24 سبتمبر، 2024 9:34 ص
Search
Close this search box.

“خليفة التليسي”.. برع في الترجمة التأريخية ووثق معارك الجهاد في ليبيا

“خليفة التليسي”.. برع في الترجمة التأريخية ووثق معارك الجهاد في ليبيا

خاص : كتبت – سماح عادل :

“خليفة محمد التليسي”.. كاتب ليبي كتب في مجالات الشعر والتاريخ والقصة، إضافة إلى الترجمة. وهو ابن عائلة تسمى “أولاد تليس” تنحدر من “علي بن تليس”؛ الذي حكم “ورفله” في القرن السادس عشر، ولد عام 1930 بـ”طرابلس”، وبها درس مراحله التعليمية الأولى، حيث أنهى دراسته النظامية سنة 1948، وأشتغل بالتدريس في مطلع حياته بين عامي 48 و51، ثم توجه إلى إيطاليا عام 1960 في بعثة أدبية على نفقة “اليونيسكو”؛ للتعرف على الأدب الإيطالي وكُتابه المعاصرين، وحصل على دبلوم التعليم العام والدكتوراه الفخرية من “جامعة نابولي” – المعهد الشرقي.

عمله..

عمل موظفاً إدارياً بـ”مجلس النواب” الليبي سنة 1952، ثم أميناً عاماً له سنة 1962، ووزيراً للإعلام والثقافة من عام 1964 حتى 1967، (في حكومات محمود المنتصر، وحسين مازق، وعبدالقادر البدري)، ثم سفيراً لدى المغرب سنة 1968، وتولى رئاسة الجنة العليا للإذاعة الليبية، وعين رئيساً لمجلس إدارة “الدار العربية للكتاب” سنة 1974، وأختير أمين أول لـ”اتحاد الأُدباء والكتاب الليبيين”، وأنتخب نائباً للأمين العام لـ”اتحاد الأُدباء العرب” سنة 1978، وأختير سنة 1981 أميناً عاماً لـ”الاتحاد العام للناشرين العرب”.

“خليفة التليسي”.. كان عضواً برابطة الأدباء والكتاب بليبيا، وكان أول رئيس لها، كما ظل حتى وفاته عضواً بمجمع اللغة العربية بالأردن، وعضو مجمع اللغة العربية بالجماهيرية الليبية، إضافة إلى أنه عضو المجلس التأسيسي للموسوعة العربية بـ”المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم”.

كُرم “خليفة التليسي” لإسهاماته الأدبية والتاريخية، فمنحه “المعهد الشرقي” بجامعة نابولي “الدكتوراة الفخرية”، كما كرمته ليبيا بـ”وسام الفاتح” و”جائزة الفاتح التقديرية”، كما منحته تونس “جائزة الرئيس زين العابدين بن علي للثقافة المغاربية” عام 1999، وكرمته المملكة المغربية بـ”الوسام العلوي المغربي” و”جائزة الثقافة المغربية”.

وتضمّ مؤلّفات “خليفة التليسي”، 45 كتاباً تتراوح بين الشعر والأدب والتاريخ والترجمة، من أبرزها (معجم معارك الجهاد في ليبيا) 1972. وقصيدته (البيت الواحد)، كما قام بترجمة أعمال “طاغور” و”لوركا”.

الترجمة..

يقول “خليفة التليسي”، في حوار أجري معه: “إن الترجمة في النهضة العربية قام بها جيل توفرت له ميزة لم تكن متوفرة للأجيال التي سبقته، وهي القدرة على الوساطة بين لغتين، القدرة على الإنتقال إلى لغة أخرى والنقل عنها، وكانت هذه القدرة على الوساطة بين لغتين محدودة. يعني أن الذين أتيح لهم الاتصال بالإدارات الأجنبية هم فئة محدودة أرادت أن تقوم بدور هذه الوساطة، لكن عندما أتسع التعليم أصبحت هناك إمكانية كبيرة جداً في قراءة النص في لغته الأصلية. هناك جيل عربي واسع يقرأ الإبداع في الإنكليزية والفرنسية إلى درجة أن الرغبة تعطلت لديهم في نقل هذا العمل، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة متحققة في آداب أخرى إلا أن وظيفة المترجم لم تتعطل لديهم، وما يكاد يظهر النص في الإنكليزية حتى ينتقل إلى الفرنسية رغم وجود من يقرأ في الإنكليزية مباشرة”.

وعن ترجماته يقول “خليفة التليسي”: “إن ترجماتي ينبغي أن ينظر إليها باعتبارها شيئاً من التعبير عن نفسي كثيراً، إن هذه الترجمة تدخل في باب التعبير عن الذات. ودائماً أقول إن الترجمة الناجحة هي التي تبحث عن إبداعها عند الآخرين.. أنا لم أترجم إحترافاً – خاصة في المجال الأدبي – فقد بدأتُ الترجمة في سن مبكرة جداً. وإن ما نشر لي في سنة 1967، وسنة 1968 هو منشور في مجلة (طرابلس الغرب) في سنتي 1954 – 1955، يعني مجموعة قصص (بيراندوللو) – مترجمة سنوات (54/55/56) – هذه الترجمات في جانبها الشعري أو جانبها القصصي هي تعبير غير مباشر عني، تصور شيئاً من ذاتي. وكما قلت فأنا لا أقدم على الترجمة إلا إذا وجدتُ إبداعي عند الآخرين، فتتحول الترجمة عندي إلى عملية إبداعية. ولكن هذا النمط من الترجمة خطير جداً. وخطورته أنه يمتص عواطفك ويوظفها لصالح الآخرين. من هذه الزاوية يمكن أن يكون تضحية بالذات. وبعد هذه التجربة القاسية أنصح أن تكون الترجمة مرحلة من مراحل العمر. وإلا صار الإنسان بموجبها مترجماً وكفى. ينبغي أن تكون مرحلة من مراحل حياتك تساعدك على اكتشاف ذاتك أو تتعلم منها الطرق والأساليب، أو تكتفي بالصمت مع أستاذ من الأساتذة الذين تعشق رؤياهم، ونظرتهم إلى الحياة.. الترجمة – هنا – ليست حرفية الصلة بينك وبين الأثر. ليست صلة باهتة، ولا صلة موضوعية خالية من الإرتباط الذاتي. وأعتقد أن من قرأوا ترجماتي – قصصية أو شعرية – قد حددوا خصائص هذه الترجمة وصفاتها”.

الترجمة التوثيقية..

برع “خليفة التليسي” في مجال الترجمة التأريخية التوثيقية والأدبية الإبداعية؛ نتيجة لإتقانه التام للغة الإيطالية، يقول: “النقطة المهمة جداً التي أحاول دائماً أن أشير إليها أن اللغة الإيطالية لم تكن فقط نافذة على الأدب الإيطالي، بل لعلني قرأتُ فيها من الآداب العالمية ومن الكتب المترجمة إليها ربما أكثر مما قرأتُ لبعض الكتاب الإيطاليين، مثلاً «موبسان» أنا قرأته بالإيطالية في أعماله الكاملة «وتشيخوف» قرأته في أعماله الكاملة المسرحية والقصصية.. ويكفي أن أشير إلى أنني قرأت – إذا لم يكن الأعمال فهي أقرب ما تكون للأعمال الكاملة – (لتشيخوف/ موبسان/ برانداللو/ مورافيا)، كانت فترة ولع، وفترة قراءة جنونية. أريد أن أؤكد أن اللغة الإيطالية لم تكن لي نافذة على الأدب الإيطالي فقط إنما كانت نافذة على ما نقل إليه من آداب أخرى”.

كما تمكن “خليفة التليسي” من اللغة الإنكليزية واللغة الفرنسية؛ مما حعله مترجماً محترفاً، يقول: “وأنا الآن وعندما تقتضي الدراسة الرجوع إلى اللغة الإيطالية أو الإنكليزية أو الفرنسية، لا أحتاجُ فيها إلى أحد. فتعاملي مع هذه الحسناوات الثلاث كان تعامل أخذ وليس عطاء. ثم إن هناك قرابة واضحة جداً بين هذه الحسناوات، وهو أن قاموسها الحضاري ومصطلحها العلمي واحد، وصلتي بهذه اللغات كانت رافداً مهماً جداً في تكوني الثقافي”.

ليلة عيد الميلاد..

يقول الكاتب، “يونس شعبان الفنادي”، عن مجموعة (ليلة عيد الميلاد)؛ ترجمة “خليفة التليسي”: “هي من الأعمال الأدبية التي ترجمها الأديب الراحل الدكتور خليفة محمد التليسي وقام بنقلها من اللغة الإيطالية إلى اللغة العربية، متضمنة ستة وعشرين قصة قصيرة لمجموعة من الأدباء الأوروبيين والآسيويين في كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والهند، وقد جاءت في ثلاثمائة وأربعة وثمانين صفحة من الحجم الصغير، وصدرت عن المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان بطرابلس في ليبيا في طبعتها الأولى سنة 1985، كما جاء في الصفحة الرابعة منها، بينما تشير بعض المصادر إلى أن الطبعة الأولى كانت قد صدرت عن دار الثقافة ببيروت سنة 1968 كمجموعة قصص مترجمة عن الإيطالية، نالت قصص الكاتب الإيطالي «ألبرتو مورافيا» الحظ الأوفر في هذه المجموعة وبلغت أربعة عشرة قصة، أي أكثر من نصف المجموعة، في حديث للدكتور خليفة التليسي يصف فيه قراءاته المتعددة للأدب الإيطالي وشخصياته ورموزه يضمنه اعترافاً وتحليلاً لكتابات «ألبرتو مورافيا» جاء فيه (قراءات مختلفة في الأدب الحديث لكن أبرز شخصياتها على الرغم من أنني لا أحبه، قد تستغرب أنا أقرأه لكن لا أحبه، هو “موارفيا”، فيندر أن يكون له عمل لم أقرأه، وقد ترجمت له بعض القصص. و”موارفيا” من أسهل الكتاب الإيطاليين لغة. وليس من الكتاب العسيرين من حيث اللغة. وهو كاتب تشريحي يشرح النموذج بموضوعية قاسية أشد من موضوعية الطبيب، وقد ينطبق عليه ما أسماه بعضهم «الأخلاقي اللأخلاقي»)”.

ويواصل “يونس شعبان الفنادي” عن المجموعة: “لا شك أن الدكتور التليسي حين أنجز هذا العمل في وقته كانت بواعثه إثراء المكتبة العربية والإرتقاء بالذائقة الأدبية، وهو هدف نبيل لازال متوقداً ومتوهجاً ينبعث من هذا العمل القصصي المترجم وغيره من إبداعات الراحل الأخرى، على إختلافها، التي تشهد له بعلو كعبه وروعة وغزارة منتوجه الأدبي”.

قالوا عنه..

يقول مدير عام المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية، “د. الطاهر الجراري”، عن “خليفة التليسي”: “إنه كان جسداً مرهقاً في ردهات الدار العربية للكتاب، فكسبناه عطاء ووجوداً كالنهر بعد إنكسار الشلال، يسقط من علِ لا ليموت، ولكن ليستمر متدفقاً يسقي الأرض وينبت الزرع. حمولة العطاء أثقلت جسد التليسي وأوهنته، فقرر التخلص منه والخروج عنه والاستمرار في العطاء”.

ويقول الكاتب، “علي مصطفى المصراتي”: “إن ما قدمه الأديب خليفة التليسي من إنتاج وإبداع وما كان له من موقف مشرف، هو باقيات صالحات لهذا الأديب الملتزم الذي كان قدوة طيبة لكل الأدباء والمثقفين. إن هذا الكاتب الأديب الذي إجتازت كتبه المجال الضيق إلى ما هو أوسع، لم يكن لليبيا فقط، بل كان للأمة العربية، ككاتب تُقرأ كتبه ودراساته في المحافل العلمية والتي خلدت اسمه فاعتزت به الوطنية العربية الإسلامية، إن حياة خليفة التليسي هي نبراس لطريق المجتمع الواعي لأنه كان عبقرياً إجتاز الزمان والمكان، ودارساً وناقداً استطاع أن يشق طريق العطاء والإبداع بكل ثقة في مختلف مجالات الأدب والعلم والثقافة”.

ويقول أمين رابطة الأدباء والكتاب بليبيا، “سعد نافو”: “الدكتور خليفة التليسي كان طيلة حياته يمثل صورة رائعة للمبدع الملتزم بقضايا الوطن وطموحاته وقد عاش له ولأجله، وأسهم في معظم مجالات الأدب والثقافة والنقد والبحث والتاريخ، وكان له دوره الرائد في توثيق معارك الجهاد على هذه الأرض الطيبة، وهو يمثل قامة ثقافية باسقة تجسد في أعمالها المتفردة قيم الأصالة والريادة والموسوعية، وخاصة عندما وضع بعض المعاجم والقواميس التي تمثل مرجعية جادة في الثقافة العربية والأجنبية. إن التليسي يمثل ثروة حقيقية في الثقافة العربية المعاصرة، وسيظل اسمه علامة مضيئة متجددة، ترسم الطريق أمام الأجيال الحاضرة والقادمة في عالم الإبداع في الجماهيرية العظمى التي تنحاز لكل ما يخدم الإنسان ويبقى على الأرض”.

ويقول عنه الناقد، “إبراهيم حميدان”: “أستاذنا الكبير ما زال، ومنذ نحو ستة عقود متتالية، يواصل إثراء المكتبة العربية بمؤلفاته وترجماته وتحقيقاته القيّمة وإصداراته المهمة، وتمثل كتبه في هذه المجالات جميعها مكتبة متكاملة، إرتحل فيها كاتبنا من النقد الأدبي والدراسة الأدبية إلى التاريخ السياسي ومنه إلى تأليف الشعر وكتابة القصة وتجميع المختارات الشعرية، وأخيراً الترجمة التي برع فيها كثيراً، وسطع نجمه فيها منذ أن اكتشف بيراندلو أحد أبرز كتّاب القصة في الإيطالية، فعن طريقه عرف القارئ العربي هذا الكاتب الإيطالي المهم الذي لم يكن يعرف عنه سوى مسرحيته الوحيدة، ( ستة شخصيات تبحث عن مؤلف)، التي قيل إن عبد الناصر قد تأثر بها قبل الثورة. لا ننسى تلك المختارات القصصية الجميلة التي حملت عنوان ( ليلة عيد الميلاد) وقدم خلالها التليسي عددا آخر من كتّاب القصة الإيطالية والفرنسية والإسبانية أبرزهم في نظري الكاتب دينو بوتزاتي صاحب رواية ( صحراء التتار) والذي ترجم له التليسي قصة بعنوان ‘سبعة طوابق’ وهي من القصص الخالدة التي تظل في ذاكرة القارئ طول العمر. لكن التليسي عاشق الشعر ما لبث أن أدار ظهره لترجمة القصة وأبحر باتجاه الشعر، ففي أواخر الثمانينات فاجأ جمهور القراء والمثقفين بترجمته الرائعة لشاعر الهند العظيم طاغور، وعلى الرغم من أن طاغور كان قد حظي بأكثر من ترجمة إلى اللغة العربية إلاّ أن ترجمة التليسي نالت استحسانا واسعا في أوساط المثقفين والأدباء والكتّاب وعبروا عن إعجابهم بهذه الترجمة التي جاءت في ثلاثة مجلدات في كتابات ومقالات نشروها في صحف ومجلات في أكثر من عاصمة عربية. ثم كانت المفاجأة الثانية حين أصدر التليسي ثلاثة مجلدات ضمت ترجماته لأشعار الشاعر الإسباني  لوركا وما كتب عنه من دراسات”.

ويضيف الناقد “إبراهيم حميدان”:  “ولم يخف التليسي اعتزازه العالي بما صنع حين كتب يقول في مقدمة كتابه (حين كان الآخرون يترجمون وينشرون.. كنت أترجم وأطوي.. وحين قرأت ما ترجموا رأيت أن أنشر ما طويت). ومن حقه أن يكتب هذا بعد إنجازه لتلك الترجمة البديعة الرائعة. ثم لم يلبث التليسي أن طرق ميداناً آخر وهو يقدم لنا أحدث ترجماته في مجلد تربو صفحاته على الستمائة (البحر المتوسط.. حضارته وصراعاته) لمؤلفه ‘ أرنل براد فورد’ الذي يؤرخ فيه للدورات الحضارية التي تتابعت على هذا البحر. ولعل السبب الذي دفع التليسي لأن يقدم على ترجمة هذا الكتاب، حسبما ورد في المقدمة، هو موقف المؤلف البريطاني الذي كان منصفا للعرب وحضارة المسلمين؛ فلم يبخس دورهم ولم يطمس إسهامهم البحري في مرحلة السيادة الإسلامية على البحر المتوسط علاوة على الأهمية الجيوستراتيجية المتعاظمة لهذا البحر”.

صوتاً معبراً..

في كتابه “دراسات في أدب خليفة التليسي”، يقول “نجم الدين الكيب”: “عرفت ليبيا أقصى أنواع الاستعمار عتوا وأشدها بطشا.. في هذا الوقت بدأ خليفة محمد التليسي يطرق أسماعنا ويأتينا صوته من بعيد. كان صوتا معبرا وثريا بألوان العطاء، ولم يكن التليسي إلا واحدا من أولئك المثقفين الذين تحدوا الواقع.. ولم تكن إمكانياته الثقافية المكتبية إلا جانبا في شخصيته المؤسسة على جبلة قوية ورغبة صادقة في مغالبة الصعاب”.

ويقول الباحث الأردني “عيسى الناعوري”: ” أنا أعترف هنا بأنني حين ذهبت إلى إيطاليا لم أكن أعرف شيئا عن الأدب الإيطالي، ولا كنت أعرف إلا آحادا من أسماء الأدباء الإيطاليين، مجرد معرفة غامضة لا تعني شيئا ذا قيمة، أما خليفة التليسي فقد كان على اطلاع على الكثير من الأدب الإيطالي، وعلى معرفة بكثير من أسماء الأدباء والشعراء الإيطاليين”.

و يقول “د. فيصل الحداد”: ” لقد آمن التليسي إيمانا عميقا بتراث أمته العربية، وانتبه إلى ما فيه من جوانب فنية باقية خالدة تعبر عن نفس الإنسان ومعضلاته الإنسانية وتعبيره الصادق عن سمات الشخصية العربية في بعديها القومي والإنساني في صراعها العظيم في بحر الوجود وأمواجه المتلاطمة”.

وفاته..

توفي “خليفة التليسي”؛ يوم 13 كانون ثان/يناير 2010، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، وتم دفنه بمقبرة “شهداء الهاني” بطرابلس.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة