15 نوفمبر، 2024 9:39 ص
Search
Close this search box.

“خوانا إينيس” .. حكاية فتاة ناضلت من أجل حق المرأة في التعلم

“خوانا إينيس” .. حكاية فتاة ناضلت من أجل حق المرأة في التعلم

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تعتبر الراهبة المكسيكية، “خوانا إينيس دي لا كروث”، من رواد الدفاع عن حقوق المرأة وبالأخص الحق في التعلم والكتابة، بعدما عشقت القراءة لدرجة أن مكتبتها الخاصة كانت تحوي أكثر من 4 آلاف كتاب، ووهبت حياتها للعلم والتعلم.

وعلى الرغم من أنها أصبحت كاتبة مشهورة وشكلت جزءًا من الحركة الأدبية المكسيكية؛ وخاصة “المدرسة الباروكية”، التي برزت في المستعمرات التابعة للدول الأوروبية بما فيها أميركا اللاتينية، وأثرت أعمال “خوانا” في أدب أميركا اللاتينية كلها، أو ما كان يعرف في وقتها بـ”إسبانيا الجديدة”، خلال الفترة من 1651 إلى 1695، إلا أنها واجهتها معضلة أن كونها امرأة يسلبها الحق في الكتابة والتعلم، إلا أنها ناضلت وضحت بروحها من أجل قضية كانت تراها الأسمى في الوجود.

تعلمت الكتابة في سن الثالثة..

كانت “لا كروث”، التي ولدت بين العام 1646 و1651، ثمرة علاقة غير شرعية تمت بين رجل وسيدة من أصول أوروبية، ووضعت تحت وصاية جدها لأمها، لكنها لم تكن ثمرة سيئة، إذ أحبت القراءة والكتابة منذ نعومة أظافرها، وتعلمت – بحسب تصريحاتها – الكتابة عندما كان عمرها 3 أعوام فقط، إذ كانت تذهب وراء شقيقتها الكبرى إلى مدرسة القراءة التي كانت مخصصة للفتيات، واكتشفت معلمتها هناك مهاراتها في الكتابة مبكرًا.

تسبب اكتشاف معلمتها في تحول التصرف الخاطيء، الذي كانت ترتكبه بالخروج وراء شقيقتها، إلى المفتاح الذي فتح أمامها أبواب المعرفة لتنهل منها بقدر ما تشاء، حتى أنها عندما بلغت سن الثامنة كانت ترغب في الالتحاق بالجامعة متنكرة في زي الرجال، لكن والدتها أرسلتها إلى العاصمة المكيسيكية، “مكسيكو سيتي”، بصحبة بعض الأقارب، وهناك قرأت “خوانا” ودرست كل كتاب وقع تحت يدها.

وفي “مكسيكو سيتي” أدركت “خوانا” الحاجة إلى تعلم اللغة اللاتينية من أجل التعرف أكثر على الأعمال الكلاسيكية، وكانت شديد التعلق بالتعلم لدرجة أنها كلما شعرت بجهلها بأمر أو عدم فهمها له قصت أجزاء من شعرها، لأنها كانت تعتقد أنه لا فائدة من إمتلاء رأسها بخصلات الشعر إذا لم يكن ممتلئًا بالعلم.

وصلت شهرتها بالمعرفة إلى الملك..

عندما وصلت “لا كروث” إلى سن الـ 16 أصبحت فتاة جميلة ووصلت شهرتها بالمعرفة إلى نائب الملك، فقام بدعوتها إلى البلاط كي تعمل لديه كمرافقة لزوجته، وعند وصولها خضعت لاختبارات صعبة للغاية؛ إذ قام باختبارها 40 مدرس جامعي في مختلف التخصصات، وعندما وجدوا أنها تجاوب بطلاقة على كل الأسئلة أمر الملك بأن تبقى في البلاط الملكي.

لجأت إلى الرهبنة للتفرغ للتعلم..

وجدت “خوانا” أن كونها أنثى يحتم عليها الزواج، ما قد يعرقل مسيرة تعلمها، لذا دخلت، في عام 1669، “دير سان غيرونيمو” من أجل الهروب من الزواج، ورغم علمها بالتقييدات التي سوف تتعرض لها داخل الدير إلا أنها فكرت أنه قد يكون المكان الأفضل الذي يسمح لها بالاستمرار في الدراسة.  

وتعرفت على شخصيات مهمة داخل الدولة، من بينهم، “ماريا لويزا دي بارما”؛ قرينة ملك إسبانيا، “كارلوس الرابع”، وأثمرت علاقتهما القوية مجموعة من أروع القصائد العاطفية، إلا أنها تعرضت للنقد والهجوم، وتجعلنا قصائد “خوانا” التي أرسلتها لـ”بارما” نتفكر حول طبيعة العلاقة العاطفية بينهما.

وتسبب هذه الكتابات في الكثير من الانتقادات من جانب بعض أعضاء الكنيسة، نظرًا لجراءتها، لكن ربما يرجع السبب في ذلك إلى كونهما سيدتان؛ لذا استطاعا الكتابة في إطار واسع من الحرية.

ومع ذلك رغم محاولات كسرها والسيطرة على روحها وملأ عقلها بمشاعر الذنب؛ إلا أنها كانت تشعر من داخلها بأنها فعلاً مذنبة لأنها أرادت الحصول على الحق في الكتابة والتضحية بروحها من أجل الدفاع عن حقوق المرأة، وكانت آخر كلمات كتبتها في شهادتها: “لقد كنت الأسوأ من بينهن”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة