“دوجلاس آدمز”.. كتاباته الخيالية حققت نجاحا باهرا

“دوجلاس آدمز”.. كتاباته الخيالية حققت نجاحا باهرا

خاص: إعداد – سماح عادل

“دوجلاس آدمز” روائي، وكاتب سيناريو بريطاني. هو كاتب “دليل المسافر إلى المجرة”، الذي أُنتج على شكل مسلسل كوميدي على راديو هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في 1978، تطور إلى «ثلاثية» من خمسة كتب حققت أكثر من 15 مليون نسخة مباعة أثناء حياته، وأُنتج منها مسلسل تلفزيوني، وعدة مسرحيات، ومجلات هزلية، ولعبة فيديو، وحولت إلى فيلم روائي عام 2005.

حياته..

ولد “آدمز” في 11 مارس 1952 لوالديه “جانيت دونوفان” قبل الزواج و”كريستوفر دوغلاس آدمز”  في كامبريدج. انتقلت العائلة إلى الطرف الشرقي من لندن بعد ولادته، حيث ولدت أخته “سوزان” بعد ذلك بثلاث سنوات. تطلق والداه في عام 1957، انتقل دوغلاس وسوزان وأمهما إلى مأوى الحيوانات آر إس بي سي إيه في برينتوود، إسيكس، الذي يديره جد وجدة أمه.

ذهب “آدمز” لمدرسة “بريمروز هيل” الابتدائية في “برينتوود”. اجتاز امتحان قبول مدرسة “برينتوود” عندما كان في التاسعة. ارتاد المدرسة الإعدادية منذ 1959 وحتى 1964، ثم المدرسة الرئيسية حتى ديسمبر عام 1970. كان طول آدمز (1.8 متر) عندما كان عمره اثنتا عشر عاما، وتوقف عن النمو عندما بلغ (1.96 متر). قال مدرس فصله “فرانك هالفورد” إن طول “آدمز” جعله بارزا، وقد كان خجولا. كان معروفًا في المدرسة بسبب قدرته على كتابة القصص. أصبح الطالب الوحيد الذي حصل على عشرة من أصل عشرة من الأستاذ هالفورد للكتابة الإبداعية، وقد تذكر هذا لبقية حياته، وخاصة عندما كان يواجه مشكلة قفلة الكاتب.

بدايات الكتابة..

نُشرت أولى كتاباته في المدرسة، مثل تقرير عن ناديه للتصوير الفوتوغرافي البرينتووديان 1962، أو مراجعات ساخرة في مجلة المدرسة برودشيت، التي يحررها بول نيل ميلن جونستون، والذي أصبح شخصيةً في “دليل المسافر”. صمم غلاف أحد إصدارات برودشيت، ونشر رسالة وقصة قصيرة في المجلة الهزلية للصبيان “ذا إيغل” في 1965. اكتشفت قصيدة كتبها “آدمز” في يناير 1970 عندما كان في السابعة عشر في خزانة المدرسة في بداية عام 2014، وكانت بعنوان «بحث حول مهمة كتابة الشعر على ضوء الشمعة وبيان لبعض الصعوبات المتعلقة بذلك».

فاز بالمنحة الدراسية «المعرض» باللغة الإنجليزية في كلية سانت جونز في كامبريدج بموجب مقال عن الشعر الديني ناقش فيه البيتلز ووليم بليك في عام 1971. أراد الانضمام إلى نادي فوت لايتس، وهوي نادٍ كوميدي للطلاب بدعوة فقط، وكان بمثابة بيت دافئ للمواهب الكوميدية. لم يختر فورا، وبدأ بكتابة المسرحيات الترفيهية المتنوعة وأداها مع ويل آدمز ومارتن سميث، مشكلين مجموعة تدعى «آدامز-سميث-آدمز»، وأصبح عضوا في فوت لايتس بحلول عام 1973. رغم قيامه بعمل قليل جدا، تخرج في عام 1974 بدرجة 2 من أصل2 في الأدب الإنجليزي.

رواياته..

سلسلة روايات دليل المسافر إلى المجرة:

دليل المسافر إلى المجرة – 1979.

المطعم في نهاية الكون – 1980.

الحياة والكون وكل شيء – 1982.

وداعا وشكرا على السمك – 1984.

غير مضر عموماً – 1992.

وكالة ديرك جنتلي للتحقيقات الشمولية – 1987.

وقت الشاي الطويل المظلم للروح – 1988.

دليل المسافر..

بدأ “آدامز” العمل في هيئة الإذاعة البريطانية كمحرر مقالات. “الدليل”، الذي تم الكشف عنه لأول مرة للجمهور كسلسلة من التمثيليات الإذاعية التي حققت نجاحا فوريًا، ابتكرها قبل سنوات، عندما كان مستلقيا في حالة سكر على ظهره في أحد الحقول في إيطاليا ويحدق في السماء الممتدة خارجا فوقه. كان مصدر الإلهام الذي حمله معه هو “دليل المسافر إلى أوروبا”، وهو كتاب للمسافرين ذوي الميزانية المنخفضة للغاية. وقال بعد سنوات: “اعتقدت أنه يجب على شخص ما أن يأتي ويكتب دليلا مماثلا للمتجولين الذين يسافرون عبر المجرة”.

تمت ترجمة “الدليل” الأصلي إلى عشرات اللغات، وبيع منه أكثر من 15 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، كما حققت الأجزاء الأربعة التي كتبها بعده نجاحا باهرا. وقال “آدامز” إن مثل هذا النجاح السريع كان بمثابة القفز مباشرة من المداعبة إلى النشوة الجنسية. وعلى الرغم من أن سلسلة الكتب جعلته رجلا ثريا للغاية، إلا أنه في مقابلة أجراها مع “كابتن إنترنت” قبل حوالي ثلاث سنوات، عرف كتابتها بأنها حادث مؤسف: “لقد كتبت بالصدفة كتابا من أكثر الكتب مبيعا، ثم آخر وآخر، ثم اضطررت إلى كتابة أخرى، وفجأة أدركت أنه إذا قضيت حياتي كلها وحدي في غرفة، أمام آلة كاتبة، فسوف أفقد عقلي.

وحتى يومنا هذا، هناك من يرى أن الفكرة وراء “الدليل” ترمز إلى ما يفترض أن تكون عليه الإنترنت حقا. وفقا لآدامز، هناك مبعوثون لشركة نشر يتجولون حول الكون ويقومون بتحديث الدليل باستمرار، ويجعلون المحتويات العديدة المجمعة فيه متاحة للمسافرين الحائرين في الكون. إن استبدال كلمات المسافرين بكلمة “راكبي الأمواج” وكلمة “الكون” بكلمة “الفضاء الإلكتروني” يحكي قصة الشبكة.

بعد سنوات قليلة من نشره، تحول “الدليل” إلى مسلسل تلفزيوني لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وبعد ذلك فشلت محاولة تحويله إلى فيلم في هوليوود  وهو التكيف الذي كرهه آدامز من كل قلبه وفي العامين الماضيين قام تجري محادثات مع شركة ديزني لإنتاج فيلم جديد يعتمد على الكتاب. في أوائل الثمانينيات، تم أيضا إنشاء لعبة كمبيوتر تحاول ترجمة محتوى آدامز الوهمي إلى العالم المحوسب. وهم يعملون حاليا في المملكة المتحدة على نسخة مطورة من اللعبة.

القرية الرقمية..

عندما بدأ “آدامز” يخشى على عقله إذا استمر في كتابة الكتب الأكثر مبيعا، أسس “القرية الرقمية” مع فريق من الأصدقاء الفنانين، وهي شركة تعمل في إنتاج المنتجات في مجال الموسيقى وأجهزة الكمبيوتر، الأقراص المضغوطة والكتب والوسائط المتعددة. تم تعريف دور “آدامز” فيه على أنه “الفانتازيا الرئيسي”. وقال آدامز إنه جلب إلى المنصب خبرته الغنية “كحارس شخصي لعائلة ملكية عربية، ومنظف لأقفاص الدجاج، وعازف جيتار في فرقة بينك فلويد”.

وكان أبرز المنتجات التي طرحتها الشركة تحت يديها هو “سفينة الفضاء تيتانيك”، وهي لعبة كمبيوتر جامحة يجلس في بدايتها بطل القصة مرتاحاً في غرفة المعيشة بمنزله وهو يحتسي كوباً من الشاي. وفجأة، اصطدمت سفينة تيتانيك، أكبر سفينة فضاء على الإطلاق، بالمنزل. شعار السفينة هو “لا شيء يمكن أن يحدث بشكل خاطئ هنا”، ولكن بالطبع كل شيء يحدث.

كتب آدمز أيضا وكالة مباحث ديرك جينتلي الشمولية (1987) ووقت الشاي الأسود الطويل للروح (1988)، وشارك في كتابة معنى الحياة (1983)، والفرصة الأخيرة للرؤية (1990)، بالإضافة إلى ثلاث قصص للمسلسل التلفزيوني دكتور هو. عمل  محرر نص للموسم السابع عشر من المسلسل في عام 1979. شارك في كتابة اسكتش مونتي بايثون إساءة التعامل مع المرضى الذي ظهر في الحلقة الأخيرة من سيرك مونتي بايثون الطائر. نُشرت مجموعة من أعماله المختارة بعد موته، تضمنت الطبعة الأولى لروايته الأخيرة غير المكتملة، التي نُشرت تحت اسم “سلمون الشك”. كان آدمز مؤيدا لحماية البيئة والحفاظ عليها، ومحبا للسيارات السريعة والابتكار التقني، وماكنتوش أبل.

وفاته..

توفي “دوجلاس آدامز”، بشكل غير متوقع عن عمر يناهز 49 عاما إثر إصابته بسكتة قلبية في منزله في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة