8 مارس، 2024 6:31 ص
Search
Close this search box.

حول بيان نقابة المهن التمثيلية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

“نقابة المهن التمثيلية” أصابت جزئيًا؛ هذه المرة، بمجرد أنها قررت أن تستيقظ من نومها العميق، فأصدرت بيانًا يُدافع (بأحقية) عن إحدى عضواتها وعائلتها، والتي جابهت منذ أيام هجومات من الطراز الداعشي “الرفيع”. موقف مُرحب به. فمحتوى هذه الهجمات الدنيئة والمرفوضة؛ والتي يجب ملاحقة من قام ويقوم بها، أصبحت سمة من خطاب تفشى في مجتمعاتنا الراضخة تحت نير إرهاب فكر الكراهية الذي تتبناه علنًا كافة أشكال الوهابية الفاشية العلنية وغير العلنية في بلادنا.

ما هو مُثير للقلق في بيان النقابة، هي إنها عادت لتُصر؛ في البند الثالث من بيانها، على تقديم فروض رضوخها لخطاب يفتح الطريق لكل التأويلات، بما فيها التأويلات الفاشية التي كثيرًا ما تستلهم وتستعمل  في خطاباتها تعابير هلامية مثل: “القيم الأصيلة” و”دق ناقوس الخطر” ومحاربة: “ظواهر” قد: “تتسرب لمجتمعنا”، إلى آخره.

هكذا تعابير لا يجب أن تكون ضمن بيان نقابي: “مستنير” يُفترض أنه يُدافع عن حق الفن في التعبير. وهو لا يجب أن يكون جزءًا من أدبيات نقابة يُفترض بها أن تلعب دورًا طليعيًا لجهة المساهمة في الإضاءة الأكثر تنورًا وانفتاحًا وعلمية تجاه القضايا التي يُجابهها اليوم المجتمع والعالم.

ما هو ثابت لجهة الدور المُفتَرَض للنقابة: “المستنيرة” في دعم الفن والفنانين، يجب أن يكون الحرص على أن لا يجري استغلال حرية التعبير للتحريض على العنصرية والعنف وكراهية الآخر والتمييز.

لقد بدى البيان وكأنه يفصل فيما بين التهجم الذي حصل ضد؛ الفنانة “منى زكي”، وبين التهجم ضد الفيلم نفسه بحجج أصبحت من الماضي ومشحونة بالمشاعر المعادية لروحية التعبير الفني المتنوع والمنفتح والغير متزمت بطبيعته.. فإدانة التعصب بكل أشكاله لا تتحمل التجزئة واختيار تطبيقها حسب المزاج.

إن استعاضة البيان عن الإشارة لهذه القيم؛ (التي هي وطنية ومصرية أصيلة بقدر ما هي أخلاقية وإنسانية)، باستعمال غير واضح لتعابير أصبحت مفتوحة بشكل كبير هذه الأيام أمام التأويلات الفاشية، هو توجه قاصر، إن لم يكن مُثيرًا للقلق والريبة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب