29 نوفمبر، 2024 7:39 م
Search
Close this search box.

“حضنِكِ الأبعدُ من السحاب”

“حضنِكِ الأبعدُ من السحاب”

خاص : شعر – مؤمن سمير  

مصر

وحدي في القطارِ

في كرنفال العاصمةِ..

في المظاهرة الطويلةِ

واعتصام العمالِ..

في الشتاء المختبئ خلفَ

الذكرى

وقربَ غابةِ الضالِ

الأخير..

في الحديقةِ العامةِ

والبحرِ الذائبِ

في الحُلمِ..

في مصاعد العمارات

والفوتوغرافيا

والفندق الشعبيِّ..

في ممرات العشاقِ

والغَرقى..

لكنني لا رئةَ عندي في حضنِكْ

لأتنفس الخوفَ

والزحامْ……

..هذا أبي

وهذه نظرتهُ تقبِضُ

رعشتي..

هذا جحيمُ الشبحِ

وسَوْطهِ الراقصِ

في الهواءِ..

..أمي وأمكِ

القتيلتانِ

والجار الهاربِ

من ذبحي..

يا حبيبتي لا تهربي

هذه عيني الواقعة

في حِجْري

إذا تدحرجت لن تَمَسَّكِ

بل ستقعُ في الحفرةِ..

اسمعيني..

أواني تسللَّ واقتربَ..

ولم أغلق ساعديَّ على نبيذكِ الصافي بعد..

أصبحتُ أسمعُ طَرْق حذاءِ الموتِ

قرب سريري

ولم يلتصق ظلي بجلدِكِ لأنجو

ولا طرتُ وأنزلتهُ في جزيرتي

وتنهَّدْتُ مطمئناً..

أنا عجوزٌ مسكينٌ،

صدقيني

وحضنك يسندُ ظَهري

رغم أنهُ أبعدُ من المستحيل

ورغم أني حلمتُ حلماً طويلاً

ومُشْبِعاً

جعلني أنحتهُ على خشبِ

عَصايَ

وألصِقُ رائحتهُ

في سماءِ البيتِ

وأُرَبِّتُ عليهِ دوماً

كي يحنو عليَّ

ويشيلني إذا طاشَ قلبي

وأنا أعدو

وألهثُ في الظلام ……

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة