25 فبراير، 2025 5:25 م

حكاية في فيلم (8) “أولاد الشوارع”: دعوة لإعطاء المجرمين فرصة للإصلاح ورعاية الأطفال بدون عائل

حكاية في فيلم (8) “أولاد الشوارع”: دعوة لإعطاء المجرمين فرصة للإصلاح ورعاية الأطفال بدون عائل

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم “أولاد الشوارع” فيلم مصري قديم، يطرح قضية اجتماعية هامة، ويمثل أحد الأفلام التي تعكس دور السينما المصرية منذ بداية نشأتها وسعيها الدائم لحل قضايا اجتماعية هامة. يناقش الفيلم قضية الأطفال التي تشاء الظروف أن يصبحوا بلا عائل، ويتركوا بدون أب أو أم وكيف يكونون مصدر خطر على تماسك المجتمع وعلى توازنه، كما يناقش قضية الأطفال الذين ولدوا لآباء جانحين اجتماعيا سواء مجرمين أو يسلكون سلوكيات خارجة عن قوانين المجتمع وشرائعه.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بالضابط “فايز” الذي يلاحق أحد اللصوص ويحكي بصوته ويقوم بدوره الفنان “يوسف وهبي”، حيث يذهب إلى أحد الحارات ويجد أثناء المطاردة طفل رضيع وحده في الليل فيرق قلبه ويأخذه معه، ويذهب به إلى بيته، حيث زوجته “مديحة يسري” تستقبل أختها سميحة” زوزو ماضي” التي عادت من رحلة إلى أوروبا.

ويطلب “فايز” من زوجته أن تهتم بالطفل الرضيع ويعرض على “سميحة” أن تتبنى الطفل لأنها متزوجة من رجل غني ولديها طفل واحد، لكنها ترفض وتسخر منه حين يحدثها عن الفقراء وعن الأطفال الذين يعيشون بدون عائل أو رعاية أو أسرة تحميهم.

وصية..

ثم تأتي أم الطفل وتحكي له أنها كانت تخفي الطفل لأن والده المجرم كان ينتوي قتله، وأنه كان يريد الانتقام منها لأنها أخذت حكم محكمة بالنفقة بعد أن هجرها وتزوج بأخرى، وقد طعنها بالسكين، ولفظت أنفاسها الأخيرة في بيت الضابط “فايز” بعد أن طلبت منه أن يرعى ابنها، ويقرر “فايز” أن يتبنى الطفل وترحب زوجته بذلك رغم أن لديه طفلان وظروفه المادية ضيقة، لكنه يستبشر خيرا حين يترقى في نفس اليوم الذي وجد فيه الطفل.

دعم الأطفال..

تسمي زوجة “فايز” الطفل “تاج” وترعاه كطفل لها، وتمر الأيام ويترقى زوجها لصبح مديرا لإصلاحية في الجيزة وينفذ أفكاره الخيرة حيث يحاول مساعدة الأطفال على اكتشاف المواهب والقدرات الكامنة لديهم، ومن يجده يحتاج لعلاج نفسي يوفر له العلاج. ثم يقرر المجرم “عريبي الاسكندراني” والد “تاج” وهو داخل السجن أن يسترد ابنه ويجعل أخوه يرفع قضية حضانة ليسترد ابنه من “فايز”. ويحكم القضاء برد الطفل لعمه ويأخذ “عريبي الاسكندراني” ابنه ويعذبه، حتى يجعله لصا مثله، حيث كان يكويه بالنار. وتمر السنون ويتحول “تاج” إلى “عزوز ابن عريبي الاسكندراني” ويصبح مجرما مثل والده.

سوء التربية..

على الجانب الآخر تخون “سميحة” زوجها مع رجل قابلته في أوروبا، حيث يرسل لها خطابات غرامية، وتهمل في تربية طفلها حيث تتركه يتطاول على والده، وتفرط في تدليله وحين يتطاول على معلمه لا تعاقبه، وحين يكبر يصبح ابنها “ذكي” سيء الأخلاق يلاحق الراقصات، وحين يتعرف على “عزوز” في أحد الكباريهات يتفقان على سرقة منزل والده.

ويذهب “عريبي الاسكندراني” مع “عزوز” لإتمام السرقة، ويكون “فايز” قد أصبح مديرا للأمن وتأتي التحريات حول السرقة ويذهب “فايز” وابنه الضابط، وحين يهم “عريبي الاسكندراني” بقتل “فايز” ينقذه “عزوز” ويصوب  المسدس على والده “عريبي” لأنه يعتبر “فايز” هو والده الحقيقي، ويدخل السجن لكنه يعد “فايز” أنه سيتحسن بعد أن يخرج من السجن.

التبني والعطف..

الفيلم يصور كيف أن الأطفال الذين تدفعهم الظروف إلى الجريمة بسبب عدم وجود عائل إذا أحسنت تربيتهم واكتشاف مواهبهم يصبحون مفيدين للمجتمع، ويحث الأسر الغنية على تبني أطفال الشوارع لكي يوفروا لهم بيئة ملائمة وإمكانيات للتربية ولتغيير المصير البائس، كما يحض على إنشاء الجمعيات الخيرية التي تعني بهؤلاء الأطفال وترعاهم وتوفر لهم حياة. لكنه مع ذلك لا يناقش دور المجتمع في توفير الرعاية والحياة الكريمة لهؤلاء الأطفال وإنما يقدم المساعدة لهم كفضل يقوم به الأغنياء تجاه الفقراء.

كما يتناول الفيلم قضية تربية الأطفال حينما صور “ذكي” الغني ابن “سميحة” وكيف أن تدليله وتركه بدون تربيه سليمة قد ساهم في أن يكون رجلا غير ملتزم، ويسلك سلوكيات ماجنة، ويسعى لسرقة والده. وكأن الفيلم يؤكد على الأهمية القصوى للتربية السليمة التي تخرج أجيالا مسؤولة.

إخراج الفيلم كان بارعا، وكان أداء الممثلين قويا، واعتمد الفيلم على السرد بصوت “يوسف وهبي” حيث تخلل أحداث الفيلم حكي البطل “فايز”، كما أعطى الفيلم فرصة حتى للمجرمين أن يعودوا عن ما هم فيه حتى بعد دخولهم السجن، مؤكدا أن السجن هدفه إصلاح المجرمين وليس معاقبتهم.

الفيلم..

فيلم “أولاد الشوارع” إصدار 1951، تمثيل: “يوسف وهبي- مديحة يسري- زوزو ماضي- سراج منير- فريد شوقي- فاخر فاخر- شكري سرحان- رشدي أباظة- حسن البارودي- عمر الحريري”.

تصوﻳﺮ “مصطفى حسن”، مدير التصوير”روبير طمبا”، ﺇﺧﺮاﺝ “يوسف وهبي”، “حسن الإمام”(مخرج ثان)، أبو السعود محمد (مساعد مخرج)، موﻧﺘﺎﺝ “حلمي صادق”، ﺗﺄﻟﻴﻒ “يوسف وهبي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة