13 أبريل، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

داوود عبدالسيد: لقد أخطأتَ مرتين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

اعتزالك خسارة ضخمة للسينما المصرية والعربية، ولكل عاشق للسينما.

اعتزالك خسارة مؤلمة لمفهوم السينما؛ كحاضنة لهواجس وأحلام ومخيلة الإنسان وصراعاته مع نفسه ومع بيئته.

اعتزالك نكسة للسينما؛ التي تضع قصص أبناء وأولاد البلد العاديين وبيئاتهم في مركز مقاربتها الإبداعية.

اعتزالك سلَب نفسًا من أنفاس العزيمة؛ لدى كثيرين من السينمائيين الشباب والطامحين للمساهمة ببناء سينما بديلة وأكثر شغفًا وإبداعًا.

اعتزالك خسارة للسينما؛ كثقافة وكفن.

لكن اعتزالك هو أيضًا اعتراف بالهزيمة، وهذا خطأ كبير، خاصة إذا ما أتى من مُبدع بحجم “داوود عبدالسيد”، ومحبة السينما والسينمائيين لفنه…

أما الخطأ الثاني يا “داوود”؛ فيكمن في توصيفك للسبب وراء دفعك لهذا الاعتزال:

فجمهور السينما في بلادنا لا حول له ولا قوة… وهم فرضوا عليه وصاية جسم غريب عن تاريخه السينمائي والفني، أصبح يُهيمن تقريبًا على كل ما له علاقة بالسينما من إنتاج وتوزيع ودعاية ومهرجانات ووسائل إعلام و”فنانين”.

وكل هؤلاء أصبح همهم الأول تقديم فروض الطاعة يوميًا لمن جعل من شعار “الترفيه” تعريفًا وهدفًا، بالقول كما بالفعل.

هؤلاء وأسيادهم نجحوا تدريجيًا في إغراق السوق بمنتجاتهم، إلى درجة أدت إلى منع الجمهور من حقه في الاختيار بين ما يطرحونه من “قمامة” فنية، وبين تذوق أي بديل فني مُغاير فكرًا وجمالاً أو التزامًا بقضايا الإنسان.

هؤلاء من هم وراء الجمهور الذي وصفته يا “داوود” بجمهور سينما “التسلية” السريعة.

وهؤلاء هم الذين يجب أن ننتقدهم ونُحذر من دورهم التخريبي والمشوِه للعقل الجمعي لجمهور السينما في بلادنا خلال هذه المرحلة الصعبة من تاريخها.

أنت لم تنتقد هؤلاء، على رغم يقيني بأنك تميزهم وتميز أفعالهم وأدواتهم جيدًا… وعن خبرة طويلة.

“مارتن سكورسيزي”؛ قال ذلك بوضوح حين تناول إغراق “مارفيل” لأسواق العالم السينمائي بنسختها من سينما “التسلية”، وكأن التسلية لا يمكن لها إلا أن تكون سطحية وفجة !

“سكورسيزي” وجه أصبعه تجاه المسؤول الحقيقي عن هذا الوضع، الذي يُحرم العالم تدريجيًا من حقه الأساس في الاختيار بين أنواع مختلفة من السينما، وحتى من حقه في الاختيار بين أنواع مختلفة من التسلية والترفيه !

اعتزالك كان خطأ كبيرًا يا “داوود”، وكذلك كان تقييمك لواقعنا السينمائي.

نُريدك متابعًا لمسيرة ومدرسة الإبداع الكبيرة التي بدأتها، ونُريدك مقاومًا ضد من يُحاول أن يجهز على هذه المسيرة وعلى كل من يصبو إلى إحيائها وإغنائها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب