15 نوفمبر، 2024 5:39 م
Search
Close this search box.

“خليل شوقي”.. امتلك جمال الإبداع العراقي وأسس قيمه الوطنية

“خليل شوقي”.. امتلك جمال الإبداع العراقي وأسس قيمه الوطنية

خاص: إعداد- سماح عادل

“خليل شوقي” فنان وممثل ومخرج عراقي.

حياته..

ولد في 5 شباط 1924 في مدينة بلدروز، وارتبط بالفن بتشجيع من أخيه الأكبر، دخل قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة ببغداد مع بداية تأسيس هذا القسم، لكنه هجر الدراسة بعد أربع سنوات، ثم عاد إليه ليكمل دراسته ويتخرج منه حاصلا على شهادةً دبلوم في فن التمثيل 1954.

عمل موظفًا في دائرة السكك الحديد وأشرف على وحدة الأفلام فيها وأخرج لها العديد من الأفلام الوثائقية والإخبارية، وعرضت في تلفاز بغداد بين عامي 1959 و 1964. ويعد “خليل شوقي” فنانا شاملا، فقد جمع بين التأليف والإخراج والتمثيل وغطى نشاطه الفني مجالات المسرح والتلفاز والسينما والإذاعة.

المسرح..

كانت بدايته مع المسرح حيث كان من مؤسسي «الفرقة الشعبية للتمثيل» في 1947، قدمت الفرقة مسرحية واحدة بعنوان «شهداء الوطنية» شارك فيها “خليل شوقي” ممثلا وأخرجها “إبراهيم جلال”. وفي 1964 شكل فرقة مسرحية اسمها «جماعة المسرح الفني» بعد أن كانت إجازات الفرق المسرحية ومنها الفرقة المسرحية المشهورة فرقة “المسرح الحديث” التي كان ينتمي إليها قد ألغيت في عام 1963، و اقتصر نشاط «جماعة المسرح الفني»علي الإذاعة والتلفاز.

وكان أيضا ضمن الهيئة المؤسسة التي أعادت في عام 1965 تأسيس “فرقة المسرح الحديث” تحت مسمى “فرقة المسرح الفني الحديث” وانتُخب سكرتيرا لهيئتها الإدارية. وعمل في الفرقة ممثلا ومخرجا وإداريا وظل مرتبطاً بها إلى أن توقفت الفرقة عن العمل. ولقد أخرج للفرقة مسرحية «الحلم» عام 1965، وهي من إعداد: “قاسم محمد”. ومن أشهر أدواره المسرحية التي قدمها ممثلاً دور”مصطفي الدلال” في مسرحية «النخلة والجيران» وكان تناغم أدائه مع أداء الفنانة الراحلة زينب مثيراً للإعجاب، ودور البخيل في مسرحية «بغداد الأزل بين الجد والهزل»، ودور الراوية في مسرحية «كان يا ما كان»، وهذه المسرحيات الثلاث من إعداد “قاسم محمد”.

الأفلام التي مثل فيها:

  1. فيلم (من المسئول؟ – 1956).
  2. فيلم (أبو هيلة – 1962).
  3. فيلم (الظامئون – 1972).
  4. فيلم (يوم آخر -1979).
  5. فيلم (العاشق).
  6. فيلم (الفارس والجبل).
  7. فيلم (شيء من القوة).

مسرحياته..

  1. مسرحية (النخلة والجيران).
  2. مسرحية (بغداد الأزل بين الجد والهزل).
  3. مسرحية (الإنسان الطيب).
  4. مسرحية (خيط البريسم).
  5. مسرحية (كان يا ما كان).
  6. مسرحية (السيد والعبد).
  7. مسرحية (الينبوع).

أعماله التلفازية..

  1. مسلسل (الذئب وعيون المدينة).
  2. مسلسل (النسر وعيون المدينة).
  3. مسلسل (الأحفاد وعيون المدينة).
  4. مسلسل (إيمان).
  5. مسلسل جذور وأغصان).
  6. مسلسل (الكنز).
  7. مسلسل (صابر).
  8. مسلسل (بيت الحبايب).
  9. مسلسل (الواهمون).
  10. مسلسل (دائما نحب)
  11. مسلسل (دائما نحب).
  12. تمثيلية (المغنية والراعي).

الإخراج السينمائي..

أتيحت له الفرصة في مجال الإخراج السينمائي في 1967 لإخراج فيلمه السينمائي «الحارس» وهو فيلمه الروائي الوحيد الذي أخرجه. وقد شارك هذا الفيلم، الذي كتب قصته المخرج السينمائي العراقي “قاسم حول”، في عدد من المهرجانات السينمائية، ففاز بالجائزة الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1968 كما فاز بجائزتين تقديريتين في مهرجاني طشقند وكارلو فيفاري السينمائيين. واشترك في تمثيله: “زينب ومكي البدري وقاسم حول وسليمة خضير وكريم عواد وفاضل خليل”.

التلفاز..

يعدّ “خليل شوقي” رائدا من رواد التلفاز في العراق. فقد عمل في تلفاز بغداد منذ م 1956 وهو عام تأسيسه، حيث عمل مخرجا  وممثلا بعد أن مر بفترة تدريب فيه. وهو يقول أنه كتب أول تمثيلية عراقية للتلفاز العراقي، وهي ثاني تمثيلية تقدم من تلفاز بغداد ولكنها أول تمثيلية تكتب خصيصا ً للتلفاز. ولعل أبرز أدواره التلفازية دور (قادر بك) في مسلسلي «الذئب وعيون المدينة» و«النسر وعيون المدينة» الذين كتبهما “عادل كاظم” وأخرجهما “إبراهيم عبد الجليل”. ومن أدواره أيضا دور «أبو جميل» في مسلسل «جذور وأغصان» الذي كتبه: “عبد الوهاب الدايني” وأخرجه “عبد الهادي مبارك”، ودور «عناد» في مسلسل «صابر» ودور «صادق» في مسلسل «الكنز»، والمسلسلان من تأليف الراحل: “عبد الباري العبودي” وإخراج “حسين التكريتي”.

وأدي دور «أبو شيماء» في مسلسل «بيت الحبايب» الذي كتبه “عبد الباري العبودي” وأخرجه ” حسن حسني”، إلى جانب أدواره في مسلسلات: «الواهمون» تأليف: “علي صبري”، وإخراج: “عادل طاهر”، و«دائما  نحب» الذي أعده وأخرجه “صلاح كرم” عن مسلسل كتبه “قاسم جابر” للإذاعة، و«إيمان» ل”معاذ يوسف” ومن إخراج “حسين التكريتي”، و«بيت العنكبوت» من تأليف “عبد الوهاب عبد الرحمن” في أول عمل درامي نراه له علي الشاشة الصغيرة وإخراج “بسام الوردي”. وتألق أدائه دور الراعي في تمثيلية «المغنية والراعي» التي كتبها “معاذ يوسف” وأخرجها “حسن حسني”.

وآخر نشاط  له كان حضوره في (مهرجان الخليج السينمائي) في دبي سنة 2013 والذي احتفى بحاضره وتاريخ فنه، حيث بلغ رصيده (60 عاماً) من العطاء في مجالات الإخراج والتأليف والتمثيل التلفزيوني والمسرحي.

وكان الفنان السينمائي “قتيبة الجنابي” قد أخرج فيلما وثائقيا عن “خليل شوقي” بعنوان (الرجل الذي لا يكلّ)، أبرز فيه عطاءه الثري في المسرح والسينما والتلفزيون خلال ما يزيد عن نصف قرن.

عائلة فنية..

ولعل أهم ما قدمه هذا الفنان الكبير، وأبرز ما تركه من إرث للفن العراقي هو عائلته الفنية المعروفة في الأوساط العراقية والعربية والعالمية، فابنته الكبرى مي شوقي واحدة من أبرز الممثلات العراقيات التي قدمت أعمالاً فنية مهمة على مسارح بغداد وبعض العواصم العربية، وابنته روناك شوقي ممثلة ومخرجة مسرحية عالمية قدمت أعمالاً مسرحية مهمة على مسارح لندن، أما نجله فارس شوقي فهو ممثل ومخرج تلفزيوني في هولندا، وعلي شوقي، نجله الأصغر، هو الوحيد الذي عرفته المسارح كموسيقي وليس مسرحيا، عازفا على آلات: الكلارنيت والأبوا والساكسفون.

ميلاده التسعين..

احتفلت أسرته بعيد ميلاده التسعين في 14/ 5/ 2014 في لندن، حيث قدمت مسرحية (همس الياسمين) المُعَدّة عن قصة (الأختان) للكاتبة الكولومبية ماريا دل سوكورو غونزالس على مسرح Questors theatre. وقبل بدء العرض كان هناك استعراض لبعض أعمال “خليل شوقي” عبر مشواره الطويل من أعماله المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، وقد أدّى الممثلون أدوارهم:

روناك خليل شوقي (ماريا)، عشتار فاروق المفرجي حفيدة شوقي (الأخت روز)، ربيع العبايچي (ڤكتوريا)، مي خليل شوقي (العمّة)، رويدة  فارس شوقي (ساندرا)، أيسر شوقي (لارا) وكانت المسرحية من إخراج روناك شوقي، والديكور لواثق شوقي، والمدير الفني فارس خليل شوقي.

أيام بغداد الجميلة..

في مقالة بعنوان “خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة” كتب “د. عباس العلي”: “لم يتسن للمشاهد العراقي أن ينسى “الذئب وعيون المدينة” ولا يمكنه مع مرور أكثر من ثلاثة عقود مرت أن ينسى عبد القادر بيك, بغداد في ظل التحول الأكبر بين عصرين, بغداد التي انتقلت ومعها قدوري إلى عالمها الجديد بمظهر جديد وشخصية جيدة وإن كانت متسترة أو مزيفة وتركت “غفوري ورحومي” في خانات بالية هي بقايا العهد القديم.

كان “خليل شوقي” شيخ وعميد الفنانين العراقيين الجميل في كل شيء، نقطة التألق في هذا العمل الدرامي الضخم الذي لم تنتج الدراما العراقية عملا أصيلا شد المشاهد العراقي له كما فعل الذئب وعيون المدينة.

الشخصية الدرامية الناجحة لا يمكن أن ترسم ملامح تألقها بدون أن تكون هي بذاتها قادرة على التحسس والتفاعل معها بكل جدية وصدق وإيمان برسالة الفن.

“خليل شوقي” المبدع أقنع الكثيرين أنه هو فعلا “عبد القادر بيك” ومرة التقيته في بغداد في بداية التسعينات لم يخطر ببالي وأنا المتابع والواعي أن أكون إلا بحضرة السيد عبد القادر بيك لكنني اكتشفت شيئا غريبا عن قدوري الحقيقي أنه كان يمتلك ابتسامة ساحرة وضحكة عريضة لم أشاهدها من قبل في كل حلقات المسلسل, هذا التجسيد المشخصن لا يمكن أن يتوافر عليه كل من مارس التمثيل إلا أن يكون فعلا ممتلكا الحس الإبداعي في أعلى الدرجات وفي أرقى صور التفاعل الحي”.

ويضيف: “الفنان الشيخ المبدع خليل شوقي وهو يعبر التسعين من عمره المديد سجل طوال حياته الفنية العديد من البصمات الفنية التي لا يمكن أن ينساه الفن وجمهوره وناقدوه على أن ثلة من المبدعين رسموا صورة الإخلاص لفنهم دون أن يفرطوا بالرسالة تجاه المغريات أو الخضوع لقوانين السوق المتهافت, كانوا أكاديميين ومحترفين وببراءة الإبداع الفطري أنجزوا لهم قامات فنية عصية على التقليد أو التكرار مرة أخرى, أخص منهم، إضافة له الفنان يوسف العاني, سامي عبد الحميد, قاسم محمد, وإبراهيم جلال وبدري حسون فريد وأخيرا طه سالم, هذه الطليعة التي وحدها لها احتكار جمال الإبداع العراقي وتأسيس قيمه الوطنية، إضافة للفنية.

لقد قدّم خليل شوقي في مجمل أعماله، كاتبا ومخرجا وممثلا، نموذجا صادقا وأمينا وكاشفا للشخصية العراقية بكل ما تنطوي عليه من قيم وأبعاد نفسية وسلوكية داخلية بما تتوافر عليه من أسباب ومعطيات وركائز من قوة وضعف في ظل ما تعرضت له من خيبات وانفعالات من بيئة تتعرض يوميا لهزات اجتماعية واقتصادية وتحولات سياسية ودينية، إضافة لما تعانيه من متاعب الحياة بالكثير من التفصيلات التي جسدها فنيا وبصدق وبتلقائية قريبة من روح المشاهد وأجوائه الطبيعية”.

وفاته..

توفى “خليل شوقي” يوم الخميس 9 نيسان 2015 في مدينة لاهاي الهولندية عن عمر ناهز 91 عاما.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة