاف وعدم الالتزام بأية مناقشة جدية لبرنامج إصلاح النظام الدولي يقول: “ليت هذه الدعوة كانت صحيحة وصادقة إذ هي، تتضمن مجرد اعتراف “شكلي” بالاختلاف الثقافي بين الشعوب. وإن هذه “الشكلية” هي التي حالت وتحول دون تطبيق فعلي لتلك الدعوة إذ يغلب عليها السعي إلى مزيد من فرض السيطرة والنفوذ. وهو ما تجليه سلبيات أخرى، كانعدام الإرادة في تفعيل الحوار: أي إجرائه على نحو ما ينبغي أن يكون عليه. وهنا يكمن تفسير عدم الرغبة في إصلاح النظام الدولي، بما يتيح للشعوب المستضعفة وجوداً فاعلاً وحضوراً متميزاً ومشاركة بالتالي في هذا النظام.

على أن الأمر يزيد خطراً حين يتعلق بالدول العربية والإسلامية التي تتوافر لها جميع الإمكانات، ليكون لها موقع بارز في سياسة العالم المعاصر واقتصاده. ويكفي أن نشير إلى ما لهذه الدول من مقومات هامة، أبرزها موقعها الاستراتيجي، وثرواتها الطائلة، وأرصدتها البنكية الهائلة، وعدد سكانها، ودورها التاريخي والحالي في إغناء الحضارة والثقافة، وغير ذلك مما هو معروف.

ومحاولة من القوى الكبرى لطمس هذه المزايا وإبطال مفعولها، لا تنفك تلك القوى تثير للعرب وللمسلمين مشكلات، وتلقي عليهم بتهم هم منها براء، وعلى رأسها تهمة الإرهاب التي تلصقها ظلماً بهم وبدينهم وثقافتهم المختلفة التي تحملهم بها مسؤولية اختلال الأوضاع العالمية وعدم سيادة الأمن والاستقرار.

ولعله لم يعد يخفى على أحد أن الإرهاب ظاهرة عالمية، وأن بوادره الأولى ظهرت في الغرب، وقبل أن تتجه القوى العالمية نحو العالم العربي والإسلامي في أعقاب الحرب الباردة لإلقاء التهمة عليه واتخاذه واجهة صراع وكبش فداء، دون نسيان منظورها إليه باعتباره خصماً تاريخيا لا سبيل للاطمئنان إليه.

وإلحاحاً على هذا الاتجاه، ما فتئت تلكم القوى تبذل قصارى الجهد للحيلولة دون امتلاك هذا العالم مفاتيح الرقي، حتى يبقى مجرد مستهلك لما تنتج من تقدم، وكذا الحيلولة دون تطوير إمكاناته العلمية والمادية للحاق بركب هذا التقدم. وهي في هذا تلجأ إلى مختلف الوسائل، بما في ذلك الحصار والتهديد بالغزو وتنفيذه.

وعلى الرغم من كل آثار هذا الواقع المتفاقم، فإن على الجهات المستضعفة، وفي طليعتها الدول العربية والإسلامية، أن تكون واعية بما يحاك لها، وأن تحاول بإرادتها وقدراتها الذاتية أن تتغلب على المصاعب التي تعترضها. وهو ما يعني الحاجة الملحة إلى فتح مجالات الحوار مع الذات بدءاً من نقدها، بقصد إزالة الخلافات وتصفية الأجواء، مما قد يمكنها من وضع قواعد جديدة وثابتة للتحاور، والتعاون فيها بينها، وكذا للتحاور والتعاون مع الآخر، في غير استسلام له ولما يفرضه والتخلي عن المسؤولية كاملة، بحجة أنه لا يد للجيل الحاضر في صنع واقع الأمة الأليم”.

ثلاثون يوما في أمريكا..

نظمت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، لقاء ثقافيا لقراءة في كتاب تحت عنوان “ثلاثون يوما في الولايات المتحدة الأمريكية”، لمؤلفه “عباس الجراري.”

ويؤرخ الكتاب، لرحلة الكاتب الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1981 التي قام بها في إطار المشروع الثنائي الثقافي “أولبرايت”، بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، حيث يسلط الضوء على جملة من القضايا والظواهر الثقافية والاجتماعية السائدة في المجتمع الأمريكي آنذاك.

وكانت هذه الرحلة فرصة استكشف فيها الكاتب الواقع الأمريكي من خلال اللقاءات والزيارات والمشاهدات التي سعى لنقلها وتدوينها متفاعلا مع الواقع المرئي والمروري، وواقع الذات الثقافية الحاضرة في كل لقاء على امتداد محطات زمن الرحلة.

وقد تم تطعيم هذه المحطات بملاحق توثق لذاكرة السفر وتعضد يوميات الكتابة بأيامها الثلاثين التي تحيط بتفاصيل ذات الكاتب المسافرة ثقافيا وحضاريا ووجدانيا، مغربيا وأمريكيا، حيث زار مجموعة من المؤسسات والمعاهد الجامعية والتوثيقية في مدن أمريكية مختلفة بلغت 14 جامعة ومعهدا، إضافة إلى مجموعة من المكتبات العامة والخاصة على غرار مكتبة الكونغرس الرائدة.

أشار الأستاذ الجامعي “مصطفى الجوهري” في قراءته لهذا الكتاب إلى أن هذا الكتاب عبارة عن “شبكة من التواصل الثقافي والتربوي والاجتماعي، تعرفنا عن المكونات الأساسية في المجتمع الأمريكي، خاصة على مستوى البحث العلمي والتربية والتعليم”، مضيفا أنه ركز في تقديمه للكتاب “على هرم يتكون من الجامعة والمتاحف والمكتبات التي أثارت اهتمام الأستاذ الجراري أثناء رحلته”. وأضاف السيد الجوهري، أن الكتاب في مجمله يعتبر نصا إبداعيا جديدا في كتابات الأستاذ عباس الجراري، مشيرا إلى أن عميد الأدب المغربي، معروف عنه أنه كتب في مختلف أصناف المعرفة كالمقالة والبحث الجامعي والدراسات الإسلامية والفكر الإسلامي والاعلام وغيرها من الكتابات، إلا أنه يكتب أيضا في الشعر والنثر. ودعا إلى التأمل في ثنايا هذا النص الرحلي، باعتباره يطرح جملة من القضايا والظواهر في المجتمع الأمريكي التي يمكن الاستفادة منها، لأن “هذا النص لو خرج إلى الوجود يومئذ، لتغيرت الكثير من المعالم الثقافية في بحثنا العلمي بالمغرب”. من جانبه.

وفاته..

توفي السبت 20 يناير 2023 عن عمر ناهز 87 عاما.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة