13 أبريل، 2024 5:41 ص
Search
Close this search box.

“حسين رحيم”.. رواياته تتناول مصير الإنسان إزاء استلابه في عالم تجاور فيه الفاجعة المسرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“حسين رحيم” روائي وكاتب عراقي،  من مواليد 1958 في منطقة الفيصلية. انتقل إلى محلة “الشيخ محمد” في “باب الجديد ” وكان بيته يقع قرب بيت الرضواني وهو رجل يحبه أهل الموصل وينسبون له كرامات وأفعال طيبة، وانتقل إلى حضيرة السادة قرب حمام المنقوشي.

بدأ في القراءة  في وقت مبكر من عمره وكان  طالباً في مدرسة المقاصد الابتدائية في المنصور، ثم متوسطة الحكمة  وأنهى  المرحلة الثانوية في ثانوية الشعب المسائية, ثم أكمل بكالوريوس ترجمة من جامعة “لاهاي” الدولية.

وكانت بداياته الأولى في المسرح وكانت أول فرقة مسرحية يشترك فيها هي فرقة “أضواء المسرح”، حيث كان  بعمر 15 عاما واشترك في أعمال كثيرة ثم توقف بعد سنوات عن المسرح،  واستمر في الكتابة الأدبية وقرأ معظم التراث العالمي في الفلسفة والفكر والآداب والفنون ثم تحول إلى التراث العربي بمجمله. وكانت لهذه الثنائية الثقافية أثرها في شمولية رؤيته للعالم وحركة الإنسان والتي ظهرت في نصوصه الروائية والقصصية والمسرحية والشعرية..

العضويات التي شغلها:

  • عضو إتحاد أدباء وكتاب العراق.
  • عضو إتحاد الدراميين.
  • عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العراقيين.
  • عضو نقابة الفنانين العراقيين.

مؤلفاته..

1-  الِقران العاشر-  رواية (الهيئة المصرية العامة للكتاب) عام  2007.

2- أبناء السيدة حياة – رواية عام 2013.

3-  لعنة الحكواتي (مجموعة قصص)  2019.

4- مسرحيات حسين رحيم (مجموعة مسرحيات) العراق / موصل.

5ـ دمع العسل (ديوان شعر) لندن/ بريطانيا 2010.

الجوائز التي حصل عليها:

1.الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي اقيمت في مركز شباب الموصل عام 1975وكان ذلك أول نص قصصي اكتبه وعنوانه (صبي الأحلام).

  1. الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها جريدة نينوى بقصة (حقيبتي الصفراء التي…)عام 2000.
  2. الجائزة الأولى في مسابقة قناة الديار الفضائية للقصة والشعرعن قصة (سيد حديقة الشهداء).
  3. الجائزة التقديرية الأولى في مهرجان البغدادية الأول للقصة القصيرة والرواية عن رواية (موصليا).
  4. جائزة ناجي نعمان العالمية عن قصة (لعنة الحكواتي ) عام 2009.

أعماله..

  • عمل محرراً في الصحف والمجلات التالية: (جريدة نينوى/ جريدة الوئام/ جريدة الغد/ جريدة ومضات جامعية/ مجلة مناهل جامعية مابين عامي 2000 و2005).
  • عضو لجنة فحص النصوص في المسابقة الإبداعية السنوية التي تقيمها جامعة الموصل، ويشترك فيها منتسبو الجامعة من تدريسيين وموظفين وطلبة دراسات أولية وعليا في مجالات القصة والشعر والخاطرة والرسم والموسيقى والخطابة، ولخمس دورات.

طريق الرواية..

في حوار معه أجراه “حكمت الحاج” يقول “حسين رحيم” عن مسيرته مع الرواية: “دائما ما تشكل البدايات هوية ما سيأتي فيما بعد، لذلك كانت أسئلتي في بداياتها لا شكل لها لأنها جاءت من رحم دهشتي بالعالم والموجودات من حولي وربما هي نواة لما كتبت لكني استطيع القول إن أولى بوادر معرفتي كانت من قراءاتي المزمنة للحكايات وسير الأبطال الشعبيين والملاحم القديمة والتي أسطرت مخيلتي فيما بعد.

فالوقائع والأحداث وحركة الناس وردود أفعالهم وعلاقاتهم بعضهم بالبعض الآخر والتي تشكل بمجملها حركة المجتمع، كانت شكلا من أساطير نسجتها مخيلتي لتتحول فيما بعد إلى أيقونات لما سيأتي رغم إن الحرف في بداياتي لم يكن رفيقا لأصابعي فيما كان قلم الفحم والفرشاة هما مسرب ما يختلج في أعماقي من دهشة بهذا العالم الجديد علي كل يوم. والتي كانت تشدني إلى الورقة البيضاء واللوحة فيما بعد ورائحة ألألوان الزيتية.

وفي المرحلة المتوسطة  كنت أحد أبرز رسامي المدرسة آنذاك حيث  كان هوسي الوجوه والضوء والظلال حين كنت التقط وجه أحد أفراد عائلتي وهو غافل عني وأخططه وأقرأ رد فعله المشحون بالدهشة وهو يرى وجهه على الورقة،  أو أضع أمامي فردة حذاء أو قطعة ثوب، أخطط طياتها ببراعة.

وبمرور الوقت بدأ قلم الفحم والفرشاة تضيق مساحة خطوطه وألوانه فتحولت من لغة البصريات إلى خشبة المسرح التي كان يسعدني الوقوف عليها لكنها توقفت عاجزة أمام خيال مجنون يركض في كل الاتجاهات  في حصيلة ذلك المسار المبكر نسبيا،  ارتكنت إلى سيدي الحرف الذي ما خذل مخيلتي أبدا. وحيث إن ذكرياتي في المدينة جاءت من أكثر من مكانية موصلية فقد تنوعت رؤيتي إلى أزقتها وبيوتاتها وسواقي المياه في الأزقة وتلك الرائحة التي تميزها العفونة والأكل البائت لذلك كانت هذه الفوضى المنظمة للأمكنة والروائح والوجوه المشحونة بالتعب واللاجدوى ومضات مجروحة في أغلب أعمالي. من هنا جاءت الرواية عندي بمثابة المصب الحقيقي لهجير اللاجدوى في أعماقي ولم يكن سوى الكتابة ولا شيء غيرها”.

وعن الخيال الذي أثرى الرواية لديه يقول “حسين رحيم”: “في البداية. نعم أستطيع القول أن الصورة كانت نواة اشتغال مخيالي البصري في معظم أعمالي لكن ليست استنساخا أو مناقلة من مكان إلى آخر بل في أغلبها كانت مخلقة في الذاكرة ثم أكتبها بطريقتي، ذلك إن البصريات كائنات خرساء لا تمنح مكنوناتها بسهولة لذلك وجب على المخيلة أن تصنع ما شاء لها من افتراضيات للمكان. للأشخاص كي تعيد ترتيب الأمور على وفق ما تقوله الرواية. وهناك أكثر من مكان مصنوع في أعمالي الروائية، خاصة الغرف السمراء والبيوت العتيقة وأزقة الموصل التي هي أزقة مخيلتي وهذا يصب في جوهر عمل الروائي.

ولعل “غاستون باشلار” في تحليله للمكان والماء وأحلام اليقظة كان أحد مداخلي فيما كتبت عن روح الصورة للأشياء. ورغم كل ما ذكرت فإن المكان أو الإحساس بالمكان أو رائحته أو صوته هي دعامات للرواية لا غير، وتحولاتها وحركتها باتجاه الحرية والخلود، أما الصوت فهو أكثر خطورة وجرحا في النفس لأنه يبقى في الذاكرة وينمو كطفل لعوب بالروح يقلبها بين ما هو مفرح ومسر للنفس وما هو مؤلم لذيذ في تجريحه.

إذ لو عشنا في عالم بلا صوت لكانت أحزاننا أقل وجروحنا أكثر تقبلا. هكذا هي الحواس، لها دور مهم وخطير في تشكيل لون الإبداع وهو ما يكون شكل من حيرة ودهشة ثم تساؤل عن شكل الإبداع حين يكون الصوت مفاتيح مدونة بالحبر قبل السماع  كما عند بيتهوفن الذي ألف أعظم سيمفونياته وهو مصاب بالطرش التام. لكن عند جيمس جويس, ربما نجد هذا الأمر أو بعض منه في صورة الفنان في شبابه. أما عوليس أو يقظة فينيكان أظن أن الأمر يتجاوز هذا الجانب إلى آفاق أخرى تتداخل فيها سرودات متنوعة وأساطير. مازال النقد يقف أمامها متأملا”.

أبناء السيدة حياة..

وعن روايته “أبناء السيدة حياة” يقول “حسين رحيم”: “الموصل مدينة توحي للوهلة الأولى بأنها مغلقة لكنها مفتوحة على نفسها من الداخل لذلك هذا الانفتاح والانغلاق على الداخل والخارج جعلني في أحايين كثيرة أدخل نسيج الحدث الداخلي وأتقنع بلغته من خلال استخدامي لبعض المفردات الموصلية العامية والتي في أغلبها هي من الفصيح لأنها تشكل الروح الشعبية الموصلية. لذلك أنا لم استخدم العامية في الرواية لذاتها بل . بالإضافة لذلك أنا لا علاقة لي بشخوصي وأقف على مسافة واحدة منهم جميعا. ثم أنا لا أعرف معنى الكتابة الواقعية، لأنني فاشل بالنقل، ولست أمينا على ما أنقله من الواقع، لأن الواقع شيء غير واقعي، بل هو أقرب إلى الجنون والسريالية منه إلى المنطق”.

الوجودية..

وعن تأثره بالوجودية يقول: “الموصل في سبعينات القرن الماضي كان فيها شارع الدواسة الذي كان ملتقانا بما فيه من مكتبات ومقاه مثل مقهى أم كلثوم ومذاق الشاي الأسود ذلك الشارع الذي كان أسطورة أحاديثنا أنا وأنت وصباح  وكان ينضم إلينا في أحيان آخرين من هناك تعرفت على الفلسفة الوجودية والماركسية والعبثية والظاهراتية والمثالية الألمانية والفلسفة اليونانية، وجئتها وأنا مشبع بقراءة الروايات العالمية “ديستويفسكي تولستوي واندريه جيد والدوس هكسلي وأندريه مارلو وكافكا وكامو ونيكوس كازنتزاكيس وهرمان هيسه وأندريه جيد وفلوبير وبلزاك وستندال” وغيرهم كثير. واكتشفت أن أغلب هؤلاء كانوا يمتلكون وعيا فلسفيا للكون والحياة يؤمن به وهذا ما يفتقر إليه الروائيين العرب في الغالب الأعم.

وكانت قراءاتي للفلسفات الثلاث الماركسية والوجودية والظاهراتية وعلى الرغم من تحفظي على موقفهم من الدين أعدهم دربي الحقيقي في فهم العالم وحركة الأشياء والعلاقات، واعتقد أن أغلب النظريات الحديثة في كل مجالات المعرفة الإنسانية استندت بشكل أو بآخر على هذه الفلسفات الثلاث بالإضافة لذلك كانت قراءاتي للصوفية الإسلامية عند “الحلاج وابن عربي والسهروردي” كذلك قراءاتي “لابن خلدون وابن رشد” عن المدنية والتمدن وحرية الفكر.

هذه وغيرها وسعت من أفقي المعرفي والفكري وبالتالي أعطتني رؤيا بانورامية للعالم بكل تنوعه وإشكالاته وتقلباته. ومن هنا جاءت رواياتي على قلتها تتناول دائما مصير الإنسان إزاء استلابه في عالم تعيش فيه الفاجعة جنبا إلى جنب مع المسرة وتنام فيه الوداعة في حضن الجفوة وتصافح فيه الخيانة يد الأمانة وتعلو قامة الزيف على الحقيقة. لذلك كانت المأساة عمق وجود العالم”.

الرواية العربية المعاصرة..

وعن رأيه في الرواية العربية المعاصرة والروائيين العرب المعاصرين له يقول “حسين رحيم”: “كانت متعة كبيرة لي حين أذهب إلى المكتبة العامة في الموصل وأجلس فيها لساعات أقرأ على كراسيها التي على شكل مساطب من الخشب المصقول أيام العطل المدرسية وقد قرأت الكثير من الروايات ودواوين الشعر على هذه المساطب القاسية، ثم تعرفت على صاحب مكتبة كانت سردابا صغيرا مليئا بالروايات وكتب الأدب ألأخرى كنت اشتري الرواية منه ثم أبيعها له بعد قراءتها بثمن أقل، وكان يستغلني لكن شغفي بالرواية يغمض عيني عنه.

وقد تعرفت على الرواية العربية من خلال قراءتي ل”نجيب محفوظ ويوسف إدريس” ثم توسعت قراءاتي لتشمل آخرين مثل “أحلام مستغانمي، واسيني الأعرج، صنع الله إبراهيم، كاتب ياسين، الطاهر بن جلون، ويحيي الطاهر عبد الله”. أعجبني المغاربة بجرأتهم في الطرح أكثر من المشارقة لكن اختلاف اللغة السردية هو ما ميزهم أكثر بخاصة عند “أحلام مستغانمي وكاتب ياسين وواسيني الأعرج”. وقرأت ل”عبد الرحمن منيف وحنا مينا والطيب صالح وعبد الخالق الركابي” وما بعدهم من أجيال مثل “إبراهيم الكوني وجمال الغيطاني”، وقرأت لغيرهم لكن للأسف لم يتمكنوا من أخذ مقعد في ذاكرة ثقافتي رغم احترامي للكتابة الإبداعية أي كان شأنها.

كنت أبحث عن تلك الشخصيات التي رسمها “ستاندال وفلوبير وفولكنر وديستويفسكي وألبير كامو وفرجينيا وولف وانطوان دو سانت اكزوبيري واندريه جيد وفرانسوا مورياك” وغيرهم.. أقول ليس ذنب الروائي العربي أن يكون محصورا داخل المثلث الأبدي الهم العربي (جنس، سياسة، مال) رغم أن “عبد الرحمن منيف” في روايته “مدن الملح” بأجزائها قد تخطى هذا الحاجز إلى هم الإنسان العربي المقهور بفعل الظلم وانعدام الحرية والتحول الحضاري ما بين الصحراء والتمدن. هناك آخرين كتبوا في التجريب “رشيد بوجدرة” مثلا.

وكتاب الواقعية كان لهم التأثير في نظرتي إلى الواقع الشعبي والحارات كما في أعمال “غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي” وغيرهم فكانت إطلالتي الجديدة على واقع عشت طفولتي وصباي فيه وهي واحدة في معظم المدن العراقية حيث الفقر هو الموحد دائما في الهموم ليس هناك من روائي عربي من لم يتغن بجوع الفقراء بلغة استعراضية بشكل أو بآخر.

لكن مشكلة الروائيين العرب في الغالب الأعم, أنهم لا يقرأون الفلسفة. ولكن لن أنسى مشهد من رواية ديستويفسكي “الجريمة والعقاب” حين سحبت أم سونيا أبناءها إلى الشارع ليعملوا كمهرجين وابنتها أرسلتها إلى الدعارة بعد يأسها من زوجها المدمن. كان مشهدا جارحا لي كثيرا وقتها رغم أنني شاهدت ما هو أسوأ فيما بعد.

إن أغلب الروايات التي قرأتها تحمل جروحا سياسية أو خيبات حب أو تتناول انتكاسات في التاريخ كرواية “رضوى عاشور” (غرناطة) أو التحدث عن المسكوت عنه والمحظور لكأن الرواية طاقية الإخفاء التي يرتديها الروائي ويدخل دهاليز التاريخ والعلاقات السرية في القصور وحريم السلطان وغيرها من أساليب الجذب للقارئ والناقد.

في كل الروايات العربية التي قرأتها كان ثمة مأساة ترسم خطوطها في متن الحكاية وكانت لكل مرحلة رواية ما تأسرني وأٌقرأ أعمال صاحبها ثم اتركها وأتحول لروائي آخر. إن قراءة الرواية بلغتها الأصلية أكثر قربا لآلية الاشتغال عند الروائي من الرواية المترجمة لكن رسم الشخصيات الروائية في الأدب المترجم أكثر عمقا منه في الأدب العربي”.

وفاته..

توفى “حسين رحيم” يوم 26 ديسمبر 2021 بعد أزمة قلبية أصابته.

قصيدة أبي

ل”حسين رحيم”

أبي

وقت كان القمر شاعر ا

كنتَ محاطا بزهر البنفسج…

وتعشق التحليق والتباهي

بالنساء

وآخر الليل

كنتُ أسمعك تبكي

لم اسأل نفسي أبدا

لم بكاء الأب يكون آخر الليل

خوف أن يلحق بي الجواب حين أكبر

ويفسد علي ما تبقى من عمري

ويوم ولادتي كنتَ عائدا من سفر طويل..

فوجدتني.. طفلا وسيما يشبهك

قبلتني في فمي

منحتني اسمي.. وغادرت

بعد أن دحست في جيبي بطاقة يانصيب

هكذا تعلمت

أن الأباء كائنات حزينة

وجدو للرحيل

وبيع الحظ لأبنائهم

وقبيل موتهم يتحولون إلى …..؟؟؟؟؟؟؟

وكنت انتظر

ابي ….

أيهذا الرجل الوحيد…

يا….أبن ريح الشتاء الأسود

وربيب قمم الجبال

هل تذكر… كيف حملتني بيد واحدة ورميتني

من أعلى قمة ذاك الجبل المدخن

إلى الدنيا

ثم فتحت جناحيك وحلقت عاليا..

وتركتني سعيدا.. كنت انتظر

مذ ذاك الوقت غادرت النجوم مساءاتي

وارتحل الشعر

وانتظر

أبي….

لم أرك سوى ثلاث مرات

يوم بلطتني أمي عند حافة الدنيا

ويوم ارتكبت أول أخطاء قلبي

كنتَ حاضرا

صفعتني وغادرتْ

ويوم صرخت بوجهي

إنها الحرب

ألبستني الخاكي

وضعت في يدي بندقية تشبه وجهك

وحملتني وزر حرب من حروبك الخاسرات

ثم رحلت

ويوم رأيتك آخر مرة

تمارس بكائك آخر الليل

كنتُ هناك… أناديك

أبي

أيها المستريح في جيبي الخلفي

يا وزر خطيئتي

لم زرعت في ضميري بطاقة يانصيب

وغادرت

ألم تعلم أن الحظ كالقدر لا يورث

وأن الأباء حين يغادرون لن يعودوا حتى إلى أحلامنا

وإنك لم تعد وسيما

والحروب غادرت سوح القتال

وجسدي تخلى عن جروحه

كما القمر تخلى عن قصيدته ولم يعد بكاؤك يتشبث بأذياله

أبي..

يا أخر رجالات

قبيلة الآباء

ما الذي تبقى منك

بعد أن أقفل العمر أبوابه

وبت أعيش وقت تاريخي الضائع

أنا الذي تقاسم رغيف الموت مع النهايات

وصنعت من زبد البحر

تعويذة عقوق الآباء للأبناء

أنا ابنك الضال

الذي محا درب عودته

وارتدى طاقية إخفاء العمر

كي لا يصل إليك

أبي…

أنا من تبنى أبوتك بلحظة فرح

وأنت من أورثني عمرا من…..

مازلت استيقظ كل صباح

وقدحي….

قرب وسادتي ملآن بحزنك

سأشرب نصف الكأس هذه المرة

فقد علمني قدري أن أقف عند حافة كل حلم

وأن اقطع منتصف الدرب دائما

وأن أعيش نصف ألأشياء دائما

نصف حب

نصف كره

نصف ضحك

نصف ندم

نصف…….أب ………….

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب