16 نوفمبر، 2024 6:54 ص
Search
Close this search box.

“خليل عبد الكريم” .. بلور رؤية متماسكة للتراث تعتمد على تحليله

“خليل عبد الكريم” .. بلور رؤية متماسكة للتراث تعتمد على تحليله

خاص : كتبت – سماح عادل :

“خليل عبد الكريم” كاتب مصري.. ولد عام 1930 في محافظة “أسوان” جنوب مصر، درس الفقه والشريعة الإسلامية في الأزهر في الخمسينيات، ودرس القانون في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) وتخرج منها عام 1951..

عمل “خليل عبد الكريم” بالمحاماه، وقضي معظم حياته في القاهرة في حي الدقي، كما كان يعمل في حي بولاق الدكرور.. كان محامياً مشهوداً له بالكفاءة، وقد قام بالدفاع عن “د. نصر حامد أبو زيد”؛ عندما أتهمه المتشددون بالكفر وأضطر إلى أن يدافع عن كتبه وأفكاره أمام المحكمة.

أفكاره..

“خليل عبد الكريم”.. كاتب تقدمي استطاع أن يواجه بجرأة الجمود السلفي، وأن يحفر وسط جدار السكون ثقباً يمرر منه ضوء يسمح للعقل بأن يعيد التفكير في كل الموروثات المحفوظة من السلف، والتي وصلت إلينا كما هي، نحافظ عليها ونحميها من التدقيق والفحص والغربلة، حتى مع تقدم العلوم والإطلاع على تاريخ الآخرين وأديانهم وأساطيرهم ووجود تشابه كبير بين ميثيولوجات الشعوب المختلفة والوصول إلى علم يدرس موروثات السلف.

كتبه..

أول كتبه كان (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية)، وقد أستطاع فيه أن يبلور رؤية متماسكة للتراث بهدف إيجاد منهج علمي لدراسة التاريخ الإسلامي على ضوء الظروف التاريخية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أحاطت بالشريعة الإسلامية، ومدى تأثير هذه الظروف على طقوس الشريعة وقواعدها إنطلاقاً من فكرة أن كل جديد لابد أن يحمل في طياته تأثره بالقديم، وأن لا جديد يولد من العدم؛ بل شرط وجوده يكون لظهور متطلبات حتمته.

وقد وضع 13 مؤلفاً؛ بحث فيها جوانب مختلفة من الحياة الإسلامية وأعتمد في ذلك على كتب التراث الديني، التي تعترف بها المؤسسات الدينية وخصوصا الأزهر، لأنه لم يكن يبغي إنكار الشريعة الإسلامية، ولكن كان هدفه الأساسي هو غربلة الشريعة وفحصها وتخليصها من الجمود الذي شابها منذ عصر الفقهاء وحتى الآن، ودراستها في ضوء منهج علمي لا يمس بها ولكن يصل إلى جوهرها الإنساني العميق بعيداً عن إضافات التاريخ ومحرراً لها من ثقل الأصولية لتتماشى مع ما نحن فيه من متغيرات اجتماعية هائلة، يقول “خليل عبد الكريم” في أحد مؤلفاته: “وآمل – وهذا أمر متوقع – ألا يسئ البعض فهم هذه الدراسة على نحو لم يرد على خاطرنا، وكنا قد طالبنا بضرورة كتابة التاريخ الإسلامي كتابة علمية موضوعية بداية بالحبيب المصطفى، وكررنا أن الكتابة بطريقة مغايرة للكتابات التقليدية يتعين أن تقابل بأفق رحيب وعقلانية بعيدة عن التشنج، ونذكر هؤلاء بأن الأمين نفسه أكد أن من أجتهد وأخطأ فله أجر ونحن نأمل في أن نحظى بالأجرين.. أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة”.

جرأة في دراسة المحرمات..

من أهم كتبه: (النص المؤسس ومجتمعه)، في مجلدين، و(شدو الربابة في أحوال الصحابة)، في ثلاثة مجلدات، و(فترة التكوين في حياة الصادق الأمين)، عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أثارت هذه الكتب ضجة في الحياة الثقافية المصرية، وذلك بسبب جرأة مؤلفها في دراسة موضوعات يعتبرها المشايخ ومتعهدي الدين الإسلامي من المحرمات، سعياً منهم في ترسيخ حالة الجمود وتكريس فكرة التخصص، فالمشايخ والمقرئين فقط هم المسؤولون عن الشريعة من التحريف والمتعهدين الرسميين بحفظها، وذلك مكمن تميزهم وثراء بعضهم، لأنهم هم الوحيدون الذين يملكون الحقائق الدينية ولهم حق بيعها أو استغلالها والتفوه بها في مكبرات الصوت وعلى مآذن الجوامع لجموع الناس.

ورغم كل معارك “خليل عبد الكريم” الفكرية مع المتشددين والمؤسسة الدينية؛ ومثوله أكثر من مرة أمام النيابة بسبب علمه وفكره، لم تكن إدانته ممكنة نظراً لدقة مواقفه في إعادة قراءة التاريخ الإسلامي، على ضوء المنهج العلمي، ونظراً لأنه لم يكن تحريفياً أو مارقاً وإنما كان مفكراً يصدر عن المجتمع الإسلامي ويحمل نفس همومه وأماله في البحث عن مرتكز تاريخي وإسلامي قوي يستند إليه ونستند إليه جميعاً.

المجتمع مصدر الأحكام..

في كتابه (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية)، عرض لفكرة أن البيئة العربية المحيطة بظروفها التاريخية الاقتصادية الاجتماعية هي مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها، لذا فقد عرض لهذه الأشياء التي تأثر فيها الإسلام بالبيئة المحيطة من شعائر تعبدية، وعادات ومفاهيم وأعراف اجتماعية وجزائية وحربية وسياسية؛ كانت سائدة في جزيرة العرب ومعمول بها لدى القبائل العربية السابقة على الإسلام، وخاصة قريش، وأول هذه الشعائر التعبدية: تعظيم البيت الحرام (الكعبة) والبلد الحرام (مكة)، فعلى الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة في جزيرة العرب قبل الإسلام، فإن القبائل العربية أجمعت على تقديس (كعبة مكة)، وحرصت على الحج إليها، بما في ذلك من كان لديه كعبة خاصة مثل “كعبة غطفان”، ومن شدة تقديس العرب للكعبة، كان الرجل يرى قاتل أبيه في البيت الحرام فلا يمسه بسوء. كما كان العرب يجلون أهل مكة (قريشاً)، ويسمونهم (أهل الحرم)، وكان الإصهار إليهم يعتبر شرفاً، وحين جاء الإسلام أبقى على تقديس الكعبة ومكة، كذلك شعيرة الحج والعمرة؛ فقد كان العرب قبل الإسلام يحجون في شهر “ذي الحجة” من كل عام، يرحلون إليها إلى مكة من كل مكان من الجزيرة في موسم الحج من كل عام لتأدية فريضة الحج، وكانوا يقومون بالمناسك نفسها التي يقوم بها المسلمون حتى اليوم، ويضيف “عبد الكريم” في كتابه أن الإسلام قد ورث من العرب هذه الفريضة بالمناسك نفسها والتسميات عينها، لكنه طهرها من مظاهر الشرك ونهى عن طواف العرايا.

تفاسير قديمة للقرآن..

عبر كتابه (اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه)، تعتمد فكرته الأساسية على أن تفاسير القرآن الحديثة تعتمد على التفاسير التراثية السلفية القديمة، التي مرت عليها قرون مثل تفسير “الطبري والزمخشري والرازي والكلبي وابن كثير والقرطبي والبيضاوي والتستري والسيوطي”، وأن المفسر وقتها كان يصدر عن بيئته وزمنه وميوله وإمكاناته الشخصية وإتجاهه الفكري ومدرسته الفلسفية، مما يعني أن التفسير ينقلب إلى نص آخر مغاير للنص الأصلي، وعلى مر التاريخ قدس الناس نص المفسر واعتبروه مصدراً لا يجب أن يعاد التفكير فيه أو غربلته، ويقول المؤلف في كتابه: “لأن الإتكاء على التفاسير القديمة أو التراثية أو السلفية هو جواز المرور للحظوة يرضي المنفذين في رئاسة شؤون التقديس، الذين نصبوا أنفسهم حراسًا لأحسن القصص، وهو درب الولوج إلى البوابة الملكية التي بدون المروق من عتبتها المهيبة يستحيل عليهم الحصول على الموافقة على نشر تصنيفاتهم وإن تقت إلى الإنضباط فهي تجميعاتهم”، ويضيف المؤلف أن النص المقدس ثابت مطلق لا يتغير، أما التفسير فهو نسبي لأنه يتأثر لا بالظروف الذاتية لمبدعه بل وبالأحوال العامة لمجتمعه وبيئته، وهذا علة إختلاف التفاسير على مر العصور. ولأن الكاتب قرر أن يكون علمياً في تناوله للقرآن الكريم؛ فقد أهتم بدراسة أسباب النزول والملابسات التي واكبت ظهور الآيات، لأن لها أهمية بالغة في الكشف عن تأريخ القرآن العظيم؛ وبالتالي فهمه مضيفاً إلى ذلك دراسة المجتمع والبيئة لإستخراج الدلالات التي هي المعوّل عليها في النهوض بمجتمعنا”.

الإسلام ليس عبادات..

أما كتابه (للشريعة لا لتطبيق الحكم)؛ يقوم الكتاب على فكرة واحدة أساسية؛ أن الإسلام ليس عبادات فقط بل هو أيضًا تشريعات وعقوبات ونظام سياسى، وهنا الخطورة من وجهة نظره لأن المجتمعات العربية وبسبب تخلفها الحضاري لقرون أهملت تطوير جوهر التشريعات والعقوبات والنظام السياسي وفق التطور الذي حدث على مر القرون للمجتمعات العربية وللعالم، واكتفينا بتقديس نصوص السلف من الفقهاء وعلماء الدين القدامى، إذ يرى أن تطبيق الشريعة بشكلها السلفي الموروث سوف يؤدي بنا إلى أضرار، لذا فمن الواجب الإرتباط بالجوهر الإنساني السامي والعميق للإسلام وتمثله في كل مسالك الحياة مع الأخذ بالعلوم الحديثة في إدارة شئون المجتمع.

اليسار الإسلامي..

في كتابه (الأسس الفكرية لليسار الإسلامي)، يحلل “خليل عبد الكريم”، ويدرس الأسس الفكرية لما أسماه باليسار الإسلامي، ظروف نشأته والبيئة المحيطة، وقد أطلق هذا الاسم على هذا الإتجاه الفكري، لأنه في رأيه يتسم بالثورية والعقلانية كما أنه لا يتخلى عن الإسلام كقاعدة ومرتكز.

مجتمع يثرب..

كتاب (مجتمع يثرب.. العلاقة بين الرجل والمرآة في العهدين المحمدي والخليفي)، يتناول وضع المرأة وعلاقتها بالرجل في مرحلة النبوة وصدر الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين، وقد قدم دراسة اجتماعية لمجتمع من البدو تحيطهم الصحراء من كل جانب وليس لديهم وسائل إنتاج سواء زراعة أو آلات بسيطة لصناعات بسيطة تسد حاجة المجتمعات، في ذلك الوقت، هذا المجتمع كان يعتمد بشكل أساسي على التجارة والترحال ثم على الرعي، لذا كان نمط الحياة أكثر بدائية منه في المجتمعات الحضارية الأخرى كالعراق ومصر؛ مما أنعكس بدوره على وضع المرأة في هذا المجتمع، والذي لم يخل من دور قوي لها حيث كانت للمرأة ذمتها المالية المستقلة كما ظهرت قيادات نسائية في هذا المجتمع تستطيع أن تحث على الحرب وتعاون الرجال أثناء المعارك.

قريش دولة مركزية..

حينما نأتي لكتابه (قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية)، نجد أنه يتناول  فكرة أن قبيلة قريش، ونتيجة لمركزها التجاري الهام في هذا الوقت وعلاقتها مع دولتي “الغساسنة” و”المناذرة”، الدول المتعاونة مع الروم والفرس، أًكبر دولتين في ذلك الوقت، كان لابد من تحول اجتماعي ما يتناسب مع تدفق الأموال من التجارة لسادات قريش، لذا ظهرت في الأفق فكرة دولة قوية تسودها قريش تتكون هذه الدولة من القبائل العربية في المنطقة، وقد كانت هذه الفكرة حلم يداعب أذهان سادة قريش، ومنهم “عبد المطلب” جد الرسول (ص)، ويشير المؤلف إلى أن الحتمية التاريخية هي التي فرضت ذلك، لأن قريش وقتها بدأت تتحول لمكانة ونفوذ ومال أكبر من مجرد كونها قبيلة كبيرة، تعلو على من حولها من القبائل، وساعدها على ذلك أن لهجتها كانت مفهومة للجميع وأنها كانت مركزاً تجارياً لباقي القبائل العربية، وهذا مما لا علاقة له بنفي كون الإسلام ديناً سماوياً، ولكنه دراسة لما أحيط بنشأته من ظروف تاريخية ودراسة للأسباب التي ساهمت في نشر هذا الدين السماوي إلى كل بقاع الأرض.

الصحابة..

كتابه (شدو الربابة بأحوال الصحابة)، يعرض المؤلف لأحوال وأخبار صحابة رسول الله (ص)، معتمداً على كتب السيرة وكتب التاريخ، في محاولة لتقديم تعريف مكتمل للصحابة ومعرفة دورهم الجليل في نشر الرسالة، فمثلاً الصحابي الجليل “سلمان الفارسي”، ذكر المؤلف، أنه كان من كبار مثقفي عصره وكان عالمًا بالعقائد والأديان ويحيط بالمذاهب المختلفة.. وقد أثرى أصحابه بالأسس والقواعد والتجارب والتواريخ والسير التي استفاد منها النبي نفسه بعد ذلك في إدارة شؤون المجتمع الإسلامي، ومعاركه مع الأعداء مثل حفر الخندق إنطلاقاً من أن النبي بشر مثلهم، كما قال الكتاب الكريم، ولا عيب في أن يأخذ ممن لديهم خبرة في جوانب حياتية ما.

يقول الباحث “يوسف رزين” عن كتاب (شدو الربابة بأحول مجتمع الصحابة)، لـ”خليل عبد الكريم”: “كان لزاماً أن يتناول أحد المفكرين العرب ظاهرة مجتمع الصحابة أفراداً وجماعات بالدرس والتحليل، عل وعسى نبرأ من إرتباطنا الطفولي بهم؛ ونلتفت لأنفسنا وواقعنا بجدية أكبر. وما يمنح هذا العمل قوته النقدية هو أنه صادر عن أحد أبناء مؤسسة الأزهر، فهو صوت نابع من قلب الدار، هذا بالإضافة إلى أن الكاتب أعتمد على مصادر سنية صرفة لا يملك فقهاء السنة رفضها، (الصحاح الستة)، أو التشكيك بها وإلا إنهار المذهب السني”.

تكوين فكري للنبي..

في كتابه (فترة التكوين في حياة الصادق الأمين)، وهذا هو آخر كتب “خليل عبد الكريم”، وقد أثار ضجة كبيرة ساهم فيها صاحب دار النشر نفسه ليخلق حول داره ضجة من شأنها أن تصنع له شهرة، ويتناول الكتاب دراسة الفترة التي تمت فيها تكوين وبلورة شخصية النبي (ص)؛ ووصولها إلى الإكتمال، وقد كان من المؤثرين في شخصية النبي منذ شبابه السيدة “خديجة” زوجته، التي راعته وساعدته في بداية الدعوة، وابن عمها “ورقة بن نوفل” وبقية أفراد الأسرة؛ وهم: “ميسرة، والراهب بجير، والراهب عداس، والبطرك عثمان بن الحويرت”، ولقد قامت هذه المجموعة التي أتسمت في ذلك الوقت بإطلاعها على أديان الأمم الأخرى، وخاصة المسيحية واعتناقهم لها، على تعليم النبي لأكثر من خمسة عشر عامًا، حفظ فيها كتب الأولين والآخرين وعرف التوراة والإنجيل والمذاهب والعقائد، ويقول “خليل عبد الكريم”: “ومهما كانت الجهود التي بذلتها الطاهرة وعاضدها فيها ابن عمها القس، فأنها لا تنفي عن التجربة وفى مقدمتها حادث الغار جانبها الغيبي وناحيتها الميتافيزيقية، إذ لا تعارض بين الأمرين بل إن كلاً منهما يكمل الآخر ويدعمه”.

التحريض على القتل..

تعرض “خليل عبد الكريم” لهجوم لاذع وصل إلى التحريض على القتل، ومن هذا الهجوم ما قاله الدكتور “المطعني”، الأستاذ بجامعة الأزهر: “خليل عبد الكريم ارتكب جريمة تدعو إلي تقويض وهدم حقائق الإيمان، هذه الجريمة الفظيعة، لم تتجاوز مواجهتها سوى الرفض الإعلامي القولي ولم يتخذ ضد أطرافها أي موقف رسمي حاسم والواجب أن يحاسب قانوناً كل من المؤلف والناشر، وإلا فإن نجاة خليل من المساءلة الرادعة، سوف يفسح المجال للعشرات من أمثال خليل في مجال التأليف المخرب”، وأصدر “مجمع البحوث الإسلامية” من جهته تقريراً عن كتاب (فترة التكوين)، وانتهى إلى التوصية بمصادرة الكتاب بإجماع آراء علماء مجمع البحوث، وقال الشيخ “يوسف البدري”: “وكاتب فترة التكوين في حياة الصادق الأمين، خليل عبد الكريم، قد خلا من حسن النية وسلامة المقصد”، وقال المفتي السابق “نصر فريد واصل”؛ أن “خليل عبد الكريم” بنشره لهذا الكتاب كان يبحث عن الشهرة، وقال الدكتور “يحيى إسماعيل حبلوش”، الأمين العام لجبهة علماء الأزهر وأستاذ الحديث في كلية أصول الدين، في حديث لأحد الصحافيين وقت أزمة كتاب (فترة التكوين): “لو لم يجد خليل عبد الكريم من يؤازره، لما وجد لحقده متنفس‏، والكلام الوراد في الكتاب لا يحتمل حكماً آخر غير الكفر‏, ونحن علماء ملزمون بإبداء رأي الشرع في كل ما يجد نحن أصحاب المصلحة في صيانة الملة والغيرة علي معالم الأمة‏‏”، ‏وأضاف: “هناك فرق بين الكفر والتكفير‏، إصدار الحكم بالكفر هو سلطه العلماء، ونحن نرى أن ما ورد في الكتاب لا يحتمل شيئاً غير ذلك‏.‏ أما التكفير فهو شيء آخر يتبع سلطة القضاء ومؤسسات الدولة الرسمية، وعلي الدولة أن تتحرك، وإذا لم تتحرك الدولة سنتحرك نحن، وربما يقوم وفد بزيارة النائب العام وتقديم بلاغ إليه، لماذا تطالبون بالتماس الرحمة والرأفة مع من يعتدي علي معتقدات الناس‏، ‏الكتاب ليس فيه فكر‏, ولكنه لا شيء سوي وثيقة إجرام. الحكم على مثل هذه الكتب مهمتنا التي فرضها الشارع علينا ولا نستطيع منها فرار”.

وفاته..

توفي المفكر “خليل عبد الكريم” عن عمر 73 عاماً، في إحدى قرى أسوان في 2002.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة