6 أبريل، 2024 9:04 م
Search
Close this search box.

دور الإرهاب .. في الحوار بين الأديان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ترجمة : ترجمة – محمد بناية :

الإرهاب من المفاهيم المثيرة للجدل على الصعيد الدولي في المرحلة الراهنة. وأي مشاريع بحثية وعملية تتعلق بظاهرة الإرهاب، تقوم على تعريف خاص لتلكم الظاهرة. لكن المشكلة خرجت عن رحم هكذا وضع؛ لأنه لا يوجد تعريف موحد لتكلم الظاهرة. لأنها تشتمل على أبعاد أخرى فضلاً عن شق العنف الإرهابي.

الإرهاب الحكومي..

من منظور “نعوم تشومسكي”: “يشتمل الإرهاب على جانب أهم من مجرد العنف الفردي، وهو الإرهاب الحكومي. لأن مثل هذه العمليات تكون مربحة بالنسبة للحكومات التي تقوم بها. لذا فإن هذه الحكومات تسعى أساساً للسيطرة والحفاظ على السلطة في الدول المستهدفة”.

وفي الإرهاب الحكومي، تستغل الحكومات السلطة الموجودة بالمكان المستهدف، بغرض السيطرة على النظام الفكري، والمعتقدات والحالات الخاصة للطرف المقابل، (ثقافته الخاصة مثل السيطرة المذهبية وإشاعة الحرية). على سبيل المثال؛ أحد أبرز الرؤى وضوحاً وترويجاً، على هذا النوع من الإرهاب الحكومي، لا سيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، رؤية المحافظين الجدد بالولايات المتحدة الأميركية، التي دخلت مرحلة جديدة أيضاً بعد وصول “دونالد ترامب” إلى السلطة، كما يقول “محمد علي پور”، في (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني.

المحافظين الجدد والإرهاب..

فيما يخص “المحافظين الجدد”؛ وعلاقتهم بالعنف وإهمال “الحوار بين الأديان”، يجب أن يتناغم مع سؤال “ولفسون”. حيث يطرح، “آدام ولفسون”، في كتابه (المحافظون والمحافظون الجدد)، هذه القضية متسائلاً: “هل فعلاً هناك وجود للمحافظين الجدد ؟.. وما هي طبيعته إن وجد ؟.. وما هو الجديد والحديث في المحافظين الجدد ؟”.. وبعد ذلك يولي أهمية لمسألة نوع التأثير السياسي المهم للمحافظين الجدد !. وهو يعتقد أن هذا السؤال يشغل بال الجميع حالياً.

وأحد الإجابات الرئيسة على تلكم الأسئلة أن دفع عملية السلام والحوار من جملة تداعيات المحافظين الجدد في القرن الواحد والعشرين، وهو ما تسعى إليه أميركا، وبعض الأطراف الإقليمية المشمولة بالدعم الأميركي في الشرق الأوسط. وهو ما تعكسه تبعات الوجود الأميركي في أفغانستان والعراق، وظهور وإنهيار تنظيم “داعش”. ويعتبر الإرهاب الداعشي نوعاً جديداً من الإرهاب الحكومي، وهو نموذج واضح لا مثيل له على استعمال المذهب ضد المذهب؛ في محاولة لإنتقاد الدعوة للسلام والحوار وإمكانات منح الحرية الموجودة بالدين الإسلامي.

لكن ما هي ضروريات الحوار بين الأديان ؟.. تعمتد كل الأديان، (وخصوصاً الإسلام والمسيحية واليهودية)، بشكل أساس على مبدأ المحبة، وكل من هذه الأديان يحمل تأكيدات كثيرة على مفهوم المحبة والرحمة، حيث قدم الله عز وجل وجود سيدنا النبي، (صلى الله عليه وسلم)، كرحمة للعالم وصاحب الأسوة الحسنة. يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}. وعليه فإذا كان الدين عند الله الإسلام، لكن الله سبحانه وتعالى يؤكد: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}. ويشير سبحانه وتعالى بشكل صريح إلى أنه لا خوف على كل أتباع الأديان؛ الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر. وبالتالي فالأديان مختلفة، لكن الأصل واحد والجذور إلهية، وبينها مشتركات. والحوار بين الأديان هو أحد هذه الأصول. الحوار مع الآخر بغرض رفع مستوى التقوى والتعارف والتعايش، وهو ركن أساس للأسف تخلى في زماننا هذا عن مكانه؛ لصالح العنف والعداء الثقافي والديني. لذا فالحوار بمثابة ركن أساس لتعايش المسلمين والمسيحيين وسائر الديانات، لأن أفضلية أي شعب رهن بحجم تقواه ومعرفته، وليس العنف والقتل. وهو نفس الشيء الذي ترتكبه “داعش” في العصر الحديث باسم الدين، ويذهب الناس ضحية سياسات قذرة مذمومة في كل موضع من القرآن الكريم.

الحوار بين الأديان والإرهاب..

يسأل “محمد علي پور”: “كيف يمكن أن يكون دور الإرهاب في الحوار بين الأديان ؟.. العلاقة في العصر الحديث بين السياسات الليبرالية والمحافظون الجدد بالولايات المتحدة الأميركية الممتزجة بنوع من العنف الداعشي الواهي الصادر عن تفاسير عقائدية للدين، في مسعى لتشويه الشخصيات الإسلامية الأكثر شعبية ودعاة الحوار لا ترتبط بمصالح اقتصادية فئوية، وقمع معتقداتهم المطالبة بالحرية. لذا فالحوار والاتصال بينهم المقترن بالتعايش السلمي بين المذاهب قد يأخذ هذه الحركة إلى الأمام ويلقن أدعياء الحرية درساً في الحريات. والإرهاب مع الأخذ في الاعتبارات لكل التعريفات المتعلقة بهذه القضية، لم يعد يقتصر على العنف وتعداه إلى تقليم أسس الدين الإسلامي.

وإرهاب العنف الداعشي يتعارض مع كل أشكال المحبة والمدارة والحوار واللهجة، التي لطالما دعت في القرآن الكريم إلى التعقل والتفكر في العلاقات وأن العنف هو آخر الخيارات، وهو ما لم يتغير فقط في الإرهاب الداعشي، وإنما إلغاء كل أشكال الحوار. وهذا الشيء هو مجرد هيمنة فريق ما، (مثل المحافظون الجدد اليهود)، يريد تغيير النسيج الثقافي والديني للحوار الإسلامي بالشرق الأوسط. وبالتالي فالإرهاب في العصر الحاضر يلعب دوراً رئيساً في الحد من الحوار الذي تقتضي وظيفته الأساسية توعية الأطراف السياسية والشعب والشباب بخطورة هذه الحرب الأساسية في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب