9 أبريل، 2024 12:03 م
Search
Close this search box.

حملة ضد تكريم “جيرارد ديبارديو” في “مهرجان الجونة” ورفض تام للتطبيع

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

اشتعلت في الأيام الأخيرة حملة واسعة ترفض تكريم الفنان الفرنسي الروسي “جيرار ديبارديو” في الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي الذي يقام في مصر، بسبب مواقفه المعلنة والمؤيدة للكيان الصهيوني.

بدأ الحملة الأكاديمي والناقد السينمائي رئيس برنامج السينما بالجامعة الأمريكية “مالك خوري”، حيث كتب مقالة بعنوان “لماذا نرفض وندين تكريم ديبارديو في الجونة السينمائي” قال فيها: ” “ديبارديو” قام تكرارا بنشاطات فنية متنوعة في “إسرائيل” وذلك في ذروة حروبها القمعية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. وهو قام بتمثيل ودعم إنتاج فيلم دعائي فج يدعو عمليا يهود العالم “لإعادة اكتشاف جذورهم التاريخية في أرض الميعاد”. كما ساهم منذ أقل من عامين بتسويق التوقيع على بيان تحريضي في فرنسا يعبق برائحة الكراهية ضد كل من تسول له نفسه انتقاد الصهيونية وإسرائيل، وضد الدين الإسلامي والجاليات الإسلامية والعربية في فرنسا. هذا البيان جعل في الواقع من كل عربي ومسلم “مجرما وإرهابيا متهما حتى تثبت براءته”. وهذا البيان جعل كل معاد للصهيونية، معاد لليهود”.

وأنهى مقاله ب :” اختياركم لتكريم “ديبارديو” يا مديري مهرجان الجونة هو اختيار واضح في أهدافه: اليوم نأتي بصهيوني يجهل معظم الناس تاريخه السياسي، ليصبح سابقة “تشرع” في المستقبل دعوة آخرين معروفين أكثر بتأييدهم الدولة الصهيونية! وربما في المستقبل تضيفون بعض الأفلام الإسرائيلية؟!”.

وقد لاقت دعوة “مالك خوري” استجابة بين صفوف بعض الفنانين والمثقفين المصريين، كما دشن هاشتاج #لا_لتطبيع_مهرجان_الجونة_السينمائى، وهاشتاج#gff2020  ليعبر عن رأيه فيه كل من يرفض تكريم الممثل “جيرارد ديبارديو”.

اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع..

وقد نشرت اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع بيانا جاء فيه: “بيان للتوقيع.. السادة شعب مصر.. السادة فناني ومثقفي ومواطني الأمة العربية.. بعد أن حاول أعوان الكيان الصهيوني منذ سنوات تكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش العاشق للكيان الصهيوني في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتصدى السينمائيون المصريون ومثقفو ومواطنو مصر لهذا التكريم وتم إلغاؤه. اليوم يتم الأصرار مرة أخري علي التطبيع من خلال مهرجان الجونة السينمائي الذي سبق وكرّم المخرج اللبناني المطبع زياد دويرى في دورة سابقة، ثم في الدورة القادمة للمهرجان، الذي يموله الملياردير المصري نجيب ساويرس وتدعمه وزارة الثقافة المصرية، سيقوم بتكريم الممثل الفرنسي العاشق للكيان الصهيوني جيرارد ديبارديو، وذلك خرقاً لما أجمعت علية الجمعية العمومية لاتحاد النقابات الفنية وغالبية فناني مصر من رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ومؤيديه، فضلاً عن أن هذا الممثل متهم في قضية أاغتصاب في فرنسا مازالت قيد التحقيق.

لذلك نعلن شديد رفضنا لهذا التكريم كمواطنين مصريين ونرفض كافة أشكال التطبيع أو المساندة لكل من يدعم العدو الصهيوني الغاشم حتى تتحرر أرضينا العربية. إن فناني مصر وكل مبدعيها يعلنون رفضهم لما ستقوم به إدارة مهرجان الجونة السينمائى حال تكريمها لهذا الممثل، ويطالبون إدارة المهرجان بإلغاء هذا التكريم الذي يهين قيم الإنسانية والكرامة”.

وحتى أمس وقع نحو ٢٨٠ شخصية مصرية وعربية في مقدمتهم شخصيات من كبار السينمائيين المصريين على هذا البيان.

مثقفو الموائد..

ونتيجة لرد فعل البعض الرافض للحملة كتب “مالك خوري” مقالة أخرى بعنوان (“مثقفو” الموائد يتلقفون مهمة الدفاع عن “مهزلة الجونة”) يقول فيها: “أكثر ما هو إيجابي في موضوع مهزلة الجونة مؤخرا، هو كشفها للوجه الآخر لمجموعة من الصحافيين والنقاد السينمائيين و”المثقفين” الذين اعتادوا الأكل على موائد الأسياد في المواسم، ليتحفًونا في باقي أوقاتهم ببهلوانياتهم النقدية التي يغدقون عليها من وقت لآخر بعض الألفاظ “التقدمية” و”الوطنية”. المفلسون أخلاقيا وثقافيا وسياسيا يحاولون اليوم الدفاع عن صمتهم تجاه تكريم شخص مؤيد للصهيونية، وخرقهم لقرارات اتحاد النقابات الفنية بمقاطعة كل أشكال التطبيع مع الصهيونية، عبر التهجم الوضيع على “اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع”، وعبرها عمليا على كل من قام بتوقيع بيانها. فحوى تهجمهم: البيان يعج بالأخطاء اللغوية، والموقعين غاضبين لأنهم لم يدعوا إلى المهرجان!””

كما كتب الناقد السينمائي “د. أحمد عاطف درّة” في جريدة الأهرام مقالة بعنوان (التطبيع السينمائي في الجونة) رصد فيها خطوات الحملة: “طالب عدد من المثقفين والفنانين المصريين والعرب في بيان لهم – منهم المخرجون علي بدرخان ومحمد فاضل وحامد سعيد وفنانين مثل فردوس عبد الحميد وغيرهم- إدارة مهرجان الجونة بإلغاء تكريم “ديبارديو”، مؤكدين على أنه عاشق للكيان الصهيوني، مثل المخرج الفرنسي كلود ليلوش الذي تصدى السينمائيون والمثقفون المصريون لمحاولة تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي قبل عامين وأُلغي التكريم”.

ويضيف: “وقد سبق لمهرجان مهرجان الجونة السينمائي عرض فيلم القضية 23 إخراج اللبناني الفرنسي زياد دويري الذي اتهم بتشويه الفلسطينيين، وكان مشارك في تمويله رجل أعمال صهيوني معروف هو تشارليز كوهين. كما قام الجونة كذلك بتكريم الممثل سيلفستر ستالوني المعروف عنه دعمه الكبير لإسرائيل”.

رغبات انتقامية..

على الجانب الآخر استنكر المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي، المخرج “أمير رمسيس” هذه الحملة، وصرح لـصحيفة “النهار” أنّه حتى الآن تكريم جيرارد ديبارديو، لا يزال قائماً، ولا تعليق رسمياً للمهرجان حول هذا الأمر. أما على المستوى الشخصي، فرأى رمسيس أن “هذه الحملات مغرضة ومتاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية، ورغبات انتقامية لغير المدعوين للمهرجان”.

الجدير بالذكر أن فاعليات الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي ستبدأ في 23 من أكتوبر الجاري، وتستمر حتى 21 من نفس الشهر.

زيف الجونة السينمائى..

وقد أعربت الكاتبة “عبلة الرويني” عن رأيها في مقال بعنوان (زيف الجونة السينمائى!!) نشر في بوابة أخبار اليوم تقول: “يقولون أنهم مشغولون بالفن فقط، لا شأن لهم بالسياسة من قريب أو بعيد. لكنهم حين أرادوا منح تكريمهم، اختاروا فنانا صاحب توجه سياسي فاضح، وصاحب رأى وموقف ونشاط مناصر للصهيونية، حتى عرف (بعاشق الكيان الصهيوني)!!”.

وأكدت: “موقف الجونة السينمائي ليس فقط موقفا متناقضا بين إدعاء البعد عن السياسة، وتكريم ممثل متورط سياسيا. لكنه موقف يكشف حجم الزيف والخواء.. فكل شيء مباح، وكل شيء ممكن..المعنى ونقيضه!!..أو هو تفريغ المعاني وتفريغ القيم.. واختصار مهرجانات السينما (ربما اختصار السينما كلها) في فعل استعراضي..سجادة حمراء وفساتين لامعة وأضواء وكاميرات وإعلانات وتجارة”.

يذكر أنه من أبرز الموقعين على بيان “اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع”: (المخرج علي بدرخان- المخرج محمد فاضل- الفنانة فردوس عبد الحميد- المخرج حامد سعيد- الأكاديمي والناقد السينمائي مالك خوري- المخرجة عرب لطفي- الفنان على الجندي- مدير التصوير مصطفى عز الدين-مصطفى السعيد كاتب صحفي- خيرية البشلاوى- كاتبة وناقدة سينمائية- الفنان نبيل نور الدين- الممثل عبد العزيز مخيون”.

ويذكر أن الفنان “جيرارد ديبارديو” هو “جيرارد زافير مارسيل ديبارديو” عمره ٧٢ عاما، ‏ مولود في ٢٧ ديسمبر ١٩٤٨ في “شاتورو‏” عاصمة إقليم “أندر” في وسط فرنسا.

وهو ممثل فرنسي ومخرج أفلام، حصّل على الجنسية الروسية شهر يناير ٢٠١٣، هدية من الرئيس الروسى بوتين، وحصل على وسام «جوقة الشرف» رتبة فارس، ووسام الاستحقاق الوطني، كما حصل على جائزة «سيزار» لأحسن ممثل مرتين. يوصف عربيًا بعاشق الكيان الصهيوني، وقام بتمثيل ودعم إنتاج فيلم دعائي فج يدعو يهود العالم لإعادة اكتشاف جذورهم التاريخية في «أرض الميعاد»، وقام قبل عامين بتسويق التوقيع على بيان تحريضي في فرنسا يشع كراهية ضد كل من تسول له نفسه انتقاد الصهيونية وإسرائيل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب