10 أبريل، 2024 3:14 م
Search
Close this search box.

دون أوهارا الفتاة التي ضحكت.. جسارة امرأة في تحقيق الاستقلال

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة- سماح عادل

رواية “دون أوهارا الفتاة التي ضحكت” للكاتبة الأمريكية “إيدنا فيربر”، ترجمة “نور شرف”، صدرت في 1911 وهي تحكي عن فتاة أمريكية من أصل أيرلندي تعيش استقلالها في الحياة وفي العمل، وكيف تشعر بذلك في ظل مجتمعات لم تتخلص من تقاليدها وعاداتها المحافظة وفي ظل مجتمع أمريكي ناشيء.

الشخصيات..

دون أوهارا : البطلة، فتاة في أواخر العشرينات، كانت تعمل في الصحافة في نيويورك منذ أن كانت في بداية العشرنيات وهي من أصل أيرلندي، وقعت في حب صحفي شهير أكبر منها وأشهر، تزوجها لكنها لم تكن سعيدة معه طوال السنة التي تزوجته فيها، ثم أصيب بالجنون وأودع في مصحة واضطرت أن تبني مستقبلها المهني وحدها في مدينة صاخبة مثل نيويورك، لكنها استنزفت نفسيا وأصيبت بانهيار عصبي، وعاشت مع أختها الوحيدة في منزلها في الريف لتعود إلى الحياة الهادئة والسكينة ثم تواصل استقلالها.

بيتر أورم: زوج البطلة، كان صحفيا لامعا ثم أصيب بمرض عقلي، لكنه تعافى مرة أخرى وكان يعاملها بقسوة ومات في النهاية.

نورا: أخت البطلة، ربة منزل تعيش مع زوج وطفلين في الريف، وهي تعاملها كأم لها.

ماكس: زوج أختها، ألماني، وهو يعاملها بحنو وطيبة.

فون جيرارد: طيبيب ألماني صديق لزوج أخت البطلة، تقع في غرامه، بعد أن قابلته ليقوم بمعالجة أعصابها المتوترة.

آل نيرلانجر: زوجة نمساوية أربعينة تنتمي للطبقة الغنية، وزوجها الشاب الفقير الذي تركت أهلها من أجل أن تتزوجه، وبسببه حرمت من طفلها من زواج سابق، ويعاملها هذا الزوج بعنف ويستغل أموالها، أصبحت صديقة للبطلة حين انتقلت إلى ميلوكي.

السيدة والسيد نابف: يديران النزل الذي سكنت فيه البطلة حين انتقلت إلى ميلوكي، وهما طيبان وودودان.

بلاكي: صحفي في قسم الرياضة في الصحيفة التي عملت بها البطلة في ميلوكي، وكان صديقا حميما لها ساعدها كثيرا.

الراوي..

الراوي هو البطلة التي تحكي بمضير المتكلم عن حياتها، ةوعن باقي الشخصيات من خلال تعاملها معهم.

السرد..

رغم أن الرواية قديمة إلا أن القارئ يشعر أنه يقرأ رواية تدور في الوقت الحالي، بسبب السخرية فيها والروح المرحة التي كتبت بها الكاتبة، لكن باقي التفاصيل ترجع القارئ للوقت الذي كتبت فيه الرواية في بداية القرن العشرين، من حيث الملابس اللتي ترتديها الشخصيات وطريقة التعامل والعادات والتقاليد، الرواية محكمة البناء تحكي عن تجربة ذاتية لامرأة أرادت أن تكون مستقلة، تدور الرواية في حوالي 220 صفحة من القطع المتوسط.

جسارة امرأة في تحقيق الاستقلال..

تحكي الرواية عن فتاة في أواخر العشرينات اختارت طريقا مخالفا لما تختاره بنات جيلها، وهو أن تعمل بالصحافة، وتصور الكاتبة دوما داخل الرواية كم أن عمل الصحافة قاسيا وشاقا لفتاة وخاصة في نيويورك، تلك المدينة الصاخبة التي تتسارع فيها الأحداث، وكيف أنها أصرت طوال سبع سنوات على أن تبني لها نجاحا مهنيا في تلك المدينة الصاخبة وحدها، دون مساعدة من أحد، تنتقل بين النزل وبين الغرف المؤجرة بعد أن تزوجت من صحفي مشهور ثم انتهى به الأمر أن يجن، ثم تنهار بسبب ذلك العمل الذي يجهدها نفسيا لتعيش مع أختها في منزلها في الريف وتستعيد هدؤها النفسي.

وتقرر أن تكتب رواية وتصورالبطلة أيضا كيف أن كتابة الرواية أمر شاق وصعب لفتاة، لكنها رغم ذلك تتمسك باستقلالها النفسي والاجتماعي، وتقرر أن تترك منزل أختها لتواصل عملها في الصحافة حتى لا تكون عالة على أحد، كل ذلك وهي تتمتع بروح مرحة صاخبة وتضحك طوال الوقت حتى على مآسيها.

ثم ينصحها الطبيب “فون” أن تعمل في ميلوكي وهي مدينة أمريكية يعيش بها عدد كبير من الألمان حتى ليخيل للناس أنها مدينة ألمانية، وتتعامل مع شخصيات كثيرة في النزل الذي تسكن فيه وفي الصحيفة التي تعمل بها، ومنهم “بلاكي” الصحفي الذي يساعدها دوما ويدعمها ويعرفها على المدينة، وتقاوم ضعفها وأعصابها وتصر طوال الوقت أن تتخطى الصعاب بنفسها، رغم أنها وقعت في غرام “فون جيرارد” الطبيب النفسي وهو أيضا بادلها نفس الحب، لكنها ظلت متمسكة بكونها امرأة متزوجة ورفضت أن تسعى لطلب الطلاق، الذي كان في ذلك الوقت صعبا ويحتاج لبعض الاجراءات، مثل الانتقال إلى ولاية اخرى في أمريكا والعيش فيها فترة. لأنها كانت تشعر أنه من غير الأخلاقي أن تتخلى عن زوجها وهو ضعيف، ثم بعد أن يشفى ويلاحقها في ميلوكي تنتهي الأحداث بموته في حادث سيارة لتجد نفسها حرة وتتزوج من “فون جيرارد”.

أهم ما يميز الرواية بالإضافة إلى أنها تحكي قصة نجاح ذاتية أنها تعكس وضع المجتمع الامريكي في ذلك الوقت، وكيف أنه كان مازال محافظا، وكانت المرأة فيه تكافح لتعمل وتحقق نجاحات مهنية واجتماعية، حيث أنها يجب أن تتمتع بشجاعة كبيرة وجسارة لفعل ذلك، كما تصور المجتمع الألماني من خلال بعض الألمان الذين كانوا يعيشون في ميلوكي، حيث أنه أكثر محافظة من أمريكا، والنمسا أيضا التي تنتمي إليها احدى النزيلات في النزل الذي تسكن فيه البطلة، وكيف طردها أهلها وحرموها من طفلها لأنها تزوجت من شاب أقل منها عمرا وينتمي لطبقة أقل من طبقتها.

الرواية مميزة تمتليء بالروح المرحة، واللغة المميزة، وتعكس شخصية الكاتبة التي يبدو أن الرواية تحكي جزء من حياتها.

الكاتبة..

“إيدنا فيربر” روائية أمريكية وكاتبة مسرحية. ألفت عدة كتب عن الحياة الأمريكية متعددة المظاهر في العقد الأول من العشرين.

حصلت على جائزة بوليتزر للقصة عام 1925 عن روايتها “عظيم للغاية” 1924، والتي كانت من أكثر المبيعات رواجا، كذلك كتبت قصصا أخرى مثل “المسرح العائم” 1926، “سيمارون” 1930، “صندوق ساراتواجا” 1941، “العملاق” 1952، “قصر الجليد” 1958.

أخرجت قصة “المسرح العائم”، على شكل مسرحية موسيقية هزلية محبوبة. وجميع هذه القصص أصبحت أفلاما ناجحة، وقد أشارت “فربر” إلى أنها تعمدت أن تكون كتبها في مجال النقد الاجتماعي إضافة إلى كونها قصصا جيدة. كما أنها كتبت كثيرا عن شخصيات نسائية قوية.

ومن رواياتها الأخرى “فجر أوهارا” 1911. و”أول كتبها البنات” 1921، “تعال واحصل عليه” 1935، “لحم بقر مشوي متوسط النضج” 1913، وهي مجموعة قصصية.

حققت “فربر” قدرا كبيرا من النجاح في المسرحيات، التي ألفتها مع “جورج س. كوفمان”. ومن أشهر هذه المسرحيات: (العائلة المالكة 1927، عشاء في الثامنة 1932، الباب الخلفي للمسرح 1936.

ولدت “فربر” 15 اغسطس 1885 في “كلامازو” في ولاية “ميتشيجان” في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها نشأت في “أبلتون” في ولاية “وسكنسن”. في بداية حياتها كانت تطمع أن تصبح ممثلة إلا أنها عندما بلغت السابعة عشرة من عمرها كف بصر والدها فاضطرت إلى العمل بالصحافة في جريدة “أبلتون ديلي”. وقد روت “فربر” قصة حياتها في كتابين هما: “كنز خاص” 1939، “نوع من السحر” 1963. توفيت١٦ أبريل ١٩٦٨، في مدينة نيويورك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب