18 سبتمبر، 2024 10:16 ص
Search
Close this search box.

“حلمي التوني”.. رسم المرأة والحب من خلال روعة التراث الشعبي

“حلمي التوني”.. رسم المرأة والحب من خلال روعة التراث الشعبي

خاص: إعداد- سماح عادل

“حلمي التوني” فنان تشكيلي مصري أبدع في التصوير الزيتي والتصميم.

التعريف به..

“حلمي عبد الحميد التوني”  ولد 30 أبريل 1934 بمحافظة بني سويف، حاصل علي البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة- ديكور مسرحي 1958، درس فنون الزخرفة والديكور، عاش بالقاهرة وبيروت و كانت زيارته الفنية لها لمدة 3 سنوات، متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة يقتني أيضًا عديد من لوحاته القيمة. شارك في العديد من المعارض الدولية في ألمانيا- البرتغال- اليابان- لبنان- العراق- سوريا.

عمل في تصميم أغلفة الكتب، والإخراج الصحفي لعدد من دور النشر حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التي رسمها أكثر من ثلاثة آلاف كتاب غير المجلات التي رسم أغلفتها أيضا. ألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال والتي نشرت بعدة لغات بواسطة المنظمات التابعة للأمم المتحدة. صمم العديد من الملصقات الحائطية للمسرحيات والأفلام.

الجوائز..

عدة جوائز عن لوحاته في صالون القاهرة – معرض القطن.

جائزة سوزان مبارك الأولى والتميز للرسم لكتب الأطفال 3 مرات.

جائزة اليونيسيف عن ملصقة للعام الدولي للطفل عام 1979.

جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية منذ عام 1977: 1979.

جائزة معرض (بولونيا لكتاب الطفل) عام 2002.

ميدالية معرض (ليبرج الدولي لفن الكتاب) الذي يقام مرة كل ستة سنوات.

البهجة..

يعد “حلمي التوني” واحدا من الفنانين التشكيليين الذين قاموا برسم أغلفة روايات أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، كما أبدع لوحات ثلاثية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.

في لقاء تليفيزوني قال “حلمي التوني” أنه يرفع شعار البهجة طوال حياته في كل شيء، لذلك تفيض لوحاته بالحب بجميع أشكاله، ويؤكد: «اللوحات تفيض بالحب عشان أنا رافع شعار البهجة طول الوقت والله العظيم.. الناس محتاجة البهجة باستمرار، بطبيعتي أنا بصحى الصبح أغني وأرسم، الأغاني اللي بحطها ومعاها اللوحات دي بتجيلي الصبح، فبقول لازم أشارك مع الناس الفرحة واللطافة دي باللوحات».

وعن لوحاته يضيف: «عملت معرض لوحات عن الأغاني.. كل أغنية عملت لها لوحة. مبعملش لوحة مطابقة للنص، لكن بعمل لوحة في جو الأغنية. أنا بحب الغناء جدا، لذلك بقول دايما إن اللي مبيغنيش لازم نخاف منه شوية، زمان كان صوتي حلو. دلوقتي ودني بس اللي حلوة».

بهية..

ورغم تقدمه في العمر في السنوات الأخيرة، استمر إبداعه ولوحاته والجذابة والمبهجة، في احتفالات عيد الأم، كشف عن إحدى لوحاته المميزة، وكتب علي فيس بوك: تذكرت أمي التي ترملت وهي في الأربعين من عمرها فكرست حياتها لتربيتنا نحن أولادها الثلاثة، وهذا أمر معتاد يتكرر كثيرا ـ هذه هي أمي البيولوجية التي لم تختارني ولم أختارها، لكن أمي التي اخترتها واختارها كل أبناءها المصريين هي «بهية» التي نغني لها «مصر يمه يا بهية» والتي أرسمها في كل لوحاتي ومع كلامي هذا أقدم أحدث لوحاتها..«بهية» التي تقدم قلبها وكل حبها لأولادها المصريين.

رثاء..

نعاه الدكتور وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو  وقال وزير الثقافة إن الراحل كان أحد حراس الهوية المصرية، وشكل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة، ليرحل تاركًا بصمات لن تمحى على الساحة الفنية من خلال أعماله المتميزة، والتي أسهمت في إثراء الثقافة البصرية على مدار عقود.

رسام المرأة..

في مقالة بعنوان (حلمي التوني يغمس فرشاته في الظلام ويرحل.. الموت يغيّب «رسّام المرأة» وعازف الألوان بعد مشوار صاخب) كتبت: “نادية عبد الحليم”: “في مشواره الفني الطويل رسم الفنان المصري الكبير حلمي التوني، وناضل بقوة؛ ترسيخاً لمعانٍ طالما آمن بها وأصر على تأكيدها، وأثناء ذلك اصطدم المبدع الذي يعد واحداً من أعمدة التشكيل المصري بالكثير من الصعوبات، ولم يفقد عناده، حزن بعمق على «تآكل الجمال حوله»، شعر للحظات بـ«عدم جدوى صرخاته» المتكررة التي يطلقها عبر لوحاته، لكنه سرعان ما كان يعود إلى مرسمه، حصنه الآمن، حيث فرشاته وألوانه وإبداعاته التي تجسد «الهوية المصرية»، وتدعو إلى «الحب والجمال والحلم»، وفق تصريحاته السابقة.

وصباح السبت، غيّب الموت الفنان حلمي التوني عن عمر يناهز 90 عاماً، لتبقى رؤيته في تصوير الحياة المصرية المعاصرة من خلال المزج بين التراث والحداثة تجسيداً صادقاً لروح وطنه، وتظل بصمته في الصحافة وتصميم أغلفة الكتب والرسم الغرافيكي جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإبداع الفني العربي”.

وعن انتصاره للمرأة في فنه تضيف: “شكلت المرأة مكانة بارزة وخصوصاً في هذا العالم الذي رسمه لنا حلمي التوني، ناضل من أجل حريتها، وخاف على مستقبلها الذي كان يصفه بأنه «هو ذاته مستقبل مصر»؛ لذلك مثلما اهتم بها من الناحية الفنية في لوحاته كمنطق للبناء البصري، والنقطة المركزية في أعماله، فإنها كانت من الناحية الفكرية هي قضيته الكبرى.

وازداد خوف التوني الذي خلّف رحيله حالة من الحزن بالوسط التشكيلي والثقافي بمصر على المرأة، وبرز ذلك في معرضه قبل الأخير «أنا حرة»، حتى إنه قال لـ«الشرق الأوسط»، في حوار سابق: «طوال مشواري الفني من وقت إلى آخر كنت أقيم معارض تحمل بين ثناياها دعوة إلى حرية المرأة، لكن يحمل هذا المعرض صيحة أكثر إلحاحاً؛ لأن المرأة باتت كالطائر المحبوس في القفص الذهبي، المصنوع من حديد صدئ، في الماضي كانت القوانين هي التي تقف أمام حرية المرأة، الآن القوانين تعدّلت، لكن للأسف الشديد ظهر لها عدو جديد؛ هو المجتمع المغلق ومحاولة غرس الإرث الاجتماعي البالي داخلها.”

وفي آخر معارضه، الذي حمل عنوان «يحيا الحب»، جسّد التوني الحب بجميع صوره، فعلى مسطح لوحاته طالعتنا المرأة بجمالها ودلالها مثلما كان يحلو له تجسيدها، وجذبتنا طاقات من العاطفة عبر صياغات شعبية مفعمة بالأحاسيس الإنسانية والروح الفلكلورية.

وعلق التوني على معرضه هذا: «طوال حياتي أرسم عالم المرأة، وهو عالم لا ينفصل عن عالم الحب، وعندما أتذكر المرأة فإننا نتذكر الحب على الفور؛ ومن ثمّ فإن الحب حاضر بقوة في كل معارضي، وليس من المستغرب إذن أن يكون هذا المعرض الذي ربما يكون الأخير عن الحب أيضاً”.

التراث..

يقول عنه الفنان “رضا بيكاسو” مدير غاليري (بيكاسو): “منذ بداياته انطلق التوني تجاه التراث، اشتبك مع مفرداته وقيمه ورموزه وأفكاره وتقاليده وصياغاته الجمالية الموحية، واعتبره منجماً يعد الرفد منه وسيلة لتأصيل وترسيخ مفاهيم الارتباط بالهوية الوطنية والقومية والتواصل مع الجذور العميقة”.

فإن «التراث لم يكن بالنسبة للتوني مجرد مصدر للإلهام، بل إنه أعاد صياغة التراث على نحو غير مسبوق في الفن التشكيلي؛ إذ جدد وأبدع وأضاف بجرأة ورؤية مغايرة للمستشرقين وللرواد المصريين، أكاد أجزم أن أحد أهم أسرار تفرده هو نجاحه في إزالة الحدود الوهمية المصطنعة ما بين الفنون الشعبية وبين الفنون الرفيعة”.

ويؤكد بيكاسو: “لقد استطاع التوني منذ بداية مشواره أن يجتذب أولاً القارئ العادي إلى الفنون الجميلة عبر رسوماته في الصحف، بعد أن كانت حكراً على النخبة والصفوة في بيوتهم الأنيقة، ثم اجتذب هؤلاء الصفوة من جهة أخرى إلى الفنون الشعبية؛ ليستمتعوا بروائعها وتفاصيلها، بعد أن كانت تمتع وتثري ذائقة أبناء الريف والحواري والأزقة الضيقة وحدهم، وكأنه حقق ما يمكن أن نطلق عليه العدالة الفنية في مصر. ذلك الاحتفاء بالفن الشعبي جاء انطلاقاً من رؤية تقوم على اعتباره بمنزلة ملتقى أو حاضنة لجميع الحضارات المصرية؛ لذلك حرص على التعمق فيه، والتزود منه إلى أن صنع لنفسه مفردات وعناصر وموتيفات خاصة به، بل خلق دنيا لها شخوصها وقوانينها وتجلياتها».

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة